|
قصة الخلق التوراتية . طوفان نوح . دخول اليهود إلى مصر وخروجهم منها .النص الكامل للكتاب
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 09:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قصة الخلق التوراتية طوفان نوح دخول اليهود إلى مصر وخروجهم منها ( قراءة . نقد . تعليق . وعودة إلى أساطيرالمنطقة ) محمود شاهين
(1) قصة الخلق . يخبرنا كتاب التوراة اليهودية (المنسوب إلى عزرا ونحميا وغيرهما ) من مطلع الفقرة الأولى في سفر التكوين عن خالق هو الله قام بخلق السموات والأرض ، دون أن نعرف من هو الله وكيف عرفه الكاتب وعرف عنه هذه المعلومات : " 1: 1 في البدء خلق الله السموات و الارض ثم يخبرنا في الجملة الثانية أن الأرض خربة وخالية " 1: 2 و كانت الارض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه " وهكذا يخبرنا الكاتب أنه كان لله روح وأنها كانت ترف كطائر فوق المياه ، دون أن نعرف ما هي الروح ، ومتى خلق الله المياه ،التي كانت موجودة من قبل كما يبدو ولنعرف ضمنا أن الظلمة لم تخلق أيضا بل كانت موجودة من قبل هي الأخرى . في الجملة الثالثة يخلق الله النور "1: 3 و قال الله ليكن نور فكان نور وبهذا نعرف أن الإله التوراتي يخلق بفعل الأمر الإلهي المخفف " ليكن " دون أن نعرف كيف خلق النور" قبل أن يخلق الشمس ، مع انه لم يكن لديه أي تصور للنور قبل خلقه ، فهو يقول " 1: 4 و راى الله النور انه حسن " فالله لم يعرف أن النور" حسن " إلا بعد أن رآه . وهذا ما سنلمسه في كل أشكال الخلق التالية حيث لا يرى الله حسن خلقه إلا بعد أن يخلقه ، مما قد يشير إلى عدم وجود صورة في خيال الله لما سيخلقه ، إلا الكلمات المجردة التي كانت تسبق عملية الخلق ، وسنرى أن هناك بعض المفردات التي أطلقها الله على خلقه بعد عملية الخلق ، وهذا يعني أن اللغة لم تكن قد اكتملت في التصور الإلهي ، التي سبقت عملية الخلق ، كما لا نعرف أي لغة هي ؟ " و فصل الله بين النور و الظلمة 1: 5 و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا " ( يحاول بعض المفسرين الكنسيين تقديم مفاهيم زمنية لليوم تختلف عن اليوم التقليدي المكون من 24 ساعة ، حتى أن أحد الكنسيين في تفسير الكتاب المقدس يرى أن اليوم السابع لم ينته حتى اليوم : اليوم السابع بدأ ولم ينتهي حتى الآن. حقًا إن يومًا عند الرب كألف سنة 2 بط 8:3.) إن تصور هذا التفسير يمكن تقبله لو لم يكن الله يستخدم الأمر الإلهي ( كن ) الذي لا يحتمل الزمن المديد ، بل التنفيذ الفوري ، ثم كيف يرى الله أن الخلق الذي فعله حسن وكيف استراح في اليوم السابع وإلى الأبد إذا كانت عملية الخلق لم تكتمل بالمطلق بعد ؟! إن محاولة اسقاط مفهوم يحاكي العلم هنا هي محاولة فاشلة تماما . لنعود إلى النص : لا نعرف كيف فصل الله بين النور والظلمة وكيف صار هناك يوم ونهار وليل ومساء وصباح ، فالله لم يخلق لا الشمس ولا القمر ولا الكواكب كلها بعد . ومن الواضح أن الله كان يستريح في المساء ( ربما لأنه لا يجيد الخلق في الظلام ) ثم إن اليوم لا يكتمل عنده إلا في الصباح حيث يبدأ يوم جديد كما هي الحال في الحس الشعبي . يعود كاتب النص في الإصحاحات اللاحقة إلى ما يبدو أنه محاولة لتفصيل وتوضيح ما حدث ، فيخبرنا كيف فصل الله بين المياه وكيف أوجد السماء ( وليس السموات كما أخبرنا من قبل ) مستخدما أفعال أمر مخففة تتطلبها العملية المطلوب خلقها : "1: 6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه 1: 7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك 1: 8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا " لم نعرف ما هو الجلد ، فهل هو الفراغ أم السديم أم الغيوم أم الفضاء أم السماء بحد ذاتها ، وقد جعلها الله بين ماء وماء . من النص نعرف أنها السماء . كما لا نعرف كيف استقرت المياه العلوية فوق الجلد ( السماء أو الفضاء) . وقد استغرقت هذه العملية يوما كاملا مع الله ، بعكس عمليات الخلق الأخرى التي يحدث فيها خلق الكثير . في اليوم الثالث نتابع ظهور اليابسة والبحار وخلق النباتات : "1: 9 و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد و لتظهر اليابسة و كان كذلك . 1: 10 و دعا الله اليابسة ارضا و مجتمع المياه دعاه بحارا و راى الله ذلك انه حسن. 1: 11 و قال الله لتنبت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض و كان كذلك . 1: 12 فاخرجت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و راى الله ذلك انه حسن . 1: 13 و كان مساء و كان صباح يوما ثالثا . لا نعرف كيف اجتمعت المياه إلى مكان واحد طالما أنها كانت تغطي الأرض كلها ويفترض أنها كانت على مستوى واحد مع سطح الأرض ، ولا نعرف هل استقرت المياه المجتمعة فوق أرض أم أنها علقت في الفراغ . وكان الأجدى بالله أن يرفع الأرض أو يأمر بجبال وسهول وهضاب تنتصب في الماء . ولن ندخل في تفاصيل النباتات والأشجار وأنواعها لأن الله لم يكن يعرفها بالتأكيد ، ولم يأت على ذكرها إلا تعميما .. في اليوم الرابع يخلق الله النجوم ويقسم الزمن إلى أيام وسنين دون أن نعرف كيف يحدث النور والظلام . وسنتجاهل ما أخبرنا به الكاتب من قبل أن الله فصل بين النور والظلمة ، وأحدث الليل والنهار . وأن عملية الخلق كانت تتم بشكل يومي : ": 14 و قال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لايات و اوقات و ايام و سنين 1: 15 و تكون انوارا في جلد السماء لتنير على الارض و كان كذلك يتضح هنا أن الجلد هو الفضاء. 1: 16 فعمل الله النورين العظيمين النور الاكبر لحكم النهار و النور الاصغر لحكم الليل و النجوم 1: 17 و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الارض واضح أن النور ين العظيمين هما الشمس والقمر ، وكان يفترض أن يخلقا قبل خلق النور، بل وقبل النهار والليل . 1: 18 و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة و راى الله ذلك انه حسن 1: 19 و كان مساء و كان صباح يوما رابعا في اليوم الخامس يخلق الله مخلوقات البر والبحر من الطيور والأسماك : 1: 20 و قال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية و ليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء 1: 21 فخلق الله التنانين العظام و كل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها و كل طائر ذي جناح كجنسه و راى الله ذلك انه حسن 1: 22 و باركها الله قائلا اثمري و اكثري و املاي المياه في البحار و ليكثر الطير على الارض 1: 23 و كان مساء و كان صباح يوما خامسا لم يذكر الله من مخلوقات البحر إلا (التنانين ) وهي مخلوقات اسطورية لم يثبت وجودها بيولوجيا ، ثم إن الله يطالبها بأن تثمر وليس تتناسل ، فهو لم يكن يعرف كيف ستتكاثر كما يبدو من النص . في اليوم السادس يخلق الله البهائم والوحوش وجميع دبابات الأرض والأهم أنه يخلق الإنسان أيضا وعلى صورته : 1": 26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض " 1: 27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم " تمت عملية خلق الذكر والأنثى معأ .. ومن ثم باركهم : 1: 28 و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض " يلاحظ أن الله خلق أكثر من ذكر وانثى ، فالكاتب يستخدم ضمير الجماعة (هم ) وليس ضمير المثنى إذا كان الخلق قد بدأ بذكر واحد وأنثى واحدة ، كما هو معروف . كما أنه يستخدم مفردات تشير كلها إلى جماعة بشرية : اثمروا واكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا !! ويتعامل مع مفردة الإنسان كنوع وليس كفرد بعينه أو فردين بنوعهما : آدم وحواء . ويختتم الله يومه السادس باستحسان ما صنع : 1: 31 و راى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا " وهكذا أكمل الله عملية الخلق واستراح في اليوم السابع من عمله : " 2: 2 و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل " لكن النص يعود بنا إلى عملية الخلق ثانية فيما يبدو أنه عملية توضيح فاشلة لما سبق وتم خلقه ، فيخبرنا أن " الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض و لا كان انسان ليعمل الارض " 2/5 لقد نسي الكاتب أمرين : نسي أن الأرض كانت مغمورة بالمياه فهي ليست في حاجة إلى مطر حينذاك ، ونسي أنه خلق النباتات والأشجار ، ثم إن الله الذي يخلق كل شيء بالأمر الإلهي قادر على خلق النبات دون مطر . كما نسي أنه خلق الإنسان. ويعود ليخبرنا عن خلق آدم دون حواء : 2: 7 و جبل الرب ألإله آدم ترابا من الارض و نفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية " ونجد أن عملية الخلق هنا لا تتم بأمر إلهي بل باليدين وبجبل التراب والنفخ في الأنف!وبكائن هو آدم ، عكس الخلق الأول الذي كان على صورة الله ، وكان ذكرا وأنثى ! ثم يخبرنا الكاتب عن غرس جنة ووضع آدم فيها "2: 8 و غرس الرب الاله جنة في عدن شرقا و وضع هناك ادم الذي جبله " غرس الرب الجنة غرسا .. أي زرعها زراعة ، ولم يخلقها بأمر إلهي ويقول : لتكن جنة ! كما أنه لم يخبرنا أين عدن هذه لنعرف شرقها من غربها . 2: 9 و انبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر و جيدة للاكل و شجرة الحياة في وسط الجنة و شجرة معرفة الخير و الشر " من الواضح أن جنة عدن هذه كانت على الأرض وليست في السماء ، لأن الكاتب لم يذكر أن الله خلقها في السماء ، حتى أنه يذكر نهر الفرات من بين الأنهار الأربعة التي تفرعت عن النهر الذي يخرج من الجنة ، كما يذكر اسم آشور .. 2: 14 و اسم النهر الثالث حداقل و هو الجاري شرقي اشور و النهر الرابع الفرات " ولا نعرف إن كان هناك أشور وفرات غير المعروفين تاريخيا . ويذكر الكاتب شجرتين في الجنة كما هو واضح ، تكمن معظم مآسي البشرية فيهما : شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر . فالاولى للخلود والثانية للمعرفة ، وهما الأمران اللذان لم يكن الله يريدهما للإنسان ، لكي يحظى هو وحده بالخلود والمعرفة !! ونهى الله آدم بعد أن وضعه في جنة عدن ألا يأكل من شجرة المعرفة لأنه سيموت إذا ما أكل : 2: 16 و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا 2: 17 و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت " يمارس الله ارهابه على مخلوقه مهددا إياه بالموت إذا ما أكل من ثمر الشجرة ، والموت هذا هو الوحيد الذي يبدو أن الله كان يعرفه قبل أن يوجد ، فلم يكن هناك موت لأي من المخلوقات بعد .ويفترض أن كل ما يحدث حتى حينه لم يتجاوز الأيام الستة التي تم فيها الخلق . كما أننا لا نعرف كيف عرف آدم ما هو الموت طالما أنه لا يعرف شيئا بعد ، وجيد أنه عرف كيف يأكل دون تعليم من الله . يعود الله لينسى ( أو أن الكاتب ينسى ) أنه خلق إناثا من قبل ، فقرر أن يخلق أنثى لآدم : 2: 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه و ملا مكانها لحما 2: 22 و بنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم 2: 23 فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت نجد هنا عملية خلق مختلفة عن السابقة التي مر ذكرها ، كما نجد أن آدم يعرف اللغة ويعرف المرأة من الرجل أي أنه ليس معدوم المعرفة ، مع أننا لم نر الله يهبه أية معرفة ، بل كان الكاتب حريصا على أن يقول لنا أن آدم وحواء لم يكونا يعرفان أنهما عاريان ، أي لم يكن لديهما معرفة ، ولا يعرفان ما هي المعرفة : 2: 25 و كانا كلاهما عريانين ادم و امراته و هما لا يخجلان بالتأكيد لا يعرفان ما هو الخجل لكي يخجلا . وقد نسي الكاتب أنه أخبرنا في فقرة سابقة أن الله جمع الطيور والحيوانات لآدم ليطلق على كل طائر وحيوان اسمه ، ونسي الله او الكاتب أن آدم لا يعرف لغة وليس لديه معرفة ، فكيف سيطلق أسماء على الحيوانات ؟!
2: 19 و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى ادم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها " الله يجبل بيديه الآلاف من أنواع الطيور والحيوانات ،ولا نعرف أين ذهب الأمر الإلهي ،كما لا نعرف كم استغرق مرورها أمام آدم ليطلق عليها أسماء دون أن يعرف لغة. ولا نعرف ما إذا تم خلق الحشرات كالبعوض مثلا بالجبل الطيني! لا أعرف ما الذي سيفعله الإله االيهودي بهذا الكاتب ( أو بكتبة التوراة كلهم ) إذا ما أتيح له أن يطلع على هذا النص الذي كتبوه .. إن أي كاتب مبتدىء يمكنه أن يكتب نصا متماسكا ومقنعا أكثر من هذا النص عن الله والخلق . فالنص يفتقر إلى معظم مقومات النص ، بغض النظر عن اللغة الأصلية التي كتب بها . ********* هوامش الفصل الأول : • النصوص التوراتية منسوخة عن النت ولم أقم بتصحيح أخطائها ، ومعظمها في الهمزة . • مقولات لي ذات صلة بالأمر : • 232- أساطير الشعوب المحاولات الأولى في المعرفة الإنسانية للإجابة عن أسرار الخلق . • 233- معظم أساطير الشعوب تجمع على أزلية الماء وانبثاق الخلق عنه ، وذهب بعضها إلى اعتباره إلها أو إلهة ، كما في أقدم النصوص السومرية ( أكثر من 3000 س. ق. م ) حيث الإلهة " نمو " وهي المياه الأولى التي انبثق عنها الخلق . • 234- الإله المنزه عن الوجود ( المجرد ) جاء في مراحل متأخرة من تطور المعرفة البشرية ، وكانت آخر تجليات هذه المعرفة في الدين الإسلامي ، رغم أن الإسلام تطرق إلى ما يمكن اعتباره أزلية الماء : • " وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء " • هود 11/ 6 • 235- حين لا نتقبل سلوكا معينا لخالق ما ، فنحن لا نتقبل المعرفة التي صورته على ذاك السلوك ، انطلاقا من معرفتنا الراهنة . (2) الجذورالأسطورية للآلهة !!
• كما هي الحال مع جميع أساطير الخلق يؤمن اليهود والمسيحيون بأن التوراة ( العهد القديم ) والأناجيل ( العهد الجديد) كتبت بإلهام من الله أو بوحي منه أو بخطاب مباشر إلى الناس .. • وهذا الإلهام وربما الوحي نفسه ، نجده في أساطير التكوين السومرية والبابلية ، وبقدر كبير من التشابه . غير أن الصراع بين الآلهة في التكوينين المذكورين ، وفوز الإله الأقوى في النهاية ليتولى عملية الخلق ، تبدو درامية ومشوقة جدا ، كما أنها صيغت بأسلوب أدبي شاعري رفيع . • في التكوين السومري يفوز الإله ( إنكي ) بعملية الخلق . وفي التكوين البابلي يسود " الفتى القوي العتي " مردوخ ، بعد أن تمنحه الآلهة الأخرى قواها ، فيصبح قادرا " إذا أراد شيئا قال له كن فيكون " فأقاموا له عرشا يليق بألوهيته وأعلوه سيدا عليهم جميعا ، بعد أن تأكدوا من عظمته بأن " وضعوا ثوبا في وسطهم وطلبوا إلى مردوخ أن يامر بفناء الثوب ، فزال الثوب بكلمة آمرة من مردوخ " • فراس سواح . مغامرة العقل الأولى . ص 43 • ونظرا لجمالية النص وطرافته سأورد بعض الفقرات ملخصة بقلم فراس سواح عن ملحمة التكوين البابلية ( الإينوما إيلتش ) . • بعد أن أوكل الآلهة أمرهم إلى الفتى الإله مردوخ ، باشر فورا الإستعداد لمحاربة الإلهة تعامة ، التي لم تكن سوى الماء المالح ، وهي الإلهة الأم والجدة في الوقت نفسه ، حسب ما يرد في مطلع اللوح الأول في الملحمة : • " عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء • وفي الأسفل لم يكن هناك أرض • لم يكن من الآلهة سوى آبسو أبوهم • وممو وتعامة التي حملت بهم جميعا • يمزجون امواههم معا " • المصدر السابق . ص 45 • " وقبل أن يمضي مردوخ لمواجهة تعامة " صنع لنفسه قوسا وجعبة وسهاما وهراوة ، كما صنع شبكة هائلة ، أمر الرياح الأربعة أن تمسكها من أطرافها ، ملأ جسمه باللهب الحارق وارسل البرق أمامه ، يشق له الطريق ، دفع أمامه الأعاصير العاتية وأطلق طوفان المياه • وانقض طائرا بعربته الإلهية وهي العاصفة الرهيبة التي لا تصد ، منطلقا نحو تعامة ، والآلهة تتدافع من حوله تشهد مشهدا عجيبا " • ( يلاحظ أن مردوخ أوجد ادوات الحرب – بما فيها الهراوة - وفعل كل هذه المعجزات قبل أن يخلق السموات والأرض ، وهنا تكمن طرافة العقل الأسطوري الذي يدير حربا بين مياه ومياه أخرى ، في أشخاص آلهة وجيوش لم توجد بعد . • " عندما التقى الجمعان ، طلب مردوخ قتالا منفردا مع تعامة فوافقت عليه ، ودخل الإثنان في صراع مميت ، وبعد فاصل قصير نشر مردوخ شبكته ورماها فوق تعامة محمولة على الرياح ، وعندما فتحت فمها لالتهامة دفع في بطنها الرياح الشيطانية الصاخبة فانتفخت وامتنع عليها الحراك ، وهنا أطلق الرب من سهامه واحدا تغلغل في أحشائها وشطر قلبها ، وعندما تهاوت على الأرض أجهز على حياتها، ثم التفت إلى زوجها وقائد جيشها كينغوا فرماه في الأصفاد ، وسلبه ألواح الأقدار ، وعلقها على صدره ، وهنا تمزق جيش تعامة شر تمزيق ، وفر معظمه يطلب نجاة لنفسه ، ولكن مردوخ طاردهم فقتل من قتل وأسر من أسر • " بعد هذا الإنتصار المؤزر على قوة السكون والسلب والفوضى ( القول لفراس سواح ( • التفت مردوخ إلى بناء الكون وتنظيمه وإخراجه من حالة الهيولية الأولى ، إلى حالة النظام • والترتيب ، حالة الحركة والفعالية , و .. الحضارة . عاد مردوخ إلى جثة تعامة يتأملها ، ثم أمسك بها وشقها شقين ، رفع النصف الأول فصار سماء وسوى النصف الثاني فصار أرضا " • ( إذن فالسماء والأرض جاءتا من جسد إلهة مائية ، شقها مردوخ إلى قسمين بعد أن كانت كتلة واحدة ، وهذا يذكرنا بقصة الخلق التوراتية ، كما يذكرنا بقصة الخلق القرآنية " أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حيا افلا يؤمنون " ) الانبياء 21-30 • ( (ما هو بين قوسين كبيرين لي ، وبين قوسين صغيرين لفراس سواح ) • " ثم التفت بعد ذلك إلى باقي عمليات الخلق ، فخلق النجوم محطات راحة للآلهة ، وصنع الشمس والقمر وحدد لهما مساريهما ، ثم خلق الإنسان من دماء الإله السجين كنغو ، حيث قتله ، وأفرج عن بقية الأسرى بعد أن اعترفوا بان المحرض الأول هو كنغو ( هذا عن الفتنة • التي أدت إلى الحرب التي كانت رحاها تدور من قبل ) كما خلق ( مردوخ ) الحيوان والنبات ، ونظم الآلهة في فريقين ، جعل الفريق الأول في السماء وهم الأنوناكي ، والثاني جعله في الأرض وما تحتها وهم الألجيحي " • " بعد الإنتهاء من عملية الخلق ، يجتمع الإله مردوخ بجميع الآلهة ويحتفلون بتتويجه سيدا للكون . بنوا مدينة بابل ورفعوا له في وسطها معبدا تناطح ذروته السحاب هو معبد الإيزاجيلا ، وفي الإحتفال المهيب أعلنوا أسماء مردوخ الخمسين " • " هذه هي الخطوط العريضة للملحمة البابلية الكبيرة ، عرضتها في عجالة لا تغني عن النص الشعري الكامل الذي يعتبر مع ملحمة جلجامش أجمل نصين من نصوص الأدب السامي ، ومن أجمل نتاجات الأدب القديم " • فراس سواح . المصدر نفسه . ص 44 • لا شك أنه يمكن انتقاد النص من زوايا كثيرة كما أسلفنا ، غير أنه نص يوغل في الخيال المطلق ، ، هذا الخيال الأسطوري الذي مر عليه قرابة خمسة آلاف عام أثر فيما بعد في أساطير الخلق اللاحقة ومنها اليهودية والإغريقية والمسيحية والإسلامية وغيرها .. ******** دونت التوراة اليهودية بكتبها المختلفة التي تتطرق إلى علاقة الرب يهوه بشعب اسرائيل ، على حقبات زمنية متباعدة ، اختلف المؤرخون في شأنها ، ولكن الرأي الأكثر قبولا حسب ما يقول فراس سواح هو " أنها قد دونت بعد عودة سبي يهوذا من بابل ، وعلى مدى قرنين أو ثلاثة قرون ، وذلك من أواسط القرن الخامس إلى أواسط القرن الثاني ق.م. وهذا يعني أن التوراة كتبت بعد قرون كثيرة من وقائعها ، وقد اعتبرها العديد من المؤرخين وعلماء الآثار لا تحمل أية مصداقية تاريخية لأحداثها ، وأن معظم أبطالها - إن لم يكونوا جميعا - متخيلون ، ولم يوجدوا يوما في التاريخ ، وهذا ما أثبتته حفريات الآثار في فلسطين ، التي كانت وما تزال تبحث عن هيكل سليمان دون جدوى . النسخة المتداولة حاليا مترجمة عن اليونانية ويعود تاريخها إلى القرن التاسع أو العاشر الميلاديين . راجع فراس سواح . تاريخ التوراة العبرية . ص 61 -62
ويهوة هذا اسم ظهر لاحقا في التوراة ، ويبدو أن كهنة اليهود أطلقوه ليميزوا إلههم عن الإله الكنعاني إيل ، والآلهة الكنعانية الأخرى ، التي كثيرا ما كان اليهود يتركون عبادة يهوه ويتبعون عبادتها ، حتى سليمان نفسه ترك عبادته واتبع عبادة آلهة الصيدونيين والعمونيين : " وكان في زمن شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبة ... فذهب سليمان وراء عشتروت إلاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين " الملوك الأول 11 -4-5 وكان سليمان مولعا بالنساء اللواتي من الممالك الأخرى غير اليهودية وكن أهم من الآلهة عنده : " وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري " السابق . 11-2 ينسب اسم اسرائيل إلى كبير الآلهة الكنعاني إيل ( إسرا- إيل ) وحسب فراس سواح : " الذي اصطفاه إيل أو مختار إيل " وحسب آخرين جندي الله ، أو عبد الله ، وحسب سيد القمني ( على ما أذكر ) الذي أسر الله . لأن يعقوب صارع إيل وأسره حتى الفجر . وإسرائيل هو الإسم الذي أطلقه إيل على يعقوب حين ظهر له في شخص انسان وتصارع معه حتى الفجر وكسر حقوه : " فبقي يعقوب وحده . وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه ، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ، وقال أطلقني لأنه قد طلع الفجر ، فقال لا أطلقك إن لم تباركني ، فقال له ما اسمك ، فقال يعقوب !! فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل اسرائيل " تكوين 32- من 24 حتى 29 راجع فراس سواح المصر السابق . نلاحظ أن الله يصارع انسانا لا يعرف اسمه ،كما لا يستطيع تخليص نفسه منه . وهذا يعني أنه لا يعلم كل شيء ، كما أن يعقوب يصارع انسانا لا يعرف اسمه أيضا ولا يعرف ما هو ، ومع ذلك يطلب إليه أن يباركه ، فيباركه ويمنحه اسما جديدا .. " وسأل يعقوب وقال أخبرني باسمك ، فقال لماذا تسأل عن اسمي ، وباركه هناك !! تكوين 32- 29 وهكذا يرفض الله أن يذكر اسمه أيضا ، ولا نعرف كيف عرف ابراهيم فيما بعد أنه كان يصارع الله فأطلق على المكان اسم " فنيئيل " أي بيت إيل . وراح يعرج عند شروق الشمس نحو بني اسرائيل ( بنيه ) لذلك لا يأكل بنو اسرائيل عرق النسا الذي على حق الفخذ. .. ألخ راجع المصدر السابق .. في الإصحاح الثالث من سفر التكوين تبدو الأفعى ملمة بالمعرفة وتعرف الخير من الشر وتتحدث لغة ، وتعرف أسرار الشجرتين ، شجرة الحياة وشجرة معرفة الخير والشر !
: 1 و كانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمرأة احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة )الكنسيون يعتبرون الأفعى شيطانا متنكرا في أفعى ولا نحبذ هذا التفسير) 3: 2 فقالت المراة للحية من ثمر شجر الجنة ناكل 3: 3 و اما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه و لا تمساه لئلا تموتا ( وهاهي المرأة تعرف لغة أيضا ) 3: 4 فقالت الحية للمراة لن تموتا 3: 5 بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر
وهاهي المرأة تعرف ما هو الخير والشرأيضا وما هو الموت .. بينما تبدو معرفة الحية فوق عادية وتدرك أسرار شجرة المعرفة دون أن يعلمها الله بذلك ، بل وتدرك أن معرفة الإنسان ستكون كمعرفة الله ، الذي لم يكن يرغب في المعرفة والخلود للإنسان الذي خلقه ، وهذا ما لا يتقبله عقل أحد .أما لماذا كانت الأفعى حريصة على أن يحصل الإنسان على المعرفة ، بحيث بدت أرأف بالإنسان من الله . فهذا ما لا يعرفه إلا الله !! في ملحمة جلجامش السومرية تقوم الأفعى بسرقة نبتة الخلود التي حصل عليها جلجامش بعد طول عناء وأهوال . أكلت المرأة وأعطت رجلها أيضا فأكل فانفتحت أعينهما : 3: 6 فرات المراة ان الشجرة جيدة للاكل و انها بهجة للعيون و ان الشجرة شهية للنظر فاخذت من ثمرها و اكلت و اعطت رجلها ايضا معها فاكل 3: 7 فانفتحت اعينهما و علما انهما عريانان فخاطا اوراق تين و صنعا لانفسهما مازر 3: 8 و سمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبا ادم و امراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة وسنرى أن الرب لم يكن قادرا على معرفة الشجرة التي اختبأ خلفها آدم وامرأته إلا بعد أن نادى آدم : :3: 9 فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت ؟ كما أنه لم يكن قادرا على أن يعلم أن أدم وامرأته أكلا من ثمر الشجرة . 3: 10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات 3: 11 فقال من اعلمك انك عريان هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تاكل منها 3: 12 فقال ادم المراة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فاكلت . واضح أن آدم لم يعرف الكذب بعد أو أنه لا يريد أن يكذ ب ! بعد هذا التحقيق الإلهي كان لا بد من العقاب على ما بدا أنه جريمة ومخالفة للقانون الإلهي ( العجيب ) الذي لا يمكن أن يكون من نتاج عقل إلهي ، بل من نتاج كتاب بدائيين : 3: 14 فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك 3: 15 واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه من الملاحظ أن الله يتحدث عن أفعى وليس عن شيطان كما يرى الآباء الكنسيون ، فكيف يمكن للشيطان أن يسعى على بطنه ويأكل ترابا ويمكن للإنسان أن يسحق رأسه ؟ وسنتجاهل اللغة التي يعرفها آدم وحواء والأفعى ولا نعرف كيف تعلموها ومتى ؟ 3: 16 و قال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا و الى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك 3: 17 و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك حتى الأرض البائسة نالها العقاب الإلهي فلعنها .. كان يجب أن تمنع آدم والمرأة من الأكل ! 3: 18 و شوكا و حسكا تنبت لك و تاكل عشب الحقل 3: 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب و الى تراب تعود 3: 20 و دعا ادم اسم امراته حواء لانها ام كل حي ( اخيرا سميت المرأة حواء ، مع أن آدم أطلق أسماء على الحيوانات فهل ترك المرأة دون اسم حتى حينه ) ؟ 3: 21 و صنع الرب الاله لادم و امراته اقمصة من جلد و البسهما الرب يصنع صناعة ولم يعد يعمل بفعل الأمر . وبالتأكيد كان لديه إبر وخيطان وليس مصنعا فيه آلات خياطة !! 3: 22 و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و الان لعله يمد يده و ياخذ من شجرة الحياة ايضا و ياكل و يحيا الى الابد غريب أن تكون المعرفة التي حصل عليها المغضوب عليهما آدم وحواء تضاهي المعرفة الإلهية بحيث شبههما به . والأغرب أنه لم يكن يريد لهما حياة أبدية ، والحياة الأبدية متعلقة أيضا بالأكل من شجرة الحياة . لتصبح المعرفة والخلود مرتبطان بثمر شجرتين . كم هو سهل الحصول على المعرفة والخلود عند الله لولا المنع ! 3: 23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها 3: 24 فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم و لهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة الطريف أن الكروبيم حسب التفسير الكنسي ملائكة يختصون بتسبيح الله وحراصة جنته ، فكيف يكونون حيث طرد آدم وحواء ؟ وكم هي فظيعة هذه الشجرة الثانية التي تحتاج إلى " لهيب سيف متقلب " يحرس الطريق إليها ، وليس هناك سوى البائس آدم والبائسة حواء اللذين طردا إلى الأرض ّ( شرقي جنة عدن( ويخاف الله منهما أن يعودا ويأكلا من ثمرها .. وهذا يعني أن الأرض ليست بعيدة وأن الجنة ليست في السماء أو أن الأرض في السماء أيضا !! (3) يهوه اللاحم وزارع الفتن وغير العارف ! لاحظنا في النص التوراتي السابق مدى جهل الله - رغم ادعاء النص أنه الخالق والعارف – إلى حد أنه لا يعرف أين يختبىء آدم وحواء ،كما لم يعرف فيما بعد يعقوب الذي نزل إليه من علياء سمائه ليصارعه ، ولا نعرف لماذا صارعه ، كما أسلفنا ، ونجد أيضا أنه غير قادر على خلق ثياب لهما بفعل الأمر الإلهي ، فقام بصنع قمصان لهما من الجلد ، ولا نعرف ما إذا كان كاتب النص يعني بالصنع الخياطة أم غير ذلك ، عدا أننا لا نعرف متى صار عند الله جلود ، ومتى ذبح أغناما أو جمالا ليصنع من جلودها قمصان ، ومن الواضح أن الله لم يكن يعرف القماش بأنواعه . والعجيب في الأمر هنا أن الله بدا حريصا على إكساء آدم وحواء وإلباسهما قمصان ، مع أنه غير حريص على معرفتهما وخلودهما وبقائهما في جنته المزعومة ، ولا نعرف ما هي الحكمة من وضع أسرار المعرفة والخلود في شجرتين ، وهل أكل هو من ثمرهما حتى أصبح خالدا وعارفا بعض الشيء . ؟! ترى ماذا عن المعرفة التي اكتسبتها البشرية فيما بعد ، وما تزال تطورها وتكسبها لأجيالها ، فهل تمت لها توارثا عن نسل آدم وحواء ، طالما أنها ( البشرية ) لم تأكل من ثمر الشجرة ؟! فالله البائس هذا حسب ما يصوره كتاب التوراة لم يكن يعرف أن المعرفة لا توهب أو تمنح ، بل تكتسب بالجهد الإنساني ، وأظن أن عصورا مديدة ستمر فيها البشرية قبل أن تصل إلى مرحلة ما من عمرها تنتقل فيها المعرفة وراثيا ، عبر المورثات البيولوجية ، أو الجينات الوراثية . في الإصحاح الرابع من سفر التكوين يعرف آدم حواء ( أي يضاجعها ) فتحبل وتلد قايين ( قابيل ) ثم تلد أخاه هابيل ( دون الإشارة إلى الحبل ) وبعد الولادة مباشرة يصبح هابيل راعي أغنام ويصبح قايين "عاملا في الأرض " أي في الزراعة . وهكذا يتجاوز كتبة التوراة عصورا مديدة من بدء الخلق إلى عصر تدجين المواشي واكتشاف الزراعة ، اللذين جاءا في عصور لاحقة بعيدة عن عصر الخلق البدئي . وقد سبق وأن أشرنا إلى أن عصور التوراة من خلق آدم وحتى اليوم ، لا تتجاوز سبعة آلاف وخمسمائة عام ، وهو العصر الذي كان الإنسان فيه يدجن المواشي ويزرع الأرض . وهذا ما دفع طه حسين وغيره من المفكرين العرب إلى اعتبار أن خلق الإنسان قد تم قبل خلق آدم وحواء المزعومين . لم تمر سوى أيام على عملهما حتى قاما بتقديم قربانين إلى الله : 3 وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب 4 وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه 5 ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر. فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه الله لاحم كما هو واضح ولا يحب الخضار والفواكه والبقول ، فهو إله صحراوي بدوي كما يبدو ، يقبل قربان هابيل البكر والسمين ويصرف نظره عن قربان قايين ، وكان أجدى به أن يشكر قايين على الأقل ، حتى لا يزرع الغيرة وبذور الحقد بينه وبين أخيه ، ثم إننا لا نعرف لماذا يحتاج الله إلى قرابين من اللحوم ، أو غيرها ، وكيف عرف الأخوان أنه ينبغي عليهما أن يقدما له طعاما قربانيا !! وهذا يشير إلى أن الله شخص وليس كائنا منزها عن الوجود والماده ، بدليل أنه ينظر ويقبل ويرفض ويخاطب مباشرة ويبحث كما مر معنا فيما سبق . وليس هناك ما يشير إلى ذات منزهة كأن يسمع آدم صوتا أو هاتفا من السماء أو وحيا ما يوحى له ، كما أن صراع الله مع يعقوب فيما بعد يؤكد شخصانية هذا الإله ، وهذا ما تجسد في شخص يسوع المسيح فيما بعد . غير أن المسيح شكل نقلة نوعية بان ضحى هو بنفسه من أجل البشرية ، محييا طقسا سومريا قديما كان الناس يذبحون فيه الله في أواخر الصيف ليعود إلى الحياة في الربيع .وهذا يتكرر بشكل آخر مع الربة إنانا بعد هبوطها إلى العالم الأسفل وموتها فيه ، وعودتها إلى الحياة مضحية بزوجها دوموزي لتضعه مكانها في العالم الأسفل . وقصة دوموزي مع أخيه " إنكيمدو " هي القصة نفسها التي تظهر فيما بعد في التوراة في شخصي قايين وهابيل : " دوموزي إله راع تقدم لخطبة إنانا إلهة الحب والخصب لدى السومريين ، ونافسه في ذلك الإله المزارع "انكمدو " حيث تقدم كل منهما بقربان للآلهة إنانا من منتجاته ، فقبلت إنانا تقدمة دوموزي الراعي وتزوجته ولم تنظر إلى تقدمة انكمدو المزارع " فراس سواح . مغامرة العقل الأولى 303 وهكذا تناقلت قصص الخلق من جيل إلى جيل ومن شعب إلى شعب ومن أمة إلى أمة أخرى لتظهر فيما بعد بقليل من الإختلاف والتطوير ، كما في الإسلام . الإله التوراتي المحتاج للقرابين اللحمية يعود ليظهر في الإسلام بعد قرابة ألف عام من بدء كتابة التوراة ، لتقدم له آلاف القطعان أو الملايين من الأغنام والأبقار والإبل ، رغم أن الإسلام جرد مفهوم الله ونزهه عن الوجود ، وإن وردت بعض الآيات التي تشبه الله بالإنسان وأن له يدين ، وهذا الأمر ناجم عن مراحل تطور المعرفة التي مرت بها كتابة النص القرآني خلال ما يقرب من 22 عاما . يمتلىء قلب قايين بالحقد على أخيه هابيل ، فيقوم بقتله في الحقل دون علم من الله ، الذي لم يبد أنه قدر ذلك لقايين ، حتى أنه لا يعرف أنه قتل أخاه ، فهو يسأله عن أخيه حين يواجهه ، ويحاول قايين إخفاء الأمر :
8 وكلم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله 9 فقال الرب لقايين: أين هابيل أخوك ؟ فقال: لا أعلم أحارس أنا لأخي 10 فقال: ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض فلولا صراخ الدم لما عرف الله أن قايين قد قتل أخاه .
(4) أيام التكوين التوراتية وألواح التكوين البابلية !
