عندليب الحسبان
الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 15:03
المحور:
حقوق الانسان
السلطات المصرية تغلق حضانة أطفال بتهمة قيامها بتعليم الأطفال طقوسا شيعية , وكاتب ايراني شيعي يستنكر هذا الفعل باعتباره فعل يتعارض مع الحريات العامة وحقوق الانسان ...!!
ما أشنع صوت المذهبي أو الطائفي حين يغرد بالحرية وحقوق الانسان !! ما أغرب صوت الله حين يلغو بالوضعية ؟!
هؤلاء المذهبيون المنتمون إلى مذاهب سياسية ودول دينية , كيف يقفزون على حبال الحريات وحقوق الانسان برشاقة القرود غير آبهين بانكشاف مؤخراتهم الحضارية التي تنز اقصاء ونبذا ,؟! يؤمنون بمواثيق حقوق الانسان والحريات إذا تعلق الأمر بمذاهبهم ؟ ويستنكرونها ويكفرون بها حين يتعلق الأمر بمذاهب الآخرين بل وأفكارهم ورؤاهم ؟ هل ايران الاسلامية الاثني عشرية التي ينتمي اليها الكاتب سياسيا وأيذيولوجيا تسمح بتعدد التعليم الديني في مدارسها حتى تأخذ على الآخرين انضباطهم المذهبي ؟
رشقٌ أعمى للمقولات والمفاهيم ما يمارسه هؤلاء المذهبيون حين يغردون بالحرية , فالحرية العامة وحقوق الانسان في شرعة المجتمع المدني لا تقول بأن نعتدي على أطفال بعمر 3 و4 سنوات ونغرس في ضمائرهم تصوراتنا وأفكارنا وعقائدنا المذهبية , بل العكس هو الصحيح , فتلقين الأطفال فكرا مذهبيا هو ذاته جريمة بحق الانسان والحرية !!
الاعتداء على مخيلة طفل بحشر ضميره في صورة مذهبية أو طائفية هو جريمة بحق الانسان وحريته في رسم صورة معتقده بالالوان التي يرف لها قلبه هو .
الحريات العامة وحقوق الانسان لا تعني مذهبية التعليم وتطييفه وأدلجته , فالتعليم أخطر مؤسسة اجتماعية ويجب ضبطها بقوة القانون المدني المرتكز على الفكر العلماني , وبعدها ننتظر أن تنتج هذه المؤسسة افرادا لهم حقوق الانسان وحرياته , وهم أنفسهم سيصبحون أدوات أنتاج هذه الحقوق والحريات ....
اذا كان من واجبات الدولة أن تصون حقوق الأفراد السياسية والاجتماعية والاقتصادية لمن هم تحت سن الثامنة عشرة حماية لحرياتهم من اللصوص , فحري بها أن تحمي ضمائر أطفالها من سوق المذاهب والطوائف حماية لحرياتهم الدينية ,
الأطفال لا يحتاجون لوسائط ومذاهب تقربهم إلى الله , هم ذاتهم الوسيط والطريق والمذهب , فاتركوا طريقنا إلى الغد نظيفا , .....
.و ان كنتم تحبون أطفالنا , ضعوا في أفواههم فقط لقمة نظيفة , ......
#عندليب_الحسبان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