أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية














المزيد.....

السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 23:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تطلع بعض خبراء الاقتصاد؛ باهتمام للاجتماعات الدولية التي ستعقد خلال النصف الثاني من العام الحالي لزعماء العالم للتغلب على العقبات التي تواجه تحفيز الاقتصاد العالمي، وفي محاولة للمقاربة بين معاناة البلدان النامية، وبين الظروف التي مرت بها البلدان الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، طالب منسق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة جومو كوامي سندارام والباحث الاقتصادي إيريك راينرت بمشروع مارشال لتحفيز التصنيع في البلدان النامية على غرار برنامج التعافي الأوروبي، الذي طبق بعد الحرب العالمية الثانية، حين رصدت الولايات المتحدة الأمريكية 13 مليار دولار لإعادة بناء الصناعة التي دمرتها الحرب في أوروبا.
من المعروف أنّ اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية لم يتضرر في الحرب العالمية الثانية، حيث لم تتعرض مصانعها للتدمير بحكم موقعها الجغرافي، كما جرى للأطراف المتحاربة، ليس هذا فحسب بل نشطت الصناعات الأمريكية إبان الحرب لسد احتياجات الحلفاء من السلع والتجهيزات المدنية والحربية، لم يعتبر مشروع مارشال مجرد مساعدات سخية للحلفاء، بقدر ما هو مشروع استثماري من حيث المبدأ، فهو استهدف احتواء أوروبا، لضمان عدم وقوعها تحت تأثير التوجه الاشتراكي، خاصة وأن الاتحاد السوفييتي حقق انتصارات عسكرية على النازية، بدخول برلين وعدد من العواصم الأوروبية التي شكلت المنظومة الاشتراكية لاحقا. وهو جزء من المشروع الأمريكي في الهيمنة على الاقتصاد العالمي.
أمّا أمنيات ودعوات أصحاب النوايا الحسنة، بطرح مشروع تنموي للبلدان النامية على غرار مشروع مارشال، فهي في غير مكانها، فقد صممت الولايات المتحدة الأمريكية خطتها وسياساتها للبلدان النامية منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، من خلال المهام التي أوكلتها للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي منذ تأسيسهما، حيث جاءت سياسة ملء الفراغ التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي عرفت بسياسة الاستعمار الجديد أو الاستعمار الاقتصادي، بإحلالها المواقع التي يخليها الاستعمار الكولونيالي، فقد عرقلت المفاوضات الدولية بشأن التنمية الاقتصادية للبلدان النامية. ويشهد على ذلك موقفها من نتائج اجتماعات سياتل الوزارية لمنظمة التجارة العالمية الذي انتهى دون التوصل إلى قرار، ومحاولات استثمار أحداث 11 سبتمبر 2001 المأساوية باستخدام القوة العسكرية في أكثر من موقع لفرض سياساتها الاستعمارية وهيمنتها الاقتصادية، وكذلك مفاوضات التجارة الدولية المعروفة في جولة الدوحة.
واقتداء بالمبدأ الميكافيلي القائل "الغاية تبرر الوسيلة"، ارتكبت الإمبريالية الأمريكية أبشع الجرائم، بحق شعوب العالم في القارات الثلاث، آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. فالإمبريالية بصفتها أعلى مراحل الرأسمالية، بعد تمركز رأس المال، وتشكل الكارتيلات وهيمنة الاحتكارات المتعددة الجنسيات على القطاعات الاقتصادية الرئيسة في العالم، وتشكل الطغمة المالية المهيمنة على قطاعات المصارف الضخمة التي تتحكم بالسياسات المالية والنقدية العالمية، والتي أصبحت الطبقة الطفيلية المتعفنة، قامت بشن الحروب والقتل والتهجير والاستحواذ على الثروة.
