|
شجون الفوات!!!(7-الاخير)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 19:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" اننا ننظر الى نظرية ماركس في كل الاحوال ليس كنظرية مغلقة غير قابلة للمس. أننا بالعكس من ذلك ، مقتنعون بانها وضعت اسس العلم الذي ينبغي على الاشتراكيين تطويره في كل الاتجاهات ، فيما لو ارادوا ان لا يبقوا في مؤخرة الحياة " -لينين "هالو امريكا هالو! ياعمال العالم....عظامنا ودمائنا! وعندما نموت سيعلمون ماذا فعلنا لنصنع عالما جديدا لقد قطعونا اربا اربا سنموت في سبيل ماهو حق ولتغرس اشجار الفواكه حيث يلقون رماد جثثنا" -كليفورد اوديتس- من مسرحيته"بأنتظار اليسار"
لامستقبل لمن يعيش في الماضي.. الان.... ونحن نقترب من عتبة الختام و نهاية تداعيات شجننا وشجوننا ! وأدراكنا الفوات بعد الفوات وبعد ان انهينا مقاربتنا وجردنا السريع والمختصر لتاريخ البلشفية، وسلطنا بعض الضوء على جانب من اهم مفاصل و محطات السيرورة العسيرة والشاقة لانشطار وانشقاق حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي حتى بلوغه الانفصال الكامل . فماذا تبقى من تلك البلشفية العتيدة ، كواقع حاضر وملموس؟!. لم يبق مايستحق الذكر سوى المادة التاريخية من حوليات و وثائق تنفع المؤرخين في بحث ودراسة تاريخ ذلك الحزب والحركة العمالية الثورية الروسية . والتحولات والصراعات والانقسامات وما صاحبها من تعدد وتباين تلك التنظيمات وأسمائها ، وفي ما يتعلق بالحزب ، فقد قطع شوطا من: جماعة تحرير العمل .. الى حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي .. ثم الحزب البلشفي .. والحزب الشيوعي الروسي(البلشفيك) .. واخير الحزب الشيوعي السوفيتي. وبعد انتصاره في أنتفاضة أكتوبر المجيدة و أنفراده بالسلطة وقمعه لكل الاحزاب: مناشفة وأشتراكيين ثوريين ، وفوضويين وليبراليين ، و وطنيين ، وبوند ، وأقتصاديين ، وغيرهم من التنظيمات والمنظمات وبعد ان اصابها التفسخ والانحلال.و بعد ان هاجر منهم من هاجر! وأنظم للبلاشفة من انظم! والتحق بالثورة المضادة والبيض من التحق! وتقاعد عن النشاط السياسي من تقاعد ! ليسيطر البلاشفة على السلطة والمجتمع الروسي بشكل محكم ودائم .لينفرد الحزب الواحد في التهام السلطة،واضمحلت تلك الديمقراطية التي ارساها لينين داخل الحزب، ليعقبه العد التنازلي لانحطاط و تبقرط و تفسخ الحزب بعد وفاة لينين ، واستشراء الصراعات والخلافات الايديولوجية و السياسية بين معارضة و مولاة ، بين الاحادية والكلانية ، وبين الاراء ووجهات النظر المختلفة المدانة وبحجة تأثيم المختلف ! . ليتربع بعدها الجمود والتحجر البيروقراطي الستاليني مهيمنا وخانقا لكل صوت او مبادرة ! و منهج التطهير و حملات التصفية الدموية التي طالت أغلب الجيل الاول من البلاشفة ،وجزءا كبير من الجيل الثاني. و بعد بدعة التعايش السلمي مع الامبريالية وتقاسم النفوذ العالمي ، وتقسيم الاسلاب و بعد الاطروحة البائسة عن" التطور اللارأسمالي" كدمغة وماركة لانظمة العالم الثالث الفتية التي خرجت حديثا من ربقة الاستعمار و هي ضائعة بين التبعية للمتروبولات والتحرر المشوه والجزئي! وبعد تخلي الرفاق الروس عن الاحزاب الشيوعية المحلية و تركها لقمة سائغة في افواه الرجعيات والفاشيات والشوفينيات من انقلابيين وجنرالات ! العراق 63 واندونيسيا 65 والسودان 71 والتشيلي 73 الخ . ودعوات المشبوهة لحل الاحزاب الشيوعية والانضمام لاحزاب السلطة الفاشية ،في مصر والعراق!.. كل هذا حتى الوصول الى الانهيار المحتوم لبلد اكتوبر و عودة الرأسمالية المشوهة ، ولكن الظافرة الى روسيا وأيتامها في الكتلة الشرقية و كمصير واحد مشترك ! وكان هذا المآل حتميا لان تلك الانظمة لم تكن (اشتراكية)حقا!بل مسوخ بيروقراطية ارتكزت على القمع والهوس الامني،وغياب الديمقراطية والحريات ! سؤالنا الان: ماذا تبقى من تلك المآثر المزعومة التي ذهبت مع الريح؟! أطلال دارسة ! واشباح تحوم ! و ذكريات محبطة ! و نستاليجيا مريضة ! و خيبات متناسلة !وارتدادات فكرية وسياسية مهولة ومدوية،تركت ارض النضال من اجل عالم افضل خرابا يبابا،وفوضى عارمةفي الواقع والفكر!هذا ماتبقى! فلماذا يخرج علينا سلفيو الفوات الستاليني اليوم مروجين للبلشفية الميتة ؟! أملين باعادتها للحياة و بعد تسع عقود من التحنيط والدفن !نابشين الرمم ! . وما معنى ذلك التبجح الاهوج والاحمق ل " بلاشفة الفوات" ؟! بتفاخرهم الطاووسي ! وترنيماتهم اليومية المغناة كلحن جنائزي عن ( ستالين الذي حول الاتحاد السوفيتي من المحراث الخشبي الى المحراث الفضائي ! وغير ذلك من ترهات)!! و لكنهم لا يتكلمون ابدا ولا يتحدثون عن: مصائر تلك الملايين من الفلاحين الذين انتزعوا من محاريثم ليساقوا كالعبيد الى معسكرات الغولاغ ! ولا يعنيهم وتهتز ضمائرهم - ان كانت لهم ضمائر !- عن العمال الروس الشيوعيين الذين سحبوا من مصانعهم بذل وهوان ، ليتعفنوا في معتقلات ياغودا و يوجوف و بيريا !! . وغيرهم من ( البلاشفة الثوريين) ! . البلاشفة المزيفون الادعياء الجدد لايهمهم مصير الانسان بقدر ما يهمهم الانجاز الاقتصادي المزعوم . والتنافس في الانتاجية الخاسرة مع الرأسمالية في سباق محموم أنتهى بالهزيمة!فالانسان ذلك الرأسمال الاغلى في الوجود حسب كارل ماركس، وغاية الغايات لا يعدو كما مهملا و وسيلة حقيرة ! فليسحق و يموت الملايين من العمال والفلاحين من اجل الطوبى الاشتراكية الزائفة ! الذي كان بالاحرى جحيما ورعبا و ارهاب ! وكما في اللاهوت الانسان من اجل الله ! كذلك لدى ( بلاشفة الفوات ) الانسان وسيلة لتعبيد الطريق الى الفردوس الجهنمي! المسرنمون ...الحالمون ... تقودهم رغباتهم واهوائهم المريضة ، معتقدين بأمكانية اعادة انتاج ما سلف من نهج كلاسيكي ميت! وطرائق ماضوية قامعة و قاهرة للشعوب . عفى عليها الزمن و طمرها غير مأسوف عليها !. و هالة الدوغمائية التي فقدت صلاحيتها في زمنها وبيئتها ، ناهيك عن الزمكان الحاضر ! ها هم يسوقون لنا الان بعبثية ولا معقول وفي العقد الثاني من الالفية الثالثة تلك الدوغماتية القاتلة كدين صالح لكل مكان و زمان !!. من كل الدروس التي مروا بها لم يتعضوا ويأخذوا درسا كديناصورات تحاول مقاومة الفناء الحتمي دون جدوى فقد ذهب العصر الالفي السعيد بأم عمر ! فلا رجعت ولا رجع الحمار! وهاهم يولولون نادبين اطلالهم و يبكون ماضيهم الذهبي المضاع والذي ليس قبله او بعده من شيء ! وكما تقدس الاديان زمن بدء الوحي وعهد الاباء والرسالات الاولى ، والتي هي خير الازمنة ليعقبها الانحطاذ والتدهور ! كذلك يغرق البلشفيون الجدد في مستنقع القداسة ، وماضيهم المتكلس هو ( كعبتهم) وهم حجيجها المحترفون ! هناك تقف تلك البرهة المتجلدة الخالدة التي وقف فيها التاريخ باكيا فردوسه المفقود ! تلك اللحظة التي كان فيها التاريخ سخيا كريما ، لاسواها.. ولا غيرها.. ولاقبلها ..ولا بعدها!، كزمن جوهري في عودة الزمن الى اوله ، اي الى ماضيه المتفرد والنموذج لمستقبله، كزمن الاصالة دائريا كزمن الاسطورة !..