أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دليمور دليمي - حوار مع سيدة سلفية مناهضة للحريات الفردية















المزيد.....


حوار مع سيدة سلفية مناهضة للحريات الفردية


دليمور دليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كنتُ قد كتبت تعليقا ،في إحدى الصحف الإكترونية العربية، رَدًّا على خبر مشروع قانون أنزله وزير العدل المغربي السيد "مصطفى الرميد" يتناول فيه الحريات الفردية في المغرب بمزيد من التضييق والعقوبات، فدخلتة على الخط سيدة مؤيد لمشروع القانون ذاك، فدار بيننا الحوار التالي، لكن قبل ذلك إليك عزيزي القارئ نص التعليق على السيد وزير العدل، قلتُ له:
سيدي الوزير المحترم،
موضوع الحريات الفردية أكبر من أن يستوعبه عقلك الصغير فدعني أشرح لك قليلا...
طيب، لا يخفى على الجميع أننا في المغرب وفي جميع البلدان الإسلامية نمارس حريتنا في الخفاء مخافة السلطة ونظرة المجتمع، فنقيم علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج، هذا واقع، بعضنا يقتني و يشرب الخمر سرا أو علنا من محلات مرخص لها بذلك، فإن كان لأحد أي إعتراض على بيع الخمور فيجب أن يقدمه لولي الأمر يعني للملك- وهنا أتحدى أيا كان أن يطالب مباشرة ولي الأمر،الملك، بمنع إنتاج وبيع الخمورفي المغرب لأنه بلد مسلم-
أما بخصوص حرية المعتقد فأظن أنه من العبث محاسبة الناس على ما يؤمنون أو لايؤمنون به- (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ-;- أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ-;- يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )) سورة يونس الأية 99-
لابد أن يضمن الدستور حرية المعتقد والضمير ولنا في تونس الشقيقة خير مثال حيث يتضمن دستورها الجديد مادة إسمها حرية الضمير...
نعم عندنا في المغرب تنوع ديني، مسيحيون، يهود، سنة، شيعة، بهائيون وعندنا كذلك لادينيون فهل يجب أن يبقى سيف السلطة والقانون مسلط على ضمائرهم ؟
ثم إن حرية التعبير هي مكسب يجب أن يدافع عنه الجميع على إختلاف توجهاتهم وإنتماءاتهم فلا كرامة لشعب محرومة فئاته المستضعفة والمهمشة من التعبير عن أفكارها وأرائها، فمن سيفضح المتلاعبين بمصائر الناس و أرزاقهم ،العاتين فسادا في مقدرات البلد وإداراتها ومؤسساتها...أظن أن حرية التعبير سلاح لا بد لنا منه لمواجه المسؤولين الفاسدين.
خلاضة القول أن ما ما نطالب به من إحترامٍ للحريات الفردية
ليس دعوة إلى الإنحلال والتفسخ كما يدعي المناوئين لها، بل دعوة لرفع سيف السلطة والتسلط عن حريات فردية تُمارسونها كل يوم أنتم وأبناؤكم وبناتكم وإخوانكم وأخواتكم لكن في الخفاء وبالنفاق الإجتماعي!
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
؟دائما تتكلمون عن الحرية الجنسية يا ترى من المكبوت
----------------------------------------------------------------------
من بين كل الحريات التي ذكرنا لم تظهر لك إلا الحرية الجنسية !!!!
فعلا سؤالك في محله سيدة "نادى أنادا" من المكبوت ؟
-----------------------------------------------------------------------
المكبوت هو الذي يدعو لاطلاق الحرية الجنسية وعدم تخصيصها فقط في نطاق الزواج
-------------------------------------------------------------------------
الكبث الجنسي علميا شئ أخر غير ما قلتِ ياسيدتي الفاضلة، يمكنك الرجوع إلى مراجع التحليل النفسي لتطلعي على التعريف الصحيح للمصطلح...ورجوعا لموضوع الحريات الفردية التي لم يثر إنتباهك منها سوى باب الحرية الجنسية !!! أقول لك ياسيدتي الكريمة أننا بصدد مشروع قانون يريد أن يضع الناس في السجون لأنهم يمارسون حقهم الطبيعي في الجنس من خلال علاقات ثنائية، حميمية، يختارونها، حين البلوغ ، بإرادتهم بعيدا عن الإكراه والغصب... الجنس يا سيدتي المحترمة يمارس ولا يناقش ،طبعا يمارس بالتراضي وبدون مقابل مادي وبين البالغين!