ومن جرائمها ما يسمى بعاصفة الحزم التي انتهت بعد تحقيق أهدافها! وفقا للبيان الصادر عن التحالف، أما الأهداف التي حققتها، فتدمير البنية التحتية المتهالكة لليمن، وتدمير منازل الفقراء والمسحوقين، وسقوط حوالي 3700 شخص بين قتيل وجريح. واشعال الحروب في سوريا والعراق وليبيا، التي استنزفت طاقات هذه الدول وحولتها إلى دول فاشلة، وتعاني مصر من تفجيرات ومفخخات واغتيالات تستهدف المدنيين والعسكريين. أما على الصعيد الاجتماعي فيعيش حوالي 30% من الشباب العربي بلا عمل بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، في حين تقدر الفوائض المالية للدول العربية النفطية بحوالي 2.45 تريليون دولار، وتحتل السعودية رابع أكبر دولة في إنفاقها على التسلح، خدمة لمصانع الاحتكارات الرأسمالية، كل ذلك بفضل السياسات الأمريكية في المنطقة.
لا نتحدث عن "نظرية المؤامرة" التي تستهوي المسكونين بالشك.. أو المبتلين بالخمول الذهني، الذين يكتفون بتوصيف نتائج ضعفهم وعجزهم بالمؤامرة. نتحدث عن مؤامرة حقيقية تستهدف البلدان النامية، لا يمكن إغفال الوقائع التي أصبحت أدلة دامغة باستغلال المنظمات الدولية لتمرير مصالح الاحتكارات الرأسمالية واستمرار تبعية الدول لنامية للمراكز الرأسمالية، فاعترافات جون بيركنز دليل إضافي، صاحب كتاب "اعترافات قاتل اقتصادي"، والذي عمل خبيرا اقتصاديا لدى إحدى الشركات المتخصصة لاستدراج الدول نحو الوقوع بفخ المديونية، يقول بيركنز علمت أنّ وظيفتي قاتل اقتصادي، ومهمتي تحقيق هدفين رئيسيين الأول: اختلاق المبررات للقروض الدولية، التي سيعاد ضخها إلى الشركات الأمريكية، في مجال المشروعات الهندسية والإنشائية. والثاني العمل على إفلاس البلاد المقترضة بعد إنفاق الأموال على المتعاقدين الأمريكيين، وتصبح البلدان المدينة أهدافا سهلة عندما تدعو الحاجة إلى خدمات تشمل إنشاء قواعد عسكرية، أو تصويت في الأمم المتحدة، أو اتخاذها منفذًا للموارد الطبيعية. ويضيف أنّ العنصر الخفي في كل هذه المشروعات، هو أنها صممت من أجل خلق أرباح طائلة لشركات المقاولات الأمريكية، ولإضفاء السعادة على حفنة من العائلات الغنية ذات النفوذ في البلاد المتلقية للقروض. وترسخ هذه المشروعات التبعية الاقتصادية، والولاء السياسي للولايات المتحدة الأمريكية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا
- الحرب على الإرهاب
- الاقتصاد العالمي في عام 2015
- الأزمة تطحن الفقراء.. وتزيد ثروة الأثرياء
- موازنات الدول النفطية.. وهبوط أسعار النفط
- الاتحاد الأوراسي الاقتصادي
- احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي
- المشهد الاقتصادي 2014
- الأثر السياسي والاجتماعي لهبوط أسعار النفط
- اتفاقية الغاز مع -العدو-.. غير مبررة اقتصاديا ومرفوضة سياسيا
- كيف نعالج مشكلة الفقر؟
- نحو نظام عالمي جديد
- ازمة الرأسمالية العالمية


المزيد.....




- تونس.. توقف بطاقات -UnionPay- الصادرة عن بنك -غازبروم- الروس ...
- مصر.. بيان رسمي حول أزمة سفينة -التغويز- وتأثيرها محليا
- القنصل الأميركي لدى أربيل: العلاقات الأميركية العراقية توجه ...
- قفزة مفاجئة في سعر الذهب الان.. تحديث غير متوقع
- أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
- دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجت ...
- أوروبا والصين تقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الك ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتص ...
- ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية