عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 18:05
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
مراءة عجوز بثيايها الرثة وفي يدها وصفة طبية وعلب ادوية قديمة تسال الناس الذين يترددون على الصيدلية ان يساعدوها في شراء الدواء وتقسم لهم انها تتالم من شدة المرض . كنت هناك ..فادخلت يدي في جيبي واخرجت منه درهمان وضعتهما في يدها وانا احدق في تجاعيد وجهها ذي اللون البواسيري الغامق ( رايت ان المرض ينهكها حقا ).. نظرت الي وحركت راسها بهدوء تدعو لوالداي بالرحمة والبركة.(الله يرحم والديك )... يتكرر هذا المشهدكل يوم ليس فقط امام الصيدليات بل كذلك داخل المقاهي والمحلات التجارية وغيرها من الامكنة التي تعج بالناس ....مشهد مقرف و غامض ..كامراض مجتمعنا العديدة و الغريبة والخطيرة التي تتفشى بسرعة فينا وبعضها يستعصي علينا علاجه او كون علاجه لا يزال غير متوفر لذينا و الاطباء الشباب عندنا ليست لهم الدراية آلعلمية القمينة برفع رووءسنا بين الامم ولا لهم قلوب رحيمة تشفق على مرضانا .جلهم ...نسوا ذلك القسم المهني الذي اقسموه حين تخرجهم من كلياتهم الفاشلة ..الطب اليوم اصبح مهنة تجارية لا علاقة لها باية اهداف انسانية نبيلة علاقتها اوثق بالمال والربح والاستثمار..الطبيب في مصحته لا يرى في المريض الا محفظته التي يجب ان تكون مملوءة بالاوراق النقدية ..كيف له ان ينقد حياتك وهو لا يرى فيك الا المال ؟ قيل يوما ان طبيبا كان يفحص في اليوم ثلاثة نساء وثلاثة رجال بالمجان ...وان عيادته عامرة ولم اصدق قولهم...الاطياء اليوم هم مجرد مقاولين ومستثمرين في الجسد والجيب البشريين الا قليلا منهم ..هل ترى الى هذه الدرجة حطت الراسمالية المتوحشة من مهنة الطب سواءا كان عاما او خاصا ...
****
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