يقارن فراس السواح بين أيام التكوين التوراتية السبعة وألواح التكوين البابلية السبعة ، ليشير إلى التطابق شبه التام في النصين : في اليو الأول في الإينوما إيلتش يكون العماء الأول " تعامة " الماء المالح وزوجها الماء الحلو يحيط بهما ظلام . وفي سفر التكوين الظلام يغلف المياه الأولى وروح الرب يرف فوق المياه . في اليوم الثاني : النور يشع ويتولد من الآلهة ، وفي التوراة يتم خلق النور . في اليوم الثالث : خلق السماء في التكوينيين . في اليوم الرابع : خلق الأرض في التكوينين . في اليوم الخامس : خلق الأجرام في التكوينين . في اليوم السادس : خلق الإنسان في التكوينيين . في اليوم السابع : مردوخ ينتهي من الخلق والآلهة تحتفل به في التكوين البابلي ، ويهوه يستريح من الخلق في التكوين التوراتي . فراس السواح . مغامرة العقل الأولى ص118-119. ويستبعد السواح فكرة أن يكون البابليون قد نقلوا من التوراة لأن ملحمة الإينوما إيلتش قد دونت حوالي 1800 ق.م. حسب ما حدده دارسوها ، أي قبل ولادة موسى بحوالي أربعة أو خمسة قرون . وترجع أصولها إلى مصادر موغلة في القدم ، ويشير سواح إلى انتشار اللغة البابلية غربا حتى الساحل السوري وشمالا حتى آسيا الصغرى . السواح . المصدر السابق 119 كما أن بدء كتابة التوراة لم يتم إلا في وقت متأخر ق.م. بعد عودة اليهود من السبي البابلي على يد الفارسي قورش الذي هزم بابل وأعاد اليهود إلى اورشليم . أي بعد حوالي 1300 سنة من كتابة الإينوما إيلتش . ويشير جميل خرطبيل إلى أن بدء تدوين التوراة قد تم على يد اليهودي " عزرا " الذي ترد أحد أسفار التوراة باسمه .وهذا ما يشير إليه سيد القمني وفراس سواح أيضا . ويعيد فراس سواح بدء التدوين إلى 400 أو 300 عام ق. م. حيث تم تدوين أسفار موسى الخمسة .ولم يقر النص النهائي إلا في القرن الأول ق. م. *فراس السواح المصدر نفسه 119 *جميل خرطبيل . الشخصيات الأسطورية في العهد القديم ص 37. " إن العهد القديم ( التوراة ) ساقط تاريخيا وجغرافيا ودينيا ، فلقد سرق الكتبة الأساطير السومرية والبابلية والفينيقية والكنعانية والمصرية ، كما سرقوا من الفرس واليونان ، ثم أعادوا كتابة وصياغة ما سرقوه ليخدم أهدافهم الإستعمارية " *جميل خرطبيل المصدر نفسه ص 9 وهذا غير مستبعد على هؤلاء الرعاة ( أصل القبائل اليهودية حسب جميع المصادر ) الذين يسرقون اليوم التراث الفلسطيني والمغربي والمصري وغيره وينسبونه إلى أنفسهم ، حتى أن بعض زعمائهم ادعوا أن أجدادهم هم بنوا الأهرامات !! يشسير سيد القمني إلى تعدد الآلهة التي عبدها اليهود : "معلوم أن بني اسرائيل انتقلوا بين مرحلتين تمت فيهما عبادة إلهين ، واحد باسم إيل ، وأحيانا باسم إللوهيم أي الآلهة ، والآخر باسم يهوه " " كما عبد بنو اسرائيل العجل المصري أبيس في سيناء بعد خروجهم من مصر بأسابيع قليلة " ثم بعد ذلك " عبدوا الإله المدياني بعل فغور كما في سفر العدد ، وبدخولهم أرض كنعان حيث عبادة البعول الزراعية ، عبدوا بعل وعشتروت كما في سفر القضاة ، بل ومارسوا طقوس الزنى الجماعي أمام هياكل الآلهة .. ثم تحول طقس الزنى إلى إله اسرائيل نفسه ، فكانوا يمارسون النزو الجماعي في باب خيمة الإجتماع حيث تابوت الرب " سيد القمني . اسرائيل . التوراة . التاريخ . التضليل . ص 48؟
وقد أشرنا من قبل إلى تخلي سليمان عن عبادة يهوه واتبع عبادة آلهة الصيدونيين والعمونيين . أطلقت الرواية التوراتية على الإنسان الأول اسم آدم والواقع أن هذه الكلمة اوغاريتية فينيقية وتعني البشر أو الإنسان ، وقد وردت هذه الكلمة في عدة نصوص اوغاريتية ومنها ملحمة كرت ، عندما يظهر الإله إيل للملك كرت في الحلم " *فراس السواح . المصدر نفسه ص 118 كما أن اسطورة التكوين الكنعانية ( الفينيقية ) تشير إلى أن البشرية بدأت بزوجين " كولبيا " و"باو " ومنهما جاء البشر جميعا . ****** (5) التوراة العربية اليمنية من كتب يهود اليمن ! لسنا بصدد بحث تاريخي عن أصل بني اسرائيل أو اليهود ومن أين جاءوا ، رغم أن جميع المصادر التاريخية تؤكد أنهم من العرب الرعاة أو من أبناء المنطقة على الأقل ، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن التوراة جاءت من جزيرة العرب ، ككتاب الدكتور كمال الصليبي الذي يشير من عنوانه إلى هذا الأمر ، وكذلك فاضل الربيعي الذي كرس كتابا من جزأين ليثبت أن التوراة "هي كتاب ديني وإخباري من كتب يهود اليمن "وهي " تسجيل لتجربة بني اسرائيل التاريخية في اليمن القديم وليس في أي مكان آخر ، لا في عسير ( حسب الصليبي ) ولا في فلسطين ولا في سواهما " وأن التوراة المتداولة في العالم كما أكد الباحث الأمريكي توماس تومبسون "هي نتاج مخيال غربي " و من وجهة نظر فاضل الربيعي ( نتاج مخيال استشراقي رأى أسماء المواضع والأماكن على أنها أسماء أماكن ومواضع فلسطينية لتبرير اغتصابها .
( فاضل الربيعي . قصة حب في اورشليم ص12)
وفي كتابه المشار إليه " قصة حب في اورشليم " يحاول جاهدا وعبر أكثر من 300 صفحة أن يثبت أن نشيد الأنشاد الذي لسيلمان هو لشاعربدوي يمني وأن سليمان هو جبل يدعى سلمى في اليمن وليس له علاقة على الإطلاق بسليمان التوراتي ! " ولذلك سوف ننظر إلى " سلمى نشيد الأنشاد"على أنها هي ذاتها سلمى امرىء القيس والأحوص وهي ليست امرأة من اورشليم ، بل هي اسم جبل عربي شامخ " " ستكون قابلة لأن يرى إليها لا بوصفها تجسدات رمزية لمسيحية العهد القديم ، بل كصور ماكرة ومخادعة عن منازل قبلية وأوطان تحولت لشدة تعلق الشعراء بها إلى موضوع غرامي وشعري . ليس ثمة فتاة تدعى سلمى كانت تلهو مع صويحباتها من بنات اورشليم عند سفوح لبنان ( بضم اللام ) ولم يكن شاعر القصيدة يدعى سليمان بل ثمة جبل يدعى سلمى على مقربة من جبل آخر يدعى لبنان ، هما يقعان معا في وادي الرمة " المصدر نفسه ص 26 " هذه هي الخلاصة التي سوف يخرج بها تحليل القصيدة من خلال إعادة ترجمتها من دون مخيال استشراقي " المصدر نفسه . الصفحة نفسها . ويشير الربيعي إلى استنتاجه الأهم الذي " يتعلق بصلة ما يسمى الشعر العبري في التوراة بالشعر الجاهلي " المصدر نفسه . الصفحة نفسها . وإذا تركنا الربيعي وذهبنا إلى الدكتور أحمد داوود في كتابه (تاريخ سورية القديم ) سنجد أن آدم هو أحد أجداد العرب وأن" ابراهيم الخليل وكل بنيه وأحفاده عرب آراميون من شبه جزيرة العرب ولم يدخلوا مرة سوريا الغربية أو فلسطين أو مصر وادي النيل وكذلك موسى وجماعته ، وأن ما دعته التوراة بمملكة داود وسليمان لم يتعد بضع قرى ومواقع ومضارب للخيام ومغاور بين الجرود على طريق القوافل الدولي شرقي بلاد غامد وزهران من شبه جزيرة العرب ،وأن المساحة التي تنقلوا فيها في تلك المنطقة لا تتعدى بضع كيلو مترات مربعة " المصدر المذكور . غلاف أخير .
" إن معرفة العربي بنسبه تقف منذ أقدم العصور عند آدم . لكن الوقوف عند آدم الذي نعرفه ترك وراءه فراغا مخيفا مبهما جعله يطلق لخياله العنان في رسم البداية . وطالما أن تلك البداية سدت من حيث التسلسل في النسب فلا بد إذن من بداية مع آدم نفسه لها سماتها ومواصفاتها ، بحيث جعلت من هذا الجد العربي مزيجا من الواقع والرمز في آن معا ، كما لا بد وأن يتحمل كل ما يمكن تصوره عن بداية الإنسان أو الإنسان البداية " *المصدر نفسه ص 120 من المعروف أن آدم وحواء سواء كانا واقعا أم رمزا ، هما من أصل عربي كما يدل عليه اسماهما ، والمنطقة التي وجدا وعاشا وتكاثرا فيها هي المنطقة العربية ، كما أن تسلسل نسلهما فيما بعد غطى معظم بقاع هذه المنطقة ، لكن حينما نقول إن معرفة العرب الأوائل بتسلسل أنسابهم وقف عند الجد السادس أو الثامن أو العاشر الذي كان هو آدم ، فإن هذا يعني أن ثمة آخرين كانوا يعيشون في المنطقة غير آدم وقبله . أما كيف تحول آدم إلى قضية ورمز وأسطورة ، فكما سبق أن ألمحنا ، إن موقعه في الذاكرة في آخر حبل النسب جعله واقعا تحت رحمة كل التصورات والتخيلات العقلية الأخرى . إن العقل ليس في مقدوره أن يقف عند آدم دون أن يطرح سؤالا كهذا : ومن الذي أنجب آدم ، وبالتالي من هو أبوه ؟ وطالما أن أحدا لم يكن يعرف من هو أبو آدم ، فقد كان لا بد أن يتحمل آدم كل ما يمكن أن يكون قد تحمله الإنسان الأول في حدود تصور عقل الجماعة في ذلك الوقت . هل وجد آدم وحده أولا ، وكيف ؟ إن آدم مؤلف من لحم ودم وعظم أي من العناصر التي إذا تركت تتحلل جميعا إلى تراب ، وهو مثله مثل أي كائن آخر مركب من هذا التراب ، بالإضافة إلى شيء آخر يجعل هذا التراب يمارس الحياة ، وذلك الشيء هو الروح ، ثم هل وجدت أنثاه معه ، إن كان الجواب "لا " فكيف وجدت أنثى آدم ؟ من ضلعه ؟ هذا ما قدمه ذلك التصور البدائي لنا . والتكاثر كيف تم لا بد أن تحمل حواء كثيرا وتلد توائم كثيرة من بنين وبنات بالتساوي من أجل أن تستمر عملية التكاثر . إن هذا هو ما كان في مقدور العقل البشري أن يتصوره ويقدمه لنا جوابا لذلك الفراغ الذي أحدثه الجهل بمن يقف وراء آدم من الأجداد ." *المصدر نفسه ص 120 – 121 " ومما يثير الدهشة أن المكتشفات الأخيرة قد دلت على أن قصة آدم وحواء بما فيها قصة جنة عدن قصة قديمة جدا تعود جذورها إلى ما قبل ظهور الكتابة بزمن طويل . إن قصة آدم وحواء تشير إلى أن اغراء الحية لحواء ( بعض المراجع اعتبرت الحية الشيطان متنكرا في شكلها ) التي أغرت بدورها آدم بتناول ثمار شجرة معرفة الخير والشر بالرغم من كونها محظورة . إن هذه القصة ذاتها نجدها في نقش سومري يشاهد فيه رجل على رأسه قلنسوه ذات قرنين وامرأة حاسرة الرأس جالسين الواحد أمام الآخر وقد نبتت شجرة بينهما تشبه شجرة النخل تدلى عذقان من التمر من طرفيها ، وهذه الشجرة " قطوفها دانية " ويشاهد الرجل مادا يده اليمنى أمامه ليقطف الثمر ، كما تشاهد المرأة وهي مادة يدها لتقطف من الثمر الذي أمامها ، وتشاهد الحية وهي تقف على ذنبها خلف المرأة وتهمس في أذنها تغريها بالأكل من هذا الثمر المحرم عليهما . ومما يذكر أن هذا النقش التاريخي يعود إلى زهاء ألفي عام قبل التوراة .( المقصود أحداث التوراة وليس بدء تدوينها) أي حوالي أربعة آلاف ق. م . المصدر نفسه 123-124 . (6) جنة عدن في الخليج العربي !!
عودة إلى جنة عدن التوراتية : سبق أن أشرنا إلى أن جنة عدن التوراتية لم تكن بعيدة عن الأرض التي طرد إليها آدم وحواء وربما الأفعى أيضا التي لم يرد ذكر طردها ، وإنما فهم ضمنا من خلال العقوبة التي أنزلها الله بها بلعنها من جميع البهائم والوحوش ،وجعل عداوة بنها وبين المرأة ، والسعي على بطنها ، وأكل التراب مدى حياتها ، ولا نعرف ما إذا كان للأفعى أرجل قام الله بقطعها لتزحف على بطنها ، أو أنه كان يفكر بأن يخلق لها فيما بعد ، وعدل عن الأمر ، بعد أن قامت بفعلها التآمري على المشيئة الإلهية !! إن ما يتبادر إلى الذهن بعدم بعد الأرض عن الجنة ، هو أن الجنة والأرض لم يكونا في السماء " فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة " فهنا يحدد كاتب النص التوراتي موقع الأرض شرق الجنة ، وليس كما يفترض أن الجنة في السماء ( أعلى ) والأرض أسفل ، ولا تحتمل المسألة شرقا وغربا وحتى شمالا وجنوبا . ثم لم يكن هناك إلا آدم وحواء على الأرض ، فإذا كانت الجنة في السماء ، فهل شجرة الحياة في حاجة إلى سيف ملتهب يحرس الطريق إليها ، من آدم وحواء ؟ هل في مقدورالمذكورين أن يصعدا إلى السماء ليسرقا من ثمار الشجرة ، ليعيشا إلى الأبد ؟! الدكتور أحمد داوود لم يكن مقتنعا على الإطلاق بوجود جنة عدن في السماء فراح يحدد لنا موقعها على الأرض استنادا إلى أبحاث قامت بها سفينة أبحاث ألمانية ( ميتيور ) عام 1965 على قاع الخليج العربي ، أثبتت أن منطقة الخليج غير المغمورة بالمياه كانت أكبر بكثير مما هي عليه الآن وأنها كانت أرض خصبة ، وأن دجلة والفرات كانا يجريان فيها قبل 14000 عام ق. م. وأن المياه أخذت ترتفع بعد ذلك التاريخ لتغمر بعض أراضي الخليج . وبناء عليه يستنتج : " لقد صار من السهل تصور الأرض – الجنة التي عاش فيها آدم وحواء ، إنها الأرض الرسوبية الخصبة الممتدة من جنوب الوادي الرافدي إلى جنوب الخليج العربي ، قبل أن تغمر أرضه مياه البحر . وليس من الصعب تصور ما قد تنتجه الأرض من شتى أنواع الأشجار والثمار والنباتات في الوقت الذي يجري من تحتها وفي قاع أرض الخليج نهرا دجلة والفرات ، ويؤمنان وجود الحياة الزراعية أيضا " د. أحمد داوود . تاريخ سوريا القديم . 128 -129 ويرجح داوود أن ارتفاع منسوب المياه دام قرابة عشرة آلاف عام ، إلى أن انتهى إلى ما هو قريب من الوضع الحالي في حدود الألف الخامس ق. م. وهو زمن آدم " لأنه منذ عهد آدم حدث فقدان تلك الجنة نهائيا ثم لم يعد لها وجود إلا في ذاكرة من أتى بعده ، ونتيجة لحكايا الآباء عن أجواء الدعة والراحة وتوفر كل ما تشتهي الأنفس من الثمار والعسل وغيره دون حاجة إلى أية جهود تذكر " المصدر نفسه 129 ويشير داود إلى قصة قابيل وهابيل قائلا: " إن قصة هابيل وقابيل ولدي آدم - الراعي والفلاح – هي نفسها قصة عميش وعينتين العربية السومرية التي ينتصر فيها عينتين الفلاح أيضا ، وهي قصة لهار إله الماشية وإنشان إله الحبوب ، وهي نفسها قصة تموز الراعي وأنكيدو الفلاح " " إنها باختصار ترمز إلى التنافس بين مجتمعين : الرعوي والزراعي . تنتهي دائما بانتصار الأكثر تقدما في مضمار التطور الإجتماعي وهو الفلاح " " بينما نجد في المجتمعات البدوية الرعوية تفضيل الراعي هو السائد ، واعتباره رمزا للخير ، واعتبار أخيه الفلاح رمزا لكل الشرور والعدوان " " مما تقدم نستنتج أن المنطقة المسماة اليوم بالخليج العربي كانت منطقة مأهولة بالسكان العرب قبل آدم وحواء ، وأن منطقة الجنوب الرافدي كانت هي الأخرى مأهولة بالسكان من العرب الزراعيين (السريان ) و السوريين ( آ – سر ) أبناء "سر" السيد العلي الذين أنتجوا فيما بعد ، وفي البقعة الممتدة من البحر الأعلى إلى البحر الأدنى ، أرفع وأرقى حضارة عرفتها البشرية " المصدر نفسه 132 ويحدد داوود الفترة التي وجد فيها آدم : " .. إنها فترة العصر الحجري النحاسي ( الكالكوليتي ) عصر البدء باستعمال المعادن حوالي 5500 – 3500 ق. م." المصدر نفسه 133
(7) رحلة مع سفينة نوح !
" قوض بيتك وابن سفينة ، اهجر ممتلكاتك وانج بنفسك ، اترك متاعك وانقذ حياتك ، واحمل فيها بذرة كل ذي حياة " اسطورة بابلية *فراس السواح . مغامرة العقل الأولى ص121
" وقال الرب لنوح ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك لأني إياك رأيت بارا لدي في هذا الجيل " تكوين 7-1 " حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ، ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " هود-11-40 أورد فراس السواح هذه المقدمة للدخول إلى سفر الطوفان البابلي ، وقد ارتأيت أن أبدأ بها لكن مع إيراد ترجمة مختلفة للعهد القديم ( حسب طبعة دار الكتاب المقدس التي لدي ) ونص كامل للأية القرآنية ،كما أنني رتبتها بشكل مختلف .) لقد بدأ انتقام الآلهة من خلقها منذ أقدم العصور ، وإذا ما نظرنا إلى النصوص القديمة والأحدث كنصوص خطها البشر ، فإن الإنسان هو الذي يتصور انتقام الآلهة منه ، أي أنه ينتقم من نفسه لأنه هو من تصور الآلهة تقوم بهذا الفعل أو ذاك ، وبمعنى قد يكون أكثر دقة ، إن الإنسان بهذا التصور يتطهر من شروره وآثامه ، عازيا ذلك إلى الله ، سواء في العقاب الأخروي أو الدنيوي ، بفعل الكوارث الطبيعية من أعاصير وزلازل وبراكين وفيضانات وغيرها .. حتى أن احتلال فلسطين عزي إلى ضلال الفلسطينيين حسب ما رأى أحد رجال الدين في سوريا . إن الخلق في جميع الديانات والأساطير قد تم لخدمة الله وعبادته وإتيان العمل الصالح ( بغض النظر عن مفهوم الخدمة والعبادة والعمل الصالح ) ولم يلتزم الإنسان في الغالب بأي شرط من هذه الشروط ، وكان دائما يعصي الآلهة ، أو يبحث عن آلهة جديدة ، وينشر الفساد حيث وجد ، متبعا شريعة البقاء للأقوى ، وهذا ما يخالف الشريعة التي وضعها الإنسان نفسه . وإذا ما نظرنا إلى آخر تجليات العقل الإنساني الديني ، لوجدنا أن الدين الإسلامي يبدأ جميع آياته ب"بسم الله الرحمن الرحيم " ولم يبدأها ب " بسم الله المنتقم الجبار " أو "... شديد العقاب " ليؤكد على رحمة الله . والرحمة لا تنجم إلا عن محبة وسمو وعظمة وتهذيب . كما حث الإسلام على العمل الصالح وأجزى الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون " الأنعام 6- 160 وهذا منتهى العدل حسب رأينا وهو ما لم يأت به أحد من قبل بهذا النص حسب معرفتنا المتواضعة . وحسب ميزان العدل الإسلامي - الذي يشبه من حيث الوزن بالثقل ( وليس العدد ) ميزان العدل الأوزيريسي في مصر القديمة ) قد تلغى جميع السيئات مقابل بعض الحسنات التي قد يقوم بها المرء ويجزى عليها بحسنات كثيرة : " فمن ثقلت موازينه فاؤلئك هم المفلحون " الأعراف 7/8 ( في ميزان العدل الأوزيريسي يوضع قلب الإنسان الميت في إحدى كفتي الميزان وريشة طائر ترمز إلى الإلهة معات إلهة العدالة والحق ، فإذا تعادل القلب الذي يحتوي سجلا كاملا لكل الأعمال مع ريشة معات كان الميت بريئا " ( من الذنوب ) فراس السواح تاريخ التوراة العبرية ص71 لقد حض الإسلام حتى على عدم قهر اليتيم ونهر السائل ، ووضع الأبوين في مكانة سامية : " فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر " الضحى 93 – 9- و10 " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما " الإسراء 17- 23 " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " الإسراء 17-24 من في هذا الزمن يحترم أبويه بالقدر الذي يطالب به الإسلام ؟ ومن لا ينهر السائل ، وكم عدد الذين لا يقهرون اليتيم ولا يأكلون ماله ؟! إن إلها يحمل هذه الصفات ويطالب بتطبيقها لا يمكن أن يكون ظالما ولا يمكن أن يغضب ، ولا يمكن أن يعاقب ، ولا يمكن أن ينتقم ، ولا يمكن أن يكون لديه نار يتوعد الناس بها ليحترقوا بها إلى الأبد . إنه العقل الإنساني العاجز عن إدراك حقيقة وجوده والغاية منها ، وبالتالي حقيقة الذات الخالقة أو الوجود الإلهي إن شئتم ، فيجتهد ويتخبط ، ينجح تارة ويخفق تارات .. والمؤسف أن سعي العلم والفلسفة للخروج من هذا المأزق الوجودي لا يؤتي ثماره إلا بالحدود الدنيا حتى وقتنا الراهن . انطلاقا من هذا الفهم سنبحر مع نوح في سفينته لعلنا نغني بحثنا ونثبت أن النص الذي وصل إلينا نص بشري من وضع بشر ، وليس نصا إلهيا ، أو صادرا عن إله ،وبالتالي لا يمكن ولا بأية حال أن يكون الله كما تصوره كاتب النص . ************ محاولة ابحار مع نوح في سفينته دون جدوى سفر التكوين . الإصحاح السادس . مقتبسات وتعليق . 5 " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم " لم يدخلنا النص التوراتي في نوع الشر الذي يرتكبه الإنسان ، لكن بما أن القتل بدأ منذ أول الخلق بقتل الأخ لأخيه وبتصرف أرعن من يهوه زرع الحقد بينهما حين رفض تقدمة قابيل الفلاح، فلا شك أن القتل كان واردا ضمن الشرور . حتى قلب الإنسان لم يعد فيه إلا الشر ، وارتكاب الشر يتم بشكل يومي . ومن الملاحظ كما معظم النصوص الدينية أن القلب هو مصدر التصور والفكر وليس العقل . كما أنه من الواضح أن الله لم يكن قد قدر ذلك للإنسان كما هي الحال في نصوص دينية أخرى. وهذا يعني أن الله غير قادر على خلق الإنسان الذي يريد . 6" فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض، وتأسف في قلبه " وها هو الله يحزن ويتأسف ( في قلبه ) على خلقه . ونأمل أن لا تكون دموعه قد سالت على وجنتيه ، وأن قلبه لم ينفطر لشدة الحزن .
7" فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء، لأني حزنت أني عملتهم " يستثني الرب الكائنات البحرية لنه لم يعرف كيف سيفنيها كما يبدو ! 8" وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب " 13" فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلما منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض " ما بين الجملة الثامنة والثالثة عشرة كلام مكرر عن الشر والظلم والفساد وثمة ذكر لأبناء نوح (سام وحام ويافث( "14 اصنع لنفسك فلكا من خشب جفر. تجعل الفلك مساكن، وتطليه من داخل ومن خارج بالقار " 15 "وهكذا تصنعه: ثلاث مئة ذراع يكون طول الفلك، وخمسين ذراعا عرضه، وثلاثين ذراعا ارتفاعه " لا نعرف ما إذا كانت صناعة السفن متطورة إلى هذا الحد بحيث يستطيع نوح أن يصنع سفينة بهذا الحجم . يورد أ. كوندراتوف حسابا لمساحة السفينة بطوابقها الثلاثة فيجد أنها 9120 م مربع . أ. كوندراتوف . الطوفان العظيم . ترجمة عدنان حمودي . ص 37 ومن المعروف حسب المؤرخين ان صناعة السفن بدأت على أيدي الفينيقيين . 17" فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت " حتى النباتات والطيور والأسماك والزواحف والحشرات فيها روح حياة فهل فسدت هي الأخرى وارتكبت آثاما شريرة حتى يهلكها الله ؟! 18" ولكن أقيم عهدي معك ، فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك " نوح وذريته صالحون ولم يرتكبوا آثاما كما يبدو . حتى نساء بنيه صالحات . ولن نعترض على ذلك . النص القرآني يضيف المؤمنين إلى الناجين أيضا : " حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ، ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " هود-11-40
19" ومن كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وأنثى " 20" من الطيور كأجناسها ، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها. اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها " 21" وأنت، فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك، فيكون لك ولها طعاما " الغريب أن نوحا لم يعترض على هذا الطلب الإعجازي ، وأن الله نفسه لم يفكر في استحالة تنفيذ هذا الطلب . ولسعة صدر كوندراتوف فإنه يورد احصاء للكانات الحية ، فيقول : " يقدر عدد أصناف الثدييات على الكرة الأرضية بثلاثة آلاف ونصف ، وبما أنه ) نوح ) أخذ من كل صنف اثنين سنحصل على سبعة آلاف فرد . فيلة ونمور . ذئاب وأرانب . ضباع وثعالب . غوريلا وفرس النهر دبابات وجواميس .. ألخ ." المصدر نفسه . الصفحة نفسها . و"هناك أيضا حوالي عشرين ألف صنف من الطيور ( وهذا الرقم يجب ضربه في اثنين لأنه أخذ زوجا من كل صنف ) وحوالي خمسة آلاف من الزواحف ( ضرب اثنين ) وأكثر من مليون صنف من الحشرات . وكما يبدو أن هذا الحشد من الكائنات القافزة والمنقنقة والمزمجرة والمزقزقة والمجمجمة والمولولة ، أكبر من أن يتسع له فلك نوح . وما الذي يمكن قوله عن المؤونة التي لا بد من توفيرها لكل هذه الكائنات الحية ، التي يوجد بينها آكلة لحوم من الحيوانات والطيور ، وآكلة أعشاب ، ومفترسة ، وآكلة حشرات وآكلة كل شيء من الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف . " المصدر نفسه . 37- 38 . حسب النص التوراتي بقيت المياة عاما حتى جفت عن أجزاء من اليابسة وثمة حيوانات مفترسة تحتاج إلى فريسة ربما كل يوم لتتغذى فهل جمع نوح لها غذاء ،وكيف سيمنعها من أن تفتك ببعضها وتفترسه ، إن لم تفترس نوحا وأسرته . وعلى ماذا ستتغذى بعد أن تجف المياه فكل شيء يكون قد ذاب وتلاشى خلال عام . هل ستنتظر خلق كائنات جديدة ؟! ونسي كوندراتوف أن يسأل كيف سيجمع نوح وجماعته كل هذه الكائنات ، التي يعجز حتى الله عن جمعها . وقد تفترس الأسود نوحا وأنجاله قبل أن يتمكنوا من جلب أسد ولبؤة ! كما أن كوندراتوف لم يتساءل عن مصير الكائنات البحرية كالأسماك التي لن يضيرها الطوفان . ويبدو أن الله قد نسيها أو تجاهلها . 22" ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل " يبدو أن قدرة نوح أكبر من قدرة الله . فها هو ينفذ الأوامر إلإلهية بحذافيرها !! إذا كان هذا الحدث قد تم حوالي أواسط الألف الثالث قبل الميلاد حسب ما يذكر جميع الباحثين فإن البشرية القائمة الآن بكل ملياراتها لا يزيد عمرها عن حوالي 4500 سنة . وينبغي علينا أن نصدق أن هذا النص كلام إلهي أو صادر عن إله . كلام لا يتفق بل ويتناقض بشكل مطلق مع أدنى حدود المنطق والعقل والفهم ، حتى الفهم المتواضع للإله لا يمكن أن يصور الله على هذه الشاكلة. ******* الطوفان المهول ! رأينا في المقالة السابقة أن نوحا نفذ الأمر الإلهي وجمع زوجا من كل الكائنات الحية . وهذا يعني أنه جمع حتى من البعوض والذباب ، ونأمل أن يكون قد نجح في معرفة الذكر من الأنثى البعوضيين والذبابيين .. وعن الوحوش لا تسألوا فهاهما الأسد واللبؤة يستلقيان في ركن من السفينة وأنجال نوح يحضران لهما وجبة دسمة من الخراف والغزلان ! إذن لم يبق إلا قدوم الطوفان الإلهي المهول . في البدء لا بد من التنويه أن مطلع الإصحاح السابع يشير إلى أن الله زاد من مقدار بعض الكائنات فجعلها سبعة أزواج من الكائنات الطاهرة وسبعة أزواج من طيور السماء (من كل نوع ) لذلك على كوندراتوف أن يعيد النظر في حساباته !( 2" من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وأنثى. ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين: ذكرا وأنثى " 3 "ومن طيور السماء أيضا سبعة سبعة: ذكرا وأنثى. لاستبقاء نسل على وجه كل الأرض " يبدو أن الله شعر بأن زوجا واحدا غير كاف فعدل رأيه ، وقد يحتاج إلى شكر لأنه لم يسبع الكائنات الضارة كالأفاعي والبعوض ، لكنا الآن نعيش مع أفاع في بيوتنا !! وأعطى الله نوحا سبعة أيام لجمع كل هذه الكائنات التي لن تجمع حتى لو جند نوح جميع البشر الذين كانوا على وجه الأرض . "4 لأني بعد سبعة أيام أيضا أمطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة. وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته " انفتحت طاقات السماء وانهمر المطر أربيعين يوما وليلة . غمرت المياه الأرض وراحت سفينة عمنا نوح تطفو فوق الماء . وظلت المياه ترتفع إلى أن غطت جميع الجبال الشامخة . وحدد كاتب التوراة ارتفاع المياه بخمسة عشر ذراعا . فماتت الكائنات الحية جميعها . ولا نعرف كيف ماتت الكائنات المائية . 17" وكان الطوفان أربعين يوما على الأرض. وتكاثرت المياه ورفعت الفلك، فارتفع عن الأرض " 18" وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا على الأرض، فكان الفلك يسير على وجه المياه " "19 وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء " 20 "خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه، فتغطت الجبال " 21" فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض من الطيور والبهائم والوحوش، وكل الزحافات التي كانت تزحف على الأرض، وجميع الناس " 22" كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات " 23 "فمحا الله كل قائم كان على وجه الأرض: الناس، والبهائم، والدبابات، وطيور السماء . فانمحت من الأرض. وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط " وغير الله رأيه فجعل تعاظم المياه 150 يوما بدلا من أربعين ! 