أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - المد -الشيزوفرينيي- بين العربان والمتأسلمين















المزيد.....

المد -الشيزوفرينيي- بين العربان والمتأسلمين


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 19:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا: مرض الـ" الشيزوفرينيا"
كلمة شيزوفرينيا Schizophrenia - أو الفصام في لغة العربان - تتكون من مقطعين Schizo ومعناها منقسم و phrenia وتعني العقل ، وفي مجملها تعني العقل المنقسم . ولكنها لاتعني انقسام العقل عضويا الى أقسام بل تعني ان الوظائف العقلية المختلفه للكائن البشري من تفكير وعاطفة وسلوك وحركه وأدراك وأحساس تفقد الترابط فيما بينها ، ومن ثم لا تؤدي مهامها في انسجام طبيعي وتلقائي متكامل .
باختصار هو اضطراب عقلي يتمثل في تعطّل عمليات التفكير وضعف الاستجابات الانفعالية.

وهو من الأمراض النفسية الشائعة بين البشر ويختلف تماما عن مرض الاضطراب الفصامي Dissociative Disorders الذي يتمثل في وجود شخصيتين أو أكثر للشخص الواحد يتوالي وجودهما فيه ، ويسمى بـ"اضطراب الهوية الفصامي - Dissociative Identity Disorder" أو اضطراب الشخصية المتعددة Multiple Personality Disorder وهو مرض نادر الحدوث ، وفيه يفقد المرء وعيه بذاته أو يفقدا هويته أو يحدث بها انفصام في وقت مبكّر من حياته (في طفولته أو في صباه) نتيجة لتعرضه لصدمات حادة كالاغتصاب أو التعذيب دون أن يجد رعاية من أحد ، وتظهر أهم أعراضه في حالات الإغماء وأشكال من النوبات وبعض المظاهر كالتفرَّد والبعد عن المجتمع .

بينما مرض الشيزوفرينيا على العكس من ذلك يكون المرء واعيا بذاته ، ولكنه يتقمص - فيما يفعله - شخصية يجد في سلوكها راحته النفسية ويحاول بوعي فرضها على الآخرين . وغالباً ما تكون علاقته بتلك الشخصية قائمة على هلاوس سمعية أو أوهام غريبة أو كلام وتفكير مضطرب أو بارانويدي paranoid schizophrenia الذي يعرف بـ" الفصام الزوراني " وهو شكل من أشكال الفصام يتميّزَ بالانهِماك الدائم بالأوهام الغير منطقية والسخيفةِ والمتغيرة، وهي ناجمة عادةً من طبيعة اضْطِهادِيّة أو هَوَسيّة أو غيورة، وتكون مصحوبة بهَلاَوِس ذات علاقة. وتَتضمّن الأعراض قلق شديد و شكّ مبالغ وعدوانية وغضب و جدل وعِداء، يصاحبه اختلال في الوظائف الاجتماعية والمهنية ، مما قَدْ يؤدّي إلى العنف. وهذا ما يمكن ملاحظته بوضوح لدي المتأسلمين الحقيقيين الذين يلتزمون حرفيًا بتعليمات نبيهم ، ويرون الآخرين منحرفين عن جوهر الدين ، كما سيتضح فيما بعد .

أهم أعراض مرض الشيزوفرينيا :

1 - يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل صحيح ويجد صعوبة في الحكم على الأمور بشكل منطقي ، وغالبا ما يصاب بالهلوسة والهزيان لاعتقاده في معتقدات أو افكار غريبة ووهمية ، متعلقة بالشخصية التي تقمصها.
2 – يحدث لدى المريض حالة من التبلد العاطفي وتقل عاطفته او تضطرب ، فتكون ردود أفعاله للاحداث غير طبيعية أو غير متوقعة.
3- يقل ادراك المريض بالواقع لتعلقه الشديد بالخرافات والأوهام ورؤية أو سماع اشياء او اصوات غير موجودة في عالم الواقع ، ويقل حكمه على الاشياء كان يتخيل ان مَن يحـدِّثُه يقوم بالهجوم عليه او يعنفه.
4- يتغير سلوك المريض ، فصبح غريبا وشاذا او غير مألوف .

