|
المجتمع و تحرر المراة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 13:20
المحور:
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015
ربما يستخف البعض بمن يقول ان تقدم الامم بتقدم و تطور المراة اولا، لانهم بما يحتجون بان نسبة المراة تاريخيا من العلماء و العاملين في الحقول العلمية المعرفية و ما يهم المجتمع قليل جدا مقارنة بالرجل، ضاربين عرض الحائط ما تبدع به المراة دون الرجل في اختصاصات و جوانب عديدة لا يمكن لرجل ان يغور فيها او لا يحسن العمل فيها كما المراة . من المنظور الخاص للمراة و ما تملك من المواصفات التي لا يمكن للرجل ان يمتلكها، لو جاءت من خلال مسيرة التاريخ بما ضمن للرجل ان يسير عليه مشابها و مساويا للمراة ان كانت تسير عليه لكانت المراة كما الرجل اليوم، و لو لم تكن المراة مشفقة عليها في اكثر الاحيان عند المجتمعات المتخلفة اكثر من المتطورة، اي التعامل و التربية و الموروثات التاريخية هي التي فرضت على المراة ان تتجه نحو ما هي عليه اليوم، و فرض عليها الخصوصية التي تتميز بها معيشة و مكانة في المجتمع، اضافة الى الخصائص البايولوجية القليلة الاثر و التي تختلف عن الرجل و يمكن تلافي افرازاتها الاجتماعية لو اخذت بصورة طبيعية و تكون غير مؤثرة على حياتها الاجتماعية . مرت مراحل و لم تحصل المراة على مكتسبات بعد ان تغير موقعها من ربة الاسرة و مديرتها و مدبرتها الى تابعة خاضعة في الاسرة الصغيرة و الكبيرة . ربما التحولات الجسمية التي امتاز بها الرجل نتيجة طبيعية لتحركه و توائمه مع الظروف الطبيعية الجغرافية و الاجتماعية بعد اهتمام المراة بالمولود فجعلته ان يسيطر اكثر على امور الحياة و ان يضع بينه و بين المراة فراغا من النواحي العديدة و منها ما فرض على المراة الاعتماد على الرجل بنسب متفاوتة و في ظروف مختلفة و مراحل حياتية متسمة بصفات مختلفة من موقع لاخر . اليوم و بعدما وصلت حال المراة و ما تتصف به اجتماعيا الى ما هي عليه الان من عدم المساواة نتيجة الظروف الموضوعية التي ذكرت من قبل مع العديد من المؤثرات الجانبية التي دفعتها الى الانعكاف و الانعزال لتكون تحت رحمة الرجل، لا يمكن ان تصل المراة الى مكانتها الطبيعية الا بمساعدة الرجل و تعاونهما بعد توفر مجموعة من العوامل التي تدفع الى ترسيخ الراضية لتحسن وضع المراة في المجتمع، و يجب ان تتوفر العوامل تلك في المجتمع و الاسرة و البيئة المعيشية التي تترعرع فيها . و من اهم العوامل الواجب توفرها هي: اولا : التقدم العلمي الذي يكون لصالح المراة من النواحي الخاصة بطبيعتها البايولوجية و ما يعينها على ان لا تكون هناك فوارق في اداء اي عمل وما يدع ان يقع على المراة من الواجبات وا لحقوق يجب ان لا يختلف عن الرجل . ثانيا : توفر المستوى الثقافي المطلوب الذي يفرض على الرجل ان ينظر الى المراة بعين المساواة دون اي شفقة او اعتبار خاص و ان يتعامل معها بشكل طبيعي دون منة او صدقة . ثالثا : مشاركة المراة بذاتها في الحياة العملية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية كما الرجل دون تردد او عدم الابتعاد عن البعض منها و كانها حكر على الرجل، و باعذار واهية سواء حياتية اجتماعية او بايولوجية . رابعا :الاهتمام و مراعاة الوضع القائم نتيجة الموروثات التاريخية التي تخص المراة و محاولة ازالة الشاذ و اعادة الوضع الى حالته الطبيعية . خامسا : العمل على متطلبات كل مرحلة حسب الوضع الخاص بها من النواحي كافة و حسب ظروف الموقع او المنطقة