حسن الطيب
الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 18:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ فترة ليست قصيرة وأنا افكر عن ماهية وجودي وسط هذه الأمة المتصارعة التي تظن ان قمة العار ان نبقى أحياء وننادي بالحرية والسلام بينما الاخرون يموتون في " عصر الموت المقدس " ! الموت لدى هذه الأمة اصبح غاية وأحتفال دائم وجزء من جوهرها . أينما تذهب تلاحقك عبارات الشهادة لا لتمجيد الراحلين ولكن لتحويلة الشهادة الى مؤسسة . وبفضل هيمنة "سَدَنة المعابد " على السلطة وعلى رقابنا نحن حولت كل المؤسسات الحكومية الى خلايا تجنيد وتلقين ثقافة الموت . مبدأ التلقين الذي حول عقول الناس والاطفال خصوصا الى مكب لصب افكارهم ومواعظهم المريضة واقناع الاخر بكراهية الحياة الزائلة والتي لا قيمة لها من منظورهم . هنا كل طاقات الدولة تحولت الى خلايا تبث وتنشط ثقافة الموت والشهادة وترهن مصير الانسان بمدى تمسكه بالشهادة في سبيل الله او في سبيل الشيطان ! لا تجد داخل اروقة المؤسسات التي تحولت الى مساجد مفهوم واضح لماهية الانسان وحقوقه أو طرق للمعالجة وايقاف ماكنة الموت !!
الاغبياء شدوا ذيولهم وافترسوا هذه الارض ومارسوا بها عهرهم الاخلاقي الاصيل بمنظومتهم الفكرية والمتجذر بموروثهم البالي وبدأو بعملية تشفير الأمة وتدجينها حتى اصبح من السهل اخضاعها واركاعها .
كل إنسان خارح أسوار الطائفة عدو ما دام ينافسها علی-;- حيز الجغرافيا.وما دام الانسان نفسه ورقة تفاوضية مهمة للوصول الی-;- السلطة والاستعلاء والهيمنة فلا مانع من نفي الانسان من أجل الإستيلاء علی-;- تلك الجغرافيا التي يشغلها ذالك الانسان الذي ينظر للحياة من نافذة اخرى .
لن ينتهي هذا العصر الذي يفتخر ابنائه بمهرجان الدم القائم حتى يفنوا ويسحقوا الى أخر ذرة فيهم ، وما فيهم من تعصب وتطرف وجهل وتخلف يكفي لاحراقهم ويعجل بنفيهم امام صالات المؤتمرات الكاذبة التي يعقدها الساسة ( سَدَنة المعابد ) والتي تلمع وتجمل صورهم وبكل بساطة ووقاحة يرددونها ان مشاريعهم هي من أجل " مصالح الأمة"
وسؤالي بختام هذا الموضوع : كيف تنجو الأمة من هذه المحارق وهي تتمسك بقادة سياسيين هم اقرب لشغل مناصب (سَدَنة المعابد) ؟
***************************************************************************************
الأسلام يجب ان يحصر في الحياة الخاصة ويبعد عن الحياة العامة ومؤسسات الدولة !!
#حسن_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