أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رنا كواليت - في معاني الوطن














المزيد.....

في معاني الوطن


رنا كواليت

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 18:07
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


استضاف الأردن العام الماضي المئات من مسيحيي العراق الذين فروا من ارهاب ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينة الموصل، وتم استيعاب غالبيتهم في قاعات عدد من الكنائس الكاثوليكية في المملكة.

وكحال أي لاجئ، فقد فروا دون ممتلكات، يرزحون تحت ضغط الحاجة إلى مختلف أنواع المساعدة الإنسانية كالغذاء والكساء والدواء والتعليم وبالذات اللغة الانجليزية، لأن مصير معظم هؤلاء اللاجئين هو الهجرة إلى الدول الغربية.

وحال هؤلاء العراقيين كحال غيرهم من السوريين الذين طالتهم أفعال هذا التنظيم المتطرف وجرائمه البشعة، فأجبرتهم على الهروب من ويلات الحرب وترك حياتهم وبلادهم وخططهم المستقبلية ليصبحوا مهجرين يقيمون بشكل مؤقت في الأردن وكردستان ولبنان إلى أن تكتمل معاملاتهم ويستكملون متطلبات الهجرة.

ولأنه ليس بإمكان هؤلاء اللاجئين الالتحاق بمدارس المملكة، فيتم إعطائهم دروسا في مواد معينة في أماكن إقامتهم، حيث يتم التركيز على اللغة الإنجليزية لجميع الأعمار مع حصص في اللغة العربية والرياضيات والعلوم لفئات عمرية معينة، فيما تحتل المحادثة سلم أولويات تدريس اللغة الإنجليزية ليتمكنوا من إجراء ولو محادثات بسيطة تفي بالغرض وتمكنهم من التواصل مع المجتمع الغربي لدى وصوله لبلد المهجر.

ومع مطلع هذا العام، انخرطت في برنامج لإعطاء دروس محاثة في اللغة الإنجليزية لثمانية طلبة عراقيين من كلا الجنسين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة عشر والتاسعة عشر نزح غالبيتهم مع عائلاتهم من منطقة قراقوش – والتي تكتب أيضا قرة قوش أو قرقوش – وهي بلدة سريانية تقع في قضاء الموصل، إبان سيطرة "داعش" على هذه البلدة حوالي شهر آب الماضي.

وفي يوم مشمس من شهر نيسان الحالي وقفت بصحبتهم وتحدثت معهم بمواضيع مختلفة، وتطرقنا إلى موضوع الوطن، وبالتحديد العراق، وعندما سألت إحداى الطالبات التي لا يتجاوز عمرها السادسة عشر عن بلدها العراق، اجابت بأنها "تحب العراق حباً جماً". وعندما سألتها عن السبب ردت على فضولي وعينيها تملأها الدموع بأنه بلدها الذي عاشوا فيه بسلام وبين ليلة وضحاها أجبروا على ترك "حياتهم" والفرار إلى مصير مجهول.

ومع أن إجابات الطلاب الثمانية على السؤال تباينت، إلا أنها جميعها كشفت عن حب متجذر لمسقط رأسهم اعجز عن وصفه، ولخصه أحدهم وعمره خمسة عشر عاماً بأن كل عالمه يكمن في قراقوش، فهو لا يعرف غيرها، ففيها أقاربه وأصدقائه ومدرسته وأماكن لهوه. فتاة أخرى شرد إرهابيو"داعش" أسرتها من الموصل توضح جانبا آخر من صورة الدمار الذي ألحقه التنظيم بأهالي الموصل وقالت أن والديها نزحا إلى إربيل في حين لجأت هي وأخاها إلى الأردن بعد أن مكثا بعض الوقت في إربيل التي طالتها يد الإرهاب، فقرر أخاها الذي يكبرها بالعمر أن يهرب بها إلى الأردن ومنه إلى المهجر، في حين آثر والدايها البقاء في إربيل على أمل أن تهدأ الأوضاع في الموصل ليتمكنوا من العودة إلى حياتهم التي لا يمكنهم تصورها خارج قراقوش.

وبحديثي المختصر مع هؤلاء الفتية الذين يعيشون معاناة إنسانية ناتجة عن شكل من أشكال القمع والظلم، تعلمت درساً جديداً حول (معنى الوطن). درساً يخرج عن نطاق البعد الجغرافي والمادي للكلمة، درساً كان قد بدأ بإيقاظ حواسي مع بدايات الربيع العربي، لأخرج من قوقعة النظر إلى الوطن على أنه من المسلمات في هذه الحياة، ليصبح أشبه بالروح "ويسكنني بكافة تفاصيله" فهو الهوية والكرامة، والمبدأ الذي لا يساوم عليه، وهو الماضي والحاضر والمستقبل.



#رنا_كواليت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية
- لماذا القضية الفلسطينية؟
- ما بين المثالية والواقع


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - رنا كواليت - في معاني الوطن