التي تتميز بسمات خاصة التي تختلف عن اخرى . سادسا : يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار القوانين المرعية لظروف المراة الحالية و اعتبارها مرحلة متنقلة لها، للوصول الى ما يفرض على الجميع ان يتعامل بمساواة، نظرة و عقلا و تعاملا مع المراة . سابعا : محاولة الجميع للعمل على ازالة المعوقات المصطنعة عبر مراحل التاريخ من قبل الرجل و بدافع المصالح المختلفة، و هذا عمل استراتيجي طويل الامد يحتاج للصبر و الهمة و الارادة والاصرار من الجانبين . ثامنا : رفع المستوى الثقافي للمراة الى ان تصل على الاقل لمرحلة و هي تفرض نفسها في الحياة و تمنع التمييز و التهميش لها . ثامنا : العمل على رفع مستوى الوعي العام و هدم الجدار العازل بين الجنسين بتروي و هدوء دون ضجة و من خلال خطط و برنامج عمل ملائم و خاص بكل منطقة وفق ماهي فيه من النواحي المختلفة . تاسعا : النظام السياسي العام، هو المنفذ الذي يمكن ان يدفع لتغيير اوضاع المراة، فلا يمكن ان تعيش المراة في ظل النظام الراسمالي و الاسلامي المشابه له في وضع يمكنها ان تصل الى حالة الكمال من حيث الحقوق و الواجبات و التعامل المتساوي و المتكافي بين الجنسين . لذا، اي تغيير في ظروف و محتوى النظام العام بشكل ايجابي يكون لصالح المراة شكلا و مضمونا . عاشرا : العمل على ازالة العوائق امام المجتمع بشكل عام من الازمات الاقتصادية و البطالة و الجهل و التخلف الذي سينعكس ايجابا على المراة بشكل عفوي و طبيعي . حادي عشر: الوضع الخاص للمراة مرتبط بوجود الفروقات الطبقية في المجتمع و لا يمكن تحسين احوالها بوجود الطبقية التي تفرز عوامل مميزة بين الرجل وا لمراة كما بين الطبقات و تكون على حساب بعضها للبعض . ثاني عشر : لابد من ان تتقارب ظروف المراة عالميا، و التقدم الحاصل علميا من النواحي الاتصالاتية و الاعلام يقع لصالح المراة على المدى البعيد مهما حصل خلاف لذلك نتيجة اهداف و مصالح تخص الراسمالية العالمية . و ما نعلمه من الظروف الانية العامة، ان ظروف المراة تتجه نحو تحسن رغم تشاؤم البعض . و عليه يمكن ان نربط الوضع العام للمجتمع و التغيير فيه بظروف المراة و دورها في المجتمع .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يجب ان يعتذر الكورد من ارمينيا رسميا
-
هل سيُعاد زمن الامبراطوريات في الشرق الاوسط ؟
-
كيف تتدخل امريكا في العالم من خلال التنمية البشرية ؟
-
اردوغان بين نارين
-
هل فوضى فكرية حقا ام غياب دولة في العراق ؟
-
حان الوقت لانبثاق اقليم البصرة ؟
-
ما يقصده العبادي من تصريحاته في امريكا
-
هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟
-
عراق الدولة ام المذهب
-
لماذا اكاديميا السياسة و الفكر الديموقراطي ؟
-
تداعيات الاتفاق النووي الايراني الغربي على محاربة داعش
-
منطقة الشرق الاوسط ما بعد لوزان و كامب ديفيد الجديدتين
-
هل هناك كامب ديفيد ثانية ؟
-
منفذ المرور الى العلمنة
-
الاعتراف بالخطا فضيلة يا المالكي
-
هل سيتحول الحشد الشعبي الى المهربين ؟
-
على الكورد ان يقفوا مع الامبراطورية الساسانية ام العثمانية ؟
-
سبل انقاذ العراق من محنته
-
هل تتلاقى اليسارية بالتنمية الديموقراطية في العراق
-
القائد الذي لا يُعوض ابدا
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
الاتفاقيات الدولية وحقوق المرأة في العالم العربي
/ حفيظة شقير
-
تعزيز دور الأحزاب والنقابات في النهوض بالمشاركة السياسية وال
...
/ فاطمة رمضان
المزيد.....
|