|
سين_جيم(هنّ و هم)
شوكت جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 07:45
المحور:
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015
أحسب أن قضية تحرير المرأة ليست قضيةً،و إنما جزءٌ من قضية؛ و الحديث عنها منفردة معزولة لن يفي بغايةٍ لأنه تجزئة لما لا يتجزأ،و تقسيمٌ لما لا ينقسم؛إذْ أن قضية حقوق المرأة في مجتمعٍ ما،هيَ قضية حقوق البشر"بجندريه" في هذا المجتمع..و أزعم أن منسوب التحرير و الحقوق في أنبوبة المرأة يرتبط ارتباطا آلياً بمنسوبه في خزان المجتمع برمته، بل و لنا أن نتخذه مقياساً عاماً لحقوق الإنسان في هذا المجتمع..فلا أكاد أعلم مجتمعاً تحررت به المرأة إلا و كان للرجل منه نصيب ، و لا أكاد أعلم مجتمعاً قُهرت به المرأة وكان الرجل فيه أسعد حالاً أو أقل قهراً،و أحسب أن قهر الرجل للمرأة في هذه المجتمعات إنما أكثره انعكاسٌ لذاته المقهور...ما أقوله: إن المرأة لن تتحرر سوى بتحرر الرجل ، و لن تنعتق سوى بانعتاقه،و إن شئت الدقة بنضالها و انعتاقهما معاً رجالاً و نساءً ،أما القهر الذي يرزح تحته حصانا العربة في منطقتنا فهو على ثلاثةٍ:ديني بتسلط الأفكار الرجعية،سياسي بتسلط الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة،و اقتصادي بتسلط و استغلال رأس المال و تدني الأجور.....و من هذه الرؤية سنحاول الإجابة على الأسئلة:
س: هل حققت المرأة على الصعيد العالمي خطوات مهمة على طريق المساواة مع الرجل؟ جـ:أجل ،بيد أنها توزعت على جغرافيا العالم كمتغير تابع لمؤشر حقوق الإنسان عامة،فقد قفزت في المجتمعات التي تحترم الإنسان"بجندريه"أما في منطقتنا فلا تسأل عن حق امرأة أو رجل!
س: هل كان للمرأة في الدول العربية وعموم الشرق الأوسط نصيب من التقدم في انتزاع حقوقها المشروعة والثابتة؟ جـ:لم يكن للمرأة و لا للرجل نصيب سوى الفتات في انتزاع حقوقهما المشروعة و الثابتة،و الحق لم يُعترَف_في طرفٍ كبيرٍ من منطقتنا_ بعد بحقوقهما المشروعة و الثابتة فينتزعوها!و أدنى هذه الحقوق حرية المعتقد،و الحق في اختيار النظام الحاكم.
س: كيف تقيمون ظروف المرأة العاملة والاضطهاد الطبقي والاجتماعي والجنسي الذي تتعرض له في سوق العمل بشكل خاص وعموم المجتمع؟ جـ:تتجرع المرأة العاملة و الرجل العامل العلقم من الاضطهاد الطبقي و الاجتماعي، حتى في الوظائف المهنية المرتفعة،أما الاضطهاد الجنسي فالرجل الشرقي يحمد ربه_ و لعله لا يفعل_لعدم تحرشات ربات العمل أو رئيساته به كما نسمع في الغرب الكافر!،أما النساء فيعانين اضطهاد جنسي من لون مختلف،و هو عجز أزواجهن لما بلوه من قهرٍ في وظائفهم!
س: هل ما تزال الفرص مفتوحة أمام المرأة للحصول على العمل ونوعه وبيئته؟ و لماذا ما زالت هناك أعمال تخصص للنساء فقط حتى في الدولة المتقدمة، وهل في هذا خلل ما؟
جـ:نعم،الفرصة مفتوحة،لرجال و نساء بلادي للحصول على الوظائف شريطة أن تكون متدنية الأجور ،أما المناصب العليا فلأهل الحظوة،إذا رغبت في عمل فشيء فيه نظر،أما المناصب العليا فهذا الذي لا يغتفر..أما وجود أعمال تكاد تختص بالنساء كالتمريض و ما شاكل و ما شابه فلا أرى به خللا ما،أما وجود أعمال تخص الرجال بالأكثر كالعشماوية_منفذو حكم الإعدام_فلا أظن أن الرجال يمانعون إذا رغبت المرأة في مزاحمتهم في هذه المهنة الباعثة للشاعرية و الإلهام.
