|
الدولة الصهيونية في العراق والشام
أنور فاضل الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 19:31
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
عقب احتلال العراق من قبل التحالف الامبريالي الدولي بقيادة الولايات المسلحة الامريكية، اعلن بوش، وبلير على الملأ، انهما يريدان استدراج مسلحي القاعدة، الى العرق، وتحويل مدنه، وشوارعه الى ساحة حرب، ومواجهة مسلحة مع الارهاب العالمي. سنقتلهم هناك، بدل ان، ياتوا ليقتلونا هنا. مستخدمان ذريعة 11 سبتمبر: "بدل ان يقتلونا في واشنطن، ولندن، نقتلهم في العراق". وقد طلبوا من عملائهم في السعودية، واليمن، وقطر، وغيرها ارسال الرجال، والمال الى العراق. قامت السعودية، واليمن، وسوريا، والكويت، وغيرها بتفريغ سجونها من الارهابيين، وارسالهم الى العراق لضرب عصفورين بحجر واحد. محاربة الديمقراطية الوليدة، والتخلص من الارهابيين. صار العراقيين محتلين من امريكا، ومستهدفين من جنودها، وارهابيي القاعدة. لقد تعاون قسم من الطائفيين، والمتطرفين، والمخدوعين في البداية مع القاعدة على اعتبارهم جاءوا "ليحرروا" العراق من امريكا. كما ادعى حلفاء امريكا، وعملائها، ان امريكا جاءت "لتحرير" العراق من صدام. في حين ان الهدف المعلن للحرب، كان البحث عن اسلحة الدمار الشامل، التي لم يجدوها. وقد شجعت السياسة الطائفية المرسومة في لندن، والمتبناة من امريكا، والمدعومة من ايران، وجرائم قوات بدر في المنطقة الغربية على تشوش الصورة، واصرار البعض على التعاون مع القاعدة حتى اكتشفوا خطرها. وقد اعلن الزرقاوي بعدها تاسيس دولة العراق الاسلامية. التي حاربتها العشائر العراقية في الانبار، والصحوات، ودعم مادي كبير من الجيش العراقي، ودعم لوجستي من امريكاعلى طريقة "فتنمة" الحرب، وكتمرين لما تقوم به قواتها فيما بعد في افغانستان. وبعد اندلاع الثورة السلمية السورية، وحصولها على تأييد جماهيري، واقليمي، ودولي كبير. تعاون المحور السعودي، القطري، التركي، لاشعال حرب طائفية مثيلة في سوريا لحرف وجهة الثورة الديمقراطية، ولاغراق سوريا في حرب اهلية مدمرة، تتحول الى حرب اقليمية. وقد نجحت بفعل الحشد الطائفي، وتدخل مصر الاخوان، وايران، والمتطرفين في لبنان. بتمويل وتخطيط سعودي قطري امريكي تركي اسرائيلي. ورغم محاولات اسرائيل اظهار الحياد الا ان تدخلها الفض واضح حيث اعلنت بشكل رسمي انحيازها الى "الجانب السني" في الصراع الطائفي في المنطقة. لاستنزاف ايران، وللتفرغ للاستيطان. كما بادرت السعودية، وقطر، وغيرها من القوى الى اعلان ان الخطر الشيعي اقوى من الخطر الاسرائيلي. ان التحالف الاسرائيلي القطري السعودي التركي الخليجي لم يعد بحاجة الى اثبات، ودلائل، فالصورة واضحة بالكامل. ان الجرائم الوحشية، التي ارتكبتها، وترتكبها جبهة النصرة، وداعش في سوريا ضد العلويين، والمخالفين في المعارضة السورية، وضد العراقيين عامة ليست كلها من تخطيطها، وبنان افكارها. فالفيلق العربي الذي شكلته المخابرات الاسرائيلية من صهاينة، ولا نقول يهود، من اصول عربية، او يجيدون العربية لديهم الاستعداد الكامل للقيام بكل الجرائم الوحشية لتشويه سمعة العرب، والمسلمين في العالم، ودق الاسفين بين الشعوب والدول العربية، وبين القوى الفلسطينية. ان من يرفعون شعارات متطرفة ضد عباس في غزة، ومن يرفعون شعارات مماثلة ضد حماس في مظاهرات الضفة الغربية هم من اعضاء، وانصار، وعملاء هذا الفيلق المتوحش. و سبق لرئيس الكيان الصهيوني نفسه، بان صرح بانه مستعد لاستخدام كل الوسائل لحماية اسرائيل. ونحن نعرف كيف ساهمت العصابات الصهيونية في تفجير المعابد اليهودية، واشعال العداء المصطنع لليهود، وتنظيم الاعتداءات عليهم في كل مكان من العالم، لاجبارهم على الهجرة الى اسرائيل. فكيف اذن مع غير اليهود؟! ان المنظمات الاسلامية الفاشية مثل القاعدة، والنصرة، وداعش، وغيرها على امتداد الساحة الاسلامية، هي منظمات صهيونية بامتياز. اعمالها تخدم مصلحة اسرائيل بشكل مباشر، او غير مباشر. ابرزها تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وخلق العداوات المفتعلة مع الفلسطينيين، وتشويه سمعتهم في المنظقة، والعالم، وقد نجحت الى حد كبير للاسف الشديد! انظر كيف يحارب المتطرفين "السنة" في لبنان حزب الله بدل توجيه البنادق، او في الاقل العداء ضد المحتل الاسرائيلي. وكيف تختلق احصائيات للانتحاريين "العرب" في العراق، وغيره، ووضع نسبة للفلسطينيين دون دليل. حتى لو كانوا فلسطينيين، فهم تصرفوا كاسلامييين متطرفين، وليس كعرب فلسطينيين. لقد نجحت المخابرات الاسرائيلية الى توجيههم للمدن العراقية، والسورية، والان المصرية، بدل الاهداف الاسرائيلية. ان داعش، وغيرها منظمات صهيونية، او مخترقة صهيونيا بشكل كبير. وقد اعلنت اسرائيل مرارا، وبشكل علني، ان اسرائيل تعمل مع امريكا وحلفائها في المنطقة الى عدم عودة العراق الى قوته العسكرية، والاقتصادية،واستعادة مكانته الاقليمية، لانه يشكل التهديد الاساسي لامن اسرائيل. فتستمر المؤامرات الدائمة لخلق المشاكل الدائمة في العراق لمنعه من الاستقرار، واستعادة عافيته. الغريب ان هذه السياسة يقع في حبالها، وينفذها، من يسمون انفسهم "اعداء اسرائيل" من اسلاميين، وقوميين. منهم قيادات سياسية عراقية لها علاقات سرية، او علنية مع اسرائيل، وامريكا، وقطر، والسعودية، والكويت، وايران، وتركيا، وغيرها من اطراف المحور المعادي للديمقراطية، والتقدم في العراق. آن الاوان لوضع النقاط على الحروف، والتخلي عن سياسة التلاعب بمصير العراق لصالح القوى الاجنبية. وعلى القوى الواعية، والمعارضة لهذا المخطط الشرير، ان تكف عن السكوت، وغض النظر، والمجاملات السياسية الرخيصة، وتفضح القوى، والشخصيات المتورطة مهما كان اسمها، او موقعها، او اتجاهها.العراق اكبر من الكل، وهو الان على كف عفريت المناورات، والمؤامرات، والمصالح الضيقة!
#أنور_فاضل_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزحف الايراني ودول الخليج العربي
-
هل الناتو قادر على ضرب روسيا ؟
المزيد.....
-
فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
-
المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا
...
-
خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
-
موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
-
نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
-
فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات
...
-
الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو
...
-
رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م
...
-
سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة-
...
-
الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|