أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صبيحة شبر - المساواة خرافة














المزيد.....

المساواة خرافة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:56
المحور: حقوق الانسان
    


كل الحركات الثورية ، في العالم ، جميع الثورات التي جاءت ، لتصحيح الأوضاع الخاطئة ، وإعادة الأمور الى نصابها ، والحق الى أهله ، ترفع هذه الحركات شعارات براقة ، في إنصاف الطبقات المظلومة ، ومنحها الحقوق التي حرمت منها ، على مر العصور
الدين الإسلامي ، كبقية الأديان الكبرى ، رفع شعارات كبيرة ، عن الحرية والعدالة والمساواة بين كل الناس ، لافرق بين غنيهم وفقير هم ، وأسودهم وأبيضهم الا بالعمل الصالح ، الذي يقوم به العاملون ، لخدمة البشرية ، والعمل على تطورها ، في شتى الميادين ، الاجتماعية والسياسية والثقافية ، وعند قراءة فصول التاريخ ، يتبين لنا ان الطبقات الفقيرة والمسحوقين من الناس ، ومن أولئك الذين يتميزون بالطيبة المفرطة ، فلا يمكنهم تحقيق شيء من طموحاتهم ، والوصول الى ما كانوا يأملون به لأنهم يتميزون بالمثالية التي تفضل الآخرين على النفس ، ولا تكتفي بما تحققه من مكاسب شخصية ، بل تطلب ان تتمتع الفئات الأخرى بما تمتعت به ، وان لنا ان نتحقق من جدوى الإيثار ، فهو لم يعد يجدي أحدا ، ونتذكر الصحابي الثوري أبا ذر الغفاري ، الذي ضحى كثيرا ، في سبيل نصرة الإسلام ، فكوفيء و في العهد الراشدي ان يعيش منفيا مشردا محروما من أبسط الحقوق الانسانية ، لنقرأ سير المناضلين المكافحين الذين تعرضوا لصنوف من التنكيل ثم لم يمنحون اقل تقدير وحتى من اولئك الذين ضحوا من اجلهم
لقد رفع الإسلام بوصفه دينا أخلاقيا جاء لإنصاف المظلومين ، ومنحهم الحقوق التي حرموا منها ، شعارات جميلة ، في تحقيق مباديء العدل والمساواة ، وقد امن به اول المؤمنين ، أولئك المستضعفون في الارض ، وبذلوا أرواحهم دفاعا عن إيمانهم ذاك ، عذبتهم قريش ، بتلك القسوة البالغة ، رغبة في رجوعهم عن مبادئهم التحررية التي دعا اليها الإسلام في مراحله الأولى ، ويذكر لنا تاريخ المسلمين مواقف مشرفة لرجال عظام ونساء أمنوا بإمكانية تحقيق تلك المباديء الجميلة ، والشعارات الذهبية الى وقائع ، كانت أول شهيدة في الإسلام امرأة آمنت بتحقيق المساواة وهي الفقيرة المعدمة ، في دنيا الناس ، وربما قبل ذهابها الى العالم الاخر
ولكن ما ان ينتصر الإسلام ، ويحقق بعض التفوق على أعدائه ، حتى نجد ان المظلومين والمسحوقين والفئات العريضة الواسعة ، تعود الى الصفوف الخلفية ، وكأنها لم تضحي ، وتناضل ، ولم يسفك دمها النقي من أجل الوصول الى طموحاتها الشرعية ، نجد فئة أخرى تتقدم الصفوف ، لتحرز أعلى المكاسب ، وتستطيع ان تؤسس لها في لحظة من الزمن دولة كبيرة ، تقوم لخدمة المتنفذين والتجار ، والفئات الوصولية ، وكأن هؤلاء هم الذين ضحوا وبذلوا أرواحهم لتحقيق المستقبل المشرق ، الذي أظن أنه لن يأتي أبدا ، لقد بقي هذا القانون الأزلي ، معمولا به في مختلف مراحل التاريخ ، ويبقى هذا القانون ، صادقا في أيامنا هذه ، حيث يبقى المحرومون على حرمانهم ، ويستمر التجار والرابحون دوما ، الى جني الثمار ، وكأن الأيام تكرر نفسها ، وكأنه لا جدوى من النضال المستميت والمتواصل الذي يقوم به المناضلون طوال العهود ، ليأتي آخرون لم يجربوا النضال ، ولم يضحوا ولم يجوعوا ، ليقطفوا اللقمة من أفواه العاجنين الخابزين ، المتعرضين لحرارة المواقد ، الفلاح يحرث الأرض ويبذر البذور ، يسقي التربة ، بتعهدها بالرعاية ، متحملا حرارة الصيف ، وبرد الشتاء ، حتى اذا ما حل أوان الحصاد ، وبذل الفلاح جهده تلك المرحلة ، قدم المستريحون ، واستطاعوا ان يحصلوا على الثمار ، متلألئة ، بالغة الجمال ، فاين الحق والعدل والمساواة ؟ وليس الاسلام الوحيد الذي رفع تلك الشعارات الجميلة ، وانما المباديء الأخرى التي تأتي لتحقيق إنسانية الإنسان والوصول به الى تحقيق الأماني ، واذا تلك المباديء الجميلة التي يموت من اجلها الثوار ، تصبح بعد فترة أضغاث أحلام



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحرام أم حلال؟
- نوع من العنف مسكوت عنه
- الايجابي والسلبي في الاديان
- ثرثرة حول حقوق المرأة
- الامثال والحكم يمثلان الطبقة الحاكمة
- الوشاية : قصة قصيرة
- رسالة الى صديقتي المقتولة
- الطاعون : قصة قصيرة
- استاذتي .... ماعاد لك : قصة قصيرة
- البناية
- سطو : قصة قصيرة
- ساق للبيع


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صبيحة شبر - المساواة خرافة