أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيء عن هويتنا الثقافية














المزيد.....

شيء عن هويتنا الثقافية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 12:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تُعرفْ الثقافة على أنها سلوك متحضر وأنها جزء من أفكار جيدة تجعلنا ندرك الحياة بطريقة جميلة . والمثقف يرتهن بالوعي وإتقان التفكير بالشيء قبل الخوض فيه . والثقافة هي مواطنة بمستوى عال وهي واحدة من المؤثرات التي تقود المجتمعات إلى غد أفضل مما هي عليه اليوم ورغم هذا قد تكون الثقافة نمطا سلبيا من أساليب التعامل مع الأشياء وبدرجات عالية من حسن التدبير كثقافة العنف والخداع وبعض الثقافات السيئة الخارجة عن السلوك الاجتماعي المتحضر .
تمثل الثقافة العراقية وجها مبدعا وأصيلا من وجوه الثقافة العربية . وبصياغة ثانية يضاف التالي : تمثل الثقافة العراقية وجها مبدعا من وجوه الثقافة الآرية . على أساس أن العراق ساكنوه ليس من العرب فقط ، ففيه يعيش الكرد والتركمان والأرمن وهم ليسوا عربا ويمتلكون أرثا ثقافيا عراقيا مجيدا دون بلغتهم القومية وأغلبه هو تمجيد الانتماء إلى المكان كما عند عبد الله كوران وشيركو بيكه س وعبد اللطيف بندر أوغلو وغيرهم .
هذه الثقافة المتفرقة الأعراق المتوحدة بهاجس انتماءه الديني ( الإسلامي ، المسيحي ، المندائي ، الأيزيدي ) مثلت منذ قديم الزمان روحا حية لتضاريس الأمكنة ومهما تعددت الدويلات والسلالات كانت الثقافة العراقية تعود إلى جذرها الضارب في القدم فيما الغرباء يزولون وحتى وأن كان لهم بقايا فهم امتزجوا في الجسد العراقي وصاروا بعضا منه وهذا تمثيل لعولمة ثقافية .
لهذا فالقراءة التاريخية لثقافة العراق لا تأتِ من وجه واحد كما كان يؤكد على ذلك سابقا وحتى عند الإشارة إلى الوجوه الأخرى تأتي قصيرة وضعيفة فعلينا أن ندرك أن النمط الثقافي العراقي هو ليس رهين تأريخ الأمة والانصياع لهذا التأريخ هو مما تجبرنا عليه المواطنة القومية لأن الثقافة في روحها لا تنظر إلى الأمور بالعصبية ، وإنما تنظر الثقافة إلى الأشياء من خلال القيمة الإبداعية التي يمكنها أن تغني تراث الشعب والأمة والإنسانية وأن كانت في المكان أكثر من أمة فأن المكان كفيل بتوحيد ثقافتهما بمساعدة الهاجس التاريخي ولغة المعايشة والوطنية التي هي ليست حكرا على الولاء القومي أنما الوطنية هنا أن يكون الإنسان مخلصا للوطن وكل من يعيش فيه وعليه .
أضع هذه الرؤى في غمرة ما يحدث للحياة العراقية بشتى تصانيفها ومحاولات خلق كانتونات عرقية ومذهبية تساعد في تشتيت الوحدة الثقافية في الخطاب الوطني وأقصد الحياة العراقية الوطنية ، الحياة العراقية المحتلة ، الحياة العراقية المتألمة ، الحياة العراقية الدستورية ، الحياة العراقية المثقفة ، الحياة العراقية المفخخة ....
وبالرغم من هذا فأن رؤى من أمل قريب تشع في الذاكرة أن تزال هذه الغمة ونذهب مع الذاهبين بقطار الحياة المستقرة إلى ضفة لا تنقطع فيها الطاقة الكهربائية ولا ُيفجر المسافرين في مرائب السيارات ، وهذا ما يرتهن بعض منه برؤى الثقافة التي تتطلع مع المتطلعين إلى الرغبة في كتابة متأنية لدستور بلد كان لا يخرج عنقه من زاغور حرب حتى يدخل في زاغور أخر ، ومازال هذا العنق يقاوم في متنفس الهواء داخل زجاجة يحاول الخروج منها بعد ان يهزم داعش والسحت والافكار المتسلحة بعقيدة الاستحواذ والهيمنة والسطو واغلبها تأتي من وراء الحدود .
الثقافة العراقية بأغلبية تراثها العربي تمثل نمطا مشابها للكثير من الثقافات الأثنية بسبب طوبوغرافيا التشكيل السكاني غير أن روح العروبة ذات الإرث التدويني الهائل ظلت تمثل بشيء من رؤى ساطع الحصري في جعل الثقافة العراقية نمطا لسيادة الفكر العربي رغم المحاولات السياسية لتقريب لقيا الثقافات بقوميات متعددة وفي وطن واحد كما هو الواقع وبالرغم من أن الأنظمة لم تمارس قسرية مفضوحة على ثقافة القوميات الغير العربية لكن السياسة مارست شيئا من القسر والتضيق وكل المحاولات المبذولة لأحياء التعايش الثقافي كان وجدان الشعب هو مصدره أكثر من وجدان الحكومات .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيء عن هويتنا الثقافية