في نظري القانون الذي يجب أن يوضع في هذا الباب هو قانون للدعارة والمتاجرة بالأجساد و ما يترتب عن ذلك من إستغلال للناس بالغين وقاصرين من طرف شبكات الدعارة داخليا وخارجيا...

مارأيك بباقي الحريات التي يريد مشروع القانون الجديد أن يضيق عليها الخناق أكثر فأكثر؟ ثم ، و هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرحه كل مواطن عاقل: لصالح من مثل هذه القوانين ولماذا طرح هذا المشروع في هذا التوقيت بالظبط ونحن على مقربة من الإنتخابات؟!!
--------------------------------------------------------------------------
قلت انه يمارس بالتراضي يعني الشرط الوحيد هو التراضي تخيل زوجتك تمارس الجنس مع رجل تراضت معه على الجنس هل هذا شئ لم يقلقك ما دام استجاب لقانون التراضي
ذا القانون هو التراضي شئ جميل اذا هذا باب مفتوح على مصراعيه للجنس المهم هو التراضي ابارك لك عقلك البشري الذي اوصلك لهذا القانون المثير.
ما تقول اذا وقع حمل دون عقد زواج مع كل الذين تراضيت معهم هل تستطيع ان تنظم النسل وتحميه لربما امارس الجنس مع قريب لي والد منه طفل ادع عقلك البشري ينظر لعواقب الامور
-------------------------------------------------------------------------
سيدتي الفاضلة، طبعا التراضي هو أهم شرط لممارسة الجنس بين البالغين وإلا صارت تلك الممارسة غصبا وإغتصابا، و الإغتصاب تعاقب عليه كل قوانين العالم...
أما سؤالك هل أرضى لزوجتي أن تمارس الجنس مع شخص أخر بالتراضي، فجوابي طبعا وقطعا لا، كما هي زوجتي لن ترضى بأن أفعل ذلك مع غيرها، فحريتك تنتهي عندما تبدء حرية الغير، لكن لا يجب الوقوف عند طرح هذا السؤال والإكتفاء بالجواب بنعم أو لا، لأن ذلك لن يحل إشكالات كثيرة مرتبطة بهذ السؤال وتتسبب في كثير من الأحيان في مصائب بل كوارث بين الطرفين قد تصل حد القتل بإسم الدفاع عن الشرف ، و الأنكى من ذلك أن هناك دول لا تعاقب على هكذا جرائم أو تُفرد لها عقوبة لا ترقى إطلاقا إلى فظاعة الجريمة... أما بالنسبة لي أنا و زوجتي فقبل أن نصل إلى هذا الحد، وذاك ما لا أتمناه طبعا، فسيعني لنا الأمر شيئا واحدا لا غير هو أنه لم يعد بينا لا ود ولا محبة فالأجدر بنا أن نترك بعضنا وبالتراضي أيضا
قبل أن يقل الإحترام والتقدير تليه دوامة من الشكوك والمشاحنات النفسية والكلامية تسمم الحياة وقد تؤدى إلى ما لا تحمد عقباه...
سيدتي الكريمة، قبل أن أمر لقول رأيي في النقطة الثانية التي أثرتي، دعيني أوصل لكِ فكرة أنا مقتنع بها تمام الإقتناع، وهي أن الجنس تحت رداء الزواج ما هو إلا دعارة مقنعة إذا غاب عنه الحب و التقدير...
سيدتي المحترمة، عندما يُمَارس الجنس فوَاردٌ جدا أن يقع الحمل رغم تطور الوسائل الطبية لمنعه، فإن حدث هذا يجب على الطرفين تحمل مسؤوليتهما الإنسانية تجاه ذلك الطفل أو الطفلة وبالتراضي طبعا فذلك أفضل من تدخل القانون للحكم بينهما، لكن للأسف ليس هذا هو ما يقع في كثير من الأحيان، حيث تجد المرأة نفسها وحيدة أمام مسؤولية ما تحبل به، فما العمل إذن؟ سنكون هنا أمام سيناريوهات عديدة أقتصر منها على إثنان فقط:
1-الإجهاض في السر وتعريض الحامل لخطر الموت، والمغامرة بحرية ومهنة الطبيب أو الشخص الذي قام بهذه العملية.
2-الولادة بطريقة طبيعية داخل مستشفيات الدولة بحماية قانويية من الدولة لحقوق الطفل المزداد، بدءا بحقه في الحصول على أوراق تبوثية تحمل إسمه، وهذا الأمر أصبح ممكنا اليوم في المغرب...
سيدي الكريمة، أنا أعرف أنك ستجدين غظاظة في تقبل هذه الأفكار، لكن يجب أن تعلمي أنَّ الواقع المعيش بكل تشكلاته و إشكالاته، بكل مصاعبه وإكراهاته هو الذي يجبرنا على التفكير في حلول لما يقع على أرض الواقع وليس الإكتفاء بشعارات عاطفية لا تقدم غير كلام من قبيل هذا ليس من تقاليدنا ،هذا ليس من عاداتنا وكل تلك الأسطوانة المشروخة....بل شعارنا يجب أن يكون هذا هو واقعنا فأي حلول نواجهه بها؟
أما السيد وزير العدل فقد إرتئ أن يواجهه بإرسال الناس إلى السجون لكي يرضي شعاراته القديمة ويريح حكومته الموقرة عناء التفكير في إيجاد حلول عقلانية لمعضلاتنا الواقعية.
---------------------------------------------------------------------
لانك ذكرت الحكومة فلاول مرة احس اني لي رئيس حكومة السيد بن كيران حفظه الله تعالى اما الحكومات السابقة العلمانية يسارية الاشتراكية والتي كلها من نبع واحد منذ سنين لم نرى منهم شئ سوى الدفاع عن حقوق المرءة واخراجها من بيتها وتسهيل عملية وتشجيع الطلاق كما لو ان زوجها عدو لها والبديل ان تعمل المرءة التي تشكل اغلبية نساء المغرب غير مؤهلات لا علميا ولا تعليميا واضبحت بعد طلاقها تعمل ولكن اين في المقاهي كتصايب المسمن بثمن زهيد وفي المساء ترافق من تواعدهم في المقهى حتى تستطيع دفع اجرة سكنها و اعالة ابناءها هذا هو العمل المتوفر اما بالنسبة للامهات العازبات فهذا مصطلح غربي اداذا كان الواقع فاسدا ويسبح في فوضى فليس من الحكمة ان تجد حلولا في الفوضة بل وضع حد للفوضى ومن تم ايجاد حلول لانك ستدور في دوامة لا نهاية لها كما هو الشان للحماية من السيدا بدل ان ندعو الشباب للالتزام بمبادئ دينهم نقول لهم خذوا راحتكم في ممارساتكم الجنسية شريطة ان تحموا انفسكم بالعازل الطبي يا ترى من الافضل علاجا القضاء على المشكل في مهده ام تقديم حلول غير مجديةخلته العديد من الجمعيات النسائية المشكوك في امرها لانها تتلقى تمويلا خارجيا والتي تترءسها يعني هذه الجمعيات كل امرءة فاشلة في حياتها الزوجية وكلهن بلا استتناء يشبهن الرجال في وجوههن ضاعت الانوثة منهن يحملن حقدا على الرجال لانهن غير مرغوب فيهن ......هذا رايي في مؤسسات الجمعيات النسائية
---------------------------------------------------------------------
أما حكوماتنا الموقرة فكلها حكومات ضد الشعب وأداة طيعة لخذمة مصالح النظام، شخصيا ليست لي ذرة تقة في أي حكومة كانت، مهما كانت مرجعيتها السياسية ،يسارية ، ليبيرالية أو إسلامية...بإمكانك القول أنني يائس من صلاح رجل السياسة المغربي.
