|
حوار مع سيدة سلفية مناهضة للحريات الفردية (2)
دليمور دليمي
الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 01:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أمور كثيرة ذكرتها وسأجيبك من أخرها، بخصوص داعش، هي لا تمثل إسلامي، هي فقط صورة مشوهة للإسلام، من صنع أمريكي مخابراتي لا غير، والعارف بالإسلام يعلم هذه الحقيقة، ثاني شئ، أنتَ تبكي على إنسان يُرجم وأنا أُوافقك الرأي أَنَّ المشهد مؤلم، لكنه عبرة ودرس لكل من يفكر بالزنى، و لازم يحضر لهذا المشهد طائفة من الناس، ولا تأخذنا رأفة أو رحمة بهم، و الحكمة من هذا أن الإسلام شمولي لا ينظر لمسألة دون المسائل الاخرى .....تبكي لإنسان يُرجم ولا تبكي لإنسان يخرج لهذه الدنيا مقطوع الأصل لا يعرف أبويه، أقصدُ أبناء الزنى، هل تعتقد أن إنسان يولد بهذا الشكل، سيكون إنسان حي ، هل شعرت بحزنه ومعاناته ،وهل سيكون إنسان سوي، ناجح؟ إذن مسألة موت إنسان واحد في سبيل إنهاء أو الحد من ولادة بشر بلا هوية اعتبره الحل الامثل. مشكلة العلمانيين أنهم ينظرون للحياة الأرضية فقط ولا يؤمنون بالحياة الاخرى بعد الموت ،وهذا هو الفارق بين علماني و ملحد ومؤمن، هذا الأخير يعتبر هذه الحياة كقنطرة للحياة الأبدية ولا يهمه فيها سوى طاعة ربه، لأنه مكلف بهذا ولهذا خلق، أما الاخر فكل علمه في ما تراه عيناه، مبهور بكل تقدم او إكتشاف او إختراع أو علم، لذلك تراه يصل لحد العبادة للغربيين، وكل شئ صادر منهم هو عين الحق و الصواب حتى انحلاله الاخلاقي الحيواني، لدرجة أن زواج الرجل بالرجل و المرءة بالمرءة يتقبله بصدر رحب فقط لأن الغربيين المتقدمين علميا وتكنولوجيا فعلوه، لذلك العلماني يفتقد للميزان الحقيقي للحكم على الامور ،هو مجرد تابع للغرب. ( الغرب وغيره لا يعيرنا أي إهتمام على المستوى العقائدي إلا حينما نصدر له متطرفينا و دواعشنا، إذ داك لا بد أن تكون له ردَّة فعل حمايةً لأفراد ومؤسسات مجتمعه.) ما قلته ليس صحيحا، فهل التدخل الأمريكي في أفغانستان و العراق، وقتله لألاف الناس هل نحن صدرنا له متطرفين يا سيدي؟ يبدو لي أنك ممن يلتهم الإعلام إلتهاما، لما شُنَّت الحرب على العراق، قالوا للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، ولما دخلوا أفغانستان لتتبع القاعدة، كل هذا كذب سأصحح لك المفاهيم، فأفغاستان كانت دولة إسلامية تتكون من نظام إسلامي وهذا ما أزعج الغرب وتحالف لضربها، أما العراق فدخلوها لنهب نفطها وثرواتها، والان أصبح العراق أفقر بلد، هذا هو الوجه الحقيقي للغرب، النهب و القتل، وهم أكبر المجرمين، يتدخلون في البلاد الإسلامية فيحكمونها بمن يقدم لهم الولاء و الطاعة، ولن يجدو أحسن من العلمانيين كما وقع في مصرحيث الشعب ينتخب رئيسا إسلاميا، لكن الغرب لا يروقه ويأتي بعلماني مجرم، انتخبته الراقصات و القنانات ليكون حاكما، وتقول إنها لا تهتم بنا على المستوى العقائدي؟ ونفس الشئ حصل في الجزائر لما فازت جماعة الإنقاذ، تدخل الجيش الذي هو جيش ضباظه يوالون فرنسا أكثر من بلادهم ،هذه هي مشكلتنا في العالم الإسلامي، حرب داخلية من أتباع الغرب وهم العلمانيون وغيرهم ، وحرب من الخارج فكيف لنا أن نتقدم ؟ ----------------------------------------- سيدتي المحترمة، خطابك يعاني من شيزفرينيا قاتلة ، فأنتِ من جهة تؤيدين الجلد والجرم على طريقة العصور القديمة ولا تعتبرين ذلك سلوك همجيا، ومن جهة أخرى تقولين أن داعش ومثيلاتها لا تمثل الإسلام ، وماذا تفعل داعش غير تطبيق حدود الإسلام من جلد ورجم وقطع الأيادي؟؟؟ داعش تطبق حد الجلد والرجم دون أن تأخذها رأفة أو رحمة بالناس وأنت تقولين ما وضعتُه لك بين قوسين ( تبكي على انسان يرجم وانا اوافقك لان المشهد مؤلم لكنه عبرة ودرس لكل من يفكر بالزنى و لازم يحضر لهذا المشهد طائفة من الناس ولا تاخذنا بهم رافة او رحمة...) إذن ما الفرق بينك وبين داعش حتى تكوني أنت ممثلة للإسلام وداعش لا تمثله !!! سيدتي أنت و داعش وجهان لنفس العملة... سيدتي الفاضلة، داعش هي الوجه الأخر للإسلام، الوجه الذي يحاول كثير من الناس إخفاءه وتجميله بكلام الإعتدال والوسطية. ثم إذا كانت داعش لا تمثل الإسلام، بل تسيءُ إليه كما تدعين، فلماذا لا تخرجون في مظاهرات مليونية منددين بها وبجرائمها، حارقين أعلامها و صور رموزها، ما دمتم متيقنين أنها صناعة أمريكية