24" وتعاظمت المياه على الأرض مئة وخمسين يوما " وهكذا تآلف نوح وبنوه ونساء بنيه طوال 150 يوما مع الوحوش والأفاعي والزنابير وكل الكائنات الأخرى . لا يعقل أن يصدق البشر هذا الكلام على أنه كلام إلهي أو له علاقة بإله ما . أخذت المياه تنقص بعد مائة وخمسين يوما لتستقر السفينة على قمة جبل أرارات أو أراراط ، كونه أعلى جبل ( حسب التوراة ) وكانت قمته هي الأولى التي نقصت عنها المياه ، أو أنها لم تغمرها ، مع أن كاتب النص يشير إلى أن جميع الجبال قد تغطت بالمياه . يعلق كوندراتوف على الحدث قائلا: " يبدو من الصعب أن نتصور ما ورد في التوراة من أن المياه غمرت قمم الجبال العالية عدا جبل أرارات ، لأنه يوجد في الكرة الأرضية جبال يزيد ارتفاعها عن ضعف ارتفاع جبل ارارات الجميل ، فكيف يمكن أن تغمر المياه هذه الجبال ، في حين يظل جبل أرارات بارزا فوق الماء ، ليكون ملاذا لنوح وعائلته ؟!" المصدر السابق نفسه ص 38 ويتطرق كوندراتوف إلى حجم المياه قائلا: " لا يتوفر احتياطي من المياه يكفي لغمر كوكبنا وحتى لو بطبقة لا يزيد سمكها عن 200 سم ، حتى لو ذاب الجليد الإنتراكتيدا وفي المنطقة القطبية الشمالية وجليد الجبال وتحولت رطوبة الغلاف الجوي إلى أمطار غزيرة " المصدر نفسه الصفحة نفسها . . وفي محاولة منه لإثبات أصل أساطير التوراة يتطرق كوندراتوف إلى الطوفان السومري الطوفان الأول الذي عرفته أساطيرالمنطقة ويورد بعض المقاطع من ملحمة جلجامش : " شاءت الآلهة وعلى رأسهم انليل الجبار أن تبعث بالطوفان على الجنس البشري ، غير أن الإله إيا الحنون على الناس ينبىء أوتنابشتيم بالأمر ، إذ بينما كان نائما هب على صوت يقول له : اهدم الكوخ وقم ببناء سفينة اهجر الوفرة واهتم بالحياة احتقر الثروة وانقذ روحك واحمل في سفينتك كل حي . المصدر نفسه ص42 ويتابع كوندراتوف : " جمع اوتنابشتيم " كل الناحية " وانصاعوا جميعا لأمره وراحوا يصنعون السفينة ، التي تضاهي بسعتها سفينة نوح . يقول او تنا بشتيم لجلجامش : حملتها بكل شيء أملكه حملتها بكل ما أملكه من فضة حملتها بكل ما أملكه من ذهب حملتها بكل ما لدي من المخلوقات ووضعت على السفينة كل عائلتي وسلالتي ووضعت عليها ماشية السهوب والحيوانات من كل نوع وعندما حل الوقت الذي حددته الآلهة هطلت الأمطار الغزيرة ليلا ، وكان النظر في " وجه الطبيعة " يثير الرعب " كل ما كان منيرا انقلب عتمة . انفلعت الأرض بأسرها كالفنجان جاشت رياح جنوبية في اليوم الأول هبت بسرعة فغمرت الجبال كأنها الحرب داهمت البشر . المصدر نفسه 42 – 43- ويذكر كوندراتوف أن الطوفان السومري يستمر ستة أيام وسبع ليال ، وأن اوتنابشتيم فعل مثلما فعل نوح ( بعد الطوفان ) بعث بالطيور الرسل الحمامة أولا وبعدها السنونو ومن ثم الغراب الذي لم يرجع " المصدر نفسه 43 ************* ملحق طوفاني !! تستدعي الأمانة الأدبية أن أبقى مع الطوفان التوراتي وأساطير ( الطوفانات ) فصلا آخر . فقد استوقفني تعليق لفراس السواح في كتابه مغامرة العقل الأولى ، وضمن جزء " سفر الطوفان " الذي يتحدث فيه عن أساطير الطوفان في كافة أنحاء العالم ويأتي في مقدمتها السومري والبابلي وغيرهما .. ويقارن بينها وبين سفر الطوفان التوراتي ليجد الشبه في ثلاث عشرة نقطة . مما يثبت أن النص التوراتي - بل معظم نصوص التوراة -مأخوذة عن هذه الأساطير . ويعزو فراس التناقضات في النص التوراتي إلى أن كتاب التوراة قد أخذوا من أكثر من نص اسطوري دون تمحيص.. ويورد بعض المتناقضات التي أوردنا بعضها . يقول فراس في تعليقه الذي استوقفني : "أما كيف سيعمل بطل الطوفان على جمع كل هذه الحيوانات فيبدو أن الشخصية الإلهية هي التي تكلفت بدفعها إليه ليحملها إلى السفينة ، كما يبدو من ملحمة اتراحيس ومن سفر التكوين ، ففي ملحمة اتراحيس نرى إيا يقول لعبده " طرائد البرية ووحوشها وما استطعت من آكلي الأعشاب سأدفع بها إليك " كذلك في سفر التكوين نجد أن الحيوانات تأتي إلى نوح دونما جهد منه لجمعها وحصرها " وتدخل الصندوق لتحيا معك " " يدخل إليك اثنين من كل لتحيا " فراس السواح . مغامرة العقل الأولى ص 151. وحين عدت إلى النص وجدت أن النص في الجملة 19 من الإصحاح السادس يقول :" 19 ومن كل حي من كل ذي جسد، اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك. تكون ذكرا وأنثى " الله هنا يأمر نوحا بأن يدخل اثنين من كل زوج دون أن يشير إلى من سيقوم بالجمع والإدخال ، وهذا ما جعلني أعتقد أن نوحا وجماعته هم من سيقومون بالجمع والإدخال ( المستحيلين) وينتهي الإصحاح ب: 22" ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل " كيف سنعرف هنا أن ما فعله نوح هو مجرد إدخال أي فتح باب السفينة للكائنات بما فيها الوحوش ! في الإصحاح السابع اللاحق نجد نصا مختلفا فالله يشير إلى البهائم الطاهرة فقط وأخذ سبعة سبعة منها ذكرا وأنثى ، وغير الطاهرة اثنين اثنين !ومن طيور السماء سبعة سبعة ! حيرنا هذا الإله وحيرنا كتبة التوراة فأي النصوص سنعتمد ؟ النص القرآني يضيف المؤمنين مع نوح كما أسلفنا .. ( لم أورد النصوص ثانية لأنها موردة( في الإصحاح السابع يقول الله لنوح ( تأخذ معك ) دون أية اشارة إلى من سيقوم بالجمع . وينفذ نوح الأوامر الإلهية . واستنتاج فراس سواح الذي لا يؤكد أن الله هو من يجمع بل هو يستنتج استنادا إلى نص ورد في ملحمة اتراحيس ، وما أكده هو أن الحيوانات تأتي إلى نوح دون جهد منه . نحن سنفترض أمرين . الأول هو إمكانية الله حسب التصور التوراتي : إن الإله التوراتي – كما صوره الكتبة – الذي لم يكن قادرا على معرفة المكان الذي اختبأ فيه آدم وحواء بعد الأكل من ثمر شجرة المعرفة ، والذي لم يعرف أن قايين قد قتل أخاه ، والذي يحتاج إلى " لهيب سيف متقلب" ليحرس الطريق إلى شجرة الحياة ، لن يكون قادرا على معرفة الأماكن التي تختبيء فيها الأسود والنمور والثعالب وغيرها ، وإذا كانت الحيوانات والطيور والحشرات الموجودة اليوم كلها من الكائنات الطاهرة – حسب الإصحاح السابع - التي أبقاها الله بعد الطوفان فهذا يعني أنه لم يكن هناك حيوانات غير طاهرة ، حتى الخنازير في هذه الحال ستكون طاهرة . ويستبعد أن تكون هذه الكائنات قد خلقت نفسها بعد الطوفان لأن الخلق لا يتم إلا من عند الله ! وإذا ما أخذنا بالأمر الثاني ، من مفهوم الإله القادر على كل شيء . فإنه لن يحتاج لا إلى سفينة ولا إلى طوفان ، ولا حتى إلى فيضان . ما عليه إلا أن ينطق بالأمر الإلهي الذي خلق به كل شيئ، ليكن كذا .. وسينتهي الأمر . إنه العقل البدائي غير القادر على أن يعي الواقع والغيب والخيال إلا حسب الثقافة التي انتجته . سنورد مقطعا أدبيا عن حدوث الطوفان البابلي منقولاعن ملحمة جلجامش لنرى الفرق بين روعة الأدب الأصل أو القريب إلى الأصل ، وبؤس النثر المنحول : حل الموعد المضروب. في المساء أرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً؛ قلبتُ وجهي في السماء أراقب الطقس، كان الجو مرعباً لناظره. دخلت الفُلك وأغلقت عليَّ بابي، أسلمت قياد السفينة للملاح بوزو- آموري، أسلمته الهيكل العظيم بكل ما فيه. العمود الثالث: وما أن لاحت تباشير الصباح، حتى علت الأفق غيمة كبيرة سوداء، يجلجل في وسطها صوت أداد، يسبقها (رسولاه) شوللات وخانيش، نذيران عبر السهول والبطاح. اقتلع الإله أريجال خزانات المياه السفلية، ثم تبعه الإله ننورتا وفتح السدود. رفع الأنوناكي مشاعلهم عالياً حتى أضاء وهجها الأرض. بلغتْ ثورة أداد تخوم السماء، أحالت كل نور إلى ظلمة، والأرض الواسعة قد تحطمت كما الجرة ثارت العاصفة يوماً كاملاً وتزايدت سرعاتها حتى غمرت الجبال، أتت على البشر، حصدتهم كما الحرب، حتى عمي الأخ عن أخيه، وبات أهل السماء لا يرون أهل الأرض. حتى الآلهة ذُعرت من هول الطوفان، هرب جميعهم صُعداً نحو سماء آنو، ربضوا عند الجدار الخارجي ككلاب مرتعدة. صرخت عشتار كامرأة في المخاض، ناحت سيدة الآلهة ذات الصوت العذب: لقد آلت إلى طين تلك الأيام القديمة، لأني نطقتُ بالشر في مجمع الآلهة؛ فكيف نطقت بالشر في مجمع الآلهة؟ كيف أمرتُ بالحرب تحصد شعبي، تدمر من أعطيتهم أنا الميلاد؟ وهاهم يملؤون البحر كصغار السمك» بكى معها آلهة الأنوناكي، تهالكوا وانحنوا يبكون، وقد حجبوا أفواهم بأيديهم ستة أيام وست ليال، والرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض. ومع حلول اليوم السابع، العاصفة والطوفان، اللذان داهما كجيش، خفت شدتهما. هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان. فتحتُ الكوة فسقط النور على وجهي؛ نظرتُ إلى البحر، كان الهدوء شاملاً، وقد آل البشر إلى الطين. كان الـ …. بمحاذاة السقف. تهالكت، وانحنيت أبكي، وقد أغرقتْ الدموع وجهي. ثم تطلعت في كل الاتجاهات مستطلعاً حدود البحر؛ على بُعد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة انبثقت قطع من اليابسة. ثم استقرت السفينة على جبل نصير. جبل نصير أمسك بالسفينة، منع حركتها. أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً وثانياً. أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً ثالثاً ورابعاً. أمسك الجبل بالسفينة ومنع حركتها يوماً خامساً وسادساً. وعندما حلّ اليوم السابع، العمود الرابع: أتيت بحمامة فأطلقتها. طارت الحمامة بعيداً ثم عادت إلي، لم تجد مستقراً فعادت. ثم أتيت بسنونو وأطلقته، فطار السنونو بعيداً ثم عاد إليَّ، لم يجد مستقراً فعاد. ثم أتيت بغراب وأطلقته، فطار الغراب بعيداً، ورأى أن الماء قد انحسر، حام وحط وأكل ولم يعد. ************** يورد فراس السواح نصا مختلفا قليلا في ترجمته ( ضمن كتابه مغامرة العقل الأولى ) غير أنني وجدت هذا النص على الشبكة ( منتديات كنوز ) ولمن يريد النص كاملا إليه الرابط : http://kanouz.ahlamontada.net/t695-topic (8) ظهورات الآلهة ومعجزاتهم في العقائد الإبراهيمية ! أمر مؤسف أن زمننا وكما يبدو واضحا لنا أنه لم يعد زمن معجزات الآلهة ، ولا نعرف ما إذا تخلت الآلهة عن المعجزات أم أنها رأت أننا لم نعد نستحق ظهورها .. ( لاحظوا أنني أنثت الآلهة مع أنهم مذكرون وخاصة هؤلاء الذين سأتحدث عن معجزاتهم الخارقة ، فعشقي لحرفي الهاء في نهاية الكلمة طالبني بالتأنيث لا التذكير ،وأنا لا أستطيع مخالفة حرف الهاء لأنه يتعلق بأنوثة النسوة والربات أكثر مما يـتعلق بذكورة الرجال والأرباب !) لنبدأ بظهورات يهوه الكثيرة لبني اسرائيل : من أوائل الظهورات ليهوة أنه عمل دليلا لبني اسرائيل وقادهم في الطريق إلى البحر الأحمر ليخرجهم من مصر ،وكان يظهر " أمامهم نهارا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق و ليلا في عمود نار ليضيء لهم لكي يمشوا نهارا و ليلا" ( خروج 13/21) إتمام الظهور المعجزة معروف . فقد لحق المصريون بقيادة فرعون بجيش مؤلف من : 7 وأخذ ست مئة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر وجنودا مركبية على جميعها 8 وشدد الرب قلب فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بني إسرائيل، وبنو إسرائيل خارجون بيد رفيعة 9 فسعى المصريون وراءهم وأدركوهم. جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشه، وهم نازلون عند البحر عند فم الحيروث، أمام بعل صفون ومن الطبيعي أن يدب الهلع في قلوب بني اسرائيل لولا أن موسى طمأنهم بأن الرب سيقف معهم ويبيد الفرعون وجيوشه وجميع المصريين إلى الأبد : 13 فقال موسى للشعب: لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. فإنه كما رأيتم المصريين اليوم، لا تعودون ترونهم أيضا إلى الأبد 14 الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون ولا نعرف من هو الرب ألذي أعاد المصريين إلى الوجود بعد أن محقهم رب موسى إلى الأبد ! وهذه ليست المرة الأولى التي يبيد فيها رب موسى المصريين إلى الأبد فقبل ذلك أنزل بهم الكوارث الماحقة ،وسنأتي على ذكرها للضرورة . وسنكمل هذه الكارثة الآن : 15 فقال الرب لموسى: ما لك تصرخ إلي ؟ قل لبني إسرائيل أن يرحلوا 16 وارفع أنت عصاك ومد يدك على البحر وشقه، فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة ( شو هالعصا الرهيبة التي ستشق البحر حرام لو رب موسى يمن علي بهيك عصا ،والله لأغير العالم في ساعتين )! 17 وها أنا أشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم، فأتمجد بفرعون وكل جيشه، بمركباته وفرسانه 18 فيعرف المصريون أني أنا الرب حين أتمجد بفرعون ومركباته وفرسانه ويبدو أن المصريين تخوفوا من عبور اليابسة التي انشقت وسط البحر فشد رب موسى من أزرهم وراح يتمجد بفرعون وجيشه ، ليوهم المصريين بأن إلههم هو من يتمجد بهم وليس هو . وهكذا عبر الجيش الفرعوني اليابسة خلف الإسرائيليين فأطبق البحر عليهم وهلكوا جميعا ! 28 فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر. لم يبق منهم ولاواحد ( الله يرحمهم ) الكوارث التي حلت بالمصريين وسبقت هذه الكارثة كثيرة أيضا : حسب العهد القديم ( التوراة ) كان بنو اسرائيل عبيدا في مصر ،وأن رب موسى هو الذي سعى لخلاصهم من العبودية : 1 فقال الرب لموسى: الآن تنظر ما أنا أفعل بفرعون. فإنه بيد قوية يطلقهم، وبيد قوية يطردهم من أرضه 2 ثم كلم الله موسى وقال له: أنا الرب 3 وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء. وأما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم ( يبدو أن يهوه قد اتخذ هذا الإسم في حينه ويبدو أن اسمه الأول كان اسم الإله الكنعاني إيل ) 4 وأيضا أقمت معهم عهدي: أن أعطيهم أرض كنعان أرض غربتهم التي تغربوا فيها . من المعروف حسب التوراة أن أرض كنعان ( الأرض الفلسطينية ) هي التي تغرب فيها بنو اسرائيل من نسل ابراهيم في البداية ) 5 وأنا أيضا قد سمعت أنين بني إسرائيل الذين يستعبدهم المصريون، وتذكرت عهدي 6 لذلك قل لبني إسرائيل: أنا الرب. وأنا أخرجكم من تحت أثقال المصريين وأنقذكم من عبوديتهم وأخلصكم بذراع ممدودة وبأحكام عظيمة 7 وأتخذكم لي شعبا، وأكون لكم إلها. فتعلمون أني أنا الرب إلهكم الذي يخرجكم من تحت أثقال المصريين ( واضح من هذا النص أن يهوه لم يكن يملك شعبا بمعنى الكلمة حتى حينه ،فهو يعد بني اسرائيل بأنه سيحررهم من أثقال المصريين ، أي من العبودية ، ليتخذهم شعبا ويؤله نفسه عليهم ..ويمنحهم أرض الفلسطينيين ! إنها عملية مقايضة .. تحرير مقابل عبودية ألوهية ) 8 وأدخلكم إلى الأرض التي رفعت يدي أن أعطيها لإبراهيم وإسحاق ويعقوب. وأعطيكم إياها ميراثا. أنا الرب . والغريب أن تصور التوراة موسى على انه ( أغلف الشفتين ) والأغلف هو المختون ، فهل كان موسى مقصوص الشفتين أم أن ثمة نقصا أو مشكلة فيهما؟ ثم ما هي الغاية من ذلك إن لم يكن كتبة التوراة يستندون في خيالهم إلى شخصية تاريخية أو شخصية واقعية ولا أعرف إن كانت أخناتون نفسه كما يذكر سيد القمني ؟! تتردد هذه الكلمة في مزمورين : 10ثم كلم الرب موسى قائلا 11 ادخل قل لفرعون ملك مصر أن يطلق بني إسرائيل من أرضه 12 فتكلم موسى أمام الرب قائلا: هوذا بنو إسرائيل لم يسمعوا لي، فكيف يسمعني فرعون وأنا أغلف الشفتين 29 أن الرب كلمه قائلا : أنا الرب. كلم فرعون ملك مصر بكل ما أنا أكلمك به 30 فقال موسى أمام الرب : ها أنا أغلف الشفتين. فكيف يسمع لي فرعون وثمة مسألة لم أتنبه لها من قبل أو أنني نسيت ذلك . فيهوه يقرر أن يجعل من موسى إلها ويجعل أخاه هارون نبيا ليتحدث مع الفرعون نيابة عنه . وهذا يعني أنه لم يغير وضع شفتيه رغم أنه جعل منه إلها !! 1 فقال الرب لموسى: انظر أنا جعلتك إلها لفرعون. وهارون أخوك يكون نبيك 2 أنت تتكلم بكل ما آمرك، وهارون أخوك يكلم فرعون ليطلق بني إسرائيل من أرضه 6ففعل موسى وهارون كما أمرهما الرب. هكذا فعلا وهنا تبدأ حرب المعجزات ليقنع موسى وهارون الفرعون بعتق بني اسرائيل. ألقى هارون عصاه فتحولت إلى أفعى وجمع الفرعون سحرته وحكماءه وألقوا بعصيهم فتحولت إلى أفاع غير أن أفعى هارون ابتلعتها . ويلاحظ أن سحرة فرعون غير قليلين بأفعالهم رغم أنهم ليسوا آلهة : 10 فدخل موسى وهارون إلى فرعون وفعلا هكذا كما أمر الرب. طرح هارون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعبانا 11 فدعا فرعون أيضا الحكماء والسحرة، ففعل عرافو مصر أيضا بسحرهم كذلك 12 طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هارون ابتلعت عصيهم 13 فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما، كما تكلم الرب 14 ثم قال الرب لموسى: قلب فرعون غليظ. قد أبى أن يطلق الشعب 15 اذهب إلى فرعون في الصباح. إنه يخرج إلى الماء، وقف للقائه على حافة النهر. والعصا التي تحولت حية تأخذها في يدك 16 وتقول له: الرب إله العبرانيين أرسلني إليك قائلا: أطلق شعبي ليعبدوني في البرية. وهوذا حتى الآن لم تسمع 17 هكذا يقول الرب: بهذا تعرف أني أنا الرب: ها أنا أضرب بالعصا التي في يدي على الماء الذي في النهر فيتحول دما 18 ويموت السمك الذي في النهر وينتن النهر. فيعاف المصريون أن يشربوا ماء من النهر 19 ثم قال الرب لموسى: قل لهارون: خذ عصاك ومد يدك على مياه المصريين، على أنهارهم وعلى سواقيهم، وعلى آجامهم، وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دما. فيكون دم في كل أرض مصر في الأخشاب وفي الأحجار 20 ففعل هكذا موسى وهارون كما أمر الرب. رفع العصا وضرب الماء الذي في النهر أمام عيني فرعون وأمام عيون عبيده، فتحول كل الماء الذي في النهر دما 21 ومات السمك الذي في النهر وأنتن النهر، فلم يقدر المصريون أن يشربوا ماء من النهر. وكان الدم في كل أرض مصر 22 وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم. فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما، كما تكلم الرب ( ما المقصود هنا بفعل عرافي مصر ، لقد أحال موسى ماء النيل إلى دم وقتل السمك فهل فعل عرافو فرعون الأمر نفسه ؟! ) يفترض أنهم فعلوا العكس ، أو لم يستطيعوا لأن نهر النيل صار دما ومات السمك ! 23 ثم انصرف فرعون ودخل بيته ولم يوجه قلبه إلى هذا أيضا 24 وحفر جميع المصريين حوالي النهر لأجل ماء ليشربوا، لأنهم لم يقدروا أن يشربوا من ماء النهر 25 ولما كملت سبعة أيام بعد ما ضرب الرب النهر 1 قال الرب لموسى: ادخل إلى فرعون وقل له: هكذا يقول الرب: أطلق شعبي ليعبدوني 2 وإن كنت تأبى أن تطلقهم فها أنا أضرب جميع تخومك بالضفادع 3 فيفيض النهر ضفادع. فتصعد وتدخل إلى بيتك وإلى مخدع فراشك وعلى سريرك وإلى بيوت عبيدك وعلى شعبك وإلى تنانيرك وإلى معاجنك 4 عليك وعلى شعبك وعبيدك تصعد الضفادع 5 فقال الرب لموسى: قل لهارون: مد يدك بعصاك على الأنهار والسواقي والآجام، وأصعد الضفادع على أرض مصر 6 فمد هارون يده على مياه مصر، فصعدت الضفادع وغطت أرض مصر 7 وفعل كذلك العرافون بسحرهم وأصعدوا الضفادع على أرض مصر ( تتكرر هنا مشكلة العرافين المصريين ، فهل هم مع موسى وهارون أم مع الفرعون )؟ ولم يتم التخلص من الضفادع إلا بتدخل يهوه: العرافون بسحرهم وأصعدوا الضفادع على أرض مصر 8 فدعا فرعون موسى وهارون وقال: صليا إلى الرب ليرفع الضفادع عني وعن شعبي فأطلق الشعب ليذبحوا للرب 9 فقال موسى لفرعون: عين لي متى أصلي لأجلك ولأجل عبيدك وشعبك لقطع الضفادع عنك وعن بيوتك. ولكنها تبقى في النهر 10 فقال: غدا. فقال: كقولك. لكي تعرف أن ليس مثل الرب إلهنا 11 فترتفع الضفادع عنك وعن بيوتك وعبيدك وشعبك، ولكنها تبقى في النهر 12 ثم خرج موسى وهارون من لدن فرعون، وصرخ موسى إلى الرب من أجل الضفادع التي جعلها على فرعون 13 ففعل الرب كقول موسى . فماتت الضفادع من البيوت والدور والحقول 14 وجمعوها كوما كثيرة حتى أنتنت الأرض 15 فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لهما، كما تكلم الرب ويعود الفرعون إلى عناده : 15 فلما رأى فرعون أنه قد حصل الفرج أغلظ قلبه ولم يسمع لهما، كما تكلم الرب 16 ثم قال الرب لموسى: قل لهارون: مد عصاك واضرب تراب الأرض ليصير بعوضا في جميع أرض مصر 17 ففعلا كذلك. مد هارون يده بعصاه وضرب تراب الأرض، فصار البعوض على الناس وعلى البهائم. كل تراب الأرض صار بعوضا في جميع أرض مصر 18 وفعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا. وكان البعوض على الناس وعلى البهائم ( أيضا العرافون المصريون يفشلون ) 20 ثم قال الرب لموسى: بكر في الصباح وقف أمام فرعون. إنه يخرج إلى الماء. وقل له: هكذا يقول الرب: أطلق شعبي ليعبدوني 21 فإنه إن كنت لا تطلق شعبي، ها أنا أرسل عليك وعلى عبيدك وعلى شعبك وعلى بيوتك الذبان، فتمتلئ بيوت المصريين ذبانا. وأيضا الأرض التي هم عليها 22 ولكن أميز في ذلك اليوم أرض جاسان حيث شعبي مقيم حتى لا يكون هناك ذبان. لكي تعلم أني أنا الرب في الأرض 24 ففعل الرب هكذا، فدخلت ذبان كثيرة إلى بيت فرعون وبيوت عبيده. وفي كل أرض مصر خربت الأرض من الذبان 25 فدعا فرعون موسى وهارون وقال: اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض ( ما الذي يقصده فرعون بهذه الدعوة ) ؟! يبدو انه يطلب الرحمه!
26 فقال موسى: لا يصلح أن نفعل هكذا، لأننا إنما نذبح رجس المصريين للرب إلهنا. إن ذبحنا رجس المصريين أمام عيونهم أفلا يرجموننا ( التساؤل هنا يشير إلى أن بني اسرائيل ينسون أحيانا أن الله قادر على حمايتهم أينما كانوا .. كما أنهم لا يعرفون لماذا لا يحررهم الله بضربة قاضية من أيدي المصريين ) واضح أن خيال الكتبة لم يكن منسجما مع القدرات اليهووية ! 27 نذهب سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا كما يقول لنا ( مسيرة ثلاثة أيام ليذبحوا ليهوه ، ألا يكفي أن يسيرو بضعة أميال ؟ وهل سيشوون لحم الذبائح أم أن يهوه سيقبل به نيئا ؟! ) 28 فقال فرعون: أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية، ولكن لا تذهبوا بعيدا. صليا لأجلي ( إله فرعون خذله كما يبدو فها هو يطلب من عبيده اليهود ان يصلوا ليهوه من أجله )! 29 فقال موسى: ها أنا أخرج من لدنك وأصلي إلى الرب، فترتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه غدا. ولكن لا يعد فرعون يخاتل حتى لا يطلق الشعب ليذبح للرب 30 فخرج موسى من لدن فرعون وصلى إلى الرب 31 ففعل الرب كقول موسى ، فارتفع الذبان عن فرعون وعبيده وشعبه. لم تبق واحدة 32 ولكن أغلظ فرعون قلبه هذه المرة أيضا فلم يطلق الشعب ( لم تنته المسرحية بعد ما يزال فرعون يعاند ويماطل ) 1 ثم قال الرب لموسى: ادخل إلى فرعون وقل له: هكذا يقول الرب إله العبرانيين: أطلق شعبي ليعبدوني 2 فإنه إن كنت تأبى أن تطلقهم وكنت تمسكهم بعد 3 فها يد الرب تكون على مواشيك التي في الحقل، على الخيل والحمير والجمال والبقر والغنم، وبأ ثقيلا جدا ( الضربة ماكنة هذه المرة كضربة النيل والسمك ) 4 ويميز الرب بين مواشي إسرائيل ومواشي المصريين. فلا يموت من كل ما لبني إسرائيل شيء 5 وعين الرب وقتا قائلا: غدا يفعل الرب هذا الأمر في الأرض 6 ففعل الرب هذا الأمر في الغد. فماتت جميع مواشي المصريين. وأما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد 7 وأرسل فرعون وإذا مواشي إسرائيل لم يمت منها ولا واحد. ولكن غلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب ( غير معقول هذا الفرعون ..) 8 ثم قال الرب لموسى وهارون: خذا ملء أيديكما من رماد الأتون، وليذره موسى نحو السماء أمام عيني فرعون 9 ليصير غبارا على كل أرض مصر. فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور في كل أرض مصر 10 فأخذا رماد الأتون ووقفا أمام فرعون، وذراه موسى نحو السماء، فصار دمامل بثور طالعة في الناس وفي البهائم 11 ولم يستطع العرافون أن يقفوا أمام موسى من أجل الدمامل، لأن الدمامل كانت في العرافين وفي كل المصريين 12 ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما، كما كلم الرب موسى 13 ثم قال الرب لموسى: بكر في الصباح وقف أمام فرعون وقل له: هكذا يقول الرب إله العبرانيين: أطلق شعبي ليعبدوني 14 لأني هذه المرة أرسل جميع ضرباتي إلى قلبك وعلى عبيدك وشعبك، لكي تعرف أن ليس مثلي في كل الأرض ( قرر يهوه أن يقوم بالضربة القاضية كما يبدو ، فهو حتى الآن يمارس رحمته !! ) 15 فإنه الآن لو كنت أمد يدي وأضربك وشعبك بالوبإ، لكنت تباد من الأرض 16 ولكن لأجل هذا أقمتك ، لكي أريك قوتي، ولكي يخبر باسمي في كل الأرض 17 أنت معاند بعد لشعبي حتى لاتطلقه 18 ها أنا غدا مثل الآن أمطر بردا عظيما جدا لم يكن مثله في مصر منذ يوم تأسيسها إلى الآن 19 فالآن أرسل احم مواشيك وكل ما لك في الحقل. جميع الناس والبهائم الذين يوجدون في الحقل ولا يجمعون إلى البيوت، ينزل عليهم البرد فيموتون 20 فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه إلى البيوت 21 وأما الذي لم يوجه قلبه إلى كلمة الرب فترك عبيده ومواشيه في الحقل 22 ثم قال الرب لموسى: مد يدك نحو السماء ليكون برد في كل أرض مصر: على الناس وعلى البهائم وعلى كل عشب الحقل في أرض مصر 23 فمد موسى عصاه نحو السماء، فأعطى الرب رعودا وبردا، وجرت نار على الأرض، وأمطر الرب بردا على أرض مصر 24 فكان برد، ونار متواصلة في وسط البرد. شيء عظيم جدا لم يكن مثله في كل أرض مصر منذ صارت أمة 25 فضرب البرد في كل أرض مصر جميع ما في الحقل من الناس والبهائم. وضرب البرد جميع عشب الحقل وكسر جميع شجر الحقل 26 إلا أرض جاسان حيث كان بنو إسرائيل، فلم يكن فيها برد 27 فأرسل فرعون ودعا موسى وهارون وقال لهما: أخطأت هذه المرة. الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار 28 صليا إلى الرب، وكفى حدوث رعود الله والبرد، فأطلقكم ولا تعودوا تلبثون 29 فقال له موسى: عند خروجي من المدينة أبسط يدي إلى الرب، فتنقطع الرعود ولا يكون البرد أيضا، لكي تعرف أن للرب الأرض 30 وأما أنت وعبيدك فأنا أعلم أنكم لم تخشوا بعد من الرب الإله 31 فالكتان والشعير ضربا. لأن الشعير كان مسبلا والكتان مبزرا 32 وأما الحنطة والقطاني فلم تضرب لأنها كانت متأخرة 33 فخرج موسى من المدينة من لدن فرعون وبسط يديه إلى الرب، فانقطعت الرعود والبرد ولم ينصب المطر على الأرض 34 ولكن فرعون لما رأى أن المطر والبرد والرعود انقطعت، عاد يخطئ وأغلظ قلبه هو وعبيده 35 فاشتد قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل، كما تكلم الرب عن يد موسى ( تحول النص إلى ميلودراما مملة لا يمكن أن يتقبلها أسخف القراء على الكرة الأرضية . وقد أحسن القرآن حين تجاهل كل هذه التفاصيل كما تجاهل تفاصيل الخلق التوراتية ومئات الصفحات من التوراة ولم يغرق في هذه الميلودراما المقيتة ) 3 فدخل موسى وهارون إلى فرعون وقالا له: هكذا يقول الرب إله العبرانيين: إلى متى تأبى أن تخضع لي ؟ أطلق شعبي ليعبدوني 4 فإنه إن كنت تأبى أن تطلق شعبي ها أنا أجيء غدا بجراد على تخومك 5 فيغطي وجه الأرض حتى لا يستطاع نظر الأرض. ويأكل الفضلة السالمة الباقية لكم من البرد . ويأكل جميع الشجر النابت لكم من الحقل 6 ويملأ بيوتك وبيوت جميع عبيدك وبيوت جميع المصريين، الأمر الذي لم يره آباؤك ولا آباء آبائك منذ يوم وجدوا على الأرض إلى هذا اليوم. ثم تحول وخرج من لدن فرعون 7 فقال عبيد فرعون له : إلى متى يكون هذا لنا فخا ؟ أطلق الرجال ليعبدوا الرب إلههم. ألم تعلم بعد أن مصر قد خربت 8 فرد موسى وهارون إلى فرعون، فقال لهما: اذهبوا اعبدوا الرب إلهكم. ولكن من ومن هم الذين يذهبون 9 فقال موسى: نذهب بفتياننا وشيوخنا. نذهب ببنينا وبناتنا، بغنمنا وبقرنا، لأن لنا عيدا للرب 12 ثم قال الرب لموسى: مد يدك على أرض مصر لأجل الجراد، ليصعد على أرض مصر ويأكل كل عشب الأرض، كل ما تركه البرد 13 فمد موسى عصاه على أرض مصر، فجلب الرب على الأرض ريحا شرقية كل ذلك النهار وكل الليل . ولما كان الصباح، حملت الريح الشرقية الجراد 14 فصعد الجراد على كل أرض مصر، وحل في جميع تخوم مصر. شيء ثقيل جدا لم يكن قبله جراد هكذا مثله، ولا يكون بعده كذلك 15 وغطى وجه كل الأرض حتى أظلمت الأرض. وأكل جميع عشب الأرض وجميع ثمر الشجر الذي تركه البرد، حتى لم يبق شيء أخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل أرض مصر 16 فدعا فرعون موسى وهارون مسرعا وقال: أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكما كل هذه المآسي ولم يقتنع الفرعون بقدرات يهوه إلا بعد الجراد ؟! معقول ؟ للأطورة قوانينها . مشكلة كتبة التوراة أنهم لا يعرفون الأسطورة من الأدب من التاريخ .. تلفيق على تلفيق وتكرار ممل ) 17 والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط، وصليا إلى الرب إلهكما ليرفع عني هذا الموت فقط 18 فخرج موسى من لدن فرعون وصلى إلى الرب 19 فرد الرب ريحا غربية شديدة جدا، فحملت الجراد وطرحته إلى بحر سوف. لم تبق جرادة واحدة في كل تخوم مصر 20 ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل ( لكن لماذا يشدد الرب قلب الفرعون لتتكرر مهزلة الكوارث ) 21 ثم قال الرب لموسى: مد يدك نحو السماء ليكون ظلام على أرض مصر، حتى يلمس الظلام 22 فمد موسى يده نحو السماء فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام 23 لم يبصر أحد أخاه، ولا قام أحد من مكانه ثلاثة أيام. ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نور في مساكنهم 24 فدعا فرعون موسى وقال: اذهبوا اعبدوا الرب. غير أن غنمكم وبقركم تبقى. أولادكم أيضا تذهب معكم 25 فقال موسى: أنت تعطي أيضا في أيدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب إلهنا 26 فتذهب مواشينا أيضا معنا. لايبقى ظلف. لأننا منها نأخذ لعبادة الرب إلهنا. ونحن لا نعرف بماذا نعبد الرب حتى نأتي إلى هناك 27 ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يشأ أن يطلقهم 28 وقال له فرعون: اذهب عني. احترز. لا تر وجهي أيضا. إنك يوم ترى وجهي تموت 29 فقال موسى: نعما قلت. أنا لا أعود أرى وجهك أيضا
1 ثم قال الرب لموسى: ضربة واحدة أيضا أجلب على فرعون وعلى مصر. بعد ذلك يطلقكم من هنا . وعندما يطلقكم يطردكم طردا من هنا بالتمام 2 تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه، وكل امرأة من صاحبتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب ( وصلت للذهب والفضة كمان ) ! 3 وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين. وأيضا الرجل موسى كان عظيما جدا في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب 4 وقال موسى: هكذا يقول الرب: إني نحو نصف الليل أخرج في وسط مصر 5 فيموت كل بكر في أرض مصر، من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الجارية التي خلف الرحى، وكل بكر بهيمة 6 ويكون صراخ عظيم في كل أرض مصر لم يكن مثله ولا يكون مثله أيضا ( الضربة القاضية العظمى . ولا نعرف كيف عاش المصريون بعدها ولحقوا بالمصريين ) ؟!