ثانيا: علاقة هذ المرض بالعربان المتأسلمين

مرض الشيزوفرينيا وثيق الصِّلة بالثقافة العامة السائدة في المجتمع ، فإذا كانت هذه الثقافة تعلى من شأن الفرد وتحترم وجوده كقيمة عليا في المجتمع ، يندر حدوث المرض بين أفراده ، والعكس صحيح .
وإذا كان الإنسان قيمة في ذاته يصبح كل شيء في حياته له قيمة ، الوقت والمال والعمل والشجر والحجر له قيمة لديه ، فالإنسان هو الذي يعطي للأشياء قيمتها ، ولكن فقط عندما يكون هو نفسك قيمة في ذاته . ومن ثم تتقلص الفوارق بين الناس وتخف وطأة الحياة عليهم وينسجم الواقع إلى حد كبير مع تخيلاتهم وتصوراتهم وأمانيهم.

الثقافة السائدة في المجتمعات المتأسلمة قائمة على كتاب واحد مليء بالهزيان والهلوسات ، تم توليفه تحت وطأة ظروف سياسية طاغية ، من قبل أشخاص مجهولين وعلى مراحل متعددة من بداية العصر الأموي (750 - 661م) وحتى نهاية العصر العباسي الأول (750 - 785م) ، وزعموا أنه منزَّل من إله يقبع في السماء السابعة . ولأنه كتاب هزيان وهلوسات فـقـد عـرف الإنسان بأنه مخلـوق :
ضعيف ( 2 النساء)
ظالم كفار (34 ابراهيم)
عَجول ولا طاقة له (11 الإسراء)
ظَلُومٌ جَهُول (72 الأحزاب)
وجعله أدنى منزلة من الحيوانات وأضل سبيلا (179 الأعراف).
وفي نفس الوقت عرفه بأنّه :
أفضل المخلوقات (70 الإسراء)
وأنّه خليفة الله في الأرض ومكرَّم ومفضل على كثير من المخلوقات (70 الإسراء)
وهو مَن سجد له الملائكة 30) البقرة)
وأنه خلق في أحسن تقويم (4 التين(....... إلخ.

وبعد ما يزيد على 200 عام من موت النبي المزعوم ، قام مجموعة من المرتزقة الفرس الموالين للعباسيين القتلة بتعميق ذلك الهزيان وتلك الهلوسات وترسيخهما في عدة كتب وصفت بـ"الصحاح" ، وتم وضعها في منزلة مقدسة تضاهي القرآن أو تفوقه لدي المتأسلمين .

كما قاموا بتحديد معالم شخصية نبوية على هواهم بحيث تشمل بعض من الأخلاق الحميدة التي زعموا على لسانه أنه جاء ليكملها . ثم نسخوها فيما بعد وعلى لسانه أيضا بتعليمات وسلوكيات حـقيرة ودنيئة كالقتل والسلب والنهب وقطع الطريق واغتصاب النساء وتفخيذ صغيرات السن من البنات وكراهية غير المتأسلمين والاعتداء عليهم . وجعـلوا من هذه الشخصية المتناقضة " أسوة حسنة " لهم ولكل المتأسلمين ، أي طالبوا كل متأسلم أن يتقمصها ، كي يكون متأسلمًا حقيقيًا.

وبذلك وضعوا أسسًا راسخة لإصابة إي إنسان يتأسلم بمرض الشيزوفرينيا ، خاصة إذا أمكنه التعمق في مضمونها الحقيقي ، ونواياها الخبيثة ، مالم يتمكن هو نفسه من تجنب العدوى بالمرض.

وأوضح مثال على ذلك هو إقناع كهنة الدين الإسلاموي للشعوب الإسلاموية بأن "الجهر بالمعصية أشد من المعصية نفسها !!" بمعنى أن يفعل المتأسلم المعصية في الخفاء ولا يجهر بها ، يتحول إذن إلى منافق يكذب على نفسه قبل أن يكذب على غيره . أن يتأسَّى المتأسلم بالسلوك الحقير المتدني لنبيه في السر ولا يجاهر به ، وبهذا لا يضر المجتمع . كما أن المرأة ، وبناء على هذا القياس ، يمكنها أن تفجُر وتتعهّر وراء الجدران ، أما ألَّا ترتدي الحجاب - مثلاً - فهي بذلك تُثير فتنة الرجال في العلن بعرض جسدها عليهم . إنه إذن الشبق الذكوري المريض ، المتمكن من نفوس وعقول بدو الصحراء .

استوطن هذا النهج الشيزوفريني في المجتمع المتسعود حاليا (المنسوب لآل سعود) وهو بالطبع منبع الفكرة وأقدر من أي مجتمع آخر على فهم حقيقتها ، ومن ثم تطويعها لنزواته السلوكية ، ولكنه ظل دائما بعيدا عن المجتمعات المتأسلمة الأخرى التي لم يتح لها الاطلاع على خفاياه المريضة والممرضة على حد سواء ، وبَقى باستمرار مصدر إلهام عقائدي في أعين الجميع لأنه شعب الرسول الطاهر في أرض الرسول الطاهرة.

ثم جاءت كارثة النفط وتدفقت الدولارات بغزارة ، ورافقها ظهور الأقمار الصناعية والفضائيات التي انتشرت كالذباب فوق كومة من الروث . ووجد المتسعودون فرصتهم في نشر التعاليم المحمدية الحقيقية بين الشعوب الأخرى التي يعتبرونها ليست متأسلمة بالشكل المطلوب . كانت البترودولارات غزيرة وليس لها رائحة ، وفعلها السحري لا تغفله العين . فانقلب الكهنة إلى حقيقة الديانة الإسلاموية المتبعة في بلد المنبع الموسومة دائما بالكرم والجود والمدموغة دائما - أيضا - بالشجاعة ... إلى آخر هذا الهراء .

لقد أخفى العملاء حقيقة هذه الديانة ونبيها عمدا ومع سبق الإصرار لقرون عديدة ، والآن ولآن إغراء البترودولات لا يقاوم ، راحوا يروّجونها في بلادهم، ويغرسون بذور مرض الشيزوفرينيا بين شعوبهم . وعندما ظهرت الشبكة العنكبوتية أصيب الجميع بالصدمة والفزع وانقلب السحر على ساحره. وإنكشف المسكوت عليه ، فتقلص المد الشيزوفريني وكاد يتوقف ، وبقيت نواياه كامنة كما هي في بُطُون كـتب "الصحاح" الصفـراء وبطون الكهنة الجوفاء إلى حين .



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الشعبي و - ...... !!! -
- الدواعش والجدار الفولاذي
- الإنسان بين الخير والشر
- إذا كان الله موجودا !
- القتل الإسلاموي بالنيابة
- ما بعد الهجوم ومصير المتأسلمين في أوروبا
- الإسلام والإنتقام
- أديان معلقة بالسماء
- المقدمة : رسالة إلى القارئ المتأسلم
- إنفعالات - 6 - ماذا يجري في الشرق االأوسط
- إنفعالات - 7 - حسني مبارك وبراءته
- إنفعالات - 6 - ماذا يجري في الشرق الأوسط؟
- إنفعالات - 6 -
- إنفعالات - 5 -
- إنفعالات -4-
- إنفعالات -3-
- إنفعالات -2-
- إنفعالات -1-
- لقد آن الأوان!!
- -تناكحوا، تكاثروا-


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- الخارجية الإيرانية تدين بشدة القرار الكندي بشأن حرس الثورة ا ...
- وسيم السيسي: دليل من التوراة يبطل حجة اليهود بأحقيتهم في أرض ...
- فورين بوليسي: حملة الصين على الإسلام تزحف نحو الأطفال
- وسط صيحات الله أكبر بموسكو.. مقاتل روسي أمريكي سابقا يعتنق ...
- علماء دين مسيحيون يتهمون الفاتيكان بإخفاء معلومات عن أجسام ط ...
- بوتين يزور الكنيسة الأرثوذكسية الوحيدة في كوريا الشمالية
- الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024: ما هي اقتراحات الأحزاب ب ...
- الحرارة تحصد أرواح حجاج بمكة وسياح باليونان وموظفين بالهند.. ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - المد -الشيزوفرينيي- بين العربان والمتأسلمين