وأما وصفك لأغلب نساء المغرب بأنهن غير مؤهلات علميا ومعرفيا
فأنا متفق معك، لكن لا تنسي أن هناك الكثير من الرجال في نفس الوضع لا يفقهون الليف من الزرواطة، فمن المسؤول إذن عن تجهيل المواطنين نساءاً ورجالا على قدم المساواة ؟؟
ليس كل بائعات المسمن ( العمل ليس عيبا) يرافقن الزبائن الى الغرف والبيوت من أجل الحصول على ما يساعدن به أنفسهن لتحَمُّل تكاليف الحياة ( لا يجوز التعميم، التعميم أمر غلط) ثم من الذي إضطرهن إلى ذلك أليس سياسات التجهيل و التحقير والتفقير التي تُمَارس عليهن كمواطنات من طرف وُلاة الأمر؟
لو كنا في نظام يُعنى بمواطنيه كما يجب ويقدم لهم تعليما جيدا وفي المستوى، مع ضمان تكافؤ الفرص ، لكانت كثيرات من بائعات المسمن،على حد قولك، في وضعيات أفضل بكثير ولحصلن على فرص عمل جيدة....التعليم الجيد هو المفتاح السحري لكل مشاكلنا يا سيدتي الموقرة.
يا سيدتي الكريمة أنت ترمين الإتهامات جزافا عندما تقولين أن الجمعيات النسائية تتلقى تمويلات خارجية وتقصدين بالطبع تمويلات مشبوهة، عيب أن نتهم غيرنا تهم كهذه وبدون دليل فقط لأنهم يختلفون معنا في الفكر والتوجه...
وصفت جميع النساء الجمعويات بأوصاف أقل ما يمكن القول عنها أنها شائنة، لا يا سيدتي الكريمة هن لا يشبهن الرجال بل سيدات كاملات الأنوتة وليس عيبا أن تفقد الكثيرات منهن بعض مقومات الجمال بتقدمهن في السن، ثم كيف عرفت أن كل النساء الجمعويات فاشلات في حياتهن الزوجية هل تعرفينهم شخصيا كل واحدة بإسمها و وضعها الإجتماعي(قلنا لا يجوز التعميم، التعميم أمر غلط) !!!
لا يعدو الأمر لديك سوى غيرة من نساء متحررات ،قويات وفاعلات ( غَرْتِ الشعيبية غَرْتِ ).
تكلمت عن السيدا وإقترحت التدين كحل لا أتفق معك تماما، لماذا؟
لأنه ببساطة لن ينفع أمام مرض موجود بالفعل على أرض الواقع وشأنه شأن أي مرض معذ أخر إلاَّ التعامل معه بالتوعية والتحسيس بخطورته وسبل الحماية منه، غيرأنه لا يمكن نفي دور التدين تمامًا لإبعاد كثير من الناس عن شبح هذا المرض لكنه ليس كافيا لوحده...
إجابة على سؤالك الأخير( من نحن هل تقصد الملاحدة ) أقول لك من أين عرفت أنني محلد هل شققت على قلبي!؟
أقصد بنحن ،الشعب المغربي كله فنحن قوم للقيود والأغلال وُجدنا.
-------------------------------------------------------------------------
اولا اشكر لك جوابك على كلامي رغم اختلافنا التام في تقريبا معظم الامور
بخصوص عمل بعض النساء في المقاهي كيصايبو المسمن لم استهزء بهن لكني الوم من يعمل على اخراج المرءة من بيتها وظلاقها من زوجها لاتفه الاسباب ويشجعنها على الفراق و الاستقلالية ولما تعمل رايهن وتستقل تجد نفسها وحيدة امام دوامة الحياة المعيشية المضنية خاصة اذا كان لها اطفال وهنا تنتهي مساعدة هذه الجمعيات ولا تجد المرءة وهي وحيدة الا العمل البسيط الذي تعرفه والذي تعودت عليه في بيت زوجها بعدما كانت تحضره لزوجها واطفالها اصبحت تقدمه للغير بثمن زهيد انا الوم هذه الجمعيات النسائية التي تخلت عليهن وقدمت لهن سوى الحياة الصعبة و المتعبة اتساءل لم لا تقدم لهن اعمالا بدخل مشرف وتساعدهن على تربية اطفالهن فقط تدعوها للانفصال عن الزوج كما لو كان سبب تعاستها
----------------------------------------------------------------------------
“قد أختلف معك في الراي ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك“ فولتير.
