أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟















المزيد.....

ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 354 - 2002 / 12 / 31 - 19:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                               

ما تعلنه السلطات الإيرانية من أسباب لحالات الهيجان والتصادم بين السلطة والناس في مدينة ( الأحواز ) المعروفة بالأهواز وبقية مدن إقليم ( عربستان ) الإيراني والذي تصر السلطات الإسلامية على تسميته بإقليم ( خوزستان ) لاتثير العجب والتعجب فقط ؟ بل تزرع كل عوامل ومسببات الخيبة وتنزع الأمل في إمكانية أن يقوم نوع من التفهم الحكومي الإيراني لحاجات الإقليم العربستاني وتلبيتها والتعامل معها وفقا لروح الشفافية والموضوعية والإنفتاح والتسامح الذي يتيح للجميع التعبير عن الرأي والقناعات دون إشهار سيوف التخوين والتكفير وخصوصا وأن إيران تعيش مرحلة جديدة ومتميزة في تاريخها تتمثل بسيادة المنطق الإصلاحي ومحاولة معالجة جراح وتقيحات المراحل الملتهبة الماضية من التاريخ الإيراني الحديث منذ ثورة 1979 وحتى اليوم ؟ فلم يعد مقنعا للرأي العام الدولي أن تكون أسباب إضطرابات شعبية ومصادمات عنيفة ودموية مع السلطة تتأتى فقط بسبب حملات بوليسية لمكافحة أفلام وأقراص الفيديو الإباحية !! ففي ذلك تبسيط ساذج لحقائق ومؤشرات لم يعد من الممكن إخفاؤها أو التلاعب بتداعياتها ومسبباتها !! فالحديث عن ثورة وإنتفاضة شعبية سببها أفلام الفيديو الإباحية لايشكل إهانة لشعب الإقليم العربي المسلم بقدر مايمثل إهانة واضحة للسلطات ايرانية ذاتها!! والتي تتعكز على أساطير إعلامية بائسة لطمر حقائق المعاناة الإنسانية بأبعادها الإقتصادية والسياسية والثقافية التي يعانيها شعب الإقليم وفي غالبيته المطلقة اليوم شباب يريدون ويطمحون بممارسة حقهم الديمقراطي والإستفادة من رياح المتغيرات الدولية ودخول الألفية الكونية الثالثة برؤى ومنطلقات حضارية وسياسية تتجاوز حالات الإقصاء والتهميش بل والإحتقار التي يعانيها المواطن الأحوازي وفي إقليمه الذي يشهد تشوهات ديموغرافية فظيعة وكبت شديد ومحاربة فعلية وقائمة ضد الحرف والثقافة العربية هناك وفي مفارقة واضحة بين المباديء المعلنة للشعارات الثورية الإيرانية وبين تطبيقاتها التي تنفذها بحرفنة واضحة قطعات ( الحرس الثوري ) المهيأ للتعامل مع الحالة الأحوازية بأقصى درجات العنف المسموح ؟!