س: كيف تنظرون إلى عدم مساواة أجور المرأة العاملة بأجور الرجل العامل في العالم العربي و حتى في الدول الغربية و المتقدمة؟
جـ:من الواقع المصري الذي أعرفه،الأجور متساوية في القطاع العام،أما في القطاع الخاص فتبعاً الإنتاج ولا تختلف ما بين المرأة و الرجل بأكثر من اختلافها ما بين رجلٍ و رجل ،و امرأةٍ و امرأة..و هي في جميع أحوالها ضئيلة سيان للرجل أو المرأة و لا تكفل حياة كريمة بأية حالٍ من الأحوال.
س: كيف تنظرون إلي موضوع إجازة الأمومة الممنوحة للمرأة فقط و ليس للرجل؟
جـ:و لعمري إنه سؤالٌ عويصٌ يحيرُ الألباب، لكني أجتهد و لي نصيب الإجتهاد_أجر في الخطأ و أجران في الصواب_فأقول إنما أجازة الأمومة للمرأة ما لم يبت الرجل أماً أو أستطاع أن يقوم مقامها ..و كذا في أجازة الوضع!
س: كيف تنظرون إلي زيادة نسبة البطالة في صفوف النساء القادرات على العمل في أوقات الأزمات الاقتصادية؟ جـ:الأزمات الاقتصادية عمياء كالعدالة! لا تفرق بين الجنسين،و إن كان أرباب العمل يفضلون في تلك الحالة من لا يكفل لهن القانون إجازة وضع و رعاية طفل مدفوعة الأجر.
س: هل تعتقدون إن تحرر المرأة مرتبط بتحرر عموم المجتمع من النظام الرأسمالي، ام من الممكن فرض المساواة الكاملة حتى في ظل هذا النظام؟ جـ:المفارقة هنا،هي أن حقوق المرأة و تحررها كان بصورة أكبر نسبياً في المراكز الرأسمالية العالمية!، هذا في رأيّ مردّه إلى مكر الرأسمالية و تصديرها المشكلة الأساسية خارج أرضها،بإفقار و تجهيل دول العالم الثالث،لنهب ثرواته،و جعله سوقاً لمنتجاتها،أي بناء تقدم و تحرر و رفاهية شعوبها على فاقة و تأخر و تخلف من كان مثلنا،و عبودية هذ الشعوب_رجالاً و نساءً_و لا أرى الانهيار الوشيك للرأسمالية،ربما على المدى البعيد..ما في إمكاننا في الوقت الآني تحسين الظروف و هذا قصارانا.
س: هل يمكن تحقيق المزيد من المكاسب دون وعي ومشاركة الرجل في النضال من أجل حقوق المرأة؟ جـ:لا يمكن تحقيق المزيد من المكاسب دون وعي المرأة و مشاركتها!،في النضال من أجل حقوق الإنسان_المواطن_!
س: ما هو الموقف المطلوب الذي يجب أن تتخذه الأحزاب والنقابات العمالية من صراعات قوى الرأسمال العالمية والمحلية ومعاركهم الجارية الآن والتحضير لحروب كارثية؟
جـ:الأحزاب و النقابات في _مصر على الأقل_كرتونية و لا تملك القاعدة الشعبية،و سلوكها السياسي مدموغ بالانتهازية و الأنانية،و تدير نفسها بالكاد،ناهيك أن تقود معركة مع قوى الرأسمالية!! و حسبها السعي نحو تحسين الأجور و الرعاية الصحية..إلخ،كمكاسب جزئية. ......................................... مقالات للكاتب ذات صلة_أي بقهر و تحرر المرأة_ الراجم و المرجومة http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=457979 عهر الشرق و عهر الغرب
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=432116
علة العرب النفسدينية و قضية القبلة http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=381781
جهاد الفراش في الحرب و السلام http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=383257
#شوكت_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتمية إقصاء الفكر الظلامي
-
ثلاثية:السولار و القمح و الأفيون
-
ومضة الطوفان
-
الطفل دفنّاه
-
ثورة عشق قديم
-
إلى الحوار المتمدن و قرّاءه
-
جدلية الألم و القيامة
-
المتمرد مصلوباً
-
المحتزم المحترم
-
لويس عوض:الرجل و المأساة
-
ثورةٌ من أجل الدين و ليس عليه_مكرور_
-
ثورة من أجل الدين و ليس على الدين!
-
صالح جودت و البابا شنودة شاعرين!
-
طريق الأمل و الرحيل
-
حتمية المادية الجدلية!
-
الراجم و المرجومة
-
البرجماتزم في مواجهة الماركسية
-
دمٌ على ليبيا(تتمة)
-
دمٌ على ليبيا
-
الفرق بين الMania،و الParanoia
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الاتفاقيات الدولية وحقوق المرأة في العالم العربي
/ حفيظة شقير
-
تعزيز دور الأحزاب والنقابات في النهوض بالمشاركة السياسية وال
...
/ فاطمة رمضان
المزيد.....
|