سيدتي الكريمة، حقيقة لا أدري لماذا هذا التحامل من طرفك على الجمعيات النسائية حيث تجعلينها سببا مباشرا للطلاق، آسف أن أقول لك أن تحليلك غير موضوعي بالمرة ، فأسباب الطلاق متعددة وكثيرة ولا يسع المجال هنا للحذيث عنها، إلا أنه يمكنني القول جازماً أن أسبابه ترجع بالأساس إلى الزوجين، ومحيطهما وظروف معيشتهما...
أما الجمعيات النسائية فدورها يأتي بعد ذلك حيث تقوم بمساندة بعض النساءاللواتي يلجأن إليها، في رفع الدعاوي القضائية أمام المحاكم لإثبات الضرر إن كان هناك ضرر ولتحصيل الحقوق إن كانت هناك حقوق يجب تحصيلها.
ثم ألم يكن هناك طلاق قبل أن توجد الجمعيات النسائية أساساً ؟!
سيدتي الموقرة، يبدو أنك تفهمين مؤسسات المجتمع المدني بشكل خاطئ و إلا لما قلتِ أن على الجمعيات أن توفر عملا للمطلقات ، الظاهر أنك تحسبين المجتمع المدني حكومةً من واجبها توفير فرص عمل للناس! لا يا سيدتي، ليس من دور الجمعيات توفير عمل لكل المتضررين في قضية من القضايا، بل دورها هو الدعم والمساندة وتقديم المساعدة بما تسمح به مواردها في إطار القانون.
إذا كانت الدولة بجلال قدرها وعظيم إمكانياتها لاتستطيع تقديم عمل أو منحة شهرية للمطلقات فكيف نطلب ذلك من جمعيات المجتمع المدني بمواردها المحدودة !
هناك مثل مغربي جميل يقول: "لِّي قالْ لعْصِيدَه بَارْدَه يْدِيرْ إيدٌّو فيها" سيدتي الفاضلة، ردٍّا على تساؤلك التالي ( من يعمل على اخراج المرءة من بيتها وظلاقها من زوجها لاتفه الاسباب ويشجعنها على الفراق و الاستقلالية...؟) أقول أن لا أحد يعمل على ذلك إطلاقا لأنه عندما يستحيل العيش تحت سقف واحد، لسبب من الأسباب، يقرر الطرفين أو أحدهما، وضع نهاية لحياتهما الزوجية في إطار القانون وعلى المتضرر اللجوء للقضاء...وهذا مثل مغربي أخر يلخص الموقف بحكمة متناهية: "حتَّى قطْ ما كَيْهربْ منْ دارْ العَرسْ"
-----------------------------------------------------------------------------
عيب على الجمعيات المساندة الكاملة للنساء عندما تكون لديهن مشاكل وكمثال الامهات العازبات شاهدت برنامج عن كيفية تعامل الجمعيات النسائية مع هذا الموضوع في الاول يعني ابان الحمل الغير الشرعي تستضيف هذه الجمعيات الامهات وتستضيفهن وتحاول ان تساعدهن في الاوراق الادارية لاطفالهن وتاويهن ابان الحمل وبعد الولادة لمدة ثلاث اشهر وبعد ذلك تجد لهن ماوى لعدة شهور ثلاث بالكثير ثم تنتهي مهمة الجمعية ويجب على الام العازية ان تعتني بنفسها وطفلها لوحدها اتساءل هل فعلا الجمعيات تساعد ام تحاول ان تحلق وضعا جديدا للحمل الغير الشرعي واعطاءه شرعية وقبول في المجتمع الذي لا يتقبل مثل هذه الوضعيات اول المشاكل التي تعترض الام العازبة رفض المجتمع لها وتبق معرضة لكل الاساءات من المجتمع وتبق لوحدها تصارع المحيط الذي تعيش فيه ربما تجد عملا واي عمل وربما لا تجده وتصبح مضظرة لكسب معيشتها ومعيشة ابنها باي طريقة وتعود للشارع اتساءل هل هذه الجمعيات فعلا تقوم بشئ جيد لهؤلاء النساء اما ان هدفها اقرار قوانين غربية مخالفة للمجتمع المسلم الذي نعيش فيه اعتقد انها جمعيات ممولة غربيا وهذا ليس بجديد فالاتحاد الاوروبي يساعد مثل هذه الجمعيات هل يا ترى لسواد عيوننا تساعدنا الدول الاوربية كنا في ما مضى نعتقد ان نواياهم صادقة وصافية ولكن من خلال التجارب المتكررة اصبحنا على يقين ان اهدافهم غير معلنة وضد مضالحنا المجتمعية.