وغربية ( لاحظي معي فكر المؤامرة يطفو على السطح من جديد ) ولماذا أيضا لا يقوم فقهاء الهيئات الإسلامية كالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في المغرب أو الأزهر في مصر أو منظمة المؤثمر الإسلامي بتكفير الدولة الإسلامية في العراق والشام ومثيلاتها ؟! أريد منك أن تأتيني بفتوى واحدة ،واحد فقط، لمجمع إسلامي واحد، واحد فقط ، تكفر داعش و أخواتها، حينها فقط سأنضم إليك وأقول أن داعش لاتمثل الإسلام، غير ذلك لا يعني سوى محاولة يائسة بئيسة لتغطية الشمس بغربال تقوبه واسعة جدّاً. سيدتي الكريمة، تنكركي لداعش ومثلاتها لا يعدو كونه محاولة للحفاظ على توازن نفسي بين إسلام وردي ترسمينه في مخيلتك وإسلام الرايات السوداء حيث الدماء تتدفق أنهارا. ثم قلتِ التالي (مشكلة العلمانيين انهم ينظرون للحياة الارضية فقط لا يؤمنون بالحياة الاخرى بعد الموت وهذا هو الفارق بين علماني او ملحد ومؤمن هذا الاخير يعتبر هذه الحياة كقنطرة للحياة الابدية ...) فدعيني أصحح لك بعضا مِن مفاهيمك عن العلمانية مع العلم أنني قمتُ بذلك في ردودي السابقة عليك، لكن الظاهر أنك تغمضين عينيك تعسفا، العلماني ،يا سيدتي، ليس بالضرورة شخص ملحد بل يجوز فيه الأمران، بمعنى أن هناك علماني ملحد كما هناك علماني مؤمن، والجامع بينهما هو هذا الإطار السياسي الحداثي المسمى علمانية، حاولي أن تستوعبي، أرجوكِ، أن العلمانية ليس مذهب أو عقيدة دينية، بل هي أسلوب مُنَظِّم لمؤسسات الدولة و للقوانين الفاصلة بين السلطة التشريعية والتنفيذية و القضائية... أما بقية كلامك عن الحياة الأبدية والحياة قنطرة إلى العالم الأخر ،فتلك منجاة عاطفية مكانها دور العبادة التي يوفرها لكِ بكثرة نظام علماني كالنظام الملكي المغربي الجميل. سيدتي الكريمة، إن أمريكا عندما تتدخل في شؤون أي بلد في العالم تفعل ذلك بحثا ودفاعا عن مصالحها الإقتصادية، وهي مستعدة للتحالف حتى مع "الشيطان" في سبيل تحقيق أهدافها وبسط سيطرتها على مصادر الطاقة وطرق التجارة العالمية، يعني الدافع إقتصادي صرف وليس عقائدي... ثم ذكرتِ مصر والجزائر ومشاكلهما السياسية، سأقول لك رأيي الخاص بهذا الشأن والذي لن يوافق بالضرورة هواك، ذلك أن شعبي البلدين الشقيقين السالفي الذكر، وجد نفسيهما بين مطرقة حكومة دينية ثيولوجية ،تريد الإستبداد بالحكم مدى الحياة، مستغلة في مرحلة أولى الديمقراطية و صناديق الإقتراع، و في مرحلة ثانية تسمى مرحلة التمكين يتم الإلتاف فيها على مبادئ الديمقراطية والتناوب عن الحكم، بعد تغيير القوانين ومواد الدستور والسيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة، ومن تم البقاء في الحكم إلى الأبد تحت ذريعة الحكامية لله، وسندان مؤسسة عسكرية قوية فطنت لهذا المخطط الجهنمي، فأسقطتها بالقوة ونكّلت بها تنكيلا، جزاءًا وفاقًا بما كانت تنوي من سيطرة وتمكن وتقويض لأسس الديمقراطية. في نظري،الدولة الدينية والدولة العسكرية، هما معا من أسوء نمادج الحكم التي عرفها التاريخ، الأولى تريد الرجوع بالمجتمع الى الماضي وعصور الظلام ، والثانية ديكتاتورية الفساد المالي والمؤسساتي بلا حدود وكل أفراد الشعب هم مجرد جنود لا يحق الإستفسار حين تأتي الأومر من القيادة العليا. لكن سيدتي المحترمة، ما هو رأيك في نظام الحكم الملكي في المغرب، هل هو شرعي أو غير شرعي ، ولماذا ؟ أتمنى أن تنيرني في هذا الشأن الذي يخصنا مباشرة كمغاربة.
#دليمور_دليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع سيدة سلفية مناهضة للحريات الفردية
-
حوار الإستغباء مع سلفي متطفل على مجموعة إلحادية 2
-
حوار الإستغباء مع سلفي متطفل على مجموعة إلحادية
-
صديقي المسلم
المزيد.....
-
فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
-
تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا
...
-
خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي
...
-
أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
-
“السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور
...
-
“صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو
...
-
هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
-
الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم
...
-
الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|