|
الاستاذ حسين سالم .. وأنا.
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 09:38
المحور:
سيرة ذاتية
كان عباس بك إبراهيم رئيس مجلس إدارة شركة( مختار إبراهيم) ذو نظره متقدمة سابقة لزمنه .. رغم أن الرجل كان يقود(بداخل شركته) عشا من الدبابير مكونا من رجال أخية (قبل التأميم ) مختار بك بالاضافة الي هؤلاء الذين قذفت بهم لديه أمواج مؤسسات الدولة الصاخبة بعد التأميم من عناصر(الثقة لا الخبرة ) التي كان من المفترض أن تكون (ثورية التوجهات ) لتحقق أهداف الاشتراكية الناصرية. لقد كونت هذه الخلطة غير المتجانسة طاقما لادارة مشاريع الشركة بطريقة المعلم و الصبيان بحيث كان لكل (قطاع أعمال) بها ملامح تشغيل مرتبطه (بالمعلم) الذى يديره مختلفة عن القطاعات الاخرى .. فجاء أداء الشركة سمك، لبن، تمر هندى ..لا يحكمه الا مقدارما تظهرة الميزانية من ارباح كل عام ، كانت دائما وفيرة بفضل اوامر الاسناد المباشرة التي كان يمنحها الجيش لشركات المقاولات للقيام باعمال إنشاء تحصينات ما بعد هزيمة 67 . حسابات عباس بك (الحالم، المثقف، الامين ،الراق ) اوصلته الي أن شركته لا تصلح للتعامل مع السوق العالمي القادم مع قوانين الانفتاح الاقتصادى بعد صدور ( القانون 43 لسنة 1974 ) ولذلك فعلية إعادة تأهيل أطقمها بحيث تكون قادره علي قيادة اعمال شركة معاصرة تستخدم اليات (إدارة الانشاء الحديثة) عباس بك تعاقد مع طاقم من الخبراء وبدا برنامجا لاعادة تأهيل الادارة العليا و العاملين هدفه أن يقنعنا كم كانت أساليبنا في الانشاء بدائية و أدواتنا متخلفة .. ثم عندما إنتقل البرنامج ليصبح رفع كفاءة أداء الادارات المختلفة .. إستعان بخبراء من المتخصصين في الحسابات ، إدارة الانشاء و فنون التخطيط والمتابعة ، الارشفة وحفظ المستندات والسكرتارية ، المخازن، وفي اساليب إدارة التمويل . في ذلك الزمن لم نكن نعرف الكومبيوتر لذلك كانت تطبيقات التخطيط والمتابعة ( بالمسار الحرج ) شديدة الصعوبة كما كان إستخدام المعدات الحديثة لاعداد وصب الخرسانة غريبة علينا .. و تكويد المراسلات يحتاج لصبر وحماس غير متواجد لدى خلطة المديرين غير المتجانسة هذه . عندما اشتكي الخبراء من ضعف استجابة نائب رئيس مجلس الادارة المتولي الاشراف علي عملية التطوير معهم .. كلف عباس بك .. مدير عام اخر بذلك.. ولكنه لم يصمد أيضا .. ثم إنه إختارني في النهاية لاكون المنسق بين الخبراء والادارات العامة للشركة رغم أنني كنت لا ازل بعد رئيس قسم شاب في إدارة المشروعات . بهذا التكليف الجديد تعرفت عليه ضمن طاقم الخبراء الاستاذ حسين سالم (ضابط المخابرات السابق ) الذى كان المكلف بتدريبنا علي افضل اساليب إستخدام وادارة التمويل والقروض . حسين سالم علي عكس جميع الخبراء الاخرين لم يقدم لي المراجع او الكتب او النشرات او حتي برامج تدريب .. وكان يكتفي بحوار شفهي و تعليمات غامضة .. حتي أنني كنت أعجب كيف ضمه عباس بك لطاقم التطوير . عندما كنت أعبر عن دهشتي .. يبتسم بثقة ويقول (حسين بك) أتركه لي .. أنا أعرف كيف أستفيد من علاقاته وفهمه لاسرارعمليات التمويل العالمية. حسين بك كان في هذا الوقت شابا شديد الطموح ويبدو ان عشرات الجنيهات التي كان يحصل عليها من الشركة لقاءأعماله الاستشارية لم تكن هدفه . بعد مدة عندما تم ترشيح عباس بك لوظيفة وزير الاسكان .. وإعتذاره (لعدم صلاحيته لشغل هذا المنصب كما قال لهم ) .. ثم إسناد الوظيفة لمقاول اخرعثمان بك أحمد عثمان .. كان همُ الوزير الجديد التخلص من منافسة حتي قدم إستقالته .. ثم من رجال منافسه .. وكنت احدهم (بل اولهم ) الذى أطاح به حسن بدراوى( رئيس مجلس الادارة الجديد) خارج الشركة . الاستاذ عادل سيف النصر .. الشيوعي القديم إبن باشاوات الصعيد .. إستطاع بعلاقاته مع التحالف الحاكم بالعراق .. أن يحصل علي عقد إنشاء خطوطا لكهربة الريف في خمسة محافظات عراقية .. وكانت أمامه الكثيرمن العقبات التي عليه مواجهتها منها الحصول علي خطابات ضمان الاعمال و الدفعة المقدمة ثم إدارة العمل باسلوب علمي حديث .. عباس بك رشحني له كمدير لفرع شركته بالعراق .. ورشح له حسين سالم ليدخل به الي دهاليز البنوك لتأمين خطابات وتسهيل الائتمان . الاستاذ عادل مع حسين بك سالم سافرا الي سويسرا .. لعقد بعض الاتفاقات التي إنتهت بحصول شركته (الاتحاد العربي) علي خطابات الضمان من( المصرف العربي ).. ويقص لي الاستاذ عادل ما حدث عندما دخل الاستاذ حسين الي حجرته بالفندق الفاخر فقد ظل يقفز فوق السرير و يقول (( تعالي يا أمي شوفي العز اللي فيه إبنك )) . إنقطعت صلتي بعد ذلك بفارس التمويل حتي وصلتني مكالمة من الاستاذ عادل يطلب فيها أن أرسل احد المهندسين للخليج لمقابلة حسين سالم في موضوع هام . عندما عاد الشاب كان مرعوبا لقد كادوا أن يقبضوا عليه هناك عندما سأل عن حسين بك الذى كما فهم الشاب كان مطلوبا في قضية نصب و توريد مواد غذائية غير مطابقة للمواصفات .. وأن السلطات هناك افرجت عنه(اى الشاب ) بعد أن تبينت انه لا يوجد بينه وبين حسين بك أى صلة . عندما أنهيت عملي مع الاستاذعادل بالعراق وعدت للقاهرة .. طلب مني عباس بك أن أذهب لحسين سالم لانه رشحني له لادير مشرع إنشاء عدد من عمارات الجيش بمصر الجديدة . حسين سالم الذى قابلته في ذلك اليوم كان يختلف تماما عن الذى عرفته لقد كان يتكلم بسرعة و يلقي الاوامر و لا ينتظر الرد و طلب مني أن أرسل له تقريرا يوميا بالتلكس الموجود في طائرته الخاصة عن تقدم الاعمال .. ثم طلب مني العودة لمكتبه في اليوم التالي لاخذ العقد الذى لم يكن قد جهز بعد وأنه سيوقعه ويتركه لي في السكرتارية .. لاوقعه .. ثم أبدأ العمل بعد اسبوع عندما يعود لمصر . وضعت العقد الموقع في درج مكتبي .. لمدة يومين كنت فيها أفكر .. ثم في النهاية إستقريت علي أن أعتذر عن العمل مع( معلم ) اخر ديكتاتور حاد المزاج .. لا تعرف مدى تصرفه التالي .. او مقدار علاقاته بالمسئولين بالقوات المسلحة بحيث يمنحونه وهو غير المتخصص مثل هذا الحجم من أعمال الانشاء . مرض عباس بك و نقل الي مستشفي المقاولون العرب .. و كنا نقف حوله .. عندما جاء حسين سالم ومعه طبيب متخصص من سويسرا مسافرا علي متن طائرته الخاصة .. فزار المريض .. ولم يضف علي العلاج المصرى ولكن عندما كان يغادر .. وجاءت عيني في عينيه وجدت دمعه متحجرة من التأثر . عندما طلبت مني الشركة الايطالية .. دخول مناقصة تشمل عمل الدراسة الفنية والاقتصادية لشبكات الف الصحي ومحطة التنقية بشرم الشيخ.. كنا الشركة الاولي .. لقد أخذت الشركة الامر بجدية و أنفقت الكثيرعلي إعداد الدراسة وتقديم الضمانات .. ثم حبست عنا .. و إعيدت لنا الضمانات .. وقيل أن هذه المنطقة حساسة .. وأن الذى تم إختياره هو شركة للمخابرات.. لقد كانوا يريدون الدراسة الفنية والسعر لتكون دليلهم عندما يحالونها للنجم حسين سالم الذى بدأ يلمع كملك غير متوج في المنطقة الشرم شيخية . حسين سالم تحالف مع مسئولين بالجيش و الدولة.. وكونوا شركة لنقل السلاح الممنوح من امريكا لمصر .. و عندما إعترض البعض قدموه في مجلس الشعب علي أساس انه الضابط المصرى السابق الذى..... وباقي القصة أنتم تعرفونها. الاستاذ حسين سالم الذى بد أ الدخول في السوق كضابط مخابرات سابق طموحا .. كان( رجل ) مرحلتي الانفتاح ثم السيطرة علي الحياة الاقتصادية و التمويلية المصرية الذى يعرف سراديبها جيدا و يتحرك داخلها بمغامرة محسوبة بثقة وهدوء العارف .. ممسكا كل الخيوط بيده .. ليصبح احد مليارديرات عصابة مبارك التي تطل علينا اليوم لاسترداد مواقعها المفقودة .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لو حظا تعسا جعلني رئيسا للوزراء .
-
العثمانيون سفاحون لم يهذبهم اتاتورك .
-
حرب العصابات ودفاعات اللوياثان.
-
الفساد والحلول الرقابية الامنية .
-
أشعر بالخجل كلما رايت رجلا يقهر إمرأة
-
في بلادى،الفتاكة كنزلايفني
-
في صدرى وطن ينتحب .
-
قراءة في تختة رمل مارس 2015 .
-
متخلفون ولكنهم ليسوا بمجرمين.
-
ذكر المبدأ وشأن الخليقة و ذرء البرية
-
الفظ غليظ القلب قاتل الابرياء
-
زلزال ما بعد المؤتمر الاقتصادى
-
حياتنا التي جعلوا منها معاناة شديدة الصعوبة !!
-
قراءة تختة الرمل فبراير 2015
-
هل يحمل إسلامنا كل هذه الشراسة .
-
الفريق أسامة عسكر مكلفًا بمكافحة الإرهاب
-
في إنتظار ((اميني )) القادم من الجنوب .
-
داعش و الواغش وإهدار كفاح قرنين
-
دليل الشخص الذكي نحو تعليم ذكي
-
الخواجات علي ارض المحروسة(يا أهلا بالخواجات )
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|