مقولتك الاولى لفولتير جميلة لكنكم لا تطبقونها حقيقة وهذا ما يميز العلمانيين.
-------------------------------------------------------------------------------
سيدتي الكريمة، قلتِ ( شاهدت برنامج عن كيفية تعامل الجمعيات النسائية ...) أقول إننا لا نحكم على الأشياء من خلال البرامج، بل بالنزول إلى أرض الواقع وتحليل معطياته وحيتياته، مشاكله وإكراهاته، هذا إن كنا نتحرى الصدق والموضوعية .
كما قلتُ لك من قبل، دور الجمعيات يقتصر على تقديم الدعم والمساندة لفترة محدودة، نظرا لمحدودية إمكانياتها ومواردها، وأيضا لفسح المجال أمام حالات أخرى قادمة في الطريق، إن المشاكل التي تواجهها هذه الجمعيات لا تنتهي أبدا، فهل تريدن منها تبنِّى الناس مدى الحياة!؟
ثم قلتِ (اتساءل هل فعلا الجمعيات تساعد ام تحاول ان تحلق وضعا جديدا للحمل الغير الشرعي واعطاءه شرعية وقبول...) و أنا أسألك من أنتج تلك الظواهر أليس المجتمع نفسه من أنتجها؟ إذن إذا تدخلت جمعيات المجتمع المدني فهي تتدخل في مشاكل موجودة أساسا على أرض الواقع ولم تكن هي السبب في وجودها... حقيقة إنه لأمر مخزٍ أن نصفع اليد التي تمتد لكي تساعدنا !!!
سيدتي المحترمة، من السهولة بمكان النقد والإنتقاد من الخارج لكن من الصعب جدّا النزول إلى أرض الواقع والعمل من الداخل لتغيير الأشياء إلى الأحسن والأفضل " لِّي قالْ لعْصِيدَه بَارْدَه..."
سيدتي الموقرة، الإتحاد الأوربي وغيره من المنظمات العالمية تقدم المساعدات للجمعيات في العالم بأسره ،لأنه فعلا هي في حاجة لذلك لتتمكن من القيام بعملها في مساعدة المعوزين والمحتاجين وأصحاب الوضعيات الخاصة، لهذا أرجوك دعْك من فكر المؤامرة على المجتمع المسلم لأنه لا أحد يأبه بطبيعة عقيدتنا فهذا يوجد فقط في مخيلتنا المريضة بعقدة النقص التي نعاني منها كمجتمع متخلف على جميع الأصعدة.
ربما كنتُ سأتفق معك في شئ واحد إن أنت تكلمتي عنه، وهو إستغلال بعض الأشخاص للعمل الجمعوي لأغراضهم الشخصية، كالإسترزاق من المنح والدعم والمساعدات المقدمة من طرف الدولة و المنظمات الدولية، أو في عمل نوع من الإشهار حين إقتراب المناسبات الإنتخابية.
سيدتي المحترمة، مقولة فولتير مبدأ عام يقتنع به ويطبقه من يحترم نفسه وعقله بغض النظر عن ما تقتنع به عقول الأخرين.
-----------------------------------------------------------------------------
سيدي المحترم، أنت تتكلم من منطلق اعتقادك العلماني وتبسط الامور وكان الجمعيات في العالم الاسلامي تريد الخير للمسلمين وهذا بعيد جدا عن الواقع لربما لانك تفتقد للحس الديني فلن تر ما اراه لانه غائب عنك او مغلوط ......الحمل الغير الشرعي هو نتيجة ارتكاب شئ محرم والاصل في المجتمع ان هذا لا يحصل فيه لاننا مسلمين ولكن بما انه وقع نتبع الشرع فيه وعقوبة الزنى هي الحل الامثل لوقف هذه المشاكل الاجتماعية وليس ان ندغدغها ونحاول ان نجد لها موضعا وتفسيرا عسىاها تقبل في المجتمع الحلول يا سيدي اما ان تقضي على المشكل في المهد واما سنعجز عن حلها.