لعل الظلم الواقع على أهل الأحواز قد توارت حقائقه وصوره البشعة ضمن الملفات الساخنة التي تحفل بها المنطقة حاليا والتي لاتسمح بطبيعة الحال بتسليط الأضواء الكاشفة على العديد من الملفات المتأزمة في الشرق الوسط الحافل بما لذ وطاب وتنوع من قوائم الأزمات ، فالأزمة العراقية وتفرعاتها وإحتمالاتها المفتوحة قد أضحت اليوم مالئة الدنيا وشاغلة الناس ، والأزمة الفلسطينة بمآسيها الدموية اليومية تظل ملفا ساخنا ينتظر المعالجة والحسم أيضا ، بينما الأزمة الأحوازية وهي واحدة من أقدم أزمات المنطقة التي نسيها التاريخ وتخلى عنها أهلها تضيع في زحام الأزمات ماتقدم منها وما تأخر ! وليس سرا إن إقليم عربستان الإيراني يعاني على العكس من باقي الأقاليم الإيرانية من كل مظاهر التهميش والإقصاء والهيمنة العسكرية والإستخبارية يضاف إلى ذلك سياسة التجهيل ومحاربة الثقافة العربية في منطقة عربية الأصل واليد والوجه واللسان ..! وكل مافي الأحواز ينضح عروبة بدءا من الطبيعة الجغرافية بإعتبارها إمتداد واضح للسهل الرسوبي العراقي وليس إنتهاءا بالإنتماءات الديموغرافية والتشكيلات العشائرية التي لاتختلف عما هو سائد من عشائر وعوائل في العراق أو الخليج العربي كبني كعب وبني لام وبني أسد...إلخ يضاف إلى ذلك كله خزين لاينضب من البترول والذي يعتبر العصب الحساس للإقتصاد الإيراني ! هذا غير الموانيء والموقع الإستراتيجي الذي يشكله الإقليم ليجعل من إيران الجارة الشرقية المباشرة للعالم العربي ؟ فهل إنعكست الثروة البترولية على الواقع الأحوازي ؟ بل هل أضافت شيئا لعناصر التنمية التي لم تحدث أصلا رغم الخراب المقيم الذي تسببت به الحرب العراقية / الإيرانية المجنونة التي ظلت آثارها بعيدة نسبيا عن الداخل الإيراني وتعرضت مدن عربستان لأبشع صور التدمير والقتل والتشريد خلال تلكم الحرب المجنونة والتي عانى الأحوازيون ماعانوا حتى اليوم من ذيولها وتبعاتها ، والظلم الذي تعرض له الشعب الأحوازي نابع في جانب من جوانبه بصفحات تلك الحرب وهي صفحات لايعرفها العديد من العرب في العالم العربي ، فالنظام العراقي الذي كان يخطط لدخول الحرب ضد إيران إستطاع بوسائله المعروفة في أن يجعل من الخلفية العربية لإقليم الأحواز قميص عثمان في أطروحته الإعلامية ! فهو أي النظام العراقي قد صور نفسه للأحوازيين بصورة ( المنقذ القومي والبطل المخلص ) في ظل مرحلة كانت تصطدم بها كل الرؤى والتيارات وإستطاع النظام اللعب بذكاء على المشاعر القومية النقية لعرب الإقليم لتسويق شعاراته وهي شعارات بان زيفها منذ إنطلاقة الرصاصة الأولى في الحرب ضد إيران ظهيرة الثاني والعشرين من أيلول / سبتمبر عام 1980 وحيث زرعت بذور الموت في مدن الإقليم فميناء المحمرة الزاهر ( خرمشهر) تحول لإطلال ولم يستعد عافيته مطلقا حتى اليوم ؟ وعرب الإقليم تعرضوا لأبشع سياسة تهجير منظمة كانت مؤقتة وأضحت دائمة للمدن الإيرانية البعيدة كبوشهر وشيراز وبندر عباس ولم يعودوا حتى اليوم لمدنهم وقراهم وحقولهم وصواريخ صدام كانت تنهال على رؤوس المواطنين العرب هناك وهي تبشرهم بالنصر الموعود والذي تحول لهزيمة من الهزائم العسكرية الكبرى منذ ربيع 1982 حينما إستعادت القوات الإيرانية زمام المبادرة لتطرد القوات العراقية من أراضيها وتنقل المعركة للعمق العراقي حتى نهاية الحرب في صيف عام 1988 ، ليعود الأحواز إقليما محطما يعاني من النقص الواضح في كل الخدمات والتجهيزات التحتية التي لابد من توفرها في إقليم هو العصب الإستراتيجي والإقتصادي للدولة الإيرانية ؟ ولكن عجلة التنمية قد توقفت دورتها عند حدود الأحواز ، فالكهرباء مقطوعة في صيف الأحواز القاسي الملتهب ، والمجاري في أسؤأ أوضاعها ؟ لابل أن الإقليم الذي ينبع فيه أحد أكبر الأنهار الإيرانية وهو نهر الكارون بات يعاني من العطش الشديد والقاتل ؟ لابل أن الفلاحين في الأهواز قد أضحوا من ضحايا الخصاص المائي وفي منطقة عرفت تاريخيا بخصوبتها ؟ فما هو السر في كل ذلك ؟ وهل هذه النواقص مجرد صدف غير سعيدة للأحوازيين أم أن خلف الأكمة ماورائها ؟

الجواب على ذلك يتمثل في حالة الغبن التاريخية التي يعانيها سكان الإقليم المعروفين بطيبتهم ونجدتهم وأخلاقهم العربية الأصيلة ، وشخصيا سبق لي زيارة الأحواز والتنقل في مدنها وقصباتها عام 1985 وفي عز إندلاع الحرب العراقية / الإيرانية ، وعايشت على الطبيعة معاناة المواطنين العرب هناك ؟ بل أنني عانيت شخصيا من ندرة الحرف العربي وإنعدامه وعدم وجود صحف الدولة الإيرانية ذاتها التي تطبع بااللغة العربية بينما يستطيع أي زائر أي مدينة إيرانية أن يرى الصحافة والكتاب العربي دون بالغ عناء إلا في الإحواز ؟؟؟ وفي الأمر أكثر من مفارقة بالطبع ؟ لابل أن النوايا والتوجهات واضحة ولاتحتمل التأويل؟ وحيث ظل أهل الإقليم موضع شك في ميولهم وإنتماءاتهم وتطلعاتهم القومية والثقافية المشروعة والتي يقرها الإسلام ولا تتناقض ومبدأ السيادة الوطنية الإيرانية بأي شكل من الأشكال .

إن تكرار بعض الأحداث المؤسفة في عربستان الإيرانية وقيام أجهزة السلطة هناك بالتعتيم عليها لاتلغي حقيقة أن الأحوازيين يتطلعون شأنهم شأن باقي الشعوب للإستفادة من رياح المتغيرات الدولية والمساهمة الفاعلة في بناء وطنهم الذي دمرته رياح الترتيبات الدولية أوائل القرن الماضي ، أما ترداد الأساطير الملفقة حول شرائط الفيديو الإباحية وحول بعض الإدعاءات الأخرى فهي تثير السخرية لأوضاع إقليم غني وعريق لم يعد يجد المواطن فيه مايشربه ؟ بعد أن أتخم الجميع بشعارات التضليل الإعلامية المعروفة ؟

فهل هي إنطلاقة جديدة لحركة الحقوق المدنية الأحوازية ؟

 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقيو الكويت ... وجوازات صدام السحرية ؟
- هلوسات الزمن الضائع رياح الحرية تدق أبواب العراق ؟
- حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياس ...
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟
- قمة الدوحة الخليجية ... هل هي قمة الحرب التغييرية ؟
- فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي و ...
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...
- الجزيرة و ( الإتجاه المعاكس ) ... والتوازن المفقود
- حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ...
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...
- البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكري ...
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ماذا يجري في الأحواز ؟... شرائط إباحية .. أم شعارات تحررية ؟