أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - بَهْدَلةٌ ثَورِيةٌ ..في الأول من أيار!!














المزيد.....

بَهْدَلةٌ ثَورِيةٌ ..في الأول من أيار!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 14:57
المحور: سيرة ذاتية
    


بَهْدَلةٌ ثَورِيةٌ ..في الأول من أيار!!
"توضيح : كلمة بهدلة ، وهي عامية فلسطينية أو شامية ،تعني ، التقريع بالصوت العالي وفي العلن ، وأصبحت تُطلقُ كذلك على كل خسارة صعبة لفريق ما في مباراة كرة قدم ، فنقول تَبَهْدَلَ الفريق الفلاني ، بهدلة كبيرة ، وكذا هو الحال مع "فضائح علنية غير جنسية بالطبع يتعرض لها الشخص دون إرادته" .." .
كُنّا وأقربُ أصدقائي ، طلابا في المدرسة الثانوية ، وبما أن التعليم في قريتنا (التي أصبحت مدينة لاحقا )، كان مُقتصرا على التعليم الإبتدائي ، حتى الصف الثامن الإبتدائي ، فكُنا، أو قلةً مِنّا ، نتلقى تعليمنا الثانوي في المُدن القريبة ، وفي الأغلب ترتاد غالبية طلاب الثانوية من قريتنا والقرى المُجاورة ، الثانويات في مدينة الناصرة ، والقلة ترتاد ثانوية عربية بعينها في حيفا ، وبعض الأفراد يرتادون ثانويات يهودية ..
وفي الناصرة عدة مدارس ثانوية ، واحدة حكومية بلدية ، أما البقية فهي مدارس أهلية تتبع الكنائس ، ومنها مدرسة الراهبات الثانوية للبنات والتي كانت مُفضلة على أهالي البنات من قريتنا ، فهي مدرسة تتبع التعليم المنفصل ، للبنات فقط ، واغلبية كادرها التعليمي من الإناث .
كان الأهل المسلمون المحافظون يفضلون مدرسة مسيحية على مدرسة مختلطة ،ديانة وجنسا ..!! كمدرستنا البلدية ، والتي تستقبل طلابها من المسيحيين والمسلمين ، من الذكور والإناث ... رحم الله تلك الأيام .
وللناصرة مَيزةٌ ليست لغيرها من المدن ، فهي مدينة مختلطة ومُقدسة ، لذلك فالعُطلة الاسبوعية يجب أن تُراعي هذا التنوع وهذه المكانة . فيوم الجمعة هو عطلة اسبوعية للمسلمين ويوم الاحد عطلة اسبوعية للمسيحيين ، لذا تحولت عطلة نهاية الاسبوع العادية والتي هي ، في كل الدنيا من يومين متتاليين ، جمعة وسبت ، او سبت وأحد ، الى يومين منفصلين . فعطلة نهاية الاسبوع النصراوية هي يومي الجمعة والأحد ، وما بينهما يوم السبت والذي هو عطلة رسمية لدولة اسرائيل ، هو يوم عمل عادي في الناصرة ، بل هو يوم التجارة الاسبوعي في المدينة والذي ينتظره التجار بفارغ صبر ..!!
رغم مرور السنين الطوال ، فما زلتُ أتذكر تلك اللحظات ..
كان اليوم يوم سبت ، وبعد أن قضينا يوم الجمعة في أحضان العائلة ، كان علينا أن نُغادر بيوتنا عائدين إلى غرفتنا المُستأجرة والبائسة في الناصرة ، لقضاء اسبوع آخر ما بين الدراسة واللهو .. ومُشاهدة فيلم في السينما ..
خرجتُ من البيت في ساعة مُبكرة نحو بيت صديقي ، القريب من بيتنا ، فنحنُ نسكنُ في نفس الحيّ ذي الأزقة المُتربة .وما أن وصلتُ بيت صديقي ، حتى أرتفعت عقيرتي بالمُناداة عليه وبإسمه ...
-ماجد ... يا ماجد ...مااااااااجد !!
كان بيتهم يرتفع عن أرض الشارع كثيرا (3 طبقات ) ، وتُطل على الشارع شرفة منزلهم ، الذي يُقابلُ جامع الحي الحديث . ( تم بناؤه على حساب الأهالي وشاركتُ شخصيا ، البنّائين في العمل بقدر طاقتي وأنا فتىً صغير ).
-تفضّل ، فوت ( يعني أُدخل) ..
أتاني صوتُ والده الجهوري الذي أطّل عليّ من شرفة المنزل .
-شُكرا ، مُستعجل ، فعلينا اللحاق بسيارة تأخذُنا الى الناصرة ، أين ماجد ؟؟!!
وبدون سابق إنذار ، هّدّر صوته عاليا في ذلك الصباح الباكر ، ذات يوم سبت بعيد ..
-أيها المتخاذلون ..!! الجبناء .. ..!! يا طلاب المدارس ...!! تخافون أن تخسروا يوما دراسيا ..!!
أنتم أنذال ، تتخلون بسهولة ويسر عن أهلكم الكادحين ..!! انتم كادحون ابناء كادحين رغما عنكم ... ولا يُمكنكم الذهاب الى المدرسة في يوم اول أيار ، يوم الطبقة العاملة ..!!
فوجئتُ بهذه البهدلة التي لم أعرف سببها ولا جذورها ..
-لكن ، لم تُعلن المدرسة عن اليوم ،كيوم عطلة ...
لم يُمهلني لإتمام "دفاعي " الهش ..
-هل تتوقع من هؤلاء الجبناء أن يُضربوا في عيد العمال ؟؟ إذا أردتَ الذهاب إلى المدرسة ، إذهب ، فماجد لن يذهب ..!!
كان والد صديقي شيوعيا معروفا ، وحصل على لقب " الشوعي " بحذف الياء ، ككنية له تمييزا عن باقي الذين يحملون إسم محمود .. دخل السجون وشارك في الصدامات ، على خلفيات طبقية وقومية . وخاض نضالات وتعرض للنفي !!
وكان لي استاذا وصديقا ..
لم نذهب إلى المدرسة ذلك اليوم ، بل شاركنا في مظاهرة ، تلتها مشاركات كثيرة في مظاهرات وفعاليات ، لكن "نضالاتنا " لم تكن بزخم وقوة نضالات "محمود الشوعي " ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تَدْيين- ألصراع ..!!
- وَجْدُ آلوجدِ
- ثوريون ومُستَغِلون ..!!
- -إسرائيل- تتكلم العربية ..
- جمال ليس له -حظوظ- ..
- عقلاني لا يُلتفت إليه ..!!
- لا إنتَ -حبيبي- ..ولا أُريدك ..!!
- ذئاب و-خراف - ..!!
- WELLBEING - وبين ال WELFARE ما بين ال-
- يا حسرة علينا ، أو -واحسرتاه - ..!!
- إسلام بحيري : العقل في مواجهة النقل .
- فقه ال -أرأيتَ - والخيال المريض ..
- تسور شيزاف على عتبة بيت -الشيطان- ..!!
- العلامات واللايكات ..
- فتاوى فتافيتية ..!!
- بَوْحٌ على بَوْحٍ .. مهداة للزميل نضال الربضي
- أسرار غياب نجم الروك -ألشريم - ..!
- أليرموك : زاد في طنبور (ألموت)، نغما داعشيا .
- رُخصة -للعُنف - .
- جدلية القومية والمواطنة ..!!


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - بَهْدَلةٌ ثَورِيةٌ ..في الأول من أيار!!