إن العلمانيين في العالم الاسلامي مرتبطون بتنفيذ مخططات الغرب، وعلى راسها الغاء او تشويه او تقزيم كل ما هو اسلامي، فالعلماني رجل دون هوية ولا دين و لا أصل، هو مجرد رجل مخدوع في الحريات الغربية ويعتقد انها المثل الاعلى للعيش، لذلك نجدهم في وادٍ وافراد مجتمعهم المسلم في وادٍ، وسبب انخداعهم الكبير في الغرب هو بعدهم عن دينهم حتى يعرفوا الامور على حقيقتها، وأن الغرب يتعامل بعقيدة دينية مع المسلمين، وهذه العقيدة هي الكره لكل ما هو اسلامي، عجبا للعلمانيين لا يعلقون على تدين حكام اسرائيل ولا امريكا مثل الرئيس بوش، ويلومون المسلمين على تدينهم، مثلا اسرائيل شعب متدين ويحارب بمنطلق عقائدي فلم لا تتكلمون عنهم؟
ثم إن الجمعيات لا تقدم الدعم، بل تعمل على اقرار قوانين والعمل بها حتى لو كانت مخالفة للدين الاسلامي، و غايتها ان نعيش في مجتمع مسلم بقوانين غربية ويبق الاسلام مجرد إسم .
--------------------------------------------------------------------------------
سيدتي الفاضلة، هَوِّني عليك، وفكري قليلا من خارج الصندوق، تجدين أن فكرتك وتصورك عن مفهوم العلمانية خاطئ، العلمانية يا سيدتي الكريمة ليست مع دين ضد دين أخر، ولا تتدخل بمعتقدات الناس الدينية ، بل على العكس تماما هي أنسب إطار سياسي يتعايش بداخله أصحاب كل المعتقدات والديانات في سلام وإحترام متبادل وفقا للقانون، وطبقا لمثل رائع يقول "أعْبُدْ حَجَراً إِنْ أَرَدْتَ لَكِنْ لاَ تَضْرِبْنِي بِهِ".
سيدتي الموقرة، كما قلتُ لك سابقا فكر المؤامرة لا يوجد إلا في رؤوسنا المريضة بعد أن تجاوزنا الركب الحضاري ،فصرنا متخلفين علميا ، ثقافيا، معرفيا، تكنولوجيا وإقتصاديا ، فحصل لدينا نوع من النكوص والتقوقع على الذات والهوية ، متهمين الأخر المختلف عنا، بأنه سبب تخلفنا وضعفنا...صدقني سيدتي الكريمة الغرب وغيره لا يعيرنا أي إهتمام على المستوى العقائدي، إلا حينما نصدر له متطرفينا و دواعشنا، إذ داك لا بد أن تكون له ردَّة فعل حمياةً لأفراد ومؤسسات مجتمعه، الغرب سيدتي الكريمة مشغول عن معتقداتنا الدينية بحضارته ونموه ورقيه، بفنونه وعلومه، باكتشافاته وإستكشافاته في البر والبحر والفضاء...
سيدتي المحترمة ،مشكلتنا مع الغرب ليست عقائدية " لَكَمْ دِينُكُم ولِي دِينْ" مشكلتنا معه مشكلة عقل، ولأن هذه الموضوع كبير جدا ومستحيل إيفاؤه حقه في التحليل هنا، أحيلك على مرجع هام للراحل المغربي ،الدكتور عابد الجابري " تكوين العقل العربي" و "نقد العقل العربي".
سيدتي الفاضلة، إن كنتِ مع تطبيق حد الزنى، فهذا شئ يخصك لن أحاول حتى أن أجادلك فيه ،لأنني بمجرد التفكير في إنسان يجلد على ظهره أو يضرب بالحجر حتى الموت ، في مكان عام، من طرف ناس هائجة، يصيبني بالغثيان، و لحسن الحظ هكذا ممراسات متخلفة لن تجد مكاننا لها في مغربنا الحبيب ، لكن هناك طالبان وداعش وبوكو حرام لمن يريد العيش تحت راية الشرع والشريعة...
سلام سيدتي الفاضلة...



#دليمور_دليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الإستغباء مع سلفي متطفل على مجموعة إلحادية 2
- حوار الإستغباء مع سلفي متطفل على مجموعة إلحادية
- صديقي المسلم


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دليمور دليمي - حوار مع سيدة سلفية مناهضة للحريات الفردية