7 ولكن جميع بني إسرائيل لا يسنن كلب لسانه إليهم، لا إلى الناس ولا إلى البهائم. لكي تعلموا أن الرب يميز بين المصريين وإسرائيل 8 فينزل إلي جميع عبيدك هؤلاء، ويسجدون لي قائلين: اخرج أنت وجميع الشعب الذين في أثرك. وبعد ذلك أخرج. ثم خرج من لدن فرعون في حمو الغضب 9 وقال الرب لموسى: لا يسمع لكما فرعون لكي تكثر عجائبي في أرض مصر 10 وكان موسى وهارون يفعلان كل هذه العجائب أمام فرعون، ولكن شدد الرب قلب فرعون، فلم يطلق بني إسرائيل من أرضه ( غير معقول ؟) وطلب يهوه من بني اسرائيل أن يذبحوا شياها وخرافا وأن يشووا لحمها ويعلموا أبواب بيوتهم بدم الذبائح ليعرفها ، لأنه سينزل كارثة جديدة بالمصريين . ( واضح أنه غير قادر على معرفة بيوت اليهود إلا بتمييزها بالدم ! غريب أمر هالرب ) 21 فدعا موسى جميع شيوخ إسرائيل وقال لهم: اسحبوا وخذوا لكم غنما بحسب عشائركم واذبحوا الفصح 22 وخذوا باقة زوفا واغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست. وأنتم لا يخرج أحد منكم من باب بيته حتى الصباح 23 فإن الرب يجتاز ليضرب المصريين. فحين يرى الدم على العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب 24 فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد 25 ويكون حين تدخلون الأرض التي يعطيكم الرب كما تكلم، أنكم تحفظون هذه الخدمة ( الغريب أن بعض العرب يفعلون الأمر نفسه حتى اليوم حين يبنون بيتا أو يفتتحون محلا ، فيطلون عتبة الباب بدم الذبيحة ) 26 ويكون حين يقول لكم أولادكم: ما هذه الخدمة لكم 27 أنكم تقولون: هي ذبيحة فصح للرب الذي عبر عن بيوت بني إسرائيل في مصر لما ضرب المصريين وخلص بيوتنا. فخر الشعب وسجدوا 28 ومضى بنو إسرائيل وفعلوا كما أمر الرب موسى وهارون. هكذا فعلوا 29 فحدث في نصف الليل أن الرب ضرب كل بكر في أرض مصر، من بكر فرعون الجالس على كرسيه إلى بكر الأسير الذي في السجن، وكل بكر بهيمة 30 فقام فرعون ليلا هو وكل عبيده وجميع المصريين. وكان صراخ عظيم في مصر، لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت 31 فدعا موسى وهارون ليلا وقال: قوموا اخرجوا من بين شعبي أنتما وبنو إسرائيل جميعا، واذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم 32 خذوا غنمكم أيضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا. وباركوني أيضا 33 وألح المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلا من الأرض، لأنهم قالوا: جميعنا أموات 34 فحمل الشعب عجينهم قبل أن يختمر، ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على أكتافهم 35 وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى. طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا 36 وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين 37 فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت، نحو ست مئة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد 38 وصعد معهم لفيف كثير أيضا مع غنم وبقر، مواش وافرة جدا 39 وخبزوا العجين الذي أخرجوه من مصر خبز ملة فطيرا، إذ كان لم يختمر. لأنهم طردوا من مصر ولم يقدروا أن يتأخروا، فلم يصنعوا لأنفسهم زادا 40 وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت أربع مئة وثلاثين سنة 41 وكان عند نهاية أربع مئة وثلاثين سنة، في ذلك اليوم عينه، أن جميع أجناد الرب خرجت من أرض مصر 42 هي ليلة تحفظ للرب لإخراجه إياهم من أرض مصر. هذه الليلة هي للرب. تحفظ من جميع بني إسرائيل في أجيالهم 43 وقال الرب لموسى وهارون: هذه فريضة الفصح: كل ابن غريب لا يأكل منه ( شو هالبخل ؟) 44 ولكن كل عبد رجل مبتاع بفضة تختنه ثم يأكل منه ( شو قصة الختان هذه مع يهوه ؟! ) 45 النزيل والأجير لا يأكلان منه ( عودة للبخل ) 46 في بيت واحد يؤكل. لا تخرج من اللحم من البيت إلى خارج، وعظما لا تكسروا منه ( حتى العظام كسرها ممنوع !) 47 كل جماعة إسرائيل يصنعونه 48 وإذا نزل عندك نزيل وصنع فصحا للرب، فليختن منه كل ذكر، ثم يتقدم ليصنعه، فيكون كمولود الأرض. وأما كل أغلف فلا يأكل منه ( حتى الضيوف لن يسلموا من الختان ؟ ) 49 تكون شريعة واحدة لمولود الأرض وللنزيل النازل بينكم 50 ففعل جميع بني إسرائيل كما أمر الرب موسى وهارون. هكذا فعلوا 51 وكان في ذلك اليوم عينه أن الرب أخرج بني إسرائيل من أرض مصر بحسب أجنادهم وهكذا خرج العبرانيون من مصر ليلحق ما تبقى من المصريين بهم ليغرقهم يهوه في البحر الأحمر كما أسلفنا.. ولينقضي نسلهم إلى الأبد أو معظمه على الأقل ..فمصريو اليوم ربما بعث بهم إله آخر ! وعلى القارئ أن يصدق أن هذا هو تاريخ بني اسرائيل في مصر .. والمؤسف وربما المفجع أن هناك من يصدقون .. وليس هذا فحسب بل أن من هؤلاء أنبياء أتونا بدين ولوبقليل من الإختلاف ينبغي على أجيالنا أن تتبعه إلى يوم الدين ! إلهي كن في عوننا !! ****** في الإصحاح التاسع يلتقي يهوه نوحا وأولاده ويقدم لهم ميثاقا أبديا : وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا 9 وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم 10 ومع كل ذوات الأنفس الحية التي معكم: الطيور والبهائم وكل وحوش الأرض التي معكم، من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الأرض 11 أقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضا بمياه الطوفان. ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الأرض هذا وعد من يهوه بعدم إحداث طوفان ثانية ، لكن الواقع يقول أن طوفانات كثيرة تحدث وتبيد بشرا كثيرين وإن كانت محدودة . 12 وقال الله: هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم، وبين كل ذوات الأنفس الحية التي معكم إلى أجيال الدهر 13 وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض 14 فيكون متى أنشر سحابا على الأرض، وتظهر القوس في السحاب 15 أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد. فلا تكون أيضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد وهكذا أصبح قوس قزح تذكيرا من يهوه لنا بأنه ما يزال على الميثاق ( الوعد ) الذي قطعه لنوح وأولاده وكل نفس حية.. لكن ما جرى من أهوال للمصريين فيما بعد لم تسلم منها حتى الضفادع ! 16 فمتى كانت القوس في السحاب، أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الأرض للأسف يا يهوه كلامك يناقض أفعالك !! 17 وقال الله لنوح: هذه علامة الميثاق الذي أنا أقمته بيني وبين كل ذي جسد على الأرض 18 وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث. وحام هو أبو كنعان 19 هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح. ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض نسبت البشرية لأبناء نوح الثلاثة الذين لم يثبت لهم ولأبيهم أي وجود تاريخي على الإطلاق . علما أن طوفان نوح يفترض أنه تم تاريخيا حوالي 3000 ق. م. وفي هذا الوقت كانت الحضارات الفرعونية والسومرية وغيرها قائمة أو في بداية تشكلها.وعلى هذا الأساس يكون عمر البشرية حوالي 5000 سنة فقط . فمن يصدق هذا ؟ 20 وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما 21 وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه 22 فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجا 23 فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما ألهذا القدر عورة أبيهم مبجلة .. ألم يدرك نوح حين سكر وتعرى أن أحد أبنائه أو أحفاده قد يراه عاريا ؟ أم أن السكر أنساه ؟ ثم هل يعقل أن ينزل عقاب المشاهدة على الحفيد كنعان ليصير عبدا للأسرة مدى حياته ؟! 24 فلما استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل به ابنه الصغير 25 فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته 26 وقال: مبارك الرب إله سام. وليكن كنعان عبدا لهم 27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبدا لهم 28 وعاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة وخمسين سنة 29 فكانت كل أيام نوح تسع مئة وخمسين سنة، ومات 950سنة ؟ العلم يقول أن معدل عمر الإنسان في ذلك الزمن كان 35 عاما حسب ما يذكر يوسف زيدان في كتابه اللاهوت العربي ! ******* (9) أبناء نوح يتكاثرون ويتحدثون لغة واحدة ! في سفر التكوين العاشر يخبرنا كتبة التوراة أن بني نوح تكاثروا وصاروا قبائل وأمما وتفرقوا في الأرض : 32 هؤلاء قبائل بني نوح حسب مواليدهم بأممهم. ومن هؤلاء تفرقت الأمم في الأرض بعد الطوفان وفي السفر الحادي عشر يخبرونا أن البشرية التي جاءت منهم كانت تتحدث لغة واحدة ،لم يخبرنا الكتبة ما هي : 1 وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة كنا سنصدق هذه الكذبة لو لم يخبرنا الكتبة أن الأحداث تجري في بلاد ما بين النهرين وأن هذه القبائل اكتشفت صناعة اللبن ( الطين المشوي ) وقررت أن تبني بابل ! ففي هذا الوقت كان البابليون يتكلمون اللغة الأكادية ولا يعقل أن تكون البشرية كلها تتكلمها . ففي الوقت نفسه كانت الحضارة الأوغاريتية التي اخترعت الأبجدية وكانت حضارات شعوب المايا في أمريكا الجنوبية ،عدا حضارات الهند والصين .. لقد ألغى كتبة التوراة كل هذه الحضارات ولم يبقوا إلا على أحفاد نوح المزعومين .. يا لمأساة التاريخ حين يقوم على وقائع وأحداث كلها كذب ! 2 وحدث في ارتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك 3 وقال بعضهم لبعض: هلم نصنع لبنا ونشويه شيا. فكان لهم اللبن مكان الحجر، وكان لهم الحمر مكان الطين 4 وقالوا: هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء. ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض ! لقد نسي الكتبة أنهم أخبرونا من قبل أن أحفاد نوح قد تفرقوا في الأرض ! لا نعرف كيف تم بناء المدينة وكم استغرق من الزمن.. لكن الرب يهوه يقرر النزول من سمائه ليتفرج عليها ويتآمر أيضا : 5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما هنا نعرف أن بناء المدينة لم يكتمل بعد ! 6 وقال الرب: هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض لم يعجب يهوه أن البابليين يتكلمون لغة واحدة مما يمكنهم من التفاهم فيما بينهم والتطور بسرعة ، فقرر أن يفرق ( يبلبل) لغتهم ، ويجعلهم يتحدثون أكثر من لغة حتى يسوء التفاهم بينهم . 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض، فكفوا عن بنيان المدينة 9 لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض. ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض لقد سبق للرب وأن وعد بأنه سيتوقف عن إنزال النكبات بالإنسان فلماذا عاد إلى تآمره .ولو أخذنا هذا الكلام على محمل الجد ، سنكتشف أن أصل بلاء البشرية بتعدد اللغات هو يهوه ! ولولا هذا البلاء الذي أنزله يهوه بالبابليين لكانت البشرية تتكلم الآن لغة واحدة ولما أمضت عمرها في تعلم لغات بعضها .. سنورد ما ذكر في الموسوعة الحرة عن بابل لنرى مدى الزيف في ما دونه كتبة التوراة : منظر مدينة بابل الأثرية: بوابة عشتار لمدينة بابل القديمة، محفوظة في متحف برلين بابل (باليونانية Β-;-α-;-β-;-υ-;-λ-;-ώ-;-ν-;-، اللاتينية Babylon، بالآرامية: ܒ-;-ܒ-;-ܠ-;-). هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين أيام حكم حمورابي حيث كان البابليون يحكمون أقاليم ما بين النهرين وحكمت سلالة البابليين الأولى تحت حكم حمورابي (1792-1750) قبل الميلاد في معظم مقاطعات ما بين النهرين، وأصبحت بابل العاصمة التي تقع علي نهر الفرات. التي اشتهرت بحضارتها. وبلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي عرفت (بالسلالة الآمورية(العمورية)) 11 ملكا حكموا ثلاثة قرون(1894 ق.م. -1594 ق. م.). في هذه الفترة بلغت حضارة المملكة البابلية أوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلها، حيث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لا مثيل لها في تاريخ المنطقة. وكانت الإدارة مركزية والبلاد تحكم بقانون موحد، سُنة الملك حمورابي لجميع شعوبها.وقد دمرها الحيثيون عام 1595 ق.م. حكمها الكاشانيون عام 1517 ق.م. وظلت منتعشة ما بين عامي 626 و539 ق.م. و خصوصا ايام حكم الملك الكلداني نبوخذ نصر حيث قامت الإمبراطورية البابلية وكانت تضم من البحر الأبيض المتوسط وحتى الخليج العربي. استولي عليها قورش الفارسي سنة 539 ق.م وقتل اخر ملوكها بلشاصر. وكانت مبانيها من الطوب الأحمر. واشتهرت بالبنايات البرجية (الزيجورات). وكان بها معبد إيزاجيلا للإله الأكبر مردوخ (مردوك).والآن أصبحت أطلالا. عثر بها علي باب عشتار وشارع مزين بنقوش الثيران والتنين والأسود الملونة فوق القرميد الأزرق. ليلاحظ القارىء أن إله البابليين كان مردوخ وليس يهوه التوراتي . ******* في الفصل الثاني عشر من سفر التكوين نصل إلى أبرام ( ابراهيم ) الذي يعتبره العرب بما فيهم اليهود جدهم ومؤسس دياناتهم التي ما نزال نعبدها : 1 وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك 2 فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة 3 وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض 4 فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط. وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران فأخذ أبرام ساراي امرأته، ولوطا ابن أخيه، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران. وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى أرض كنعان 6 واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض 7 وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له لا نعرف كيف ظهر الرب لإبراهيم . لكنه ظهر ومنحه أرض الكنعانيين الذين يفترض أنهم من أحفاد نوح أيضا كما هو ابراهيم ، الإختلاف في أن كنعان من نسل حام بينما ابراهيم من نسل سام فأخذ أبرام ساراي امرأته، ولوطا ابن أخيه، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران. وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى أرض كنعان 6 واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض 7 وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له ( ومن هنا جاءتنا المصائب التي ما نزال نعيش تحت وطأتها بعد أن استغلتها الحركة الصهيونية لتبني وطنا قوميا لليهود في فلسطين . وفلسطين الكنعانية كما يعرفها كتبة التوراة في الفصل العاشر ،هي : /10 /19وكانت تخوم الكنعاني من صيدون، حينما تجيء نحو جرار إلى غزة، وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم إلى لاشع غير أن قحطا حل بالبلاد ، وحدث جوع ، فاضطر ابرام أن يهاجر إلى مصر . 10 وحدث جوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديدا وخاف ابراهيم على نفسه وعلى زوجته سارة من المصريين لأنها كانت جميلة ، فقرر أن يقول أنها أخته حتى إذا طمع فيها مصري يزوجه لها !! 11 وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر 12 فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته. فيقتلونني ويستبقونك 13 قولي إنك أختي، ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك 14 فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا 15 ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون 16 فصنع إلى أبرام خيرا بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال ويبدو أن يهوه غار على سارة بعد أن ضمها الفرعون إلى نسائه ، فأنزل به المصائب دون أن يخبرنا الكتبة ما هي : 17 فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام 18 فدعا فرعون أبرام وقال: ما هذا الذي صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك 19 لماذا قلت: هي أختي ، حتى أخذتها لي لتكون زوجتي ؟ والآن هوذا امرأتك خذها واذهب تبدو شهامة الفرعون جلية هنا فلو علم من قبل أنها زوجة ابراهيم لما تزوجها ،وها هو يعيدها إليه مع غنائم ورجال يحمونهما إلى أن يخرجا وحاشيتهما من مصر . 20 فأوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه وامرأته وكل ما كان له 1/13فصعد أبرام من مصر هو وامرأته وكل ما كان له، ولوط معه إلى الجنوب 2 وكان أبرام غنيا جدا في المواشي والفضة والذهب وبهذا يكون قد تم أول دخول وخروج من مصر حسب التوراة . *********** (10) اقتتال الرعاة وافتراق ابراهيم ولوط . اقتتل رعاة ابراهيم ولوط في أرض كنعان .. فافترقا : تكوين (13) 5 ولوط السائر مع أبرام، كان له أيضا غنم وبقر وخيام 6 ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا، إذ كانت أملاكهما كثيرة، فلم يقدرا أن يسكنا معا 7 فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط. وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض 8 فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان 9 أليست كل الأرض أمامك ؟ اعتزل عني. إن ذهبت شمالا فأنا يمينا، وإن يمينا فأنا شمالا 10 فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي، قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة، كجنة الرب، كأرض مصر. حينما تجيء إلى صوغر 11 فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن، وارتحل لوط شرقا. فاعتزل الواحد عن الآخر 12 أبرام سكن في أرض كنعان، ولوط سكن في مدن الدائرة، ونقل خيامه إلى سدوم 13 وكان أهل سدوم أشرارا وخطاة لدى الرب جدا 14 وقال الرب لأبرام، بعد اعتزال لوط عنه: ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ترى ماذا يمكن أن يرى ابراهيم من مكانه في بيت إيل ( شمال القدس .. وبيت إيل تعني بيت الإله إيل ) .. مساحة محدودة من الأرض ! 15 لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد إذن الوعد هنا يتعلق فقط لما يستطيع ابراهيم أن يراه بعينيه من الأرض الكنعانية ،وليس الأرض الكنعانية كلها ، وبالتأكيد ليست الأرض الواقعة ما بين النيل والفرات كما راحت اسرائيل تحلم ! على أية حال هذا الوعد يأتي لاحقا ..فيهوه لن يخسر شيئا طالما لديه جنة في السماء ! 16 وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إذا استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد كتراب الأرض؟ هل يعقل هذا ، كم مرة سيكثر يهوه نسل نوح ؟ 17 قم امش في الأرض طولها وعرضها، لأني لك أعطيها الآن سيمشي ابراهيم في أرض حبرون ( الخليل ) طولا وعرضا لتصبح الأرض له بمنحة يهوائية أيضا. طيب ما يرفعه لعنده في الجنة ويخلصنا طالما يحبه إلى هذا الحد ؟! 18 فنقل أبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، وبنى هناك مذبحا للرب. تحدث حرب بين ممالك المنطقة .. تنهب سدوم وعمورة ويؤسر لوط: 11 فأخذوا جميع أملاك سدوم وعمورة وجميع أطعمتهم ومضوا 12 وأخذوا لوطا ابن أخي أبرام وأملاكه ومضوا، إذ كان ساكنا في سدوم ( يلاحظ أن لوطا يذكر أحيانا أخ لإبراهيم وأحيانا ابن أخ ) 11/ 27وهذه مواليد تارح: ولد تارح أبرام وناحور وهاران. وولد هاران لوطا حسب هذا المزمور لوط هو ابن هاران أخ ابراهيم . ولا نعرف لماذا يركز الكتبة على ابراهيم ولوط دون غيرهما من العائلة الحميدة !! 15 وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق 16 واسترجع كل الأملاك ، واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه، والنساء أيضا والشعب 17 فخرج ملك سدوم لاستقباله، بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه إلى عمق شوى، الذي هو عمق الملك 18 وملكي صادق، ملك شاليم، أخرج خبزا وخمرا. وكان كاهنا لله العلي 19 وباركه وقال: مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض ****** في الإصحاح 15 يظهر الرب لإبراهيم في المنام ويذكره الآخربأنه عقيم فمن سيرث أملاكه ؟ يعده يهوه بأن نسله سيكون أكثر من النجوم وليس أكثر من تراب الأرض كما وعده في السابق . 5 ثم أخرجه إلى خارج وقال: انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها. وقال له: هكذا يكون نسل. ويطلب يهوه قربانا من ابراهيم : 9 فقال له: خذ لي عجلة ثلاثية، وعنزة ثلاثية، وكبشا ثلاثيا، ويمامة وحمامة 10 فأخذ هذه كلها وشقها من الوسط، وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه. وأما الطير فلم يشقه 11 فنزلت الجوارح على الجثث، وكان أبرام يزجرها وتنبأ يهوه بهجرة العبرانيين إلى مصر وتغربهم فيها ل 400 سنة .. بعد أن أنزل عليه سباتا. 11 فنزلت الجوارح على الجثث، وكان أبرام يزجرها 12 ولما صارت الشمس إلى المغيب، وقع على أبرام سبات، وإذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه 13 فقال لأبرام: اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا في أرض ليست لهم، ويستعبدون لهم. فيذلونهم أربع مئة سنة 14 ثم الأمة التي يستعبدون لها أنا أدينها، وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة ويتنبأ لإبراهيم بموته : 15 وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة وهنا يقطع لإبراهيم وعدا جديدا بأرض من النيل إلى الفرات: 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات ! ****** في الفصل السادس عشر تدفع سارة ( العاقر ) جاريتها المصرية هاجر إلى ابراهيم ليتزوجها . وحين تحمل الجارية تبدو مفتخرة بحملها أمام سيدتها العاقر ،مما يدفع الأخيرة إلى طردها من البيت فيظهر لها ملاك يتبين أنه الرب إيل ( الكنعاني ) ، يطلب إليها العودة إلى بيت سيدتها ويعدها بنسل كثير . تعود لتلد اسماعيل بعد فترة حسبما أنبأها إيل . و إسماعيل تعني (سمع الإله إيل ) أو استماع إيل . لأنه استمع إلى شكوى هاجر . وحسب تفسير الكنيسة ( الله سمع ) وأنا أفضل ( سمع الله ) 13 فدعت اسم الرب الذي تكلم معها: أنت إيل رئي. لأنها قالت: أههنا أيضا رأيت بعد رؤية ( إيل رئي ) ( الله الذي رأيت ، أو رؤية الله ) القس انطونيوس فكري يفسرها ( إله الرؤيا ) ***** في الإصحاح السابع عشر يظهر يهوه لإبراهيم ويخبره أنه الله القدير ،ويعده بإكثار نسله كما في كل مرة ، ويغير اسمه من أبرام إلى ابراهيم : 4 أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أبا لجمهور من الأمم 5 فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبراهيم، لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم 6 وأثمرك كثيرا جدا، وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون 7 وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم، عهدا أبديا، لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك 8 وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم يبدو أن أرض كنعان أصبحت الكرة الأرضية كلها ، ففي كل وعد تختلف الأرض . ويطالب ابراهيم ونسله بالوفاء الأبدي ويفرض عليهم الختان الذي ما زال اليهود والمسلمون يقومون به بينما رفضه المسيحيون . ملكا أبديا. وأكون إلههم 9 وقال الله لإبراهيم : وأما أنت فتحفظ عهدي، أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم 10 هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، وبين نسلك من بعدك: يختن منكم كل ذكر 11 فتختنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم ! إذن الختان هو وفاء بالعهد المقطوع ليهوه ! وقوس قزح هو وفاء بعهد يهوه لشعبه كما مر معنا . ******* (11) الزواج من هاجر وولادة اسماعيل ! تكوين (13) 5 ولوط السائر مع أبرام، كان له أيضا غنم وبقر وخيام 6 ولم تحتملهما الأرض أن يسكنا معا، إذ كانت أملاكهما كثيرة، فلم يقدرا أن يسكنا معا 7 فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط. وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض 8 فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان 9 أليست كل الأرض أمامك ؟ اعتزل عني. إن ذهبت شمالا فأنا يمينا، وإن يمينا فأنا شمالا 10 فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي، قبلما أخرب الرب سدوم وعمورة، كجنة الرب، كأرض مصر. حينما تجيء إلى صوغر 11 فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن، وارتحل لوط شرقا. فاعتزل الواحد عن الآخر 12 أبرام سكن في أرض كنعان، ولوط سكن في مدن الدائرة، ونقل خيامه إلى سدوم 13 وكان أهل سدوم أشرارا وخطاة لدى الرب جدا 14 وقال الرب لأبرام، بعد اعتزال لوط عنه: ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ترى ماذا يمكن أن يرى ابراهيم من مكانه في بيت إيل ( شمال القدس .. وبيت إيل تعني بيت الإله إيل ) .. مساحة محدودة من الأرض ! 15 لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد إذن الوعد هنا يتعلق فقط لما يستطيع ابراهيم أن يراه بعينيه من الأرض الكنعانية ،وليس الأرض الكنعانية كلها ، وبالتأكيد ليست الأرض الواقعة ما بين النيل والفرات كما راحت اسرائيل تحلم ! على أية حال هذا الوعد يأتي لاحقا ..فيهوه لن يخسر شيئا طالما لديه جنة في السماء ! 16 وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إذا استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد كتراب الأرض؟ هل يعقل هذا ، كم مرة سيكثر يهوه نسل نوح ؟ 17 قم امش في الأرض طولها وعرضها، لأني لك أعطيها الآن سيمشي ابراهيم في أرض حبرون ( الخليل ) طولا وعرضا لتصبح الأرض له بمنحة يهوائية أيضا. طيب ما يرفعه لعنده في الجنة ويخلصنا طالما يحبه إلى هذا الحد ؟! 18 فنقل أبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، وبنى هناك مذبحا للرب. تحدث حرب بين ممالك المنطقة .. تنهب سدوم وعمورة ويؤسر لوط: 11 فأخذوا جميع أملاك سدوم وعمورة وجميع أطعمتهم ومضوا 12 وأخذوا لوطا ابن أخي أبرام وأملاكه ومضوا، إذ كان ساكنا في سدوم ( يلاحظ أن لوطا يذكر أحيانا أخ لإبراهيم وأحيانا ابن أخ ) 11/ 27وهذه مواليد تارح: ولد تارح أبرام وناحور وهاران. وولد هاران لوطا حسب هذا المزمور لوط هو ابن هاران أخ ابراهيم . ولا نعرف لماذا يركز الكتبة على ابراهيم ولوط دون غيرهما من العائلة الحميدة !! 15 وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق 16 واسترجع كل الأملاك ، واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه، والنساء أيضا والشعب 17 فخرج ملك سدوم لاستقباله، بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه إلى عمق شوى، الذي هو عمق الملك 18 وملكي صادق، ملك شاليم، أخرج خبزا وخمرا. وكان كاهنا لله العلي 19 وباركه وقال: مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض ****** في الإصحاح 15 يظهر الرب لإبراهيم في المنام ويذكره الآخربأنه عقيم فمن سيرث أملاكه ؟ يعده يهوه بأن نسله سيكون أكثر من النجوم وليس أكثر من تراب الأرض كما وعده في السابق . 5 ثم أخرجه إلى خارج وقال: انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها. وقال له: هكذا يكون نسل. ويطلب يهوه قربانا من ابراهيم : 9 فقال له: خذ لي عجلة ثلاثية، وعنزة ثلاثية، وكبشا ثلاثيا، ويمامة وحمامة 10 فأخذ هذه كلها وشقها من الوسط، وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه. وأما الطير فلم يشقه 11 فنزلت الجوارح على الجثث، وكان أبرام يزجرها وتنبأ يهوه بهجرة العبرانيين إلى مصر وتغربهم فيها ل 400 سنة .. بعد أن أنزل عليه سباتا. 11 فنزلت الجوارح على الجثث، وكان أبرام يزجرها 12 ولما صارت الشمس إلى المغيب، وقع على أبرام سبات، وإذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه 13 فقال لأبرام: اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا في أرض ليست لهم، ويستعبدون لهم. فيذلونهم أربع مئة سنة 14 ثم الأمة التي يستعبدون لها أنا أدينها، وبعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة ويتنبأ لإبراهيم بموته : 15 وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة وهنا يقطع لإبراهيم وعدا جديدا بأرض من النيل إلى الفرات: 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات ! ****** في الفصل السادس عشر تدفع سارة ( العاقر ) جاريتها المصرية هاجر إلى ابراهيم ليتزوجها . وحين تحمل الجارية تبدو مفتخرة بحملها أمام سيدتها العاقر ،مما يدفع الأخيرة إلى طردها من البيت فيظهر لها ملاك يتبين أنه الرب إيل ( الكنعاني ) ، يطلب إليها العودة إلى بيت سيدتها ويعدها بنسل كثير . تعود لتلد اسماعيل بعد فترة حسبما أنبأها إيل . و إسماعيل تعني (سمع الإله إيل ) أو السميع إيل . لأنه استمع إلى شكوى هاجر . وحسب تفسير الكنيسة ( الله سمع ) وأنا أفضل ( الله السميع ) 13 فدعت اسم الرب الذي تكلم معها: أنت إيل رئي. لأنها قالت: أههنا أيضا رأيت بعد رؤية ( إيل رئي ) ( الله الرائي، أو رؤية الله ويمكن أن تكون الله البصير ) القس انطونيوس فكري يفسرها ( إله الرؤيا ) أي إله الحلم ! ***** في الإصحاح السابع عشر يظهر يهوه لإبراهيم ويخبره أنه الله القدير ،ويعده بإكثار نسله كما في كل مرة ، ويغير اسمه من أبرام إلى ابراهيم : 4 أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أبا لجمهور من الأمم 5 فلا يدعى اسمك بعد أبرام بل يكون اسمك إبراهيم، لأني أجعلك أبا لجمهور من الأمم 6 وأثمرك كثيرا جدا، وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون 7 وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم، عهدا أبديا، لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك 8 وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم يبدو أن أرض كنعان أصبحت الكرة الأرضية كلها ، ففي كل وعد تختلف الأرض . ويطالب ابراهيم ونسله بالوفاء الأبدي ويفرض عليهم الختان الذي ما زال اليهود والمسلمون يقومون به بينما رفضه المسيحيون . ملكا أبديا. وأكون إلههم 9 وقال الله لإبراهيم : وأما أنت فتحفظ عهدي، أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم 10 هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، وبين نسلك من بعدك: يختن منكم كل ذكر 11 فتختنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم ! إذن الختان هو وفاء بالعهد المقطوع ليهوه ! وقوس قزح هو وفاء بعهد يهوه لشعبه كما مر معنا . ******* (12) اعجازات الألوهة الذكورية في ولادة الأنبياء والآلهة ! (يهوه ) يظهر في ثلاثة رجال ويعد العجوزالعاقر سارة بالإنجاب !
في الفصل الثامن عشر من سفر التكوين يظهر يهوه لإبراهيم وسارة في ثلاثة رجال مرة واحده في محاولة منه لإظهار مدى قدراته الخارقة ، حيث يظهر تارة في شعلة نار وتارة في عمود دخان وتارة في صوت الرعد وتارة في شخص رجل وتارة يحبل الأبكار دون زواج .. والحق أن كل هذه الظهورات ليست إلا محاولة العقل البشري في تكوين مفاهيم للألوهة ومحاولة الذكورة استلابها من الأنوثة .. هذه التحولات التي بدأت من أقدم العصور في ايجاد آلهة لكل شيء حتى للريح والأنهار والأمطار والخصب والخمر والحب ومرت بالشمس والقمر والزهرة وبالأب والإبن والروح القدس، لتنتهي إلى المفهوم الإسلامي الذي لم يلد ولم يولد والقادر على كل شيء بما في ذلك الأهم في عملية الخلق وهي أن المرأة لا يمكن أن تحبل دون قدرته حتى لو واقعها رجل ولم تكن عاقرا ،وحتى لو كانت عاقرا ،وحتى لوكانت عذراء ولم يضاجعها رجل .. كل هذه المفاهيم كانت ما تزال تتشكل في العقل البشري الشرقي ،ولم يكن مفهوم التوحيد التوراتي قد توضح بعد . وقد تطرقنا في بحثنا ( تحولات الألوهة من الأنوثة إلى الذكورة ) إلى أهم هذه التحولات في تصورات وتطورات العقل البشري لمفهوم الألوهة التي أصبحت ذكورية بالمطلق . وغابت المرأة تماما من فضاء الألوهية بعد انتصار الذكر على الأنثى أو الرجل على المرأة ولوبالمتخيل الكلامي الديني. ظهور يهوة في ثلاثة رجال يوحي لنا أيضا بمفهوم الأب والابن والروح القدس الذي لم يكن قد تبلور بعد في العقل العربي . ووعده لابراهيم بأن العجوز سارة العاقر ستحبل وتنجب يذكرنا بحمل مريم العذراء بقدرة إلهية لاحقا ودون مضاجعة رجل ،وهي آخر ما تجلى فيه الخيال الشرقي لمفهوم الإله ،ليقول أنه القادر على كل شيء ،وأن دور الرجل في الحمل مسألة ثانوية وليست اساسية . فقدرة الله هي الأول والآخر وكل شيئ في عملية الخلق ،وأنه لن يتم حتى لو تمت آلاف المضاجعات من الرجل . غير أن النص القرآني يضعنا في مشكلة حين يتطرق إلى مريمين إحداهما ابنة عمران وأخت هارون أي أنها شقيقة للنبي موسى حسب القرآن ، ومريم التي كان يرعاها زكريا الذي بلغ من الكبر عتيا.. وهي التي ستلد عيسى ابن مريم ، مع ان الفارق الزمني بين زمن موسى والمسيح ومريم قد يتجاوز الألف وأربعمائة عام . فهل كل هذا مجرد تشابه في الأسماء؟! وقد جاء في الموسوعة الحرة عن نسب موسى وهارون أن لهما أختا اسمها مريم وحسب القرآن كان زكريا يرعى مريم : آل عمران 37 فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ وعن مريم أخت موسى وهارون جاء :
(اشتهر من آل موسى عدد من الشخصيات الكتابية الأخرى مثل مريم أخته الكبرى، وصفورة زوجته الأولى ابنة كاهن مديان، وجرشوم بكره. بكل الأحوال، فإن موسى ترك خلافته في قيادة بني إسرائيل إلى يشوع بن نون بناءً على أمر إلهي.[تث 9:34][8]) وإذا ما انتقلنا إلى سورة مريم نجدها تبدأ النص عن زكريا وأن يهوه وعده بغلام ( يحيى ) رغم أن امرأته عاقر : كهيعص ﴿-;-١-;-﴾-;- ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا ﴿-;-٢-;-﴾-;- إِذ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا ﴿-;-٣-;-﴾-;- قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿-;-٤-;-﴾-;- وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا ﴿-;-٥-;-﴾-;- يَرِثُني وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقوبَ وَاجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا﴿-;-٦-;-﴾-;- يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا ﴿-;-٧-;-﴾-;- قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا ﴿-;-٨-;-﴾-;- ينتقل النص إلى مريم من الآية 15: ﴿-;-١-;-٥-;-﴾-;- وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا ﴿-;-١-;-٦-;-﴾-;- فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا ﴿-;-١-;-٧-;-﴾-;- قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿-;-١-;-٨-;-﴾-;- قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا ﴿-;-١-;-٩-;-﴾-;- قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا ﴿-;-٢-;-٠-;-﴾-;- قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا ﴿-;-٢-;-١-;-﴾-;- فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا ﴿-;-٢-;-٢-;-﴾-;-فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا ﴿-;-٢-;-٣-;-﴾-;- فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا ﴿-;-٢-;-٤-;-﴾-;- وَهُزّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿-;-٢-;-٥-;-﴾-;- فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا ﴿-;-٢-;-٦-;-﴾-;-فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا﴿-;-٢-;-٧-;-﴾-;- يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿-;-٢-;-٨-;-﴾-;- لا شك أن ثمة بلاغة لغوية في النص ومع ذلك ثمة ما هو ضعيف تاريخيا ولغويا : ( لاحظ يا أخت هارون التي تضعنا أمام مشكلة تاريخية ، ولاحظ أن مفردة ( بغيا ) تأتي لانسجام القافية دون أن تفيد النص بل تسيء إليه ، فلا يعقل أن تقول عذراء عن نفسها أنها لم تكن عاهرة بعد أن قالت " ولم يمسسني بشر " فعبارة لم يمسسني بشر قاطعة وحاسمة لمسألة الطهر والشرف ، والأمر نفسه يتكرر عن الأم " وما كانت أمك بغيا " عدا تكرار آية مرتين في السورة ، الأولى مع يحيى والثانية مع عيسى " وَسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَموتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيًّا ﴿-;-١-;-٥-;-﴾-;- وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَيَومَ أَموتُ وَيَومَ أُبعَثُ حَيًّا ﴿-;-٣-;-٣-;-﴾-;- كذلك نرى أن (رحمة ) تكتب بالتاء المفتوحة " ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا ﴿-;-٢-;-﴾-;- وهذه مواضيع أخرى غير ما يعنينا هنا . وعود يهوه بالإنجاب الإعجازي يضعنا في حيرة فلا نعرف بالضبط من التي ولدت يحيى ومن التي ولدت عيسى . وهل مريم أم عيسى هي التي كان زكريا يتكفلها أم أنها غيرها ؟ اليهودية والمسيحية تضعانا أمام شخصيات تحمل بعض الإختلاف قد يكون أقرب إلى الصواب : من الموسوعة الميسرة : (كان زكريا من كبار الربانيين الذين كانوا يخدمون الهيكل. وكان عمران -والد مريم- إمامهم ورئيسهم، والكاهن الأكبر فيهم، كما كانت حنَّة زوجته، خالة إليصابات زوجة زكريا.) (استجاب الله لدعاء عمران وحنَّة، بعد أن لبثت حنَّة عاقرا ثلاثين سنة, فحملت ونذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرًا, إلا أنها رزقت بطفلة سمتها مريم, وحملتها وقدمتها إلى بيت المقدس، ودفعتها إلى العبَّاد والربانيين فيه، تنفيذًا لنذرها، وكان هذا من أحكام الشريعة اليهودية.) ( لاحظ أن الحديث دائما عن عاقرات وأن يهوه هو الذي ينعم عليهن بالحمل والإنجاب ، وكل ذلك يأتي في سياق نزع الألوهة من الأنثى وتحميلها للذكر الرجل الإله ) (وتنافسوا في كفالتها، لأنها ابنة رئيسهم وكاهنهم الأكبر, ويعتقد أن عمران أباها قد توفي في هذه الأثناء, وأصرّ زكريا , على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيُّهم يكفل مريم، فلجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا. نشأت مريم نشأة دينية، وتفرغت للعبادة، فكان زكريا يجد عندها رزقاً من رزق الله لم يأتها به، وفي غير وقته، وهذا من إكرام الله لها. عندئذ، وقع حب الذرية في قلب زكريا، وتمنى أن يهبه الله ولداً ذكراً يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب، وخشي أن يتولى أمر الرئاسة الدينية في بني إسرائيل موالي من الجهلة والفساق والمتلاعبين بالدين. هنالك دعا زكريا ربه، بأن يرزقه بغلام، فاستجاب الله له وبشّرته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى، وأنه سيكون من الأنبياء الصالحين. وإنما المحفوظ في بعض ألفاظ الصحيح في حديث الإسراء: "فمررت بابني الخالة يحيى بن زكريا و عيسى بن مريم، وهما ابنا الخالة". فجاء على قول الجمهور كما هو ظاهر الحديث، فإن أم يحيى أشياع بنت عمران، أخت مريم بنت عمران. وقيل: بل أشياع وهي امرأة زكريا أم يحيى، هي أخت حنة امرأة عمران أم مريم، فيكون يحيى ابن خالة مريم، فالله أعلم.) الكاهن في المسيحية (في المسيحية، زكريا هو والد القديس يوحنا المعمدان وليس بنبي بل هو رجل بار وصالح وكاهن من فرقة ابيا سالك في جميع وصايا الرب وأحكامه. فبينما كان يؤدي نوبة فرقته جاءت عليه القرعة جريا على عادات اليهود, ليدخل يبخر هيكل الرب "فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح البخور، فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك: "لا تخف يا زكريا لأن طلباتك قد سمعت وامرأتك إليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا, ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته"[6].) يبدو أن هذه التناقضات ناجمة عن عدم اعتماد مصادر تاريخية للأحداث وتداخلات بين الخيال القديم في الجزيرة العربية واليمن والخيال اللاحق سواء في زمن المسيحية أو زمن الإسلام فيما بعد. وليلاحظ القارىء أن الأبناء الذين يولدون بمعجزات يهووية ( إلهية ) يكونون جميعا إما أنبياء أو صالحين أو حتى آلهة ( المسيح ) بينما لا ينجبن لا إلهات ولا ربات ولا نبيات ولا حتى صالحات .. ليبدو الصراع الأنثوي الذكوري واضحا جدا . ( يعني حرام لاو عمل يهوة معجزة من ولادتي وجعلني نبيا أو إلها ! طيب يا يهوة ! بسيطة !) (13) (يهوه ) يعد سارة بالإنجاب !ويحرق سدوم وعمورة ! وابنتا لوط تنكحان أباهما ! أشرنا في الحلقة السابقة (915) إلى ظهور يهوة في ثلاثة رجال لإبراهيم ويعده كما في ظهورات سابقة بنسل كثير لكنه هذه المرة سيكون من زوجته العاقر سارة وليس من الخادمة المصرية هاجر التي أنجبت اسماعيل . تكوين 13: 1 وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار 2 فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض ( يلاحظ أن ابراهيم سجد للرجال الثلاثة وكأنه عرف أنهم الرب ) 3 وقال: يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك ( يفترض أن ابراهيم هو المتحدث هنا ويخاطب الرجال الثلاثة بصيغة المفرد ( يا سيد ) وكأنه يعرف أنهم يشكلون اقنوما واحدا للرب كما في المسيحية ( الأب والأبن والروح القدس ) ! ثم يعود ليخاطبهم بصيغة الجمع : 4 ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة عجيب ! إذا كان ابراهيم قد عرف أن الرجال هم الرب ، فهل نزلوا دون أن يغسلوا أرجلهم ؟! 5 فآخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون، لأنكم قد مررتم على عبدكم. فقالوا: هكذا تفعل كما تكلمت 6 فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة، وقال: أسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا. اعجني واصنعي خبز ملة 7 ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلا رخصا وجيدا وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله 8 ثم أخذ زبدا ولبنا، والعجل الذي عمله، ووضعها قدامهم. وإذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة أكلوا 9 وقالوا له: أين سارة امرأتك ؟ فقال: ها هي في الخيمة لا نعرف ما إذا كان الرجال الثلاثة قد تحدثوا معا ( وقالوا ) ثم يعود الحديث بصيغة المفرد ليبدو واضحا أن يهوه هو المتحدث بإطلاقه نبوءته الألوهية : 10 فقال: إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه 11 وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء 12 فضحكت سارة في باطنها قائلة: أبعد فنائي يكون لي تنعم، وسيدي قد شاخ 13 فقال الرب لإبراهيم : لماذا ضحكت سارة قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت 14 هل يستحيل على الرب شيء ؟ في الميعاد أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن لم يعجب يهوه ضحك سارة وكان يجب أن يذكر بقدراته الخارقة وأنه لا يستحيل عليه أي شيء. 15 فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك. لأنها خافت. فقال: لا بل ضحكت رب تزعجه ضحكة ختيارة . حساس جدا ! 16 ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم. وكان إبراهيم ماشيا معهم ليشيعهم 17 فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله 18 وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض إلى من يتحدث يهوه هنا؟ للرجلين اللذين معه أم إلى ابراهيم أم مع نفسه ؟ 19 لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب، ليعملوا برا وعدلا، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به 20 وقال الرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت جدا 21 أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إلي، وإلا فأعلم 22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم، وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب ضعنا ! هل أصبح الرب غير الرجال الثلاثة ؟ ليبدأ ابراهيم حوارا معه حول عدله : 23 فتقدم إبراهيم وقال : أفتهلك البار مع الأثيم 24 عسى أن يكون خمسون بارا في المدينة. أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارا الذين فيه 25 حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك أديان كل الأرض لا يصنع عدلا واضح أن ابراهيم يقدم مفهوما عدليا عن الرب رغم أنه تساءل في البداية وأجاب بنفسه عن تساؤله دون أن يسمع إجابة الرب . 26 فقال الرب: إن وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة، فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم تجلى هذا المعنى في القرآن بالقول : ﴿-;-وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) (117) هود وآيات أخر! 27 فأجاب إبراهيم وقال : إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد يقصد ابراهيم أنه لا شيء!ومع ذلك تابع تساؤلاته :
