سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 16:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مَن مِن الكورد لا يعلم حقيقة الانظمة الشوفينية المتعاقبة التي حكمت الكورد في العراق وايران وتركيا وسوريا , ألم يبرروا قتلهم وظلمهم للكورد على انه منهج وسياسة تقع ضمن اجنداتهم القومية ؟ مالعمل مع عقول تعتقد ان بناء مصالحها القومية لا تكون إلا عن طريق هدم مصالح قوميات آخرى ؟ هذه الانظمة اعطت لانفسها الحق بالمؤامرة على الكورد وظلمهم وقتلهم بشتى الوسائل والآليات , بينما كانت ردة فعل الكورد هو النضال من اجل البقاء والدفاع عن النفس والمطالبة بحقوق شرعية وردع الظلم المجحف بحقهم ولم يتهاونوا في اي فرصة سنحت لهم بالجلوس مع تلك الانظمة للحوار . وهنا سؤال يطرح نفسه: اليس بامكان الكورد في هذه الدول ان يعكروا امنها واستقرارها كرد فعل للمظلومية التي وقعت عليهم ؟ إن صوت الانسانية والعقل النير كان دائما هو الفاصل في القرارات السياسية الكوردية , فلم ياخذوا الكورد المدنين من اي قومية بجريرة انظمتهم الدكتاتورية المستبدة . وهذه الانظمة تعلم يقيناً امكانيات الكورد في العمل خلاف رجاحة العقل والحفاظ على حقوق الانسان ان ارادوا ذلك . بمعنى آخر الانظمة الظالمة تعلم جيداً أن بامكان الكورد ان يكون لهم ردة فعل قد يحرق الاخضر مع اليابس خاصة والظلم بحق الكورد مستمر الى يومنا هذا فضلا عن ان عوائل الكورد مازالت جريحة في شهدائها من الانفال والابادات والمقابر الجماعية والاعدامات الجماعية والفردية والتغيير الديمغرافي لمدنهم وقراهم ... وغيرها من الاعمال , والتى الى اليوم لم يتم تعويضهم لا مادياً ولا معنوياً . هذه حقائق وليس بامكان احد انكار ذلك , وعليه فان على الاطراف الكوردية ان لا تخسر هذا التاريخ النضالي المشرف والتراكم الخبري السياسي في التعامل مع الانظمة الاقليمية والدولية وشعوبها , وبالتالي لابد لكل الاطراف الكوردية ان تشعر بالسؤولية الكبيرة اتجاه الجماهير الكوردستانية ومستقبلهما فيما لو اتخذت قراراً او موقفاً معيناً , فالتفكير دوما بحنكة سياسية معهودة كي لا يقع اي طرف في مأزق ويكون له مردود غير حميد يؤثر سلبا عليه وعلى البيت الكوردي .
ومن احدى القرارات او المواقف التي لا نرى فيه اي مبرر واقعي , وهو تأسيس حزب جديد كوردي!!! أيزيدي !!! عقائدي !!! , بمعنى الأحزاب الكوردستانية المتعددة والمختلفة لاتجسد طموحهم ولا مطاليبهم , ومع اننا ضد الاحزاب السياسية الدينية (العقائدية)، ولكن بسبب الحيف الذي وقع على الكورد الأيزيدية من المنظمة الارهابية داعش , نقول لا ضير في ذلك ان كان يقع ضمن مصلحة كوردستان وتعزيز قوتها , على ان لايخرج هذا الحزب وموضوع تسليحه عن المؤسسات والقوانين المعمول بها في اقليم كوردستان ، ويعتبر هذا الامر طبيعي ومعروف في كل الانظمة الديمقراطية , وخلاف ذلك يعتبر سوء تصرف وعدم حنكة سياسية قد يضر باقليم كوردستان , ونكرر( الاحتكام الى الفكر السليم والشعور بالمسؤولية اتجاه مصلحة الشعب الكوردستاني ) والحذر من اي موقف غير مسؤول خاصة ونحن نواجه سياسات في المنطقة تقوم على محاربة التجربة الديمقراطية في اقليم كوردستان .
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