|
الإسلام ..بين التعريف الإلهي والتعريف المذهبي :
عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 13:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام .. بين التعريف الإلهي والتعريف المذهبي : قال الله جل وعلا في سورة آل عمران بعد بسم الله الرحمن الرحيم ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) الله جل وعلا يقول لنا بأن الدين عنده هو (الإسلام) حصرا ويمهد للآية بآية قبلها فيها أعظم صيغة للشهادة بوحدانية الله ففيها شهادة الله سبحانه على نفسه وشهادة خلقه على وحدانيته وكأنه يمهد لنا كيغية الدخول في الإسلام .... ثم يقول في آية أخرى (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) فما هو الإسلام ؟ ....وكيف نوفق بين ما سبق وبين الآية التي تقول (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ... الحقيقة المدخل المنطقي لما سبق من أسئلة يكون عبر القرآن نفسه الذي قلنا مرارا وتكرارا لا يفسره غير القرآن ولذلك قال الله عنه بأنه بين و ميسر ولكن لمن تدبر واستعمل عقله بعد أن يطهر قلبه .. فيكفي أن نعرف أن الإسلام ما هو إلا الدين الوحيد عند الله ولذلك هو الدين الوحيد الذي نزل على كل الأنبياء سلام الله عليهم و الذين أمرنا في القرآن بعدم التفريق بينهم ... والدليل على أن الإسلام هو دين كل الأنبياء قوله تعالى (( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ... ولاحظوا هنا عندما طلب رب العالمين من إبراهيم أن يسلم دخل في الإسلام بإعترافه وتسليمه بوحدانية الله (( فقط )) و الشهادة بوحدانية الله هي الركن الوحيد من أركان الإسلام كما شرحنا سابقا وما قال عنه الفقهاء أركان الإسلام وهي بالمناسبة مختلفة في التراث ...ماهي الا أركان الإيمان فهي دليل إيماني بالرسالة المحمدية التي هي إستمرار للملة الحنيفية الإبراهيمية .. وقوله تعالى (( أمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) ..وأيضا .. ((وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ )) ...وغيرها كثير .. فهل اليهودية والنصرانية في الأصل هي أديان غير الإسلام ولماذا لها شرائعها الخاصة المطلوب إحترامها إذا ؟ هذا يجيبنا عليه القرآن أيضا ..يقول جل من قائل متحدثا عن حادثة الرسول مع أهل الكتاب الموجودين في المدينة بالذات والذين حاولوا مع الرسول أن يتبع ملتهم ﴿-;-وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾-;-(13). وهذه الآية ليست مطلقة كما يستخدمها بعض كهنة المذاهب ولكن مخصصة لحادثتها التاريخية ...وعلى كل حال نرى في هذه الآية أن اليهودية والنصرانية ما هي إلا ملل من الدين الذي هو عند الله (( الإسلام )) ...فمن انحرف منهم عن التوحيد فهو غير مسلم و كثير منهم موحدون وبالتالي مسلمون ....والدليل قوله تعالى (( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب )) ...وبالتالي هم مسلمون رغم أنهم لازالوا على ملتهم ...أما من يؤمن ويكفر فعلمها عند ربي ولا يستطيع إنسان أن يعين نفسه قارئا للقلوب كما فعل كهنة المذاهب ... وأنا أدعي أن كثيرا ممن يقولون أنهم مسلمون يشركون بالله بعبادة البشر وهم من يجعلون كتب البشر من أصنام المذاهب حجة على كلام الله في قرآنه ووحيه الوحيد للنبي محمد ص ...ولكن نحن لا يحق لنا أن نكفرهم كأفراد ...ولكن نصف أعمالهم بالمجمل فلا يعرف بما في القلوب الا الله سبحانه وتعالى .. إذا فكل من يؤمن بالله واليوم الآخر و أسلم وجهه لله فهو مسلم من أي ملة كانت و لكن شرط دخول الجنة هو إقران ما سبق بالعمل الصالح وهنا أريد أن أعيد عليكم الآية التي سبق وذكرتها قال تعالى (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ... أما الإيمان بالرسالة المحمدية فهو الإيمان الثاني وهو إيذان باتباع الرسالة المحمدية بكل خيراتها و أعمالها التي لو طبقت كما جاء بها القرآن لرفعت من مكانة متبعا عن الله سبحانه وتعالى ..والدليل قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا )) فالله يطلب من الذين آمنوا من قبل ممن عاصره من أهل الكتاب أن يؤمنوا برسالة محمد أيضا والكتاب الذي جاء معه ...ولكن أهل الكتاب في المدينة كانوا يعتقدون أن من اتبع محمد هم ضالون وأنهم هم وحدهم في الجنة كما يعتقد بعض الناس أيضا من أتباع الرسالة المحمدية أيضا ضد اليهود والنصارى وكأنهم إحتكروا الجنة لأنفسهم بصك من كهنتهم وهم كلهم ...بينما الله يكذبهم ويرد عليهم جميعا فيقول للجميع ... {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، تلك أمانيهم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} صدق الله العظيم
د. عمارعرب 25.04.2015
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيران وإسرائيل هل يستويان ?
-
أكلة لحوم البشر وبقرة بني إسرائيل
-
زوبعة عربية في فنجان قهوة مرة
-
تمخضت التوراة فأنجبت داعش
-
تدليس مصطلح الطب النبوي
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|