هكذا اذا .. التاريخ لا يتقدم ! بل يدور في حلقة مفرغة او يتوقف جامدا مذهولا او يعود القهقري على عقبيه بحنين عذب الى وادي الفوات ! فالماضي هو ذروة التاريخ وغايته ! وما الحاضر سوى العيش مع اشباح واخيلة ذاك الماضي المبهر!. واجترار تلك الانتصارات الدونكيشوتية المزعومة ! فلا قيمة هناك او وجود لشيء اسمه الجدلية او لحراك الواقع و مخاض التغيير والصيرورة !. يقول لينين ، وكان يتنبأ " اننا ننظر الى نظرية ماركس في كل الاحوال ليس كنظرية مغلقة غير قابلة للمس. أننا بالعكس من ذلك ، مقتنعون بانها وضعت اسس العلم الذي ينبغي على الاشتراكيين تطويره في كل الاتجاهات ، فيما لو ارادوا ان لا يبقوا في مؤخرة الحياة " يالها من نبؤة تدين بجزم حقا كل من جعل من العلم طائفة دينية! كهنوت و رهبنة متصلبة في عقيدتها الارثوذكسية التي لاتعرف( كل الاتجاهات) بل اتجاه واحد أحادي و كل ماسوى ذلك هو في (ايمانها ) أنحراف أو مروق او ارتداد أو خيانة أو كفر أو عمالة الخ . لقد اختار البلاشفة الاجداد ولاحفادهم اليوم ان يكونوا لا خارج الحياة فحسب بل خارج التاريخ بعد ان تخلى عنهم وخرجوا منه مندحرين !.. ان رفاقنا الاعزاء كأهل الكهف الذين استيقظوا بعد دهر فوجدوا ان" ورقهم" لا يصلح لشراء اي شيء من السوق ، فهو خارج التداول ؟. هناك مسرحية للكاتب الشيوعي الامريكي كليفورد اوديت- الذياراد الحزب الشيوعي الامريكي خنقه باصوليته واملاءاته،و دجنته الرأسمالية، وحطمته هوليوود - بعنوان : بأنتظار (اليسار) ليفتي . ليفتي الذي تأخر ولم يأتي! وبلاشفة الفوات سيكون عليهم الترنم والنوم لدهر اخر مضاعف ، واكثر من رقاد اهل الكهف ، وبانتظار طويل لل " ليفتي" لابد من الكثيرمن ال" خفتي" !!.وحين يستيقظون - هذا اذا استيقظوا ! - سيجدون من جديد ان "ورقهم " لم يعد نافعا او متداولا في كل الاسواق ! حينها عليهم اما ان يغيروا او يطوروا " ورقهم" بكل الاتجاهات و يخرجوا من جلودهم اليابسة ومن انغلاقهم العقيم، ودوغمائيتهم العمياء ، ويتكيفوا مع واقعهم و حاضرهم ، ويبدلوا ( نقدهم ) ليصلح للتداول والتعامل والصلاحية في السوق الاجتماعي ، أما هذا او يعودوا من جديد الى كهفهم الماضوي الذي ما ملكوا ، ولن يملكوا سواه . حينها سيكون رقادا ابديا بلا عودة ، ليقال ساعتها. وداعا... بلاشفة الفوات!!. ....................................................................... وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شجون الفوات!!!(6)
-
شجون الفوات!!!(5)
-
شجون الفوات!!!(4)
-
شجون الفوات!!!(3)
-
شجون الفوات!!!(2)
-
شجون الفوات!!!(1)
-
ايتها المضطهدات...ليكن يومكن المجيد كل الايام..
-
رد على تعليق السيد النمري!.(5-الاخير)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(4)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(3)
-
رد على تعليق السيد النمري!.(2)
-
رد لاطم على تعليق واهم للسيد فؤاد النمري!!!.
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(الاخير)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(27)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(26)
-
روزا لوكسمبورغ/سنديانة الماركسية الحمراء....
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(25)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(24)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(23)
-
في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(22)
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|