28 ربما نقص الخمسون بارا خمسة. أتهلك كل المدينة بالخمسة ؟ فقال: لا أهلك إن وجدت هناك خمسة وأربعين 29 فعاد يكلمه أيضا وقال: عسى أن يوجد هناك أربعون. فقال: لا أفعل من أجل الأربعين 30 فقال: لايسخط المولى فأتكلم. عسى أن يوجد هناك ثلاثون. فقال: لا أفعل إن وجدت هناك ثلاثين 31 فقال: إني قد شرعت أكلم المولى. عسى أن يوجد هناك عشرون. فقال: لا أهلك من أجل العشرين 32 فقال: لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط. عسى أن يوجد هناك عشرة. فقال: لا أهلك من أجل العشرة ترى حين قام يهوه بطوفان نوح ألم يكن هناك عشرة مؤمنين يشفعون للبشرية ؟! 33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم، ورجع إبراهيم إلى مكانه ****** في الإصحاح (19) نعرف أن الذين انصرفوا إلى سدوم رجلان فقط وهما هنا ملاكان وليسا رجالا: 1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء، وكان لوط جالسا في باب سدوم. فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض 2 وقال: يا سيدي، ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما، ثم تبكران وتذهبان في طريقكما. فقالا: لا، بل في الساحة نبيت حتى الملاكين في حاجة لغسل أرجلهما كما يهوه من قبل . ويبدو أن الظهور لا يكون تجسيدا ليهوه والملائكة في رجال ، بل هم أنفسهم في شكل رجال ، وإلا لما احتاجوا لغسل أرجلهم . 3 فألح عليهما جدا، فمالا إليه ودخلا بيته، فصنع لهما ضيافة وخبز فطيرا فأكلا 4 وقبلما اضطجعا أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم، من الحدث إلى الشيخ، كل الشعب من أقصاها ( هل يعقل أن يحضر كل الشعب من الحدث إلى الشيخ ليضاجع رجلين ، أم أن كتبة التوراة لا يفكرون بعقولهم ؟) ) لن نتطرق للقصة كما هي في القرآن لأنها معروفة أيضا وسأحاول أن أعود إليها لأرى ما إذا كان هناك اختلاف . 5 فنادوا لوطا وقالوا له: أين الرجلان اللذان دخلا إليك الليلة ؟ أخرجهما إلينا لنعرفهما ( المعرفة هنا تعني المواقعة ،أي المضاجعة ) 6 فخرج إليهم لوط إلى الباب وأغلق الباب وراءه 7 وقال: لا تفعلوا شرا يا إخوتي 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا. أخرجهما إليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم. وأما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا، لأنهما قد دخلا تحت ظل سقفي واضح أن لوطا كنبي غير محترم عند قومه وإلا لسمعوا كلامه .. فأي نبي هذا ؟ ثم هل يعقل أن يكون جميع السكان لوطيين . ولن نتساءل عن لوط نفسه عما إذا كان لوطيا لذلك نسب اللواط إليه مدى الحياة وليس إلى قومه . 9 فقالوا: ابعد إلى هناك. ثم قالوا: جاء هذا الإنسان ليتغرب، وهو يحكم حكما. الآن نفعل بك شرا أكثر منهما. فألحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب 10 فمد الرجلان أيديهما وأدخلا لوطا إليهما إلى البيت وأغلقا الباب 11 وأما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى، من الصغير إلى الكبير، فعجزوا عن أن يجدوا الباب 12 وقال الرجلان للوط: من لك أيضا ههنا ؟ أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة، أخرج من المكان 13 لأننا مهلكان هذا المكان، إذ قد عظم صراخهم أمام الرب، فأرسلنا الرب لنهلكه 14 فخرج لوط وكلم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مهلك المدينة. فكان كمازح في أعين أصهاره 15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة 16 ولما توانى، أمسك الرجلان بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة 17 وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال: اهرب لحياتك. لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة. اهرب إلى الجبل لئلا تهلك لا نعرف ما هي الحكمة من عدم النظر إلى الوراء . 18 فقال لهما لوط: لا يا سيد 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك، وعظمت لطفك الذي صنعت إلي باستبقاء نفسي، وأنا لا أقدر أن أهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فأموت 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها وهي صغيرة. أهرب إلى هناك. أليست هي صغيرة ؟ فتحيا نفسي 21 فقال له: إني قد رفعت وجهك في هذا الأمر أيضا، أن لا أقلب المدينة التي تكلمت عنها ( عاد الحديث بصيغة المفرد ) فقال له : 22 أسرع اهرب إلى هناك لأني لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى تجيء إلى هناك. لذلك دعي اسم المدينة صوغر 23 وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر 24 فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء ( هل هناك رب آخر حتى لا يعود النص إلى الرب بضمير الهاء ،علما أن هذا يتكرر كثيرا في النصوص التوراتية ( فأمطر الرب ........ من عند الرب وليس من عنده ) 25 وقلب تلك المدن، وكل الدائرة، وجميع سكان المدن، ونبات الأرض 26 ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح ما هذه الجريمة الرهيبة بالنظر إلى الوراء التي تستحق عقوبة كهذه ؟ ! 27 وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب 28 وتطلع نحو سدوم وعمورة، ونحو كل أرض الدائرة، ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الأتون 29 وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم، وأرسل لوطا من وسط الانقلاب. حين قلب المدن التي سكن فيها لوط 30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل، وابنتاه معه، لأنه خاف أن يسكن في صوغر. فسكن في المغارة هو وابنتاه 31 وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض 32 هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه، فنحيي من أبينا نسلا 33 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 34 وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة: إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه، فنحيي من أبينا نسلا 35 فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 36 فحبلت ابنتا لوط من أبيهما 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيين إلى اليوم 38 والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون إلى اليوم وبما أن جدي يمكن أن يكون مؤابيا أو عمونيا ( نسبة إلى ربة عمون ،عمان ) فأنا ابن حرام وانسب إلى أجداد أبناء حرام وكذلك قومي . هكذا أراد يهوه بمشيئته أن ننتمي إلى نسل حرام . أي إله أنت يا يهوه ؟ ارحمنا اشوية !! عودة إلى النص القرآني تقو ل بعض المراجع أن قصة لوط يرد ذكرها في أربع عشرة سورة وأن اسم لوط يتردد 27 مرة فيها . والسور هي : سورة الانعام سورة الاعراف سورة هود سورة الحجر سورة الانبياء سورة الحج سورة الشعراء سورة النمل سورة العنكبوت سورة الصفات سورة ص سورة ق سورة القمر سورة التحريم . وبالعودة إلى النصوص وجدنا أن أهمها ما جاء في سورة هود . وقد وردت باختصارمع قصة نزول يهوه إلى ابراهيم وجدله معه حول عدله ، دون أن تتطرق لمضاجعة ابنتي لوط له : وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (76) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) ****** (14) ابراهيم يدع سارة تتزوج من الملك الفلسطيني أبي مالك ! * ابراهيم يصرح أن سارة زوجته هي أخته من أبيه ! * يهوه يشن جام غضبه على أبي مالك بسبب زواجه من سارة ! في الفصل العشرين من سفر التكوين التوراتي نجد مأساة جديدة قام بها ابراهيم أمام الملك الفلسطيني أبي مالك ، فقد أخبره أن سارة هي أخته وليست زوجته كما فعل من قبل أمام فرعون مصر . فما كان من أبي مالك إلا أن تزوجها ، ليصب يهوه جام غضبه عليه ويحرمه من النسل ! : 1 وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب، وسكن بين قادش وشور، وتغرب في جرار 2 وقال إبراهيم عن سارة امرأته: هي أختي. فأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة 3 فجاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل وقال له: ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها، فإنها متزوجة ببعل ( يلاحظ ان النص التوراتي يستخدم مفردة أبيمالك كما ترد هنا في كافة المواضع ) ( فظيع يهوه يهدد ابا مالك بالموت بسبب سارة مع أن لا ذنب له في ما جرى ) 4 ولكن لم يكن أبيمالك قد اقترب إليها، فقال: يا سيد، أأمة بارة تقتل (واضح افتخار أبي مالك بنفسه بقوله أأمة بارة تقتل ،أي أنه يعتبر قتله قتلا لأمته ) 5 ألم يقل هو لي: إنها أختي، وهي أيضا نفسها قالت: هو أخي ؟ بسلامة قلبي ونقاوة يدي فعلت هذا ( يعني أبو مالك أن زواجه من سارة هو تكريم لإبراهيم ،خاصة وأن سارة أصبحت مسنة ولا بد أنها فقدت جمالها ) 6 فقال له الله في الحلم: أنا أيضا علمت أنك بسلامة قلبك فعلت هذا. وأنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ إلي، لذلك لم أدعك تمسها 7 فالآن رد امرأة الرجل، فإنه نبي، فيصلي لأجلك فتحيا. وإن كنت لست تردها، فاعلم أنك موتا تموت، أنت وكل من لك 8 فبكر أبيمالك في الغد ودعا جميع عبيده، وتكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم، فخاف الرجال جدا 9 ثم دعا أبيمالك إبراهيم وقال له: ماذا فعلت بنا ؟ وبماذا أخطأت إليك حتى جلبت علي وعلى مملكتي خطية عظيمة ؟ أعمالا لا تعمل عملت بي ( كلام أبي مالك صحيح وسليم ومحق ) 10 وقال أبيمالك لإبراهيم: ماذا رأيت حتى عملت هذا الشيء 11 فقال إبراهيم: إني قلت: ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلونني لأجل امرأتي ( العلة نفسها التي أبداها أمام فرعون معتبرا أن جميع البشر قتلة وأن العجوز سارة ما تزال معرضة للطمع فيها ) 12 وبالحقيقة أيضا هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة ( إذن كان ابراهيم متزوجا من أخته من أبيه خلاف ما يرد في مصار أخرى منها ما هو اسلامي أنها ابنة عمه وغير ذلك)! 13 وحدث لما أتاهني الله من بيت أبي أني قلت لها: هذا معروفك الذي تصنعين إلي: في كل مكان نأتي إليه قولي عني: هو أخي ( إنها مسألة اتجار بسارة البائسة ) 14 فأخذ أبيمالك غنما وبقرا وعبيدا وإماء وأعطاها لإبراهيم، ورد إليه سارة امرأته ( تماما كما حدث مع فرعون ، فكل ثراء ابراهيم بسبب سارة ،وهو الآن يزداد ثراء ) 15 وقال أبيمالك: هوذا أرضي قدامك. اسكن في ما حسن في عينيك ( كرم ضيافة غير مسبوق من أبي مالك ) 16 وقال لسارة: إني قد أعطيت أخاك ألفا من الفضة. ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك وعند كل واحد، فأنصفت ( وفضة أيضا ) ؟! 17 فصلى إبراهيم إلى الله، فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه فولدن ( تراجع يهوه أخير عن قرارة بعد أن دفع أبو مالك ثمنا باهظا ) 18 لأن الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت أبيمالك بسبب سارة امرأة إبراهيم هذه القصص ( قصص زواج سارة من فرعون وأبي مالك )لا ترد في النصوص القرآنية إطلاقا حسب ما أعرف. وسورة ابراهيم كنبي وأب للأنبياء والأجداد في هذه النصوص مختلفة تماما .. فهو مثال للتقوى والإيمان . ويرد ذكره في 56 آية واسمه يذكر 62 مرة .( حسب الموسوعة الحرة ) ومن الملاحظ أن النصوص القرآنية لا تأخذ بالكثيرمن القصص مما ورد في التوراة والإنجيل ،كقصة أيوب الملحمية التي كتبنا عنها في بحث مقارن بينها وبين فاوست غوته . لكن في قصص الإسلاميين هناك عشرات القصص عن ابراهيم بعضها يتفق مع بعض ما جاء في التوراة وبعضها يختلف . ويعترف المسيحيون بكل هذه القصص الواردة في العهد القديم ( التوراة ) كما يرد في دائرة المعارف الكتابية المسيحية . هناك سورة في القرآن تحمل اسم ابراهيم تتحدث بشكل عام عن جدل الأمم وصراعهم مع الأنبياء بشكل عام ولا تتطرق لإبراهيم بالإسم إلا في سورة واحدة : 35 وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ وكل السور الباقية تتحدث عما كابده الأنبياء مع الأمم: 11 قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ 12 وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ 13 وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظ * وأخيرا تنجب سارة اسحق وهي في التاسعة والثمانين أو التسعين من العمر حسب بعض المصادر ! 1 وافتقد الرب سارة كما قال، وفعل الرب لسارة كما تكلم 2 فحبلت سارة وولدت لإبراهيم ابنا في شيخوخته، في الوقت الذي تكلم الله عنه 3 ودعا إبراهيم اسم ابنه المولود له، الذي ولدته له سارة إسحاق 4 وختن إبراهيم إسحاق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره الله 5 وكان إبراهيم ابن مئة سنة حين ولد له إسحاق ابنه 6 وقالت سارة: قد صنع إلي الله ضحكا. كل من يسمع يضحك لي 7 وقالت: من قال لإبراهيم: سارة ترضع بنين ؟ حتى ولدت ابنا في شيخوخته 8 فكبر الولد وفطم. وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق 9 ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح 10 فقالت لإبراهيم: اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق وهكذا ذهب أبناء الجارية (هاجر) ضحية للعدل ( النقمة ) السارية ( سارة ) فحرمتهم من الإرث ، ليلحق بهم الحرمان حتى من الكرامة فيما بعد . إلى أن جاء الإسلام واستبدل اسحق بإسماعيل ليرفع من شأنه كإسحق . 11 فقبح الكلام جدا في عيني إبراهيم لسبب ابنه 12 فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لأنه بإسحاق يدعى لك نسل يهوه أيضا يتآمر مع سارة على هاجر وإسماعيل ويقرر أن يكون نسل ابراهيم من اسحق ، أي اليهود ! أما الآخرون غير اليهود فسيجعل منهم أمة أيضا : 13 وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك وبهذا يكون يهوة قد قسم العرب إلى قسمين قسم يهودي وقسم غير يهودي ، وبمعنى آخر أبناء الست وأبناء الجارية كما يقول الناس ! 14 فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر، واضعا إياهما على كتفها، والولد، وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع 15 ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار 16 ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس، لأنها قالت: لاأنظر موت الولد. فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت 17 فسمع الله صوت الغلام، ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها: ما لك يا هاجر ؟ لا تخافي، لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو ( يلاحظ هنا استخدام كلمة الله وهي تخالف ما كان يخاطب به يهوه الرب ، مما قد يوحي بأن الله السامع هنا هو ليس يهوه .) 18 قومي احملي الغلام وشدي يدك به، لأني سأجعله أمة عظيمة 19 وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء، فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام 20 وكان الله مع الغلام فكبر، وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوس 21 وسكن في برية فاران ، وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر 22 وحدث في ذلك الزمان أن أبيمالك وفيكول رئيس جيشه كلما إبراهيم قائلين: الله معك في كل ما أنت صانع 23 فالآن احلف لي بالله ههنا أنك لا تغدر بي ولا بنسلي وذريتي، كالمعروف الذي صنعت إليك تصنع إلي وإلى الأرض التي تغربت فيها 24 فقال إبراهيم: أنا أحلف 25 وعاتب إبراهيم أبيمالك لسبب بئر الماء التي اغتصبها عبيد أبيمالك 26 فقال أبيمالك: لم أعلم من فعل هذا الأمر. أنت لم تخبرني، ولا أنا سمعت سوى اليوم 27 فأخذ إبراهيم غنما وبقرا وأعطى أبيمالك، فقطعا كلاهما ميثاقا 28 وأقام إبراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها 29 فقال أبيمالك لإبراهيم: ما هي هذه السبع النعاج التي أقمتها وحدها 30 فقال: إنك سبع نعاج تأخذ من يدي، لكي تكون لي شهادة بأني حفرت هذه البئر 31 لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع، لأنهما هناك حلفا كلاهما 32 فقطعا ميثاقا في بئر سبع، ثم قام أبيمالك وفيكول رئيس جيشه ورجعا إلى أرض الفلسطينيين 33 وغرس إبراهيم أثلا في بئر سبع، ودعا هناك باسم الرب الإله السرمدي ( لاول مره يقال (الرب الإله السرمدي ) فيدمج اسم الإله مع الرب السرمدي ( الدائم إلى الأبد ) 34 وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة *******
(15) يهوه يختبر ابراهيم بأن يقدم اسحق أضحية له ! * الإسلام يستبدل اسحق بإسماعيل ويقدمه أضحية لله ! ويستبدل بئر سبع بمكة ! في الفصل الثاني والعشرين يقرر يهوه أن يمتحن إيمان ابراهيم فيطلب إليه أن يقدم اسحق قربانا له على المحرقة . مرت علاقة الإنسان بالقوى الكامنة وراء الطبيعة وفيها بتحولات كثيرة جدا لنيل رضاها واتقاء غضبها منذ أن بدأت بطقوس السحر ورسم الحيوانات على الكهوف إلى تقديم قرابين من الحيوانات أو من البنات والأبناء عند بعض الشعوب إلى تقديم أسرى الحروب عند بعضها ،إلى تقديم عذرية الفتيات في المعابد ،إلى تضحية الآلهة نفسها بنفسها من أجل البشر( دوموزي ، تموز ، بعل ) ثم بالعودة إلى الحيوانات كما في أضحية ابراهيم هنا ، ومن ثم بالعودة إلى الآلهة المضحية ( المسيح ) لتصبح الأضحية له بالرهبنة والتزام تعاليمه ، ومن ثم العودة إلى تقديم .الأضاحي الحيوانية ( الإسلام ) إضافة إلى العبادات والجهاد( الحرب ) في سبيله ولو أدى ذلك إلى الموت ، فهو أفضل الجهاد ! وقد تطرقنا لكل هذه الطقوس والمفاهيم في مواضيع مختلفة ومقالات متفرقة .وليس هناك أي داع للعودة إلى التطرق إليها بشيء من التفصيل ، ومن يبغي ذلك ما عليه إلا أن يطرح جملة على شبكة النت تتعلق بالموضوع الذي يريده حتى يجد آلاف المواضيع .. وكانت هذه الطقوس تتطور بتطور المفاهيم للوجود والغاية منه والقوى الكامنة وراءه إلى أن انتهت إلى مفاهيم متقاربة نسبيا للألوهة ،وطقوس وتشريعات ثابتة للعبادة . فمعظم المفاهيم انتهت إلى الإله الخالق القائم وراء كل شيء ، واعتبرت ذلك حقيقة مطلقة لا يمكن الجدل حولها. وهنا تكمن مشكلة العقل البشري الذي لم يعرف ولم يدرك حتى الآن أنه ما يزال يعيش في ظل اجتهادات بشرية دينية وفلسفية لم تبلغ حقيقة مطلقة ، فتوقف عند معظم الشعوب عن التفكير في المسألة واستسلم لمعتقده . فإذا ما عدنا إلى قصة ابراهيم نجد أن الله أراد أن يمتحن ولاءه له . ولا شك أن امتحان ابراهيم هنا ، لا يكاد يذكر أمام امتحان أيوب الفظيع فيما بعد : 1 وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم، فقال له: يا إبراهيم. فقال:هأنذا 2 فقال: خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك ( ابنك وحيدك ) ! يهوه ينكر هنا وجود اسماعيل تماما بعد نفيه مع أمه . من الواضح أن البشر يتخبطون حتى الآن في تفكيرهم وبشكل خاص في المعتقدات الإبراهيمية ، فهم حين يقدمون الله على أنه قادر على كل شيء ، نجدهم أحيانا يقدمونه على أنه لا يقدر حتى على أشياء بسيطة كمعرفة مدي إيمان وإخلاص مخلوق له دون تعريضه لإمتحان ، فما بالنا بعدم نصرة أنبيائه في رسالاتهم وفي الحروب في زمن قصير ومحدود؟! ومن الملاحظ هنا أن ابراهيم لا يقدم تقدمة طواعية ليهوة كما فعل قابيل وهابيل ، بل بناء على أمر يهووي غايته الإمتحان بالدرجة الأولى . 3 فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره، وأخذ اثنين من غلمانه معه، وإسحاق ابنه، وشقق حطبا لمحرقة، وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله 4 وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه وأبصر الموضع من بعيد ولماذا أبعد يهوه المكان إلى هذا الحد بحيث اقتضى من ابراهيم مسيرة ثلاثة أيام ! 5 فقال إبراهيم لغلاميه: اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما 6 فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحاق ابنه، وأخذ بيده النار والسكين. فذهبا كلاهما معا 7 وكلم إسحاق إبراهيم أباه وقال: يا أبي. فقال: هأنذا يا ابني. فقال: هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة 8 فقال إبراهيم: الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني. فذهبا كلاهما معا 9 فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله، بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط إسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب 10 ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه 11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال: إبراهيم إبراهيم. فقال: هأنذا 12 فقال: لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا، لأني الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عني وهكذا تأكد ليهوه مدى ايمان ابراهيم . 13 فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه، يقصد أن الكبش مربوط في الغابة بقرنيه حتى لا يتعذب ابراهيم في الإمساك به . فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه 14 فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه. حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يرى 15 ونادى ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء 16 وقال: بذاتي أقسمت ، يقول الرب، أني من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك 17 أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر، ويرث نسلك باب أعدائه كم مرة أعطى يهوة هذا الوعد لإبراهيم ؟ أضاف إليه هنا هزيمة أعداء ابراهيم ونسله ،وإلا كيف سيرثون أبوابهم ؟ 18 ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي النسل سيكون مقدسا بحيث يتبارك به كل من يتقرب إليه ! يبدو أن الوضع في زمننا هو فعلا هكذا ، فالجميع يتباركون بإسرائيل . المؤسف أن لا أحد يتبارك بالعرب والمسلمين مع أنهم من نسل ابراهيم أيضا وإن كانوا أبناء جارية ! 19 ثم رجع إبراهيم إلى غلاميه، فقاموا وذهبوا معا إلى بئر سبع. وسكن إبراهيم في بئر سبع 20 وحدث بعد هذه الأمور أن إبراهيم أخبر وقيل له: هوذا ملكة قد ولدت هي أيضا بنين لناحور أخيك 21 عوصا بكره، وبوزا أخاه، وقموئيل أبا أرام 22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل 23 وولد بتوئيل رفقة. هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور أخي إبراهيم 24 وأما سريته، واسمها رؤومة، فولدت هي أيضا: طابح وجاحم وتاحش ومعكة لماذا لم يأخذ ناحور دورا مهما على المسرح حتى الآن ؟! ****** التضحية بإسماعيل حسب القرآن : لا يمكننا الجزم ما إذا كان الإسلام يعود إلى أصل القصة حسب المصادر التي تقول أن التوراة نشأت في جنوب الجزيرة العربية ، أم أن الإسلام غار على هاجر وإسماعيل وأعاد لهما بعض الإعتبار بجعل اسماعيل لا يختلف عن اسحق في شيء ، غير أن هذا الإعتبار لا يكاد يذكر أمام نسل اسحق الذي جاء منه أشهر الأنبياء كيعقوب ويوسف وغيرهما .. أما اسماعيل فقد اختلف على نسب النبي محمد إليه بعد عدنان رغم إجماع المسلمين على النسب. فقد جاء في الموسوعة الحرة : من المؤكد في جميع كتب التاريخ الإسلامي ثبوت نسب رسول الله إلى إسماعيل بن إبراهيم ولكن اختلف في نسبه من بعد عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم . ونسبه حتى عدنان هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وفي منتديات حراس العقيدة نجد طعنا في ما ذكره ابن هشام عن نسب الرسول إلى اسماعيل : قال ابو محمد عبد الملك بن هشام :
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب "عبد المطلب شيبة " بن هاشم " هاشم عمرو " بن عبد مناف " عبد مناف المغيرة " بن قصي " قصى زيد " بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر "وهو الملقب بقريش واليه تنتسب القبيلة " بن مالك بن النضر " قيس " بن كنانة بن خزيمة بن مدركة " مدركة عامر " بن الياس بن مضر بن نزار بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوّم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن اسماعيل بن ابراهيم خليل الرحمن بن تارح " آزر " بن ناحور إبن ساروغ إبن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ " وهو ادريس النبى (ص) فيما يزعمون " بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن آدم عليه السلام
المصدر كتاب تهذيب سيرة إبن هشام (ص 17)
وقال ابن هشام فى كتابه ( ص 18( ..وتارك ذكر غيرهم من ولد اسماعيل على هذه الجهة . للإختصار . الى حديث سيرة رسول الله (ص) وتارك بعض ماذكره ابن اسحاق فى هذا الكتاب مما ليس لرسول الله (ص) فيه ذكر ولا نزل فيه من القرءان شئ وليس سببا لشئ من هذا الكتاب ولا تفسيرا له ولا شاهدا عليه لما ذكرت من الاختصار واشعارا ذكرها لم ار احدا من اهل العلم بالشعر يعرفها وأشياء بعضها يشنع الحديث به وبعض يسوء بعض الناس ذكره وبعض لم يقرأ لنا البكائى {1} بروايته ومستنقص ان شاء الله تعالى ما سوى ذالك منه بمبلغ الرواية له والعلم به
{1} هو شيخ إبن هشام وتلميذ إبن اسحاق وفي النص القرآني لم يتوضح المقدم للذبح اسحق أم اسماعيل غير أن المسلمين في رواياتهم اعتبروه اسماعيل : فاليهود و النصارى يقولون بأنه إسحاق و المسلمون يرون (بناءً على الروايات) أنه إسماعيل : سورة الصافات : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) ولا ننسى أن هاجر وإسماعيل لم يذهبا إلى بئر سبع بعد أن طردهما ابراهيم حسب التوراة ، بل إلى مكة ، وهناك تفجرت بئر زمزم لهاجر وإسماعيل : جاء في الموسوعة الميسرة : قصة البئر في الرواية الإسلامية كما وردت عن النبي محمد في صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء. هي أنه لما قدم النبي إبراهيم إلى مكة مع زوجته هاجر وابنهما إسماعيل وأنزلهما موضعا قرب الكعبة التي لم تكن قائمة آنذاك ومن ثم تركهما لوحدهما في ذلك المكان ولم يكن مع هاجر سوى قربة ماء صغيرة مصنوعة من الجلد سرعان ما نفدت وودعهما إبراهيم وغادر ولم يلتفت إلى هاجر رغم نداءاتها المتكررة لكنه أخبرها أنما فعله هو بأمر الله فرضيت وقرت ومضى إبراهيم حتى جاوزهم مسافة وأدرك أنهم لا يبصرونه دعا ربه بقوله: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ، )سورة إبراهيم: آية 37(. بعدما نفد الماء استهل الطفل بالبكاء ولم تكن أمه تطيق رؤيته يبكي فصدت عنه كي لا تسمع بكائه، وذهبت تسير طلبا للماء فصعدت جبل الصفا ثم جبل المروة، ثم الصفا ثم المروة وفعلت ذلك سبع مرات تماما كما السعي الذي شرع من بعدها، فلما وصلت المروة في المرة الأخيرة سمعت صوتا فقالت أغث إن كان عندك خير، فقام صاحب الصوت وهو جبريل بضرب موضع البئر بعقب قدمه فانفجرت المياه من باطن الأرض ودنت هاجر تحيط الرمال وتكومها لتحفظ الماء وكانت تقول وهي تحثو الرمال زم زم، زم زم، أي تجمع باللغة السريانية، وهو ما يعود إليه السبب في التسمية. (16) موت سارة وزواج اسحق من رفقة وابراهيم من قطورة ! *بداية الصراع الفلسطيني الإسرائلي وقيام اوسلو الأولى تاريخيا ! * موت ابراهيم عن عمر ناهز 175 عاما ! في الفصل الثالث والعشرين تموت سارة عن عمر127عاما وهو عمر مبالغ جدا فيه كما الأعمار كلها في التوراة ، فمعدل عمر الإنسان كما أسلفنا كان أقل من ذلك بكثير ولا يتجاوز الخمسين عاما في أحسن أحواله غير أن خيال كتبة التوراة يصر على المبالغة والإغراق في الخيال غير الواقعي وغير التاريخي في كل شيء ، ليميز بني اسرائيل عن سائر البشر . تدفن سارة في مغارة المكفيلة في الحقل الذي ابتاعه ابراهيم من عفرون الحثي في حبرون ( الخليل ) ب أربعمئة شاقل فضة . في الفصل الرابع والعشرين يرسل ابراهيم عبده ليأتي بزوجة لإسحق من بلاده آرام لرفضه أن يتزوج اسحق من بنات الكنعانيين .. يذهب العبد مع قافلة من الجمال والعبيد والجواهر ويأتي برفقة حفيدة أخ ابراهيم ناحور.. ويتزوج اسحق منها.. في الفصل الخامس والعشرين يتزوج ابراهيم من قطورة بعد ان تجاوز المئة وأربعين حسب التوراة .. فتنجب له ذرية .. ثم يقوم بطرد السراري إلى الشرق : 1 وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً اسْمُهَا قَطُورَةُ، 5 وَأَعْطَى إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. 6 وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. يموت ابراهيم بعد ذلك ويدفن إلى جانب سارة في مغارة المكفيلة :
7 وَهذِهِ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي عَاشَهَا: مِئَةٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. 8 وَأَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا، وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 9 وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي أَمَامَ مَمْرَا، 10 الْحَقْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ. هُنَاكَ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ امْرَأَتُهُ. اسماعيل ينجب اثني عشر ابنا .. يصبحون زعماء قبائل ! ويموت عن 137 عاما !
16 هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17 وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. رفقة تكون عاقرا كمعظم نساء الأنبياء اللواتي يحبلن ويلدن أنبياء بأمر من يهوه! فتحبل وتلد توأما هما عيسو ويعقوب : 21 وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ». ترى أي شعب يقصد يهوه ؟ لو كان اسماعيل لقلنا أنهم العرب ، لكن نحن أمام اثنين مولودين لإسحق ! 24 فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. 25 فَخَرَجَ ألأَوَّلُ أَحْمَرَ، كُلُّهُ كَفَرْوَةِ شَعْرٍ، فَدَعَوْا اسْمَهُ «عِيسُوَ». 26 وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ «يَعْقُوبَ». وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا. 27 فَكَبِرَ الْغُلاَمَانِ، وَكَانَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ الصَّيْدَ، إِنْسَانَ الْبَرِّيَّةِ، وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلاً يَسْكُنُ الْخِيَامَ. 28 فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْدًا، وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ. 29 وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخًا، فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30 فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «أَدُومَ». 31 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». ( المقصود المكانة الإجتماعية التي يحملها الإبن البكر )
32 فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33 فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34 فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ. ****** في الفصل السادس والعشرين يلجأ اسحق إلى الملك الفلسطيني أبيمالك على أثر قحط ويتكرر ما فعله أبوه ابراهيم بأن ادعى أن رفقة أخته وليست زوجته!ويتكرر تكريم أبيمالك لاسحق كما تكرم على أبيه :
1 وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ. 2 وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. يا ليت أبو مالك عرف بوعود يهوه لإبراهيم وإسحق فيما بعد لربما تغيرت مسيرة التاريخ :
3 تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. 4 وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، 5 مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». 6 فَأَقَامَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ.
7 وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي». لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «امْرَأَتِي» لَعَلَّ أَهْلَ الْمَكَانِ: «يَقْتُلُونَنِي مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ» لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 8 وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ لَهُ الأَيَّامُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَشْرَفَ مِنَ الْكُوَّةِ وَنَظَرَ، وَإِذَا إِسْحَاقُ يُلاَعِبُ رِفْقَةَ امْرَأَتَهُ. 9 فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ امْرَأَتُكَ! فَكَيْفَ قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي؟» فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أَمُوتُ بِسَبَبِهَا». 10 فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا». 11 فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ». كم هو شهم هذا الملك ؟ّ وكما أصبح ابراهيم ثريا بفعل الكرم الفلسطيني أصبح اسحق كذلك ويا ليته حفظ قدر المحسنين إليه : 12 وَزَرَعَ إِسْحَاقُ فِي تِلْكَ الأَرْضِ فَأَصَابَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. 13 فَتَعَاظَمَ الرَّجُلُ وَكَانَ يَتَزَايَدُ فِي التَّعَاظُمِ حَتَّى صَارَ عَظِيمًا جِدًّا. 14 فَكَانَ لَهُ مَوَاشٍ مِنَ الْغَنَمِ وَمَوَاشٍ مِنَ الْبَقَرِ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ. يبدو أنه استغل الكرم والطيبة الفلسطينيين ولم يترك شبرا من الأرض دون أن يستغله . وكان من الطبيعي أن ينزعج الفلسطينيون ، فالضيف أصبح محتلا . وكان لا بد من مقاومته . وهكذا قاموا بطمر الآبارالإسرائيلية . وهكذا بدأت الحرب الإسرائيلية الفلسطينية التي ما تزال قائمة حتى اليوم !
15 وَجَمِيعُ الآبَارِ، الَّتِي حَفَرَهَا عَبِيدُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، طَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَمَلأُوهَا تُرَابًا. 16 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِسْحَاقَ: «اذْهَبْ مِنْ عِنْدِنَا لأَنَّكَ صِرْتَ أَقْوَى مِنَّا جِدًّا». 17 فَمَضَى إِسْحَاقُ مِنْ هُنَاكَ، وَنَزَلَ فِي وَادِي جَرَارَ وَأَقَامَ هُنَاكَ. 18 فَعَادَ إِسْحَاقُ وَنَبَشَ آبَارَ الْمَاءِ الَّتِي حَفَرُوهَا فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، وَطَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ، وَدَعَاهَا بِأَسْمَاءٍ كَالأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَاهَا بِهَا أَبُوهُ. 19 وَحَفَرَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ فِي الْوَادِي فَوَجَدُوا هُنَاكَ بِئْرَ مَاءٍ حَيٍّ. 20 فَخَاصَمَ رُعَاةُ جَرَارَ رُعَاةَ إِسْحَاقَ قَائِلِينَ: «لَنَا الْمَاءُ». فَدَعَا اسْمَ الْبِئْرِ «عِسِقَ» لأَنَّهُمْ نَازَعُوهُ. 21 ثُمَّ حَفَرُوا بِئْرًا أُخْرَى وَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا أَيْضًا، فَدَعَا اسْمَهَا «سِطْنَةَ». 22 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ وَحَفَرَ بِئْرًا أُخْرَى وَلَمْ يَتَخَاصَمُوا عَلَيْهَا، فَدَعَا اسْمَهَا «رَحُوبُوتَ»، وَقَالَ: «إِنَّهُ الآنَ قَدْ أَرْحَبَ لَنَا الرَّبُّ وَأَثْمَرْنَا فِي الأَرْضِ». 23 ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. 24 فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ، وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي». 25 فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ. وَنَصَبَ هُنَاكَ خَيْمَتَهُ، وَحَفَرَ هُنَاكَ عَبِيدُ إِسْحَاقَ بِئْرًا. 26 وَذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ جَرَارَ أَبِيمَالِكُ وَأَحُزَّاتُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيكُولُ رَئِيسُ جَيْشِهِ. 27 فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ: «مَا بَالُكُمْ أَتَيْتُمْ إِلَيَّ وَأَنْتُمْ قَدْ أَبْغَضْتُمُونِي وَصَرَفْتُمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ؟» 28 فَقَالُوا: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا أَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَكَ، فَقُلْنَا: لِيَكُنْ بَيْنَنَا حَلْفٌ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ، وَنَقْطَعُ مَعَكَ عَهْدًا: 29 أَنْ لاَ تَصْنَعَ بِنَا شَرًّا، كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا لَمْ نَصْنَعْ بِكَ إِلاَّ خَيْرًا وَصَرَفْنَاكَ بِسَلاَمٍ. أَنْتَ الآنَ مُبَارَكُ الرَّبِّ». ( هذه اوسلو الأولى في التاريخ الفلسطيني الإسرائيلي ) 30 فَصَنَعَ لَهُمْ ضِيَافَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا. 31 ثُمَّ بَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَحَلَفُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، وَصَرَفَهُمْ إِسْحَاقُ. فَمَضَوْا مِنْ عِنْدِهِ بِسَلاَمٍ. وكما لم تنجح اوسلو الأولى لم تنجح اوسلو المعاصرة ! فقد عادوا ليحتلوا كل أرض كنعان فيما بعد . 32 وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ عَبِيدَ إِسْحَاقَ جَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ عَنِ الْبِئْرِ الَّتِي حَفَرُوا، وَقَالُوا لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَاءً». 33 فَدَعَاهَا «شِبْعَةَ»، لِذلِكَ اسْمُ الْمَدِينَةِ بِئْرُ سَبْعٍ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 34 وَلَمَّا كَانَ عِيسُو ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً اتَّخَذَ زَوْجَةً: يَهُودِيتَ ابْنَةَ بِيرِي الْحِثِّيِّ، وَبَسْمَةَ ابْنَةَ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ. 35 فَكَانَتَا مَرَارَةَ نَفْسٍ لإِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ. لكن لماذا كانتا مرارة نفس ؟ الأنهما فلسطينيتان ؟ وبالعودة إلى التفسير وجدنا السبب: (تزوج عيسو بامرأتين من بنى حث، كانتا مرارة نفس لإسحق ورفقة . لم يكن حكيمًا في تصرفه إذ التحم بوثنيتين أفسدتا علاقته بوالديه وحرمتاه ونسله من السلام. )* *تفاسيرالكتاب المقدس للأنبا تكلاهيمانوت ! **** (17) خديعة النبوة بين عيسو ويعقوب ! * التصالح بين المزارع والراعي لحساب المزارع !! في الفصل السابع والعشرين يشيخ اسحق ويضعف بصره . يطلب من ابنه الكبير عيسو أن يأتيه بشواء من الصيد يأكله ليباركه ويرضى عنه .. تسمع رفقه الحوار وتخبر يعقوب بأن يذهب ويأتي بجديين من قطيع المعز لتطهوهما رفقة ويقدمهما إلى أبيه على أنه عيسو لينال بركته . وهذا ما حصل بعد أن اضطرت رفقة إلى وضع جلد الجديين على عنق يعقوب ويديه حتى إذا تلمسه اسحاق يتأكد من أنه عيسو .. فالآخر كان مشعرا !! ورغم أن اسحق يشك في صوت يعقوب إلا أن الخديعة تمر عليه ويعلن مباركته ليعقوب على أنه عيسو .فالمباركة حسب التوراة لا تقدم إلا لواحد ،ولا نعرف لماذا، والمبارك سيكون نبيا ، ويبدو أنه لا يجوز أن يرث النبوة في العائلة نبيان .. ولا يكتشف اسحاق الخديعة إلا بعد أن جاء عيسو بالصيد وقدمه إلى أبيه ليكون الأمر قد فات وذهبت المباركة ليعقوب ! 25 فقال: قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي. فقدم له فأكل، وأحضر له خمرا فشرب 26 فقال له إسحاق أبوه : تقدم وقبلني يا ابني 27 فتقدم وقبله، فشم رائحة ثيابه وباركه، وقال: انظر رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب 28 فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض. وكثرة حنطة وخمر 29 ليستعبد لك شعوب، وتسجد لك قبائل. كن سيدا لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك. ليكن لاعنوك ملعونين، ومباركوك مباركين لا نعرف ما هي الغاية من هذه المسرحية ، فالمباركة تقدم ليعقوب على أنه عيسو ويفترض أن تذهب لعيسو حتى لو كان الممثل يعقوب ، ولا نعرف لماذا يميز اسحق ورفقة بين ابنيهما التوأم ، فبينما تحب هي يعقوب ،يحب هو عيسو ، وإذا ما دققنا في النص أعلاه سنجد أن يعقوب كان مزارعا بدليل أن اسحق يدعو له ( بدسم الأرض وكثرة حنطة وخمر ) بينما كان عيسو كصياد راعيا . وإذا ما عدنا إلى الصراع بين قابيل وهابيل الذي أدى إلى أن يقتل قابيل ( المزارع ) هابيل ( الراعي ) لغيرته منه بعد أن تقبل يهوه شواءه اللاحم ورفض تقدمة قابيل من ثمار الأرض ..وكأن كتبة التوراة يريدون أن يقيموا هنا تصالحا بين الراعي والفلاح فيصبح الفلاح نبيا مع احتفاظه بعمله في الزراعة والرعي معا ، فقد أحضريعقوب جديين من قطيع المعز . إذا صح هذا التحليل ، فيمكن معرفة السبب الذي جعل الأبوين يفرقان بين ابنيهما ، فالمبارك من قبل الأب سيرث النبوة والثروة بشقيها الزراعي والحيواني إضافة إلى السلطة والجاه والقوة والجيوش والنساء والعبيد . ومن الواضح أن اسحق يقوم بدور يهوة هنا فكل ما يبارك به يتحقق وكأنه الرب ! 30 وحدث عندما فرغ إسحاق من بركة يعقوب، ويعقوب قد خرج من لدن إسحاق أبيه، أن عيسو أخاه أتى من صيده 31 فصنع هو أيضا أطعمة ودخل بها إلى أبيه وقال لأبيه: ليقم أبي ويأكل من صيد ابنه حتى تباركني نفسك 32 فقال له إسحاق أبوه : من أنت ؟ فقال: أنا ابنك بكرك عيسو 33 فارتعد إسحاق ارتعادا عظيما جدا وقال: فمن هو الذي اصطاد صيدا وأتى به إلي فأكلت من الكل قبل أن تجيء، وباركته ؟ نعم، ويكون مباركا لقد مر معنا من قبل أن يهوة لا يستطيع معرفة كل شيء ، وهنا نجد أن الخديعة مرت على اسحق بسهولة . وصراخه هنا ليس أكثر من ضرورة درامية إذا صح تحليلنا ! كما أنه سبق لعيسو وأن باع بكوريته ليعقوب . 34 فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا، وقال لأبيه: باركني أنا أيضا يا أبي 35 فقال: قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك 36 فقال: ألا إن اسمه دعي يعقوب، فقد تعقبني الآن مرتين أخذ بكوريتي، وهوذا الآن قد أخذ بركتي. ثم قال: أما أبقيت لي بركة 37 فأجاب إسحاق وقال لعيسو: إني قد جعلته سيدا لك، ودفعت إليه جميع إخوته عبيدا، وعضدته بحنطة وخمر. فماذا أصنع إليك يا ابني 38 فقال عيسو لأبيه: ألك بركة واحدة فقط يا أبي ؟ باركني أنا أيضا يا أبي. ورفع عيسو صوته وبكى تساؤل منطقي جدا من قبل عيسو ! ما هذا الأب الذي لا يقدر إلا على بركة واحدة ؟ فكان جوابه قاطعا لتأكيد مباركة يعقوب : 39 فأجاب إسحاق أبوه وقال له: هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك، وبلا ندى السماء من فوق 40 وبسيفك تعيش، ولأخيك تستعبد، ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك المقصود (بكسر النير ) محاولة التحرر من العبودية ليعقوب والمعنى في الغالب أن لا يحاول عيسو ذلك لأن الدعوات ستتحقق! 41 فحقد عيسو على يعقوب من أجل البركة التي باركه بها أبوه. وقال عيسو في قلبه: قربت أيام مناحة أبي، فأقتل يعقوب أخي وكان لمأساة قابيل وهابيل أن تتكرر لولا تدخل رفقة ليهرب يعقوب : 42 فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر، فأرسلت ودعت يعقوب ابنها الأصغر وقالت له: هوذا عيسو أخوك متسل من جهتك بأنه يقتلك 43 فالآن يا ابني اسمع لقولي، وقم اهرب إلى أخي لابان إلى حاران 44 وأقم عنده أياما قليلة حتى يرتد سخط أخيك 45 حتى يرتد غضب أخيك عنك، وينسى ما صنعت به. ثم أرسل فآخذك من هناك. لماذا أعدم اثنيكما في يوم واحد ولدى رفقة مشاكل أخرى غير الإرث فعيسو متزوج من حثيتين ( فلسطينيتين ) لا تطيق وجودهما ومتخوفة من أن يتزوج يعقوب أيضا من الحثيين ، فحذرت اسحق من الأمر ، وهذا ماكان . 46 وقالت رفقة لإسحاق: مللت حياتي من أجل بنات حث. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الأرض، فلماذا لي حياة له يا رفقه لماذا كل هذا الإحتقار لبنات حث ؟! (18) خال يعقوب يخدعه ويزوجه ليئة بدلا من راحيل ! * يعقوب يخدم خاله أربع عشرة سنة ليحظى بالزواج من راحيل بعد أختها ! تساءلنا في الفصل السابق عن الوليدين عيسو ويعقوب توأم رفقة : 21 وَصَلَّى إِسْحَاقُ إِلَى الرَّبِّ لأَجْلِ امْرَأَتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا، فَاسْتَجَابَ لَهُ الرَّبُّ، فَحَبِلَتْ رِفْقَةُ امْرَأَتُهُ. 22 وَتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا، فَقَالَتْ: «إِنْ كَانَ هكَذَا فَلِمَاذَا أَنَا؟» فَمَضَتْ لِتَسْأَلَ الرَّبَّ. 23 فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: «فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ». ترى أي شعب يقصد يهوه ؟ لو كان اسماعيل لقلنا أنهم العرب ، لكن نحن أمام اثنين مولودين لإسحق ! 24 فَلَمَّا كَمُلَتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. وبمسرحية الشواء التي تم عبرها منح البركة ليعقوب بدلا من عيسو تكشف لنا من هو الكبير( عيسو) الذي يستعبد للصغير ( يعقوب ) ومن هو الشعب الذي سيكون مغلوبا على أمره ومهزوما أمام الشعب الآخر ( شعب يعقوب ) إنه الشعب العربي ( والفلسطيني بشكل خاص ) الذي سيأتي من نسل عيسو ، الذي كما مر معنا أنه تزوج من اثنتين من بنات الفلسطينيين ( بني حث) هما يهوديت وبسمه . ورأينا أن رفقة تكرههما إلى حد أنها لا تطيق الحياة بوجودهما : 46 وقالت رفقة لإسحاق: مللت حياتي من أجل بنات حث. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الأرض، فلماذا لي حياة وما يزيد الطين بللا أن عيسو يتزوج لاحقا زوجة ثالثة ويختارها من بنات اسماعيل تحديدا لتكتمل المسرحية :
8 رَأَى عِيسُو أَنَّ بَنَاتِ كَنْعَانَ شِرِّيرَاتٌ فِي عَيْنَيْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ، 9 فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحْلَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أُخْتَ نَبَايُوتَ، زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ.( تكوين 28 ) لقد تكررت قصة اسماعيل وهاجرمع ابراهيم وسارة إنما هذه المرة مع أخوين شقيقين ومع اسحق ورفقة !! أما المسرحية الأكبر فهي التعديلات الإستشراقية والترجمات اليهودية التي طرأت على التوراة في القرن التاسع عشر لتجعل من فلسطين وطنا قوميا لليهود . وهذا ما تطرق إليه فاضل الربيعي في بعض أبحاثه . ****** (19) الفصل الثامن والعشرين من سفر التكوين التوراتي : 1فدعا إسحاق يعقوب وباركه، وأوصاه وقال له: لا تأخذ زوجة من بنات كنعان 2 قم اذهب إلى فدان أرام، إلى بيت بتوئيل أبي أمك، وخذ لنفسك زوجة من هناك، من بنات لابان أخي أمك 3 والله القدير يباركك ، ويجعلك مثمرا، ويكثرك فتكون جمهورا من الشعوب 4 ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك، لترث أرض غربتك التي أعطاها الله لإبراهيم 5 فصرف إسحاق يعقوب فذهب إلى فدان أرام، إلى لابان بن بتوئيل الأرامي، أخي رفقة أم يعقوب وعيسو لقد أذعن اسحق لرفقة ودفع يعقوب للزواج من بنات خاله لابان ، فيما ذهب عيسو إلى اسماعيل كما أسلفنا ليتزوج من ابنته ( محلة ) اعتقادا منه أن الأمر سيكون لصالحه طالما أنه تزوج من ابنة عمه وتخلى عن الزواج من الكنعانيات والحثيات . في الطريق إلى حاران تنزل النبوة على يعقوب بظهور يهوة واقفا على رأس سلم ينتصب من الأرض إلى السماء والملائكة يصعدون وينزلون عليه : 10 فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران 11 وصادف مكانا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت، وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه، فاضطجع في ذلك المكان 12 ورأى حلما، وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها 13 وهوذا الرب واقف عليها، فقال: أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق. الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك 14 ويكون نسلك كتراب الأرض، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض 15 وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض، لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به 16 فاستيقظ يعقوب من نومه وقال: حقا إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم
17 وخاف وقال: ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء 18 وبكر يعقوب في الصباح وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودا، وصب زيتا على رأسه 19 ودعا اسم ذلك المكان بيت إيل، ولكن اسم المدينة أولا كان لوز يعقوب يدعو المكان بيت إيل . وإيل إله كنعاني مع أن الواقف أعلى السلم هو الرب فلماذا لم يدع المكان بيت الرب ، أو بيت الرب يهوة ، لماذا بيت إيل ؟ لقد سبق وأشرنا إلى أن أسماء مختلفة أطلقها كتبة التوراة - وربما المستشرقون أيضا - على يهوة ،ليقولوا لنا أن يهوة يحمل هذه الأسماء كلها ، فهو يهوة والرب والله وألوهيم وإيل وبعل وكل ما يخطر في البال من أسماء آلهة المنطقة .. 20 ونذر يعقوب نذرا قائلا: إن كان الله معي، وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه ، وأعطاني خبزا لآكل وثيابا لألبس 21 ورجعت بسلام إلى بيت أبي، يكون الرب لي إلها 22 وهذا الحجر الذي أقمته عمودا يكون بيت الله، وكل ما تعطيني فإني أعشره لك عاد يعقوب إلى ذكر الرب والله أيضا وتناسى اسم إيل !! تكوين 29 : تابع يعقوب مسيره إلى أن بلغ أرض حاران . جاء إلى بئر عليه ثلاثة رعاة بقطعانهم ،وعلى بابه حجر كبير لا يستطيعون رفعه إلى إذا تجمعوا .. عرف منهم أنهم من قوم خاله لابان . وحين أشاروا إلى ابنة خاله راحيل قادمة بقطيعها إلى البئر سارع إلى دحرجة الحجر وحده عن باب البئر ليسقي غنم خاله وليحقق أول معجزة ! 10 فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. 11 وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى. 12 وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ، فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا. ( أخو أبيها ) ؟! هل هذا خطأ ترجمة أم أن المحرفين نسوا تحريفه عن الأصل ، أو لعله خطأ مطبعي !! حسب السطر السابق يصبح يعقوب عم راحيل وأن رفقة زوجة ناحور. أي سيتغير النص كله من أوله إلى آخره .. ولا أظن أن إطلاق المجاز وارد هنا ! 13 فَكَانَ حِينَ سَمِعَ لاَبَانُ خَبَرَ يَعْقُوبَ ابْنِ أُخْتِهِ أَنَّهُ رَكَضَ لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِهِ. فَحَدَّثَ لاَبَانَ بِجَمِيعِ هذِهِ الأُمُورِ. 14 فَقَالَ لَهُ لاَبَانُ: «إِنَّمَا أَنْتَ عَظْمِي وَلَحْمِي». فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ. 15 ثُمَّ قَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «أَلأَنَّكَ أَخِي تَخْدِمُنِي مَجَّانًا؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ». تكرار الخطأ ( ألأنك أخي ) !! 16 وَكَانَ لِلاَبَانَ ابْنَتَانِ، اسْمُ الْكُبْرَى لَيْئَةُ وَاسْمُ الصُّغْرَى رَاحِيلُ. 17 وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 18 وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى». 19 فَقَالَ لاَبَانُ: «أَنْ أُعْطِيَكَ إِيَّاهَا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ أُعْطِيَهَا لِرَجُل آخَرَ. أَقِمْ عِنْدِي». 20 فَخَدَمَ يَعْقُوبُ بِرَاحِيلَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا. 21 ثُمَّ قَالَ يَعْقُوبُ لِلاَبَانَ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي لأَنَّ أَيَّامِي قَدْ كَمُلَتْ، فَأَدْخُلَ عَلَيْهَا». ( سبع سنين ولم يدعه يدخل عليها ، إلا بعد انقضاء المدة .. أين ذهبت المحبة والقرابة ؟) 22 فَجَمَعَ لاَبَانُ جَمِيعَ أَهْلِ الْمَكَانِ وَصَنَعَ وَلِيمَةً. 23 وَكَانَ فِي الْمَسَاءِ أَنَّهُ أَخَذَ لَيْئَةَ ابْنَتَهُ وَأَتَى بِهَا إِلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا. ليئة ؟!! ما هذا ؟ هل هذاخطأ مطبعي أيضا أم أنه نصب واحتيال ؟ ما هذه العائلة العجيبة ؟! ثم ماذا عن العريس يعقوب ألم يعرف راحيل من ليئة خلال سبع سنين ، لقد عرفها من أول يوم جاء فيه وقبلها !! 24 وَأَعْطَى لاَبَانُ زِلْفَةَ جَارِيَتَهُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ جَارِيَةً. 25 وَفِي الصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ، فَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟». هل يعقل هذا ؟ ينكحها طوال الليل ولا يعرف أنها ليست راحيل . وهي أليس عندها ذرة ضمير لتخبره بالحقيقة ؟ 26 فَقَالَ لاَبَانُ: «لاَ يُفْعَلُ هكَذَا فِي مَكَانِنَا أَنْ تُعْطَى الصَّغِيرَةُ قَبْلَ الْبِكْرِ. والخال المحتال لم يتذكر قول الحقيقة إلا بعد سبع سنين . واحتال على ابن أخته ( النبي ) سبع سنين كاملات !! 27 أَكْمِلْ أُسْبُوعَ هذِهِ، فَنُعْطِيَكَ تِلْكَ أَيْضًا، بِالْخِدْمَةِ الَّتِي تَخْدِمُنِي أَيْضًا سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ». أصبح الإحتيال غير محتمل . يعقوب سيشقى سبع سنين ثانية ليحظى بحسن راحيل !! 28 فَفَعَلَ يَعْقُوبُ هكَذَا. فَأَكْمَلَ أُسْبُوعَ هذِهِ، فَأَعْطَاهُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ زَوْجَةً لَهُ. 29 وَأَعْطَى لاَبَانُ رَاحِيلَ ابْنَتَهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهُ جَارِيَةً لَهَا. 30 فَدَخَلَ عَلَى رَاحِيلَ أَيْضًا، وَأَحَبَّ أَيْضًا رَاحِيلَ أَكْثَرَ مِنْ لَيْئَةَ. وَعَادَ فَخَدَمَ عِنْدَهُ سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ. وهكذا أصبح يعقوب متزوجا من أختين ! 31 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ لَيْئَةَ مَكْرُوهَةٌ فَفَتَحَ رَحِمَهَا، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ عَاقِرًا. ( راحيل عاقر ) ككل نساء الأنبياء الجميلات!! ويهوة سيحضر في الوقت المناسب ليحبلها أو ليعدها بالحمل.. وقد يتخلى فيما بعد عن تحبيل العاقرات ليحبل العذراوات !!! 32 فَحَبِلَتْ لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «رَأُوبَيْنَ»، لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ نَظَرَ إِلَى مَذَلَّتِي. إِنَّهُ الآنَ يُحِبُّنِي رَجُلِي». وحين تنجب راحيل فيما بعد سيكون رأوبين وأخوته أخوة وأبناء خالة لإخوتهم !
33 وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتْ: «إِنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ أَنِّي مَكْرُوهَةٌ فَأَعْطَانِي هذَا أَيْضًا». فَدَعَتِ اسْمَهُ «شِمْعُونَ». 34 وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا، وَقَالَتِ: «الآنَ هذِهِ الْمَرَّةَ يَقْتَرِنُ بِي رَجُلِي، لأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ ثَلاَثَةَ بَنِينَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «لاَوِيَ». 35 وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: «هذِهِ الْمَرَّةَ أَحْمَدُ الرَّبَّ». لِذلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «يَهُوذَا». ثُمَّ تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ. كان يجب أن تنجب أكثر ! غير أن كتبة التوراة أبقوا مكانا لراحيل لأنها ستنجب الأجمل بفعل الإرادة اليهووية ، ونساء أخريات سينجبن آخرين . (20) صراع راحيل وليئة على الإنجاب . * يعقوب يرحل عائدا إلى أرض كنعان . في الفصل (30 تكوين) تغار راحيل من أختها وتطلب إلى يعقوب أن يهبها أبناء وإلا فستموت ! يغضب ويعلن أنه ليس الله الذي منع عنها الحمل . 1 فلما رأت راحيل أنها لم تلد ليعقوب، غارت راحيل من أختها، وقالت ليعقوب: هب لي بنين ، وإلا فأنا أموت 2 فحمي غضب يعقوب على راحيل وقال: ألعلي مكان الله الذي منع عنك ثمرة البطن يتأكد هنا مفهوم الإنجاب الذي يتم بفعل الإرادة الإلهية وليس بفعل مواقعة الرجل للأنثى . رغم أن نساء الأنبياء العاقرات يلجأن إلى جواريهن ويدفعنهن نحو الأزواج كما مر معنا .. ثم لماذا لا تكتفي راحيل بأبناء أختها وتريد أبناء لها من الجواري ؟! 3 فقالت: هوذا جاريتي بلهة، ادخل عليها فتلد على ركبتي، وأرزق أنا أيضا منها بنين تبدو راحيل هنا متأكدة من أن جاريتها ستنجب متجاهلة رأي يعقوب في مسؤولية الله عن الحمل . 4 فأعطته بلهة جاريتها زوجة، فدخل عليها يعقوب 5 فحبلت بلهة وولدت ليعقوب ابنا 6 فقالت راحيل: قد قضى لي الله وسمع أيضا لصوتي وأعطاني ابنا. لذلك دعت اسمه دانا عادت راحيل إلى دور الإرادة الإلهية التي تجاهلتها . 7 وحبلت أيضا بلهة جارية راحيل وولدت ابنا ثانيا ليعقوب والجواري في العادة يكن ولودات بعكس السيدات ، ربما لأن يهوه لا يسعى كثيرا لإثراء أبنائهن. 8 فقالت راحيل: مصارعات الله قد صارعت أختي وغلبت. فدعت اسمه نفتالي تقصد أنها انتصرت على أختها بإرادة إلهية صارعت أختها ! غير أن الصراع بين الأختين تأجج : 9 ولما رأت ليئة أنها توقفت عن الولادة، أخذت زلفة جاريتها وأعطتها ليعقوب زوجة 10 فولدت زلفة جارية ليئة ليعقوب ابنا 11 فقالت ليئة: بسعد. فدعت اسمه جادا 12 وولدت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب 13 فقالت ليئة: بغبطتي ، لأنه تغبطني بنات. فدعت اسمه أشير 14 ومضى رأوبين في أيام حصاد الحنطة فوجد لفاحا في الحقل وجاء به إلى ليئة أمه. فقالت راحيل لليئة: أعطيني من لفاح ابنك وهذا اللفاح يسمى تفاح الجنة حسب تفسير الكنيسة وهو نبات يحبب الزوج لزوجته حسب المعتقد ! 15 فقالت لها: أقليل أنك أخذت رجلي فتأخذين لفاح ابني أيضا ؟ فقالت راحيل: إذا يضطجع معك الليلة عوضا عن لفاح ابنك وتنجح الصفقة ! 16 فلما أتى يعقوب من الحقل في المساء، خرجت ليئة لملاقاته وقالت: إلي تجيء لأني قد استأجرتك بلفاح ابني. فاضطجع معها تلك الليلة 17 وسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب ابنا خامسا 18 فقالت ليئة: قد أعطاني الله أجرتي، لأني أعطيت جاريتي لرجلي. فدعت اسمه يساكر 19 وحبلت أيضا ليئة وولدت ابنا سادسا ليعقوب 20 فقالت ليئة: قد وهبني الله هبة حسنة. الآن يساكنني رجلي، لأني ولدت له ستة بنين . فدعت اسمه زبولون 21 ثم ولدت ابنة ودعت اسمها دينة هذا الحشد من الأبناء لم يكتمل بعد فما تزال راحيل تنتظر أن يتذكرها يهوه ، الذي اقتصرت مخاطبته على الله هنا وليس الرب أو يهوة : 22 وذكر الله راحيل، وسمع لها الله وفتح رحمها ما هي الحكمة في عدم فتح رحم راحيل إلا بعد هذا الكم من الأبناء والزوجات .. هل لو جعلها يهوة تنجب من البداية لحال ذلك دون زواج يعقوب من الجواري ؟ وهل الزواج من الجواري والإنجاب منهن غايته زرع النزاع بين الأختين ؟ 23 فحبلت وولدت ابنا فقالت: قد نزع الله عاري 24 ودعت اسمه يوسف قائلة: يزيدني الرب ابنا آخر 25 وحدث لما ولدت راحيل يوسف أن يعقوب قال للابان: اصرفني لأذهب إلى مكاني وإلى أرضي 26 أعطني نسائي وأولادي الذين خدمتك بهم فأذهب، لأنك أنت تعلم خدمتي التي خدمت وطالب لابان باجرته عن عشرين عاما . وكانت قطعان أغنام لابان ومواشيه قد أصبحت هائلة بفضل بركته . فطلب إليه لابان أن يختار . فطرح يعقوب عليه طريقة بفرز القطعان إلى قسمين : " 32 اجتاز بين غنمك كلها اليوم واعزل أنت منها كل شاة رقطاء وبلقاء وكل شاة سوداء بين الخرفان وبلقاء ورقطاء بين المعزى فيكون مثل ذلك اجرتي ". المقصود هنا كما فهمت هو كم مقابل كم . وهذا يعني باختصار( رغم غموض النص ) عزل كل ما هو مرقط ومنقط عما هو غيرمرقط ومنقط . أي المعز السود والنعاج والخراف البيض . والأخيران سيكونان حصة يعقوب. 33 ويشهد في بري يوم غد إذا جئت من أجل أجرتي قدامك. كل ما ليس أرقط أو أبلق بين المعزى وأسود بين الخرفان فهو مسروق عندي 34 فقال لابان: هوذا ليكن بحسب كلامك . يفرز لابان المنقط والمرقط فيبلغ حجمه مسير ثلاثة أيام !! ويلجأ يعقوب إلى الخديعة فيورد القطعان وهي في حالة وحم إلى الماء ويقوم بتقشير أجزاء في قضبان لتبدو مرقطة فتتوحم الأغنام عليها فتلد خرافا وسخالا مرقطة ! 35 فعزل في ذلك اليوم التيوس المخططة والبلقاء، وكل العناز الرقطاء والبلقاء، كل ما فيه بياض وكل أسود بين الخرفان، ودفعها إلى أيدي بنيه 36 وجعل مسيرة ثلاثة أيام بينه وبين يعقوب، وكان يعقوب يرعى غنم لابان الباقية وهل يعقل هذا ؟! ما هذه القطعان التي يغطي حجمها مسيرة ثلاثة أيام أي بطول 65 كم كما حددته الكنيسة ،دون أن تحدد عرض الأرض التي انتشرت عليها القطعان . وكيف استطاع لابان اجتيازها ليقوم بالفرز ،وكيف تمكن من فرزها هل عمل ليلا نهارا ، أم أنه قام بعمل ثلاثة أيام في ساعات ؟ 37 فأخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى ولوز ودلب، وقشر فيها خطوطا بيضا، كاشطا عن البياض الذي على القضبان وهل قشر يعقوب آلاف القضبان واستطاع أن يعرضها أمام عشرات آلاف الأغنام وحده ،وخلال يوم أم أسابيع ؟ 38 وأوقف القضبان التي قشرها في الأجران في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجيء لتشرب، تجاه الغنم، لتتوحم عند مجيئها لتشرب 39 فتوحمت الغنم عند القضبان، وولدت الغنم مخططات ورقطا وبلقا توحمت وولدت على الفور خرافا وسخالا بألوان مخططة ومرقطة ،والله راحت على شارلز داروين الذي لم يعرف أن الإنتخاب الطبيعي يمكن أن يتم بسرعات هائلة يهووية ! وسيقطع يعقوب بهذه الخراف والسخال التي ولدت للتو آلاف الكيلو مترات ليعود إلى بلاد كنعان !! 40 وأفرز يعقوب الخرفان وجعل وجوه الغنم إلى المخطط وكل أسود بين غنم لابان. وجعل له قطعانا وحده ولم يجعلها مع غنم لابان 41 وحدث كلما توحمت الغنم القوية أن يعقوب وضع القضبان أمام عيون الغنم في الأجران لتتوحم بين القضبان 42 وحين استضعفت الغنم لم يضعها، فصارت الضعيفة للابان والقوية ليعقوب 43 فاتسع الرجل كثيرا جدا، وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير . رأي الكنيسة المبجلة المختلف في الأمر للقس أنطونيوس فكري. موقع الأنبا تكلا: (أجتاز بين غنمك.. وأعزل أنت: أي الاثنين يمران سويًا لكن لابان هو الذي يعزل ويختار ويشرف علي عملية الفصل ليضمن حقه. فيكون مثل ذلك أجرتي: أي بعد عزل كل ما هو بلقاء ورقطاء يبقي ما هو أبيض وما هو أسود. وناتج هذا القطيع الأبيض والأسود كل ما يوجد فيه من بلق ورقط مثل الذي عزله لابان يكون من نصيب يعقوب.) (قبل لابان عرض يعقوب لأنه افترض أن القطيع الأبيض والأسود سيكون نتاجه غالبًا أبيض وأسود وأن البلقاء والرقطاء فيه أي نصيب يعقوب المتفق عليه سيكون هو القليل. ولابان قبل العرض نتيجة جشعه وطمعه ظانا بهذا أنه سيخرج بنصيب الأسد) القس يرى أن حصة يعقوب ستكون مما ستلده القطعان مما هو مرقط ، وفي هذه الحال ستكون الأمهات من معز ونعاج من نصيب من ؟ ويرى القس أن يعقوب لجأ إلى الخديعة : (ولكن نجد يعقوب مرة أخرى يسقط في الحلول البشرية والخداع والمكر. فنجده يقشر أعواد بعض النباتات حتى تبدو منقطة ويضعها أمام الغنم التي ستلد حينما يجد الغنم قوية. وهو اعتمد علي فكرة الوحم عند الإناث اللواتي يلدن. فحينما تتوحم الشاة التي ستلد وأمامها ألوان منقطة تكون الشاة المولودة منقطة.) أنا أرى أن يعقوب بفعلته أخذ القطعان السود والبيض وكل ما أنجبته .. يقول لزوجتيه في الفصل 31 : 6 وأنتما تعلمان أني بكل قوتي خدمت أباكما 7 وأما أبوكما فغدر بي وغير أجرتي عشر مرات. لكن الله لم يسمح له أن يصنع بي شرا 8 إن قال هكذا: الرقط تكون أجرتك، ولدت كل الغنم رقطا. وإن قال هكذا: المخططة تكون أجرتك، ولدت كل الغنم مخططة 9 فقد سلب الله مواشي أبيكما وأعطاني 14 فأجابت راحيل وليئة وقالتا له: ألنا أيضا نصيب وميراث في بيت أبينا 15 ألم نحسب منه أجنبيتين، لأنه باعنا وقد أكل أيضا ثمننا 16 إن كل الغنى الذي سلبه الله من أبينا هو لنا ولأولادنا، فالآن كل ما قال لك الله افعل 17 فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال 18 وساق كل مواشيه وجميع مقتناه الذي كان قد اقتنى: مواشي اقتنائه التي اقتنى في فدان أرام، ليجيء إلى إسحاق أبيه إلى أرض كنعان ******* (21) يعقوب يصارع يهوه دون أن يعرف أحدهما الآخر ! ( نعيد التطرق لهذا الموضوع بتفصيل أكثر ) * الإسلام نزه الله عن الظهور والتجسد كأرقى تصور للعقل في فهم الألوهة . تكوين (31) : يعقوب يرحل خلسة عن لابان . وراحيل تقوم بسرقة أصنام أبيها . 17 فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال 18 وساق كل مواشيه وجميع مقتناه الذي كان قد اقتنى: مواشي اقتنائه التي اقتنى في فدان أرام، ليجيء إلى إسحاق أبيه إلى أرض كنعان 19 وأما لابان فكان قد مضى ليجز غنمه، فسرقت راحيل أصنام أبيها واضح أن راحيل ما تزال متعلقة بعبادة الأصنام ولم تتبع عبادة يهوه ، وإلا ما حاجتها إلى الأصنام .. وواضح أيضا أن لابان لم يكن يتبع عبادة يهوه . 20 وخدع يعقوب قلب لابان الأرامي إذ لم يخبره بأنه هارب 21 فهرب هو وكل ما كان له، وقام وعبر النهر وجعل وجهه نحو جبل جلعاد 22 فأخبر لابان في اليوم الثالث بأن يعقوب قد هرب 23 فأخذ إخوته معه وسعى وراءه مسيرة سبعة أيام، فأدركه في جبل جلعاد يظهر يهوه للابان في الليل ويحذره من الإساءة ليعقوب . وحين يجتمعان لا يتطرق لابان إلا إلى عدم تمكنه من توديع ابنتيه وأحفاده وسرقة آلهته . يتعذر يعقوب بتخوفه من أن يقوم لابان بالإبقاء على ابنتيه ويعلن له أنه لن يدع من يجد الأصنام لديه يعيش ، فهو لم يكن يعرف أن راحيل قامت بسرقة الآلهة ! وحين أدركت راحيل أن أباها سيقوم بالبحث عن الأصنام وضعتها في خرج جمل وجلست عليها متذرعة بالدورة الشهرية وعدم قدرتها على النهوض. فتش أبوها الخباء ولم يعثر على الآلهة : 33 فدخل لابان خباء يعقوب وخباء ليئة وخباء الجاريتين ولم يجد. وخرج من خباء ليئة ودخل خباء راحيل 34 وكانت راحيل قد أخذت الأصنام ووضعتها في حداجة الجمل وجلست عليها. فجس لابان كل الخباء ولم يجد 35 وقالت لأبيها: لا يغتظ سيدي أني لا أستطيع أن أقوم أمامك لأن علي عادة النساء. ففتش ولم يجد الأصنام أغاظ الأمر يعقوب فتخاصما وتجادلا حول الماضي غير أنهما توصلا إلى اتفاق في النهاية : 44 فالآن هلم نقطع عهدا أنا وأنت، فيكون شاهدا بيني وبينك 45 فأخذ يعقوب حجرا وأوقفه عمودا 46 وقال يعقوب لإخوته: التقطوا حجارة. فأخذوا حجارة وعملوا رجمة وأكلوا هناك على الرجمة لا نعرف من أين جاء اخوة يعقوب ! وأشهدا الآلهة على عهدهما : 53 إله إبراهيم وآلهة ناحور، آلهة أبيهما، يقضون بيننا. وحلف يعقوب بهيبة أبيه إسحاق ( المفروض آلهة أبويهما ) 54 وذبح يعقوب ذبيحة في الجبل ودعا إخوته ليأكلوا طعاما، فأكلوا طعاما وباتوا في الجبل 55 ثم بكر لابان صباحا وقبل بنيه وبناته وباركهم ومضى. ورجع لابان إلى مكانه ******* يبدو من النص أن ثمة أخذ بمواقف الآلهة . فلابان يأخذ بتحذير يهوه له من التعرض ليعقوب بسوء ، فلو لم يكن له مكانة لديه لما أخذ بتحذيره ،وربما استنجد بآلهته ،ولربما نشب صراع بين آلهة ناحور ويهوه وليس بين الأخوين فحسب . أما الطريف في الأمر أن الآلهة لا تستطيع أن تخبر عن مكان وجودها وراحيل تجلس عليها في خرج الجمل ! وهكذا يعود لابان دون آلهة ! ***** تكوين ( 32) : يتابع يعقوب رحلته لتظهر له الملائكة في الطريق دون أن نعرف لماذا ظهرت ، ونكتشف أنه عبر نهر الأردن بعصا ! وأرسل رسلا لاستطلاع الطريق أمامه وإخبار أخيه عيسو عن قدومه. عاد الرسل ليخبروه أن أخاه عيسو قادم للقائه مع أربعمائة رجل . تخوف يعقوب من الأمر وقام بقسم كل ما معه إلى قسمين حتى إذا أراد عيسو أن يسطو يستولي على أحدهما فقط وراح يتضرع إلى يهوه ليقف معه ويحميه من أخيه : 9 وقال يعقوب: يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق، الرب الذي قال لي: ارجع إلى أرضك وإلى عشيرتك فأحسن إليك 10 صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك. فإني بعصاي عبرت هذا الأردن، والآن قد صرت جيشين 11 نجني من يد أخي، من يد عيسو، لأني خائف منه أن يأتي ويضربني الأم مع البنين وقام يعقوب بانتقاء كم هائل من المواشي والأغنام وأرسله مع العبيد إلى أخيه عيسو: 13 وبات هناك تلك الليلة وأخذ مما أتى بيده هدية لعيسو أخيه 14 مئتي عنز وعشرين تيسا، مئتي نعجة وعشرين كبشا 15 ثلاثين ناقة مرضعة وأولادها، أربعين بقرة وعشرة ثيران، عشرين أتانا وعشرة حمير 16 ودفعها إلى يد عبيده قطيعا قطيعا على حدة. وقال لعبيده: اجتازوا قدامي واجعلوا فسحة بين قطيع وقطيع 17 وأمر الأول قائلا: إذا صادفك عيسو أخي وسألك قائلا: لمن أنت ؟ وإلى أين تذهب ؟ ولمن هذا الذي قدامك 18 تقول: لعبدك يعقوب . هو هدية مرسلة لسيدي عيسو، وها هو أيضا وراءنا 19 وأمر أيضا الثانى والثالث وجميع السائرين وراء القطعان قائلا: بمثل هذا الكلام تكلمون عيسو حينما تجدونه 20 وتقولون: هوذا عبدك يعقوب أيضا وراءنا. لأنه قال: أستعطف وجهه بالهدية السائرة أمامي ، وبعد ذلك أنظر وجهه، عسى أن يرفع وجهي 21 فاجتازت الهدية قدامه، وأما هو فبات تلك الليلة في المحلة هذا المبيت ليعقوب بعد أن أرسل اسرته إلى مكان آمن : 22 ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق 23 أخذهم وأجازهم الوادي، وأجاز ما كان له ويبدو أنه عاد ليبيت في المحلة ، حيث حدث ما لا يتوقعه أحد . فقد شاء يهوه أن ينزل من علياء سمائه ليصارع يعقوب تلك الليلة . فيهوه كما يبدو يهوى المصارعة ، فكيف ليعقوب الإنسان أن يصارع إلها ؟ ثم هل الوقت وقت مصارعة ؟: 24 فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر واضح أن يهوه نزل مجسدا في جسد انساني إن لم يكن هو انسان كما مرمعنا في مشاهد أخرى ، لكن يبدو انه كإنسان إله قادر على التجسد في أشياء أخرى غير انسانية : 25 ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حق فخذه، فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه ثمة خطأ في الصياغة فالضمير في( عليه ) يعود إلى يعقوب وليس إلى يهوه كون الحديث عنه .وكان يجب ان يقال ( ولما رأى المصارع أو الإنسان أنه لا يقدر عليه ) . ولولا أن النص أشار إلى أن حق فخذ يعقوب هو الذي انخلع لاعتقدنا أن حق فخذ الله هو الذي انخلع . لا نعرف ما هي الغاية من هذه المصارعة ولا نعرف كيف لا يستطيع يهوه الإنتصار على يعقوب ، وأنه في حاجة إلى كسر حق فخذه لينتصر عليه ؟ّ! هل يعقل هذا ؟ إله الكون القادر على كل شيء يعجز أمام يعقوب ! سبق وأن قلنا في نص ما سابق أن للأسطورة منطقها أيضا ، أما اسطورة مصارعة يهوه ليعقوب فلا تخضع لأي منطق ،ولذلك يتجاهل النص القرآني معظم هذه التفاصيل في النصوص التوراتية ، لأنه ليس في مقدور العقل أن يتقبلها . عدا أن النصوص القرآنية لم تظهر الله في أي منها على الإطلاق ، وأبقت عليه في مكانة سامية عن البشر والوجود أي نزهته إلى أبعد حدود المطلق . وجعلت من ملاك ( جبريل ) وسيطا ..وهذا الأمر يشير إلى تطور العقل العربي وتطور مفهوم الألوهة ليبلغ أقصى مدى له . وليس من اليسير على أي عقل بعد ذلك أن يأتي بمفهوم أرقى للوجود الإلهي . لذلك توقف ظهور الآلهة والأديان ولو في منطقتنا. ولم يجد ابن عربي كأكبر مفكر اسلامي إلا أن يعتبرالله حقيقة سارية في الكون من أعلاه إلى أدناه حين أراد تعريفه . ولم نجد نحن بدورنا إلا أن نعرف الحقيقة التي أشار إليها ابن عربي بأنها الطاقة . الطاقة ولا شيء غير ذلك .* 26 وقال: أطلقني، لأنه قد طلع الفجر. فقال: لا أطلقك إن لم تباركني وماذا يعني طلوع الفجر ؟ هل يخاف يهوة طلوع الفجر أم أن لديه موعدا ما ؟! ثم إنه كإله كان في مقدوره تأخير طلوع الفجر . هذه المعجزات لا يقدرعليها إلى الإله الإسلامي . فالعقل الإسلامي عرف كيف يوظف الأسطورة في معظم الأحيان أو بعضها على الأقل . وكيف يطلب يعقوب من انسان أن يباركه ،طالما لا يوجد ما يشير إلى أنه عرف أن من يصارعه هو يهوه شخصيا ؟! 27 فقال له: ما اسمك ؟ فقال: يعقوب يا سلام ! ويهوه لا يعرف أن من يصارعه هو يعقوب فيسأله عن اسمه ! 28 فقال: لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل إسرائيل، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت ( اسر- إيل ) أي أسير إيل . أو عبد الإله ايل . أو عبد الله . وثمة من يفسرونها جندي الله أو الذي أسر الله . لكن الأصح هو عبد الله حسب رأينا . 29 وسأل يعقوب وقال: أخبرني باسمك. فقال: لماذا تسأل عن اسمي ؟ وباركه هناك لا يريد يهوه أن يعرفه عبده يعقوب مع أنه طلب مباركته فباركه ! 30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا: لأني نظرت الله وجها لوجه، ونجيت نفسي من أين جاءت هذه المعرفة أنه كان يصارع الله ؟! 31 وأشرقت له الشمس إذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخذه 32 لذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النسا الذي على حق الفخذ إلى هذا اليوم، لأنه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا وهل هذا الكلام صحيح . أنا شخصيا لا أعرف !! *** مراجع : سفر التكوين (31) و (32) * راجع نصر حامد أبو زيد هكذا تكلم ابن عربي . وسبق أن أشرت إلى القول . (22) بنو اسرائيل( يعقوب) يقتلون كافة رجال شكيم( نابلس ) ويسبون نساءها وأطفالها وينهبون مواشيها . * رأوبين يضاجع بلهة أم أخويه دان ونفتالي ! * راحيل تموت عند ولادة رأوبين ! في الفصل ( 33) يلتقي الأخوان عيسو ويعقوب ويتصالحان ، لكن بعد أن سجد يعقوب لعيسو سبع مرات ، وسجد له جميع أبنائه ونسائه وجواريه وبالتأكيد عبيده . لم يقم يعقوب في الأرض التي يقيم فيها عيسو .. فقد ذهب ليقيم في أرض اشتراها في شكيم . يفترض أنها نابلس . 3 وأما هو فاجتاز قدامهم وسجد إلى الأرض سبع مرات حتى اقترب إلى أخي 6 فاقتربت الجاريتان هما وأولادهما وسجدتا ه 7 ثم اقتربت ليئة أيضا وأولادها وسجدوا. وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا 18 ثم أتى يعقوب سالما إلى مدينة شكيم التي في أرض كنعان، حين جاء من فدان أرام. ونزل أمام المدينة 19 وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة ****** تكوين (34) لم تجر الأمور على ما يرام حين تعرض شكيم لدينة ابنة يعقوب وضاجعها : 1 وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض 2 فرآها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الأرض، وأخذها واضطجع معها وأذلها غير أن كتبة التوراة يقولون عكس ذلك في السطر اللاحق مما يشيرإلى أنه ضاجع الفتاة برضاها ولم يذلها أو يغتصبها كما أنه كلم أباه ليتخذها زوجة له : 3 وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب، وأحب الفتاة ولاطف الفتاة 4 فكلم شكيم حمور أباه قائلا: خذ لي هذه الصبية زوجة 6 فخرج حمور أبو شكيم إلى يعقوب ليتكلم معه 7 وأتى بنو يعقوب من الحقل حين سمعوا. وغضب الرجال واغتاظوا جدا لأنه صنع قباحة في إسرائيل بمضاجعة ابنة يعقوب، وهكذا لا يصنع 8 وتكلم حمور معهم قائلا: شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم. أعطوه إياها زوجة 9 وصاهرونا. تعطوننا بناتكم، وتأخذون لكم بناتنا 10 وتسكنون معنا، وتكون الأرض قدامكم. اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها 11 ثم قال شكيم لأبيها ولإخوتها: دعوني أجد نعمة في أعينكم. فالذي تقولون لي أعطي 12 كثروا علي جدا مهرا وعطية، فأعطي كما تقولون لي. وأعطوني الفتاة زوجة لم يختلف نبل وكرم حمور عن نبل وكرم أبيمالك من قبل . فلم يترك شيئا إلا وقدمه .السكن والإقامة والمتاجرة والتملك والمصاهرة . أي أن يتحولوا إلى أسرة واحدة . 13 فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر وتكلموا. لأنه كان قد نجس دينة أختهم المكر ضرورة عند هؤلاء القوم ! كما هو المكر الحديث في اتفاقية أو سلو ! 14 فقالوا لهما: لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر أن نعطي أختنا لرجل أغلف، لأنه عار لنا يا لطيف شو هالعار الفظيع ( غير مختون )؟! 15 غير أننا بهذا نواتيكم: إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر 16 نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم، ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا 17 وإن لم تسمعوا لنا، أن تختتنوا، نأخذ ابنتنا ونمضي 18 فحسن كلامهم في عيني حمور وفي عيني شكيم بن حمور 19 ولم يتأخر الغلام أن يفعل الأمر، لأنه كان مسرورا بابنة يعقوب. وكان أكرم جميع بيت أبيه 20 فأتى حمور وشكيم ابنه إلى باب مدينتهما، وكلما أهل مدينتهما قائلين 21 هؤلاء القوم مسالمون لنا. فليسكنوا في الأرض ويتجروا فيها. وهوذا الأرض واسعة الطرفين أمامهم. نأخذ لنا بناتهم زوجات ونعطيهم بناتنا 22 غير أنه بهذا فقط يواتينا القوم على السكن معنا لنصير شعبا واحدا: بختننا كل ذكر كما هم مختونون 24 فسمع لحمور وشكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة، واختتن كل ذكر. كل الخارجين من باب المدينة وهكذا اختتن جميع ذكور شكيم اذعانا للمشيئة الإسرائلية فماذا جرى بعد ذلك ؟ 25 فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب، شمعون ولاوي أخوي دينة، أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر 26 وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف، وأخذا دينة من بيت شكيم وخرجا 27 ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة، لأنهم نجسوا أختهم ( أتى بنو يعقوب على القتلى ) أي أجهزوا عليهم وهم قتلى ، فقد يكون رمق حياة في أحدهم . ونهبوا المدينة وسبوا النساء والأطفال .أي ثمن باهظ دفعه أهل شكيم مقابل حسن نواياهم . 28 غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل أخذوه 29 وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم، ونساءهم وكل ما في البيوت 30 فقال يعقوب لشمعون ولاوي: كدرتماني بتكريهكما إياي عند سكان الأرض الكنعانيين والفرزيين، وأنا نفر قليل. فيجتمعون علي ويضربونني، فأبيد أنا وبيتي تخوف يعقوب في محله مع أنه لم يمنع أبنائه عن فظاعة انتقامهم . 31 فقالا: أنظير زانية يفعل بأختنا يقصدان ابن عاهرة ! يقول القمص تادرس يعقوب في تفسيره لما جرى: إنها بلا شك جريمة وحشية أزعجت نفس يعقوب وكدرته، إذ خاف لئلا تجتمع الأمم المجاورة معًا وتنتقم لأهل شكيم، خاصة وأنه غريب ويمثل نفرًا قليلًا. إن كان يعقوب قد ألقى اللوم على أبنيه لمكرهما، ففي الواقع إنما يشرب من ذات الكأس التي مزجها، لقد سبق فاستخدم مكره في اغتصاب البركة من أبيه، فصارت حياته سلسلة لا تنقطع من المرارة بسبب مكر الآخرين وغدرهم به، حتى وإن كان هؤلاء الآخرون هم أبناءه. تصرف يعقوب بمكر فغدر به لابان عشر مرات، والآن يتكدر بسبب مكر أبنيه، ويبقى يعقوب حتى الشيخوخة يحصد ما زرعه.(1) تكوين (35) هنا يعود التأكيد على أن الله هو إيل . أي الإله الكنعاني : 1 ثم قال الله ليعقوب : قم اصعد إلى بيت إيل وأقم هناك، واصنع هناك مذبحا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك 2 فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معه: اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وأبدلوا ثيابكم 3 ولنقم ونصعد إلى بيت إيل، فأصنع هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقتي، وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه 4 فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم والأقراط التي في آذانهم، فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم 5 ثم رحلوا، وكان خوف الله على المدن التي حولهم، فلم يسعوا وراء بني يعقوب يقصد أن سكان المدن كان لديهم مخافة الله أي مخافة الإله إيل فلم يلحقوا بهم ، فهل سامحوهم بمقتل رجال شكيم ونهبها وسبي نساءها ؟ 6 فأتى يعقوب إلى لوز التي في أرض كنعان، وهي بيت إيل. هو وجميع القوم الذين معه 7 وبنى هناك مذبحا، ودعا المكان إيل بيت إيل لأنه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه أخيه 8 وماتت دبورة مرضعة رفقة ودفنت تحت بيت إيل تحت البلوطة، فدعا اسمها ألون باكوت لم يكن دور مهم لدبورة من قبل في حياة العائلة فلماذا ظهرت عند موتها ؟ كما يفترض أنها مع اسحق في حبرون ( الخليل) 9 وظهر الله ليعقوب أيضا حين جاء من فدان أرام وباركه 10 وقال له الله: اسمك يعقوب. لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب، بل يكون اسمك إسرائيل. فدعا اسمه إسرائيل عرفنا ذلك من فصل المصارعة فلماذ تكراره الآن ؟ 11 وقال له الله: أنا الله القدير. أثمر واكثر. أمة وجماعة أمم تكون منك، وملوك سيخرجون من صلبك هلكنا يهوه بهذه الوعود من ابراهيم إلى اسحق فيعقوب ! 12 والأرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق، لك أعطيها، ولنسلك من بعدك أعطي الأرض يكثر خيرك فهمنا والله كم مرة ستمنحهم الأرض ؟ 13 ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه ما له حق كان لازم يتغدى معه! 14 فنصب يعقوب عمودا في المكان الذي فيه تكلم معه، عمودا من حجر، وسكب عليه سكيبا، وصب عليه زيتا كمان الحجر بده سكيب وزيت ؟! لا أعرف ما هو السكيب العجيب هذا . فهل هو كل ما يسكب ؟ ولعله سكب على العمود لبنا أو حليبا أو ماء ! حممه يعني . 15 ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت إيل قبل أن يصعد هو وأسرته إلى البلده قال أنه سيصعد إلى بيت إيل ، أي أن اسمها كان بيت إيل قبل أن يصعد إليها ،أما الآن فلم تتحول إلى بيت إيل إلا بعد أن ظهر يهوه فيها وأقام له يعقوب عمودا !! 16 ثم رحلوا من بيت إيل . ولما كان مسافة من الأرض بعد حتى يأتوا إلى أفراتة، ولدت راحيل وتعسرت ولادتها 17 وحدث حين تعسرت ولادتها أن القابلة قالت لها: لا تخافي، لأن هذا أيضا ابن لك 18 وكان عند خروج نفسها ، لأنها ماتت، أنها دعت اسمه بن أوني. وأما أبوه فدعاه بنيامين 19 فماتت راحيل ودفنت في طريق أفراتة، التي هي بيت لحم الحق على يهوه كان يجب أن يقف مع راحيل في ولادتها . فهل تركها تموت هكذا؟ 20 فنصب يعقوب عمودا على قبرها، وهو عمود قبر راحيل إلى اليوم ( يكفي تلفيق على التاريخ ) 21 ثم رحل إسرائيل ونصب خيمته وراء مجدل عدر 22 وحدث إذ كان إسرائيل ساكنا في تلك الأرض، أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه، وسمع إسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر سمع وماذا فعل ؟ لا شيء لم يعد بيده ! 27 وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه إلى ممرا، قرية أربع، التي هي حبرون، حيث تغرب إبراهيم وإسحاق 28 وكانت أيام إسحاق مئة وثمانين سنة 29 فأسلم إسحاق روحه ومات وانضم إلى قومه، شيخا وشبعان أياما. ودفنه عيسو ويعقوب ابناه . إذا كانت أعمار بني اسرائيل في ذلك الزمن هكذا ، فيفترض أنها الآن تتجاوز الألفي عام مع تقدم الطب ! ******* المراجع: سفر التكوين (33) (34) ( 35) (1) تفسير الإصحاح 34من سفر التكوين للقمص تادرس يعقوب. موقع القديسة تقلا. (23) يوسف وكيلا لفرعون في مصر . * بنواسرائيل يدخلون مصرليقيموا 400 عام حسب التوراة . تكوين (37) يطالعنا السفر السابع والثلاثين بالحديث عن نميمة أخبرها يوسف إلى أبيه يعقوب لا نعرف ما هي ولا شك أنها هي من جعلت أخوته يكرهونه .. وحسب ما ذكر في النصوص ليس هناك حدث سري يدعو للنميمة سوى مضاجعة رأوبين لبلهة زوجة أبيه وأم أخوية دان ونفتالي . وربما زاد ذلك من محبة أبيه له كونه آخر العنقود وابن راحيل المحبوبة الأولى : 2 هذه مواليد يعقوب: يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة، كان يرعى مع إخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي أبيه، وأتى يوسف بنميمتهم الرديئة إلى أبيهم 3 وأما إسرائيل فأحب يوسف أكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته، فصنع له قميصا ملونا 4 فلما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام ومما زاد الأمر سوءا هو أحلام يوسف التي تنم عن طموح فوقي بالتسيد على الآخرين حتى اخوته وأسرته ،وقد سبق وأن تطرقنا لهذه الأحلام : 5 وحلم يوسف حلما وأخبر إخوته، فازدادوا أيضا بغضا له 6 فقال لهم: اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت 7 فها نحن حازمون حزما في الحقل، وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي 8 فقال له إخوته: ألعلك تملك علينا ملكا أم تتسلط علينا تسلطا ؟ وازدادوا أيضا بغضا له من أجل أحلامه ومن أجل كلامه 9 ثم حلم أيضا حلما آخر وقصه على إخوته، فقال: إني قد حلمت حلما أيضا، وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي هذا الحلم يرقى به إلى مرتبة ألوهية ! 10 وقصه على أبيه وعلى إخوته، فانتهره أبوه وقال له: ما هذا الحلم الذي حلمت ؟ هل نأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض نسي يعقوب أن راحيل ماتت!إلا إذا كانت ستخرج من القبر لتسجد لابنها! 11 فحسده إخوته، وأما أبوه فحفظ الأمر 12 ومضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم 13 فقال إسرائيل ليوسف : أليس إخوتك يرعون عند شكيم ؟ تعال فأرسلك إليهم. فقال له:هأنذا 14 فقال له: اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبرا. فأرسله من وطاء حبرون فأتى إلى شكيم
19 فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادم 20 فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله. فنرى ماذا تكون أحلامه 21 فسمع رأوبين وأنقذه من أيديهم، وقال: لا نقتله رأوبين تحديدا هو من كان ضد الأمر لأن يوسف كان حريصا على أن لا يعرف أبوه بقصته مع زوجته بلهه . 22 وقال لهم رأوبين: لا تسفكوا دما. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يدا. لكي ينقذه من أيديهم ليرده إلى أبيه 23 فكان لما جاء يوسف إلى إخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه، القميص الملون الذي عليه 24 وأخذوه وطرحوه في البئر. وأما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء 25 ثم جلسوا ليأكلوا طعاما. فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مقبلة من جلعاد، وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا، ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر 26 فقال يهوذا لإخوته: ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه 27 تعالوا فنبيعه للإسماعيليين، ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولحمنا. فسمع له إخوته 28 واجتاز رجال مديانيون تجار، فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر، وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف إلى مصر 29 ورجع رأوبين إلى البئر، وإذا يوسف ليس في البئر، فمزق ثيابه 30 ثم رجع إلى إخوته وقال: الولد ليس موجودا، وأنا إلى أين أذهب 31 فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم 32 وأرسلوا القميص الملون وأحضروه إلى أبيهم وقالوا: وجدنا هذا. حقق أقميص ابنك هو أم لا 33 فتحققه وقال: قميص ابني وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراسا 34 فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحا على حقويه، وناح على ابنه أياما كثيرة 36 وأما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون، رئيس الشرط تكوين (38) وهكذا انتهى يوسف إلى مصر ليبدأ نجمه بالصعود . غير أن قصة بطلها يهوذا تدخل على النص دون أي مبرر وكان يجب أن تحتل فصلا وحدها أو ترد مع فصول غير هذا . 1 وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا نزل من عند إخوته، ومال إلى رجل عدلامي اسمه حيرة 2 ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع، فأخذها ودخل عليها 3 فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا وهكذا تطول قصة يهوذا.. تكوين (39) 1 وأما يوسف فأنزل إلى مصر، واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط، رجل مصري، من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك 2 وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا، وكان في بيت سيده المصري 3 ورأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده 4 فوجد يوسف نعمة في عينيه، وخدمه، فوكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له 5 وكان من حين وكله على بيته، وعلى كل ما كان له، أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف . وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل 6 فترك كل ما كان له في يد يوسف. ولم يكن معه يعرف شيئا إلا الخبز الذي يأكل. وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر 7 وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: اضطجع معي 8 فأبى وقال لامرأة سيده: هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت، وكل ما له قد دفعه إلى يدي 9 ليس هو في هذا البيت أعظم مني. ولم يمسك عني شيئا غيرك، لأنك امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله 10 وكان إذ كلمت يوسف يوما فيوما أنه لم يسمع لها أن يضطجع بجانبها ليكون معها 11 ثم حدث نحو هذا الوقت أنه دخل البيت ليعمل عمله، ولم يكن إنسان من أهل البيت هناك في البيت 12 فأمسكته بثوبه قائلة : اضطجع معي. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج 13 وكان لما رأت أنه ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج 14 أنها نادت أهل بيتها ، وكلمتهم قائلة: انظروا قد جاء إلينا برجل عبراني ليداعبنا دخل إلي ليضطجع معي، فصرخت بصوت عظيم 15 وكان لما سمع أني رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج إلى خارج 16 فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده إلى بيته 17 فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة: دخل إلي العبد العبراني الذي جئت به إلينا ليداعبني 18 وكان لما رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب إلى خارج 19 فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي كلمته به قائلة: بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك، أن غضبه حمي 20 فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن، المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه. وكان هناك في بيت السجن القصة لم تسرد بشكل جيد . في النص القراني كما سبق وتطرقنا . كان السرد شاعريا جميلاوأكثر بلاغة . فالحديث هنا عن ثوب بكاملة والحديث هناك عن قد قميص . كما أن النص القرآني يتحدث عن إخراج يوسف للنساء بعد أن أعطتهن امرأة الفرعون سكاكين فقطعن أيديهن لهول جماله ، وهذا غير معقول بالتأكيد حتى لو أعمى جماله عيونهن : (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 ) . 21 ولكن الرب كان مع يوسف، وبسط إليه لطفا، وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن 22 فدفع رئيس بيت السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى الذين في بيت السجن. وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل 23 ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مما في يده، لأن الرب كان معه، ومهما صنع كان الرب ينجحه حتى في السجن يسر الرب له الأمور لأن يكون مسؤولا ! تكوين (40) 1 وحدث بعد هذه الأمور أن ساقي ملك مصر والخباز أذنبا إلى سيدهما ملك مصر 2 فسخط فرعون على خصييه: رئيس السقاة ورئيس الخبازين 3 فوضعهما في حبس بيت رئيس الشرط، في بيت السجن، المكان الذي كان يوسف محبوسا فيه 4 فأقام رئيس الشرط يوسف عندهما فخدمهما. وكانا أياما في الحبس 5 وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة، كل واحد حلمه، كل واحد بحسب تعبير حلمه، ساقي ملك مصر وخبازه، المحبوسان في بيت السجن 6 فدخل يوسف إليهما في الصباح ونظرهما، وإذا هما مغتمان 7 فسأل خصيي فرعون اللذين معه في حبس بيت سيده قائلا: لماذا وجهاكما مكمدان اليوم 8 فقالا له: حلمنا حلما وليس من يعبره. فقال لهما يوسف: أليست لله التعابير ؟ قصا علي 9 فقص رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له: كنت في حلمي وإذا كرمة أمامي 10 وفي الكرمة ثلاثة قضبان، وهي إذ أفرخت طلع زهرها، وأنضجت عناقيدها عنبا 11 وكانت كأس فرعون في يدي، فأخذت العنب وعصرته في كأس فرعون، وأعطيت الكأس في يد فرعون 12 فقال له يوسف: هذا تعبيره: الثلاثة القضبان هي ثلاثة أيام 13 في ثلاثة أيام أيضا يرفع فرعون رأسك ويردك إلى مقامك، فتعطي كأس فرعون في يده كالعادة الأولى حين كنت ساقيه 14 وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير، تصنع إلي إحسانا وتذكرني لفرعون، وتخرجني من هذا البيت 15 لأني قد سرقت من أرض العبرانيين، وهنا أيضا لم أفعل شيئا حتى وضعوني في السجن الطريف في الأمر أن الأسرة كلها تفهم في تفسير الأحلام ، غير أن فهم يوسف هو الأرقى كما يبدو . 16 فلما رأى رئيس الخبازين أنه عبر جيدا، قال ليوسف: كنت أنا أيضا في حلمي وإذا ثلاثة سلال حوارى على رأسي 17 وفي السل الأعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز. والطيور تأكله من السل عن رأسي 18 فأجاب يوسف وقال: هذا تعبيره: الثلاثة السلال هي ثلاثة أيام 19 في ثلاثة أيام أيضا يرفع فرعون رأسك عنك، ويعلقك على خشبة، وتأكل الطيور لحمك عنك 20 فحدث في اليوم الثالث، يوم ميلاد فرعون، أنه صنع وليمة لجميع عبيده، ورفع رأس رئيس السقاة ورأس رئيس الخبازين بين عبيده 21 ورد رئيس السقاة إلى سقيه، فأعطى الكأس في يد فرعون 22 وأما رئيس الخبازين فعلقه، كما عبر لهما يوسف 23 ولكن لم يذكر رئيس السقاة يوسف بل نسيه ما له حق ! تكوين (41) 1 وحدث من بعد سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلما: وإذا هو واقف عند النهر 2 وهوذا سبع بقرات طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم، فارتعت في روضة 3 ثم هوذا سبع بقرات أخرى طالعة وراءها من النهر قبيحة المنظر ورقيقة اللحم، فوقفت بجانب البقرات الأولى على شاطئ النهر 4 فأكلت البقرات القبيحة المنظر والرقيقة اللحم البقرات السبع الحسنة المنظر والسمينة. واستيقظ فرعون 5 ثم نام فحلم ثانية: وهوذا سبع سنابل طالعة في ساق واحد سمينة وحسنة 6 ثم هوذا سبع سنابل رقيقة وملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها 7 فابتلعت السنابل الرقيقة السنابل السبع السمينة الممتلئة. واستيقظ فرعون، وإذا هو حلم 8 وكان في الصباح أن نفسه انزعجت، فأرسل ودعا جميع سحرة مصر وجميع حكمائها. وقص عليهم فرعون حلمه، فلم يكن من يعبره لفرعون أين ذهب سحرة مصر وحكمائها الذين سيظهرون في سفر الخروج فيما بعد لموسى وفرعون : 9 ثم كلم رئيس السقاة فرعون قائلا: أنا أتذكر اليوم خطاياي 10 فرعون سخط على عبديه ، فجعلني في حبس بيت رئيس الشرط أنا ورئيس الخبازين 11 فحلمنا حلما في ليلة واحدة أنا وهو. حلمنا كل واحد بحسب تعبير حلمه 12 وكان هناك معنا غلام عبراني عبد لرئيس الشرط، فقصصنا عليه، فعبر لنا حلمينا. عبر لكل واحد بحسب حلمه 13 وكما عبر لنا هكذا حدث. ردني أنا إلى مقامي، وأما هو فعلقه 14 فأرسل فرعون ودعا يوسف، فأسرعوا به من السجن. فحلق وأبدل ثيابه ودخل على فرعون 15 فقال فرعون ليوسف: حلمت حلما وليس من يعبره. وأنا سمعت عنك قولا، إنك تسمع أحلاما لتعبرها 16 فأجاب يوسف فرعون قائلا: ليس لي. الله يجيب بسلامة فرعون ويعيد فرعون قص الحلم على يوسف . 25 فقال يوسف لفرعون: حلم فرعون واحد. قد أخبر الله فرعون بما هو صانع 26 البقرات السبع الحسنة هي سبع سنين، والسنابل السبع الحسنة هي سبع سنين. هو حلم واحد 27 والبقرات السبع الرقيقة القبيحة التي طلعت وراءها هي سبع سنين، والسنابل السبع الفارغة الملفوحة بالريح الشرقية تكون سبع سنين جوعا 28 هو الأمر الذي كلمت به فرعون. قد أظهر الله لفرعون ما هو صانع 29 هوذا سبع سنين قادمة شبعا عظيما في كل أرض مصر 30 ثم تقوم بعدها سبع سنين جوعا، فينسى كل الشبع في أرض مصر ويتلف الجوع الأرض 31 ولا يعرف الشبع في الأرض من أجل ذلك الجوع بعده، لأنه يكون شديدا جدا 32 وأما عن تكرار الحلم على فرعون مرتين، فلأن الأمر مقرر من قبل الله، والله مسرع ليصنعه 33 فالآن لينظر فرعون رجلا بصيرا وحكيما ويجعله على أرض مصر 34 يفعل فرعون فيوكل نظارا على الأرض، ويأخذ خمس غلة أرض مصر في سبع سني الشبع 35 فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة، ويخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن ويحفظونه 36 فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع التي تكون في أرض مصر، فلا تنقرض الأرض بالجوع 37 فحسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون جميع عبيده 38 فقال فرعون لعبيده: هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله من كلام فرعون نعرف أن الإله الذي يؤمن به هو الذي يمنح البشر الحياة والمعرفة مهما كان دينهم : ( هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله ) 39 ثم قال فرعون ليوسف : بعد ما أعلمك الله كل هذا، ليس بصير وحكيم مثلك 40 أنت تكون على بيتي، وعلى فمك يقبل جميع شعبي إلا إن الكرسي أكون فيه أعظم منك 41 ثم قال فرعون ليوسف : انظر، قد جعلتك على كل أرض مصر 42 وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف، وألبسه ثياب بوص، ووضع طوق ذهب في عنقه 43 وأركبه في مركبته الثانية، ونادوا أمامه اركعوا. وجعله على كل أرض مصر أصبح السيد المطلق بعد فرعون . 44 وقال فرعون ليوسف: أنا فرعون. فبدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر 45 ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح، وأعطاه أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون زوجة. فخرج يوسف على أرض مصر 46 وكان يوسف ابن ثلاثين سنة لما وقف قدام فرعون ملك مصر. فخرج يوسف من لدن فرعون واجتاز في كل أرض مصر 47 وأثمرت الأرض في سبع سني الشبع بحزم 48 فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في أرض مصر، وجعل طعاما في المدن. طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها هل هذا يعني أنه بدأ يستولي على ثروات الشعب ؟ 49 وخزن يوسف قمحا كرمل البحر، كثيرا جدا حتى ترك العدد، إذ لم يكن له عدد 50 وولد ليوسف ابنان قبل أن تأتي سنة الجوع، ولدتهما له أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون 51 ودعا يوسف اسم البكر منسى قائلا: لأن الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي 52 ودعا اسم الثانى أفرايم قائلا: لأن الله جعلني مثمرا في أرض مذلتي 53 ثم كملت سبع سني الشبع الذي كان في أرض مصر 54 وابتدأت سبع سني الجوع تأتي كما قال يوسف، فكان جوع في جميع البلدان. وأما جميع أرض مصر فكان فيها خبز 55 ولما جاعت جميع أرض مصر وصرخ الشعب إلى فرعون لأجل الخبز، قال فرعون لكل المصريين: اذهبوا إلى يوسف، والذي يقول لكم افعلوا 56 وكان الجوع على كل وجه الأرض، وفتح يوسف جميع ما فيه طعام وباع للمصريين. واشتد الجوع في أرض مصر 57 وجاءت كل الأرض إلى مصر إلى يوسف لتشتري قمحا، لأن الجوع كان شديدا في كل الأرض ومن أين جاءوا بالنقود ليشتروا ؟ تكوين (42) 1 فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح في مصر، قال يعقوب لبنيه: لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض 2 وقال إني قد سمعت أنه يوجد قمح في مصر. انزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت 3 فنزل عشرة من إخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر 4 وأما بنيامين أخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع إخوته، لأنه قال: لعله تصيبه أذية 5 فأتى بنو إسرائيل ليشتروا بين الذين أتوا، لأن الجوع كان في أرض كنعان 6 وكان يوسف هو المسلط على الأرض، وهو البائع لكل شعب الأرض. فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض 7 ولما نظر يوسف إخوته عرفهم، فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء، وقال لهم: من أين جئتم ؟ فقالوا: من أرض كنعان لنشتري طعاما 8 وعرف يوسف إخوته، وأما هم فلم يعرفوه 9 فتذكر يوسف الأحلام التي حلم عنهم، وقال لهم: جواسيس أنتم لتروا عورة الأرض جئتم 10 فقالوا له: لا يا سيدي، بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاما 11 نحن جميعنا بنو رجل واحد. نحن أمناء، ليس عبيدك جواسيس 12 فقال لهم: كلا بل لتروا عورة الأرض جئتم 13 فقالوا: عبيدك اثنا عشر أخا. نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان. وهوذا الصغير عند أبينا اليوم، والواحد مفقود 14 فقال لهم يوسف: ذلك ما كلمتكم به قائلا: جواسيس أنتم 15 بهذا تمتحنون. وحياة فرعون لا تخرجون من هنا إلا بمجيء أخيكم الصغير إلى هنا 16 أرسلوا منكم واحدا ليجيء بأخيكم، وأنتم تحبسون، فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق. وإلا فوحياة فرعون إنكم لجواسيس 17 فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام 18 ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث: افعلوا هذا واحيوا. أنا خائف الله 19 إن كنتم أمناء فليحبس أخ واحد منكم في بيت حبسكم، وانطلقوا أنتم وخذوا قمحا لمجاعة بيوتكم 20 وأحضروا أخاكم الصغير إلي، فيتحقق كلامكم ولا تموتوا. ففعلوا هكذا 21 وقالوا بعضهم لبعض: حقا إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع. لذلك جاءت علينا هذه الضيقة 22 فأجابهم رأوبين قائلا: ألم أكلمكم قائلا: لاتأثموا بالولد، وأنتم لم تسمعوا ؟ فهوذا دمه يطلب 23 وهم لم يعلموا أن يوسف فاهم لأن الترجمان كان بينهم وهل يحتاج يوسف إلى ترجمان ليفهم لغة أخوته ؟ 24 فتحول عنهم وبكى، ثم رجع إليهم وكلمهم، وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم 25 ثم أمر يوسف أن تملأ أوعيتهم قمحا، وترد فضة كل واحد إلى عدله، وأن يعطوا زادا للطريق . ففعل لهم هكذا 26 فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك 27 فلما فتح أحدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل، رأى فضته وإذا هي في فم عدله 28 فقال لإخوته: ردت فضتي وها هي في عدلي. فطارت قلوبهم وارتعدوا بعضهم في بعض قائلين : ما هذا الذي صنعه الله بنا 29 فجاءوا إلى يعقوب أبيهم إلى أرض كنعان، وأخبروه بكل ما أصابهم قائلين 30 تكلم معنا الرجل سيد الأرض بجفاء، وحسبنا جواسيس الأرض وأخبروا أباهم بما جرى . 35 وإذ كانوا يفرغون عدالهم إذا صرة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وأبوهم خافوا لم يأخذ يوسف من أخوته ثمنا للقمح عكس ما فعله من المصريين .
36 فقال لهم يعقوب: أعدمتموني الأولاد. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه . صار كل هذا علي 37 وكلم رأوبين أباه قائلا: اقتل ابني إن لم أجئ به إليك. سلمه بيدي وأنا أرده إليك 38 فقال: لا ينزل ابني معكم، لأن أخاه قد مات، وهو وحده باق. فإن أصابته أذية في الطريق التي تذهبون فيها تنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية تكوين (43) يعود أخوة يوسف مع بنيامين للحصول على المزيد من المؤن مصطحبين هدايا ليوسف بناء على نصيحة يعقوب: 11 فقال لهم إسرائيل أبوهم: إن كان هكذا فافعلوا هذا: خذوا من أفخر جنى الأرض في أوعيتكم، وأنزلوا للرجل هدية. قليلا من البلسان، وقليلا من العسل، وكثيراء ولاذنا وفستقا ولوزا 12 وخذوا فضة أخرى في أياديكم. والفضة المردودة في أفواه عدالكم ردوها في أياديكم، لعله كان سهوا 13 وخذوا أخاكم وقوموا ارجعوا إلى الرجل 14 والله القدير يعطيكم رحمة أمام الرجل حتى يطلق لكم أخاكم الآخر وبنيامين. وأنا إذا عدمت الأولاد عدمتهم 15 فأخذ الرجال هذه الهدية، وأخذوا ضعف الفضة في أياديهم، وبنيامين، وقاموا ونزلوا إلى مصر ووقفوا أمام يوسف 16 فلما رأى يوسف بنيامين معهم، قال للذي على بيته: أدخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيئ، لأن الرجال يأكلون معي عند الظهر 17 ففعل الرجل كما قال يوسف. وأدخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف 18 فخاف الرجال إذ أدخلوا إلى بيت يوسف، وقالوا: لسبب الفضة التي رجعت أولا في عدالنا نحن قد أدخلنا ليهجم علينا ويقع بنا ويأخذنا عبيدا وحميرنا 19 فتقدموا إلى الرجل الذي على بيت يوسف، وكلموه في باب البيت 20 وقالوا: استمع يا سيدي، إننا قد نزلنا أولا لنشتري طعاما 21 وكان لما أتينا إلى المنزل أننا فتحنا عدالنا، وإذا فضة كل واحد في فم عدله. فضتنا بوزنها. فقد رددناها في أيادينا 22 وأنزلنا فضة أخرى في أيادينا لنشتري طعاما. لا نعلم من وضع فضتنا في عدالنا 23 فقال: سلام لكم، لا تخافوا. إلهكم وإله أبيكم أعطاكم كنزا في عدالكم. فضتكم وصلت إلي. ثم أخرج إليهم شمعون 24 وأدخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف وأعطاهم ماء ليغسلوا أرجلهم، وأعطى عليقا لحميرهم 25 وهيأوا الهدية إلى أن يجيء يوسف عند الظهر، لأنهم سمعوا أنهم هناك يأكلون طعاما 26 فلما جاء يوسف إلى البيت أحضروا إليه الهدية التي في أياديهم إلى البيت، وسجدوا له إلى الأرض 27 فسأل عن سلامتهم، وقال: أسالم أبوكم الشيخ الذي قلتم عنه ؟ أحي هو بعد 28 فقالوا: عبدك أبونا سالم. هو حي بعد. وخروا وسجدوا 29 فرفع عينيه ونظر بنيامين أخاه ابن أمه، وقال: أهذا أخوكم الصغير الذي قلتم لي عنه ؟ ثم قال: الله ينعم عليك يا ابني 30 واستعجل يوسف لأن أحشاءه حنت إلى أخيه وطلب مكانا ليبكي، فدخل المخدع وبكى هناك 31 ثم غسل وجهه وخرج وتجلد، وقال: قدموا طعاما 32 فقدموا له وحده، ولهم وحدهم، وللمصريين الآكلين عنده وحدهم، لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعاما مع العبرانيين، لأنه رجس عند المصريين هذه معلومة جديدة ! 33 فجلسوا قدامه: البكر بحسب بكوريته، والصغير بحسب صغره، فبهت الرجال بعضهم إلى بعض 34 ورفع حصصا من قدامه إليهم، فكانت حصة بنيامين أكثر من حصص جميعهم خمسة أضعاف. وشربوا ورووا معه تكوين (44) 1 ثم أمر الذي على بيته قائلا: املأ عدال الرجال طعاما حسب ما يطيقون حمله، وضع فضة كل واحد في فم عدله 2 وطاسي، طاس الفضة، تضع في فم عدل الصغير، وثمن قمحه. ففعل بحسب كلام يوسف الذي تكلم به طالما على حساب المصريين لماذا لا ؟ 3 فلما أضاء الصبح انصرف الرجال هم وحميرهم 4 ولما كانوا قد خرجوا من المدينة ولم يبتعدوا، قال يوسف للذي على بيته: قم اسع وراء الرجال، ومتى أدركتهم فقل لهم: لماذا جازيتم شرا عوضا عن خير 5 أليس هذا هو الذي يشرب سيدي فيه ؟ وهو يتفاءل به. أسأتم في ما صنعتم 6 فأدركهم وقال لهم هذا الكلام 7 فقالوا له: لماذا يتكلم سيدي مثل هذا الكلام ؟ حاشا لعبيدك أن يفعلوا مثل هذا الأمر 8 هوذا الفضة التي وجدنا في أفواه عدالنا رددناها إليك من أرض كنعان. فكيف نسرق من بيت سيدك فضة أو ذهبا 9 الذي يوجد معه من عبيدك يموت، ونحن أيضا نكون عبيدا لسيدي 10 فقال: نعم، الآن بحسب كلامكم هكذا يكون. الذي يوجد معه يكون لي عبدا، وأما أنتم فتكونون أبرياء 11 فاستعجلوا وأنزلوا كل واحد عدله إلى الأرض، وفتحوا كل واحد عدله 12 ففتش مبتدئا من الكبير حتى انتهى إلى الصغير، فوجد الطاس في عدل بنيامين 13 فمزقوا ثيابهم وحمل كل واحد على حماره ورجعوا إلى المدينة 14 فدخل يهوذا وإخوته إلى بيت يوسف وهو بعد هناك، ووقعوا أمامه على الأرض 15 فقال لهم يوسف: ما هذا الفعل الذي فعلتم ؟ ألم تعلموا أن رجلا مثلي يتفاءل 16 فقال يهوذا: ماذا نقول لسيدي ؟ ماذا نتكلم ؟ وبماذا نتبرر ؟ الله قد وجد إثم عبيدك. ها نحن عبيد لسيدي، نحن والذي وجد الطاس في يده جميعا 17 فقال: حاشا لي أن أفعل هذا الرجل الذي وجد الطاس في يده هو يكون لي عبدا، وأما أنتم فاصعدوا بسلام إلى أبيكم 18 ثم تقدم إليه يهوذا وقال: استمع يا سيدي. ليتكلم عبدك كلمة في أذني سيدي ولا يحم غضبك على عبدك، لأنك مثل فرعون 19 سيدي سأل عبيده قائلا: هل لكم أب أوأخ 20 فقلنا لسيدي: لنا أب شيخ، وابن شيخوخة صغير، مات أخوه وبقي هو وحده لأمه، وأبوه يحبه 21 فقلت لعبيدك: انزلوا به إلي فأجعل نظري عليه 22 فقلنا لسيدي: لايقدر الغلام أن يترك أباه، وإن ترك أباه يموت 23 فقلت لعبيدك: إن لم ينزل أخوكم الصغير معكم لا تعودوا تنظرون وجهي 24 فكان لما صعدنا إلى عبدك أبي أننا أخبرناه بكلام سيدي 25 ثم قال أبونا: ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام 26 فقلنا: لا نقدر أن ننزل، وإنما إذا كان أخونا الصغير معنا ننزل، لأننا لا نقدر أن ننظر وجه الرجل وأخونا الصغير ليس معنا 30 فالآن متى جئت إلى عبدك أبي، والغلام ليس معنا، ونفسه مرتبطة بنفسه 31 يكون متى رأى أن الغلام مفقود، أنه يموت، فينزل عبيدك شيبة عبدك أبينا بحزن إلى الهاوية 32 لأن عبدك ضمن الغلام لأبي قائلا: إن لم أجئ به إليك أصر مذنبا إلى أبي كل الأيام 33 فالآن ليمكث عبدك عوضا عن الغلام، عبدا لسيدي، ويصعد الغلام مع إخوته 34 لأني كيف أصعد إلى أبي والغلام ليس معي ؟ لئلا أنظر الشر الذي يصيب أبي تكوين (45) 1 فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ: أخرجوا كل إنسان عني. فلم يقف أحد عنده حين عرف يوسف إخوته بنفسه 2 فأطلق صوته بالبكاء ، فسمع المصريون وسمع بيت فرعون 3 وقال يوسف لإخوته: أنا يوسف. أحي أبي بعد ؟ فلم يستطع إخوته أن يجيبوه، لأنهم ارتاعوا منه 4 فقال يوسف لإخوته: تقدموا إلي. فتقدموا. فقال: أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر 5 والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا، لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم 9 أسرعوا واصعدوا إلى أبي وقولوا له: هكذا يقول ابنك يوسف: قد جعلني الله سيدا لكل مصر . انزل إلي. لا تقف 10 فتسكن في أرض جاسان وتكون قريبا مني، أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك 11 وأعولك هناك، لأنه يكون أيضا خمس سنين جوعا. لئلا تفتقر أنت وبيتك وكل ما لك 12 وهوذا عيونكم ترى، وعينا أخي بنيامين، أن فمي هو الذي يكلمكم 13 وتخبرون أبي بكل مجدي في مصر وبكل مارأيتم، وتستعجلون وتنزلون بأبي إلى هنا 14 ثم وقع على عنق بنيامين أخيه وبكى، وبكى بنيامين على عنقه 15 وقبل جميع إخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم إخوته معه 16 وسمع الخبر في بيت فرعون، وقيل: جاء إخوة يوسف. فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده 17 فقال فرعون ليوسف: قل لإخوتك: افعلوا هذا: حملوا دوابكم وانطلقوا، اذهبوا إلى أرض كنعان 18 وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلي، فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض 19 فأنت قد أمرت، افعلوا هذا: خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم، واحملوا أباكم وتعالوا ثمة إشارة هنا إلى أن المصريين كانوا قد اخترعوا العجلة . 20 ولا تحزن عيونكم على أثاثكم، لأن خيرات جميع أرض مصر لكم كرم فرعوني فوق العادة ! 21 ففعل بنو إسرائيل هكذا. وأعطاهم يوسف عجلات بحسب أمر فرعون، وأعطاهم زادا للطريق 22 وأعطى كل واحد منهم حلل ثياب، وأما بنيامين فأعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب 23 وأرسل لأبيه هكذا: عشرة حمير حاملة من خيرات مصر، وعشر أتن حاملة حنطة، وخبزا وطعاما لأبيه لأجل الطريق 24 ثم صرف إخوته فانطلقوا، وقال لهم: لا تتغاضبوا في الطريق 25 فصعدوا من مصر وجاءوا إلى أرض كنعان، إلى يعقوب أبيهم 26 وأخبروه قائلين: يوسف حي بعد، وهو متسلط على كل أَرض مصر. فجمد قلبه لأَنه لم يصدقهم 27 ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به، وأبصر العجلات التي أرسلها يوسف لتحمله. فعاشت روح يعقوب أَبيهم 28 فقال إسرائيل: كفى يوسف ابني حي بعد. أذهب وأراه قبل أن أموت تكوين (46) 1 فارتحل إسرائيل وكل ما كان له وأتى إلى بئر سبع، وذبح ذبائح لاله أبيه إسحاق 2 فكلم الله إسرائيل في رؤى الليل وقال: يعقوب، يعقوب. فقال:هأنذا يهوه يخاطب يعقوب باسميه : اسرائيل ويعقوب ،وكأنه غير مقتنع بعد بالإسم الذي منحه إياه : 3 فقال: أنا الله، إله أبيك. لا تخف من النزول إلى مصر، لاني أجعلك أمة عظيمة هناك 4 أنا أنزل معك إلى مصر، وأنا أصعدك أيضا. ويضع يوسف يده على عينيك 5 فقام يعقوب من بئر سبع، وحمل بنو إسرائيل يعقوب أباهم وأولادهم ونساءهم في العجلات التي أرسل فرعون لحمله 6 وأخذوا مواشيهم ومقتناهم الذي اقتنوا في أرض كنعان، وجاءوا إلى مصر. يعقوب وكل نسله معه 7 بنوه وبنو بنيه معه ، وبناته وبنات بنيه وكل نسله، جاء بهم معه إلى مصر 26 جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر، الخارجة من صلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس ست وستون نفسا 27 وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون 28 فأرسل يهوذا أمامه إلى يوسف ليري الطريق أمامه إلى جاسان، ثم جاءوا إلى أرض جاسان 29 فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال إسرائيل أبيه إلى جاسان. ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا 30 فقال إسرائيل ليوسف : أموت الان بعد ما رأيت وجهك أنك حي بعد تكوين(47) 11 فأسكن يوسف أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر، في أفضل الارض، في أرض رعمسيس كما أمر فرعون 12 وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام على حسب الاولاد 13 ولم يكن خبز في كل الارض، لان الجوع كان شديدا جدا. فخورت أرض مصر وأرض كنعان من أجل الجوع 14 فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في أرض مصر وفي أرض كنعان بالقمح الذي اشتروا، وجاء يوسف بالفضة إلى بيت فرعون 15 فلما فرغت الفضة من أرض مصر ومن أرض كنعان أتى جميع المصريين إلى يوسف قائلين: أعطنا خبزا، فلماذا نموت قدامك ؟ لان ليس فضة أيضا 16 فقال يوسف: هاتوا مواشيكم فأعطيكم بمواشيكم، إن لم يكن فضة أيضا 17 فجاءوا بمواشيهم إلى يوسف، فأعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر وبالحمير. فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم 18 ولما تمت تلك السنة أتوا إليه في السنة الثانية وقالوا له: لا نخفي عن سيدي أنه إذ قد فرغت الفضة، ومواشي البهائم عند سيدي، لم يبق قدام سيدي إلا أجسادنا وأرضنا 19 لماذا نموت أمام عينيك نحن وأرضنا جميعا ؟ اشترنا وأرضنا بالخبز، فنصير نحن وأرضنا عبيدا لفرعون، وأعط بذارا لنحيا ولا نموت ولا تصير أرضنا قفرا 20 فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون، إذ باع المصريون كل واحد حقله، لان الجوع اشتد عليهم . فصارت الارض لفرعون لم يعد شيء بيد المصريين .. كل مصر أصبحت لفرعون ووكيله يوسف وأسرته. 23 فقال يوسف للشعب: إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون. هوذا لكم بذار فتزرعون الارض 24 ويكون عند الغلة أنكم تعطون خمسا لفرعون، والاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل، وطعاما لكم ولمن في بيوتكم، وطعاما لاولادكم وأصبح كل المصريين عبيدا .. 25 فقالوا: أحييتنا. ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون 27 وسكن إسرائيل في أرض مصر، في أرض جاسان، وتملكوا فيها وأثمروا وكثروا جدا في سفر الخروج نجد أن الإسرائيليين كانوا عبيدا عند المصريين عكس ما يذكر هنا . 28 وعاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة. فكانت أيام يعقوب، سنو حياته مئة وسبعا وأربعين سنة 29 ولما قربت أيام إسرائيل أن يموت دعا ابنه يوسف وقال له: إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي واصنع معي معروفا وأمانة: لا تدفني في مصر 30 بل أضطجع مع آبائي، فتحملني من مصر وتدفنني في مقبرتهم. فقال: أنا أفعل بحسب قولك تكوين (48) و(49) تنبؤات يعقوب لمستقبل أبنائه ومكاشفته لهم ومباركته لهم وموقفه من كل واحد واحد منهم ،حتى من رأوبين الذي خانه مع بلهة ! 28 جميع هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر. وهذا ما كلمهم به أبوهم وباركهم. كل واحد بحسب بركته باركهم 29 وأوصاهم وقال لهم: أنا أنضم إلى قومي. ادفنوني عند آبائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي 30 في المغارة التي في حقل المكفيلة، التي أمام ممرا في أرض كنعان، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر 31 هناك دفنوا إبراهيم وسارة امرأته. هناك دفنوا إسحاق ورفقة امرأته، وهناك دفنت ليئة 33 ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلى السرير، وأسلم الروح وانضم إلى قومه تكوين (50) 1 فوقع يوسف على وجه أبيه وبكى عليه وقبله 2 وأمر يوسف عبيده الاطباء أن يحنطوا أباه. فحنط الاطباء إسرائيل حنطوا يعقوب حسب ما كان يفعل المصريون .. 3 وكمل له أربعون يوما ، لانه هكذا تكمل أيام المحنطين. وبكى عليه المصريون سبعين يوما المصريون بكوا أيضا ؟! ! 4 وبعد ما مضت أيام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا: إن كنت قد وجدت نعمة في عيونكم، فتكلموا في مسامع فرعون قائلين 5 أبي استحلفني قائلا : ها أنا أموت. في قبري الذي حفرت لنفسي في أرض كنعان هناك تدفنني ، فالآن أصعد لادفن أبي وأرجع 6 فقال فرعون: اصعد وادفن أباك كما استحلفك 7 فصعد يوسف ليدفن أباه، وصعد معه جميع عبيد فرعون، شيوخ بيته وجميع شيوخ أرض مصر 8 وكل بيت يوسف وإخوته وبيت أبيه، غير أنهم تركوا أولادهم وغنمهم وبقرهم في أرض جاسان أصبح دفن يعقوب في فلسطين مجرد صعود من مصر وكأن المسافة قريبة . كمان تركوا أولادهم وغنهم ، قد تأكلها الذئاب! 9 وصعد معه مركبات وفرسان، فكان الجيش كثيرا جدا 10 فأتوا إلى بيدر أطاد الذي في عبر الأردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا، وصنع لابيه مناحة سبعة أيام 11 فلما رأى أهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر أطاد قالوا: هذه مناحة ثقيلة للمصريين . لذلك دعي اسمه آبل مصرايم. الذي في عبر الأردن لاحظ أن الكنعانيين اعتبروهم مصريين . 12 وفعل له بنوه هكذا كما أوصاهم 13 حمله بنوه إلى أرض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة، التي اشتراها إبراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي أمام ممرا 14 ثم رجع يوسف إلى مصر هو وإخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن أبيه بعد ما دفن أباه 15 ولما رأى إخوة يوسف أن أباهم قد مات، قالوا: لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به 16 فأوصوا إلى يوسف قائلين: أبوك أوصى قبل موته قائلا 17 هكذا تقولون ليوسف: آه اصفح عن ذنب إخوتك وخطيتهم، فإنهم صنعوا بك شرا. فالآن اصفح عن ذنب عبيد إله أبيك. فبكى يوسف حين كلموه 18 وأتى إخوته أيضا ووقعوا أمامه وقالوا: ها نحن عبيدك 19 فقال لهم يوسف: لا تخافوا. لانه هل أنا مكان الله 20 أنتم قصدتم لي شرا، أما الله فقصد به خيرا، لكي يفعل كما اليوم، ليحيي شعبا كثيرا 21 فالآن لاتخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزاهم وطيب قلوبهم 22 وسكن يوسف في مصر هو وبيت أبيه، وعاش يوسف مئة وعشر سنين 23 ورأى يوسف لافرايم أولاد الجيل الثالث. وأولاد ماكير بن منسى أيضا ولدوا على ركبتي يوسف 24 وقال يوسف لإخوته: أنا أموت، ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض إلى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحاق ويعقوب 25 واستحلف يوسف بني إسرائيل قائلا: الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا 26 ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين، فحنطوه ووضع في تابوت في مصر ****** وهكذا انتهت قصة يوسف. لا شك أن القصة من أجمل القصص العاطفية التوراتية . وقد أثرت في الآداب البشرية وما تزال تؤثر حتى اليوم في الشعر والقصة وغيرهما . وكان لصياغتها في القرآن بلغة بليغة أثر كبير في ذلك مع بعض الإضافات غير الموجودة في الأصل . كقصة النساء والسكاكين وقميص يوسف الذي أرسل إلى أبيه وغير ذلك . كما أن النص القرآني تجاهل تفاصيل أخرى لم تكن ضرورية . بقصة يوسف ودخول أسرة يعقوب إلى مصر يكون الدخول الإسرائيلي إلى مصر قد ترسخ ليدوم ل400 عام حسب التوراة . وليس كدخول ابراهيم الأول الذي لم يدم طويلا . وبهذا ينتهي سفر التكوين كله ليبدأ سفر الخروج الذي أتينا على أهم محطاته من قبل وهو خروج الإسرائليين من مصر . مراجع : سفر التكوين من (37 ) إلى (50 ) (24) ملحق ضروري *موسى يبدأ حياته بقتل مصري تشاجر مع عبراني! *لم تذكر التوراة أي اسم لملك فرعوني عاش العبرانيون في عهده *كما لم تتطرق المدونات المصرية لأي ذكر للعبرانيين في مصر . خروج (1) 7 وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا، وامتلأت الأرض منهم 8 ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف 9 فقال لشعبه: هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا لسنا ضد الخيال في الأدب . لكننا ضد التلفيق على التاريخ ، فهل الأفراد الذين لم يتجاوزوا السبعين الذين جاءوا مع يعقوب قد تكاثرواحتى ملأوا الأرض ؟! الأرض وليس مصر وحدها ، بحيث غدوا أكثر وأعظم من المصريين ؟! من في مقدوره أن يقتنع بهذا الكلام ؟ وثمة مشكلة أخرى أن كتبة التوراة لا يذكرون أسماء الملوك الفراعنة الذين عاشوا في زمنهم ، ليتركوا أمامهم فرصة للهروب من التاريخ . وقد هربوا فعلا ، فالمدونات المصرية التي لم تترك شيئا إلا وكتبت عنه ، لم تأت على ذكر اليهود وبني اسرائيل على الإطلاق . 10 هلم نحتال لهم لئلا ينموا، فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون من الأرض المصريون سيضطرون إلى الإحتيال !! 11 فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم، فبنوا لفرعون مدينتي مخازن: فيثوم، ورعمسيس مدينتين ؟ ليكن ! وعلى الباغي تدور الدوائر . لقد سلبوا كل ما في حوزة المصريين من أموال في عهد الفرعون السابق . 12 ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا. فاختشوا من بني إسرائيل 13 فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف 14 ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل. كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفا 15 وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات اللتين اسم إحداهما شفرة واسم الأخرى فوعة 16 وقال: حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي، إن كان ابنا فاقتلاه، وإن كان بنتا فتحيا 17 ولكن القابلتين خافتا الله ولم تفعلا كما كلمهما ملك مصر، بل استحيتا الأولاد 18 فدعا ملك مصر القابلتين وقال لهما: لماذا فعلتما هذا الأمر واستحييتما الأولاد 19 فقالت القابلتان لفرعون: إن النساء العبرانيات لسن كالمصريات، فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة 20 فأحسن الله إلى القابلتين، ونما الشعب وكثر جدا 21 وكان إذ خافت القابلتان الله أنه صنع لهما بيوتا 22 ثم أمر فرعون جميع شعبه قائلا: كل ابن يولد تطرحونه في النهر، لكن كل بنت تستحيونها خروج (2) 1 وذهب رجل من بيت لاوي وأخذ بنت لاوي 2 فحبلت المرأة وولدت ابنا. ولما رأته أنه حسن، خبأته ثلاثة أشهر 3 ولما لم يمكنها أن تخبئه بعد، أخذت له سفطا من البردي وطلته بالحمر والزفت، ووضعت الولد فيه، ووضعته بين الحلفاء على حافة النهر 4 ووقفت أخته من بعيد لتعرف ماذا يفعل به 5 فنزلت ابنة فرعون إلى النهر لتغتسل، وكانت جواريها ماشيات على جانب النهر. فرأت السفط بين الحلفاء، فأرسلت أمتها وأخذته 6 ولما فتحته رأت الولد، وإذا هو صبي يبكي. فرقت له وقالت: هذا من أولاد العبرانيين 7 فقالت أخته لابنة فرعون: هل أذهب وأدعو لك امرأة مرضعة من العبرانيات لترضع لك الولد 8 فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي. فذهبت الفتاة ودعت أم الولد 9 فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي بهذا الولد وأرضعيه لي وأنا أعطي أجرتك. فأخذت المرأة الولد وأرضعته 10 ولما كبر الولد جاءت به إلى ابنة فرعون فصار لها ابنا، ودعت اسمه موسى وقالت: إني انتشلته من الماء (بعض المؤرخين اعتبروا أن قصة موسى تتقاطع كثيرا مع قصة سرجون الأكادي . وبعضهم اعتبره أخناتون مصر ، فيما اعتبره فرويد مصريا . أشرنا إلى أننا هنا لا نبحث في نصوص التوراة تاريخيا . من يهمه الأمر يمكنه البحث في جوجل عما أشرنا إليه . هذا غيرالذين اعتبروا التوراة يمنية أو من جنوب الجزيرة . وأن الفراعنة من جنوب الجزيرة أيضا ) 11 وحدث في تلك الأيام لما كبر موسى أنه خرج إلى إخوته لينظر في أثقالهم، فرأى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من إخوته إذا كان موسى قد تربى في بيت فرعون فهل تربى كعبراني ليميز بين المصري وأخيه العبراني ؟! 12 فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحد، فقتل المصري وطمره في الرمل وهكذا بدأ موسى حياته قاتلا ! 13 ثم خرج في اليوم الثاني وإذا رجلان عبرانيان يتخاصمان، فقال للمذنب: لماذا تضرب صاحبك 14 فقال: من جعلك رئيسا وقاضيا علينا ؟ أمفتكر أنت بقتلي كما قتلت المصري ؟. فخاف موسى وقال: حقا قد عرف الأمر 15 فسمع فرعون هذا الأمر، فطلب أن يقتل موسى. فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في أرض مديان، وجلس عند البئر 16 وكان لكاهن مديان سبع بنات، فأتين واستقين وملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن 17 فأتى الرعاة وطردوهن . فنهض موسى وأنجدهن وسقى غنمهن 18 فلما أتين إلى رعوئيل أبيهن قال: ما بالكن أسرعتن في المجيء اليوم 19 فقلن: رجل مصري أنقذنا من أيدي الرعاة، وإنه استقى لنا أيضا وسقى الغنم واضح أنه عرف نفسه لبنات كاهن مدين السبع على أنه مصري وليس عبرانيا ! 20 فقال لبناته: وأين هو ؟ لماذا تركتن الرجل ؟ ادعونه ليأكل طعاما 21 فارتضى موسى أن يسكن مع الرجل، فأعطى موسى صفورة ابنته 22 فولدت ابنا فدعا اسمه جرشوم، لأنه قال: كنت نزيلا في أرض غريبة 23 وحدث في تلك الأيام الكثيرة أن ملك مصر مات. وتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا، فصعد صراخهم إلى الله من أجل العبودية 24 فسمع الله أنينهم، فتذكر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب يهوه الإله ينسى وفي حاجة إلى من يذكره بعشرات الوعود والمواثيق مع ابراهيم وإسحق ويعقوب .أمر جيد أنه سمع صراخ بني اسرائيل . واضح أنهم صرخوا من الفرح لموت الملك المصري . 25 ونظر الله بني إسرائيل وعلم الله لم يعلم الله إلا بعد أن نظر بني اسرائيل ! خروج (3) 1 وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان، فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب 2 وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة. فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق طريف يهوه والله ! يظهر في لهيب نار من عليقة !! 3 فقال موسى: أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة 4 فلما رأى الرب أنه مال لينظر، ناداه الله من وسط العليقة وقال: موسى، موسى. فقال : هأنذا 5 فقال: لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة أكيد طالما يهوه فيها بدها تكون مقدسة ! 6 ثم قال: أنا إله أبيك، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله النظر إلى يخيف ؟ يفترض أنه يبهج القلب ويطمئن النفس . ألم يصارع يعقوب ليلا بكامله ! 7 فقال الرب: إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم. إني علمت أوجاعهم 8 فنزلت لأنقذهم من أيدي المصريين، وأصعدهم من تلك الأرض إلى أرض جيدة وواسعة، إلى أرض تفيض لبنا وعسلا، إلى مكان الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين ليس في مقدور يهوه أن ينقذ شعبه المختار من عليائه . هل ثمة ضرورة لنزوله ؟! 10 فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون، وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر 11 فقال موسى لله: من أنا حتى أذهب إلى فرعون، وحتى أخرج بني إسرائيل من مصر 12 فقال: إني أكون معك ، وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك: حينما تخرج الشعب من مصر، تعبدون الله على هذا الجبل 13 فقال موسى لله: ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم: إله آبائكم أرسلني إليكم. فإذا قالوا لي: ما اسمه ؟ فماذا أقول لهم 14 فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه. وقال: هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه أرسلني إليكم أهيه ؟ هذا اسم جديد! وكان لا بد من اللجوء لتفسير الكنيسة : (طبيعة موسى الضعيفة المتأثرة بالفشل السابق حين خرج متكلًا على ذراعه البشري جعلته يتردد في قبول الدعوة. وكان لا يجب أن يعتذر موسى بعد أن سمع الله يقول له "أني أكون معك" وكان أول سؤال لموسى عن اسم الله. والله في محبته أجاب موسى عن سؤاله. أهية ويهوه الاسمان بمعنى واحد في صيغتين مختلفتين من فعل الكينونة في العبرية هو أو هيا = To BE. فأهية هو صيغة المضارع للمتكلم الفرد أكون أو أنا هو = I AM. وبذلك يكون معنى أهية الذي أهية = أكون الذي أكون. كما أن يهوه هي صيغة المضارع للغائب = HE IS = يكون.)(2) ولا نعرف لماذا تخلى يهوه عن أسماء الله والرب وإلوهيم وإيل واختار أشهر أسمائه يهوه ! 15 وقال الله أيضا لموسى: هكذا تقول لبني إسرائيل: يهوه إله آبائكم، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور لقد حسم يهوه الأمر وقرر أن يكون اسمه يهوه إلى الأبد . 16 اذهب واجمع شيوخ إسرائيل وقل لهم: الرب إله آبائكم، إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ظهر لي قائلا: إني قد افتقدتكم وما صنع بكم في مصر 17 فقلت أصعدكم من مذلة مصر إلى أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين، إلى أرض تفيض لبنا وعسلا 18 فإذا سمعوا لقولك، تدخل أنت وشيوخ بني إسرائيل إلى ملك مصر وتقولون له: الرب إله العبرانيين التقانا، فالآن نمضي سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا خطر في بالي تساؤل : ألا يمكن ليهوه أن يذبح لنفسه ما يريد من الأغنام أو يوكّل ملائكته بالذبح ، لماذا يجب أن يذبح له شعبه ويشوي له الذبائح ؟! 19 ولكني أعلم أن ملك مصر لا يدعكم تمضون ولا بيد قوية 20 فأمد يدي وأضرب مصر بكل عجائبي التي أصنع فيها. وبعد ذلك يطلقكم 21 وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين. فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين 22 بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا، وتضعونها على بنيكم وبناتكم. فتسلبون المصريين يهوة يخطط لسلب المصريين من الآن . خروج (4) 1 فأجاب موسى وقال: ولكن ها هم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي، بل يقولون: لم يظهر لك الرب 2 فقال له الرب: ما هذه في يدك ؟ فقال: عصا 3 فقال: اطرحها إلى الأرض. فطرحها إلى الأرض فصارت حية، فهرب موسى منها 4 ثم قال الرب لموسى: مد يدك وأمسك بذنبها. فمد يده وأمسك به، فصارت عصا في يده 5 لكي يصدقوا أنه قد ظهر لك الرب إله آبائهم، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب 6 ثم قال له الرب أيضا : أدخل يدك في عبك. فأدخل يده في عبه ثم أخرجها، وإذا يده برصاء مثل الثلج 7 ثم قال له: رد يدك إلى عبك. فرد يده إلى عبه ثم أخرجها من عبه، وإذا هي قد عادت مثل جسده 8 فيكون إذا لم يصدقوك ولم يسمعوا لصوت الآية الأولى، أنهم يصدقون صوت الآية الأخيرة 9 ويكون إذا لم يصدقوا هاتين الآيتين، ولم يسمعوا لقولك، أنك تأخذ من ماء النهر وتسكب على اليابسة، فيصير الماء الذي تأخذه من النهر دما على اليابسة 10 فقال موسى للرب: استمع أيها السيد، لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس، ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان 11 فقال له الرب: من صنع للإنسان فما ؟ أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيرا أو أعمى ؟ أما هو أنا الرب هل يبخل يهوه بمعجزاته على موسى أما ماذا ؟ أليس في مقدوره أن يطلق لسانه وفمه من الآن . وعرفنا في ما كتبناه من قبل أنه أرسل معه هارون ليتحدث نيابة عنه . ويبدو أن موسى انفعل فبدلا من أن يخاطبه كإله راح يخاطبه كسيد ! 12 فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به 13 فقال: استمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل 14 فحمي غضب الرب على موسى وقال: أليس هارون اللاوي أخاك ؟ أنا أعلم أنه هو يتكلم، وأيضا ها هو خارج لاستقبالك. فحينما يراك يفرح بقلبه من أين جاء هارون ، فلم يتم التطرق إلى ولادته لا هو ولا مريم في مصر . ثم إن يهوه يتساءل عما إذا كان هارون أخاه ! 15 فتكلمه وتضع الكلمات في فمه، وأنا أكون مع فمك ومع فمه، وأعلمكما ماذا تصنعان هل يعقل أن تكون الترجمة رديئة إلى هذا الحد ؟ ( تضع الكلمات في فمه ) ! وكأنه دون أذنين ودون دماغ ! 16 وهو يكلم الشعب عنك . وهو يكون لك فما، وأنت تكون له إلها 17 وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات 18 فمضى موسى ورجع إلى يثرون حميه وقال له: أنا أذهب وأرجع إلى إخوتي الذين في مصر لأرى هل هم بعد أحياء. فقال يثرون لموسى: اذهب بسلام لقد سبق وأن قدم نفسه ليثرون كمصري . 19 وقال الرب لموسى في مديان: اذهب ارجع إلى مصر، لأنه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك 20 فأخذ موسى امرأته وبنيه وأركبهم على الحمير ورجع إلى أرض مصر. وأخذ موسى عصا الله في يده 21 وقال الرب لموسى: عندما تذهب لترجع إلى مصر، انظر جميع العجائب التي جعلتها في يدك واصنعها قدام فرعون. ولكني أشدد قلبه حتى لا يطلق الشعب غريب ولماذا يشدد قلب فرعون ، هل هو مع فرعون أـم مع شعبه ؟ 22 فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر 23 فقلت لك: أطلق ابني ليعبدني، فأبيت أن تطلقه. ها أنا أقتل ابنك البكر احترت في الإبن البكرالذي سيقتله يهوه انتقاما من فرعون ، فهل سيقتل موسى أم أن عند الفرعون ابناآخر؟ عدت إلى تفسير الكنيسة فلم أفيد شيئا لقد ضاع الآباء في التفسير أيضا ! 24 وحدث في الطريق في المنزل أن الرب التقاه وطلب أن يقتله في المنزل أم في الطريق ؟ ومن هو ؟! 25 فأخذت صفورة صوانة وقطعت غرلة ابنها ومست رجليه. فقالت: إنك عريس دم لي وما علاقة ابن صفورة بالإبن الذي سيقتل. ثمة خطأ في النص . 26 فانفك عنه. حينئذ قالت: عريس دم من أجل الختان 27 وقال الرب لهارون: اذهب إلى البرية لاستقبال موسى. فذهب والتقاه في جبل الله وقبله 28 فأخبر موسى هارون بجميع كلام الرب الذي أرسله، وبكل الآيات التي أوصاه بها 29 ثم مضى موسى وهارون وجمعا جميع شيوخ بني إسرائيل 30 فتكلم هارون بجميع الكلام الذي كلم الرب موسى به، وصنع الآيات أمام عيون الشعب 31 فآمن الشعب. ولما سمعوا أن الرب افتقد بني إسرائيل وأنه نظر مذلتهم، خروا وسجدوا ******* المراجع: (1) سفر الخروج 1+ 2+ 3+ 4 (2) القس انطونيوس فكري . تفسير الإصحاح (3) موقع القديسة تقلا. * لمعرفة ماذا حل قبل الخروج من نكبات بالمصريين وكيف غرقو ا في البحر حين لحقوا بالعبرانيين . العودة إلى الفصل ( 8) ص (27) نهاية
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لملك لقمان . ملحمة روائية . الجزء الأول . (1) محاولة انتحار
-
باقون في رنّة الخلخال ! وذاهبون أنتم في المحال !
-
شاهينيات (106) حروب متخيلة وارتداد عن عبادة يهوة كالعادة .
-
شاهينيات (105) إيليا يذبح أربعمائة وخمسين نبيا من أنبياء الإ
...
-
شاهينيات (104) سليمان يغرق في حب نساء الشعوب فيتزوج 700 امرأ
...
-
شاهينيات (10) سليمان يبني بيتين اسطوريين له وللرب يهوه !
-
شاهينيات (102) موت داود وتملك سليمان . * (1048) سليمان يصفي
...
-
شوربة عدس سبع نجوم !
-
بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف: أهلا يا
...
-
آخ يا ظهري وقعت أسير- ترانيم الغواية -!!
-
شاهينيات (101) حروب بلا نهاية يخوضها داود مع الفلسطينيين! (1
...
-
حزب الشعب الفلسطيني ينعى أب الماركسيين العرب يعقوب زيادين .
-
شاهينيات (100) أبشالوم يغتصب الملك وسراري أبيه داود. ( 1046)
...
-
شاهينيات (99) الملك داود يغتصب امرأة محارب لتنجب سليمان (الع
...
-
ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( النص الكامل للكتاب )
-
شاهينيات (98) داود يصبح ملكا على اسرائيل ويتزوج من عشرات الن
...
-
شاهينيات (97) الفلسطينيون يجيرون داود ويقتلون شاول وأولاده ا
...
-
شاهينيات ( 96) شاول يزوج داود ابنته مقابل قتله مائتي فلسطيني
...
-
شاهينيات ( 96) في الخلق والخالق !
-
شاهينيات (95) داود يقتل المحارب الفلسطيني جليات بحجر من مقلا
...
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|