أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - مَن يعرفْ ،أور أسرف؟



مَن يعرفْ ،أور أسرف؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 23:26
المحور: حقوق الانسان
    


أور أسرف ليس اسما عبريا لرجل فقط،وهو ليس جنديا في كتيبة الصفوة، (غولاني)أُصيبَ بجرح بليغ في عملية الجرف الصامد 2014 أيضا، بل هو سائح إسرائيلي كان يمارس هواية صعود الجبال في نيبال، أور أسرف، تحوَّل إلى رمزٍ من الرموز، مثلما تحول الجندي (الغلبان)، غلعاد شاليت إلى أسطورة، ومثلما تحولت جثة الطيار، رون أراد، إلى وسيلة لتنفيذ حروب ومُطاردات تشمل كل بلدان العالم،
ما الغاية من إرساء هذا المبدأ، مبدأ المواطن غالي السعر، أي الفرد الثمين؟
أور أسرف شابٌ إسرائيلي، سافر إلى نيبال، ليتنزه هناك، ولكن زلزال نيبال حوَّله إلى رمز للمواطن الإسرائيلي، غالي الثمن،
استطاعت طواقم الإنقاذ الإسرائيلية إنقاذ مئات المتنزهين الإسرائيليين في نيبال، حتى أطفال الأزواج اليهود، المولودين من أرحام نيبالية مستأجرة،بقي فقط أور أسرف، فلم تجد له طواقم الإنقاذ الإسرائيلية أثرا، حتى يوم 3/5/2015!
حينئذٍ قدَّمتْ إسرائيل لوالده، باتريك،كل التسهيلات حتى يبحث عن ابنه بنفسه، فسافر مع شخصين للبحث عن ابنه في الفندق المهدوم، حيث كان يقيم، وساعدتْ هذا الأب الإسرائيلي المفجوع طائرتا هليكوبتر!
بقي أور أسرف ثمانية أيام ، لم يُعثرْ له على أثر، إلى أن تمكنت طواقمُ الإنقاذ من تحديد مكان جثته يوم الأحد 3/5 ، وأخيرا عُثر على جُثَّته، وقدم والده الشكرَ للشعب الإسرائيلي والحكومة!
هذا الأور أسرف، أعاد لي صورة مئات العرب المهجَّرين من أوطانهم، ممن يغرقون وسط البحار، ليس فقط بسبب تقصير أهلهم في حقهم، ولكن لأن أوطان العرب الأخرى ترفض مساعدتهم!
خمسمائة، أو ثمانمائة، أو ألف، أو بضعة آلاف، يبتلعهم البحر الأبيض المتوسط،وهم في طريق الهجرة هروبا بحياتهم فتذاع أخبارهم بعد ساعات قليلة من الغرق في الإذاعات العربية، كخبرٍ ثانوي، ثم ننتظر قوافل موتٍ جديدة أخرى!!
حتى سفراء العرب في الدول التي يموت على شاطئها إخوتهم وأهلهم، يغيبون عن المشهد، أو يؤدون طقسا بروتوكوليا، ويظهرون أمام وسائل الإعلام يُصرحون بجهودٍ لم يقوموا بها، ومساعداتٍ لا تصل إلى مستحقيها!!
أور أسرف، ليس فردا إسرائيليا، ولكنه عقيدة إسرائيلية،تهدف لبناء روح الشعب، وتدفع الأبناء للتضحيات، وتمنعهم من التفريط في واجباتهم الوطنية!
إن الاهتمام بحياة الفرد في الأوطان، ليس ترفا، ولكنه عقيدةٌ، تصوغ الشعب، وتدفعه للعطاء والبذل والتضحيات!
إن احترام الأوطان وتقديسها، لا يكون بطوابير الصباح في المدارس، التي تُنشد الأناشيد الوطنية، وتقف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وتحيي العلم الوطني، وليست أيضا بالمجندين ممن يدخلون سِلك الجندية كمهنةً من المهن، بعد أن عَدموا الوظائف، وفشلوا في إيجاد عمل، ولا من أساتذة الجامعات ممن يسوقون العلوم كبضاعةٍ من البضائع، ويمنحون أعلى الشهادات لمَنْ لا يستحقونها، ولا من القضاة والمحامين، ممن يفخرون بقدراتهم على التحايل على القوانين؛ ولكنَّ احترام الأوطان جينةٌ موروثةٌ في نطفة المناهج التربوية، ووشم من القوانين المُلزمة للجميع،ونماذج التضحيات والخدمات التطوعية، وآليات من المشاركة في السباق على امتلاك المعارف والعلوم، وبذر الأمل في النفوس بالفنون والثقافات والتوعية.
إن كلَّ وطنٍ يُبادل مئات وآلاف من أبطاله وأسراه، ببقايا رفاتِ جندي، ثم يحتفل منتصرا بذلك، هو وطنٌ لم ينجح في تعريف معنى البطولة والتضحيات،وطنٌ لم يقنعْ أبناءه بحبه لهم، وقدرتِه على حمايتهم، والذود عنهم!!
كذلك، فإن كلَّ وطنٍ لا يملكُ دستورا يُنظِّمُ الحياة، ويُرسِّخُ الآمال، ويُراهنُ على مستقبل الأجيال؛ فإنه وطنٌ مُعوَّقٌ، من أبرز صفاته؛ أنه يعتبر مواطنيه عالةً، وشبابَه كارثة وطنية،يقيسُ آماله وطموحه بالكم، وليس بالكيف، فالدولُ الكبرى، لا تُقاس في عالم اليوم بمساحاتها الجُغرافية، بل تُقاسُ بمساحاتها الثقافية والمعرفية!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات بين زلزالين
- عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير
- عُسر الذوق الفني
- هل الدولُ تُهدَى؟
- دعشنة مخيم اليرموك
- بروفات حروب المعلومات
- سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد
- بيبي، ساحر السياسة في إسرائيل!
- مِن أسرار تدمير الآثار
- إيقاف نشاط وحدة الكلاب في الجيش مؤقتا!
- تشرشل موديل نتنياهو الشخصي
- كلاب تأكل العجول، وكلابٌ ترقص
- تطهير لمثقفي اليسار في إسرائيل
- أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟
- عاموس عوز: حرب بدوني وبدون أبنائي
- الإسرائيليون أطول أعمارا من الفلسطينيين
- أخطر التهديدات التي ستواجه إسرائيل 2015
- قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد
- ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية
- أين العرب من عصر أفول النفط؟


المزيد.....




- مقررو الأمم المتحدة يدعون إلى امتثال كامل لمذكرة اعتقال نتني ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل إيصال المساعدات للمحاصرين بشمال ...
- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - مَن يعرفْ ،أور أسرف؟