أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث السراي - النص الديني قد يستبطن حلاً














المزيد.....


النص الديني قد يستبطن حلاً


ليث السراي

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم ننتبه في يوم من الايام ولم نكن نتوقع ان هناك مشاكل كثيرة تحيط بنا غير مشكلة الظلم والدكتاتورية التي اخذت الحيز الاكبر من حياتنا قبل عام 2003والذي كان علامة فارقة في حياة الشعب العراقي بل في حياة المنطقة برمتها والعالم اجمع لعله ,فمع سقوط النظام القمعي في العراق ظهرت اخطر الجماعات الارهابية دموية في العالم والتي تمددت الى كافة انحاء العالم بفعل ما تمتلكه من كاريزما بفضل بعض النصوص الدينية ,فبعد مجيئ عصر الحرية تعرفنا الى مشاكل كثيرة جدا عملنا نحن على تركيز بعضها في المجتمع ,واليوم علينا نحن ايضاً ان نعمل وبكل شجاعة على ازالتها بسبب اختلاف النهج والمعطيات.
كانت رؤيتنا لكثير من النصوص الدينية المقدسة رؤية سطحية وغير مبالية بما قد تنتج عنه من مصاعب تأخذ بالمجتمع نحو الهاوية اجلاً, وهذا الامر الذي لعبت عليه الجماعات المسلحة واستغلته الاستغلال الامثل ونجحت في ذلك نجاحاً كبيراً,وابسط مثال على ذلك التفوق الذي حصل لتنظيم داعش على حساب تنظيم القاعدة والذي كان يعد اسطورة لا يمكن مجاراته من باقي التنظيمات,داعش استطاعت ان تستثمر سقوط الموصل والسيطرة عليها وتسارع باعلانها دار هجرة واعلان دولة الخلافة عليها وهو الامر الذي كان ينتظره الكثير من ابناء الطائفة السنية ويرونه حلماً صعب التحقيق ,ولهذا ازدادت الهجرة والتطوع لتنظيم داعش اضعاف ما كانت عليه قبل هذا التاريخ.
قد يتصور للوهلة الاولى انني اتكلم عن امر غاية في الصعوبة او من المحظورات ,ولكن نظرة سريعة لايات القران الكريم والسيرة النبوية تعطينا دروس غاية في الروعة ,وذلك من خلال تغير الاحكام بتغير الظروف وهو ما يعبر عنه بالناسخ والمنسوخ في القران ,فهناك اجماع كبير بين كل المسلمين على تغير منطوق الايات ومضامينها تغيراً كبيراً ما بين المدنية والمكية,وهذا التغير ناتج من تغير الظروف ,فبعد الضيق الذي كان يعيش فيه المسلمون والاظطهاد في مكة وحالة القمع الذي تعرضوا له ,تحولوا الى حالة من الرخاء وحرية كبيرة جداً في ممارسة المعتقدات والطقوس وكذلك العمل على بناء دولة قادرة على التمدد وحماية نفسها.
من ابرز ما يظهر في هذه المرحلة وقد تكون هي الانتقالة النوعية في النهج النبوي ,موضوع المعاهدات مع المشركين ,حتى وصل الامر الى منع المسلمين من العمرة ورجوعهم دون ان يدخلوا مكة ,المعاهدة والحلف مع المشركين لم يكن في حسبان احد انذاك الا ان الحكمة الالهية اقتضت ذلك تبعا للظروف بعد حالة الاقتتال ما بينهم .
ذلك المثال وغيره كثير من الامثلة يحتم على المجتمع الاسلامي خصوصاً النخبوي ان ينظر الى النصوص نظرة تحليلية وهو ما يعبر عنه في العلم الحديث (بهرمنيوطيقا النص الديني),والذي يعني ببساطة البحث عن ما وراء النص من خلال التعرف على الظروف المحيطة وكل ما يتعلق به من دلالات اخرى ساهمت في وجوده .
باعتقادي ان المشكلة تكمن في التعلق بالنص والتفسير الحرفي له دون الاخذ بنظر الاعتبار ما قصده الشارع منه او رؤية الظروف ,فالنص وليد ظرفه ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نفصل ما بين الظروف المحيطة وبينه ,وفي ذلك رأي يطرحه احد المفكرين الايرانيين حول اهمية الظروف في ايجاده ,اذ يقول ان البيئة الصحرواية والعادات الاجتماعية التي هي اقرب للبداوة منها الى المدنية قد ساهمت بشكل كبير في تكوين النصوص الموجودة ,ويذهب ابعد من ذلك عندما يقول ان النصوص سوف تتغير حتما لو ان مسرح التزيل اختلف الى بيئة اخرى وعادات اخرى مثل بيئة الماء والغابات وعادات التمدن,قد نختلف بعض الشي مع هذا الطرح الا انه مهم جدا في فهم الكثير من النصوص التي استفادت منها التنظيمات المسلحة وفسرتها تفسيراً حرفياً لا يتعدى حدود النص فقط ودلالته اللغوية .
قد لم ينتبه احد الا ان المشكلة نفسها تحمل بين طياتها الحل وهو ما يعبر عنه من بعض الاصوليين بتجدد النص وملائمته لكل العصور ,وبالتالي ان يتغير التاويل والتفسير تبعاً للظروف .



#ليث_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يكون السلفي مدافع عن الحريات
- شحاته ضحية تطرف كان شريكا في صناعته


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث السراي - النص الديني قد يستبطن حلاً