أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - البكاء الشيوعي .....!














المزيد.....

البكاء الشيوعي .....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 22:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في أواخر عمر الجبهة الوطنية في العراق أواخر سبعينيات القرن الماضي صدر كراس عنوان ( خندق أم خندقان ) ، وربما كان هذا الكراس رصاصة الرحمة في رأس جبهة مزعزعة الاركان بين البعث والشيوعيين.
وبعيدا عن الاسباب التاريخية لقيامها وانهيارها أستذكر اصدقائي من الذين التحقوا بنا في ذلك المنفى الجميل الذي لا تنطبق عليه عبارة ناظم حكمت الشعرية : والمنفى يا حبيبتي مهنة شاقة.
لقد كان منفانا في قرية ( أم شعثه ) جميلا حين قادتنا الالفة العيش مع اهلها لنشعر بأن ارواحنا تكتشف شيئا اخرا ومفيدا كلما طالت بنا سنين الوظيفة في هذه المدرسة المكونة من سبع صرائف ألحق فيها بيتا من القصب هو سكن المعلمين .
في هذا المنفى كنا مع حياة الناس هنا في كل شيء ، حتى أن بعضنا دخل دورات صحية ليصبح طبيب هذه القرية في مداوة جروح الاطفال حين تجرح قصبة اقدامهم العارية وهم يدخلون الماء او يصاب احدهم بسعال آت من دخان ليل مواقد شتاءهم.
بعضنا كان منتمٍ بصورة رسمية في الحزب الشيوعي والبعض ميلوهم ناصرية او قومية وواحد فقط معجب حد النخاع بسيد قطب ثم تحول ليكون من جماعة الخاصكي وهو مرجع معروف في الكاظمية اشتهرت مرجعيته في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وكان هذا المعلم الوحيد يأخذه العجب من مشاعر المعلمين ذوي الانتماء الشيوعي حين يرى اثار دمعة في اطراف اجفانهم يوم يجيئون بأحدهم شهيدا من جبهات القتال ، او تفقد القرية طفلاً من تلاميذ مدرستنا غرق في اصراره على اعادة جاموسة عنيدة الى زريبتها ، ومرات يشارك المعلمون جميعهم حزن القرية يوم نقوم نحن في اليوم العاشر من محرم ببث تسجيلا اذاعيا من الراديو الذي معنا لمأساة اليوم العاشر بصوت الشيخ عبد الزهرة الكعبي.
وقتها يتندر المعلم ذو الميول الدينية ويهمس لي : انهم يبكون اخشى أن تكون دموعهم دموع تماسيح.
قلت : عاطفة الشيوعي في قلبه لأنه صاحب مبدأ .
قال :وقلبي ايضا.
قلت :إذن احترم دمعة الآخرين.
قال :وسأبقى اشك في دموعهم.
كان المعلم يراقب حماس المعلمين اليساريين وتسكنه حيرة عندما يتطوع احدهم ليذهب الى مدينة الجبايش من اجل جلب بطاريات الراديو حتى يستمر حزن عاشوراء.
وذات يوم قال في الادارة ونحن متجمعون على مائدة اتى بها شغاتي لنذر غداء العباس: الديوك حمراء إلا تبكون حزنا وأنتم تأكلونها.
قال احدهم وقد كان يراقب بصمت كل ما يقوم به هذا المعلم من تعليقات : نحن نعتبر المام العباس ( ع ) ثوريا رائعا.
قال المعلم المتدين : ولكن الامام ع يعتبر ماركس ملحدا لأنه لا يعبد الله.
رد المعلم اليساري بغضب : ومن قال لك نحن لانعبد الله.
ــ انجلز وماركس.
ــ أنت تفسر الأمر بفطرة وبقشرته ، انا فخور بماركس وايضا مؤمن وفخور بالأئمة الثائرين.
ــ وتبكي لمصيبتهم.؟
ــ نعم ابكي حين يتصاعد في سماعي تخيل اللحظة الانسانية خلال موتهم.
ــ أنا متعجب.؟
ــ تعجب لوحدك هذا لا يهمني، دموعي لا تصنعها قشور البصل والثوم بل يصنعها قلبي.
هرب المعلم المتدين من قوة الرد وقال مازحا :اذن نظمني معكم.
قال المعلم : لا نريدك ابق في ما تؤمن فيه ، واحترم بكاءنا مثلما نحترم بكاءك...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - البكاء الشيوعي .....!