|
عدو لدود اسمه الفقر
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:25
المحور:
حقوق الانسان
منذ القدم وحتى الآن ، يعتبر الفقر من ألد أعداء الإنسان ، وأكثرهم شراسة ، وأقواهم فتكا ، ولقد عمل المصلحون الاجتماعيون ، على محاربة هذا الداء الوبيل ، الذي يهدد طموحات الإنسان في الصحة والتعليم ، والوصول الى الغايات المتعددة ، التي ما فتئت تعتبر من القضايا التي يسعى إليها الإنسان ، والتي يجد أن حياته أصبحت عدما دون تحقيقها ، والوصول إليها ، الفقر من الآفات الكبيرة ، والأمراض الخطرة التي تهدد سلامة المرء وتقضي على شعوره بالأمان والاستقرار ، وتودي به الى امراض خطيرة من ضمنها المرض والجهل لقد نادى المصلحون الاجتماعيون ، ورفعت الثورات والحركات التحررية التي حدثت في العالم شعارات عديدة ، كان من بينها ، القضاء على الفقر ، أو التقليل من خطورته ، على الأقل ، لان الفقير إنسان بائس لا يتمكن من إشباع حاجاته الأساسية ،، في المأكل المناسب المحتوي على العناصر الضرورية في الغذاء المتكامل ، والفقير لا يقدر على توفير السكن اللائق بالإنسان ، الذي يحفظه من حرارة الصيف وبرد الشتاء ، ويوفر الراحة والأمان له ولأسرته ، وللأفراد الذين يتعايشون معه ، الفقير لا يتمكن من توفير اللباس الصحي والجميل الذي يحفظ صحة الفرد ويحقق له أملا بالظهور بالمظهر اللائق الذي يحقق له الاحترام ، الفقير لا يتمكن من توفير أمور كثيرة ، أصبحت في وقتنا الحاضر من الأساسيات التي لاغني للإنسان الحديث عنها ، لا يتمكن الفقير من التعليم المناسب له والذي يتلاءم مع طموحاته وامكاناته ، واغلب الدول العربية ، لا يكون التعليم فيها مجانا ، فيقدم عليه الفقراء المعوزون ، الفقير لا يتمكن من إشباع اهتماماته المتعددة ، الكتب عادة تكون مرتفعة الأثمان ، والفقير أيضا لا يتمكن من السفر الى البلدان الأخرى ، ويصبح حبيس المكان ، عاجز عن تحقيق ما يحتاجه من سفر وراحة وشعور انه إنسان سوي يشبه بني الإنسان ، الطب في أغلب الدول العربية مرتفع الأثمان ، الفقير المريض لا يستطيع توفير العلاج له ولأسرته ، إذ أن زيارة الطبيب مرة واحدة قد تذهب بكل الراتب الذي يحصل عليه الإنسان في عمل مستمر ودائب طيلة شهر كامل . لقد نادى المصلحون الاجتماعيون بالاهتمام بالفقراء ومساعدتهم بأعمال البر والتقوى ، ولكن هذه الأعمال الحسنة إن كانت تناسب الأزمنة الماضية ، فهي لا تتناسب مع عصرنا الحديث الذي أخذت فيه حاجات الإنسان تتزايد باستمرار رهيب ، يقضي على كل أمل في القضاء على مشكلة الفقر وحلها حلا وقتيا ، لا يتناسب مع العصر الحديث ، لقد قال الحكماء والمفكرون : ( كاد الفقر أن يكون كفرا ) فماذا عملت حكوماتنا من اجل القضاء على هذه الآفة الخطيرة أو تحجيمها على الأقل ، إذ أن هذه المشكلة اصيحت من الضخامة والخطورة حيث لم يعد المصلحون او الثور ويون ن قادرين لوحدهم ، على إيجاد الحلول الناجعة لها ، وبدلا من ان نقدم للفقراء المعوزين معونة الصيف او الشتاء كما كانوا يفعلون سابقا ، أصبحت الآن الدعوة الى إيجاد أعمال مناسبة لهؤلاء الفقراء تقيهم شر الفقر وتحقق طموحاتهم ، وتشبع حاجاتهم المتزايدة ، ولقد ذكرت الحكمة الصينية المأثورة :( بدلا من ان تقدم لي سمكة كل يوم ، علمني كيف أصيد ) الملاحظ في وقتنا الحاضر أن هذه المشكلة وبدلا من وضع حد لها ، أخذت تتفاقم بصورة خطيرة مهددة كل الطموحات الخيرة ، في تحقيق حياة سعيدة للإنسان . أصبح الفقير يتعلم ، ويتثقف ويحصل على أرقى الشهادات العلمية ، فإذا ما أنهى تلك الفترة الطويلة من التعلم وهو يحلم بإمكانية العمل ، وتحقيق الأماني والأهداف التي كانت تداعب خياله طيلة سني الدراسة ، وإذا به يفاجأ بعد سنين التحصيل العلمي ، بعدم وجود العمل ، ويصبح عاجزا عن تحقيق طموحاته التي ناضل من اجلها ، ويجد نفسه فردا ضمن جيش العاطلين عن العمل ، وهذا الجيش أصبح مرعبا ، اذ انه يتزايد كل عام ، مثيرا الرعب ، والخوف ، إن حياتنا العربية ، تنتقل من سيء إلى أكثر سوءا ، فماذا يمكن العمل ؟ والفقر أضحى من المشاكل الخطيرة المتفاقمة في حياتنا العربية ، وتبحث لها عن حلول جذرية ناجعة ، ولم تعد دعاوى المصلحين الاجتماعيين في تقديم العون الفردي إلى ذوي الحاجة ، مجديا ، بل لابد من ثورة كبيرة ، تؤدي إلى معالجة الأمراض التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية ، علاجا سليما يقضي على البطالة ، ويوفر العمل لكل يد قادرة ، ولكن برواتب مناسبة مرتفعة عما سبقها ، قادرة على إشباع الحاجات المتزايدة باستمرار
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المهجرة
-
المساواة خرافة
-
أحرام أم حلال؟
-
نوع من العنف مسكوت عنه
-
الايجابي والسلبي في الاديان
-
ثرثرة حول حقوق المرأة
-
الامثال والحكم يمثلان الطبقة الحاكمة
-
الوشاية : قصة قصيرة
-
رسالة الى صديقتي المقتولة
-
الطاعون : قصة قصيرة
-
استاذتي .... ماعاد لك : قصة قصيرة
-
البناية
-
سطو : قصة قصيرة
-
ساق للبيع
المزيد.....
-
وزير الخارجية الإيراني من دمشق: على جدول أعمالنا موضوعان عاج
...
-
ترحيب، جدال ثم منع، تاريخ التوترات بين الأمم المتحدة وإسرائي
...
-
غارة إسرائيلية على مخيم البدّاوي تنكأ جراح اللاجئين الفلسطين
...
-
من دون مساعدة قد تصبح المجاعة بالسودان من أسوأ المجاعات في ا
...
-
نادي الاسير الفلسطيني:حصيلة الاعتقالات بلغت اكثر من 11 الف و
...
-
حقائق وأرقام حول جنيف...المركز الأوروبي للأمم المتحدة
-
المركز يدين مقتل 19 فلسطينيًّا بينهم زوجان وطفليهما وامرأة و
...
-
التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطي
...
-
الجنائية الدولية ترفع السرية عن مذكرات اعتقال أعضاء بمليشيا
...
-
حماس تنعى القيادي في كتائب القسام سعيد عطا الله علي و3 من أف
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|