الصحة و المغادرة الطوعية بالمغرب

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي

رغبة منها للتصدي للموظفين الأشباح بعد أم ألح الاتحاد الأوروبي على ذلك من أجل تخفيف العبء على ميزانية الدولة، و بذلك تم اعتماد المعادرة الطوعية و هكذا ساهمت الدولة من حيث لا تدري في خلق أثرياء جدد بالمغرب و هذا جميل جدا لكن أن يتم هذا على حساب مصالح حيوية للمواطنين هذا ما استنكره الكثيرون.

و مناسبة هذا الحديث هي قدوم كبير من الأطباء المتخصصين و البروفسورات و الأساتذة المبرزين في الطب على طلب الاستفادة من المغادرة الطوعية. إذ أن عدد كبير منهم انقضوا على الفرصة للهروب من مركز الاستشفاء الجامعي بالمملكة. لاسيما و أن المغادرة الطوعية قد تمكن البعض من الاستفادة من مبالغ مالية مهمة قد تفوق أحيانا 100 ألف دولار. و بذلك يرى بعض المتتبعين أن العديد من الاختصاصات قد اختفت من مركز الاستشفاء الجامعي باعتبار أنه لم يتم التفكير إطلاقا في تعويض الأطر الطبية العالية الاختصاص التي استفادت من المغادرة الطوعية، و هذا ما ألحق أضرارا أكيدة بمصالح المرضى و الطلبة في ذات الوقت.

فهناك الحديث عن مغادرة 170 إطار طبي عال بالرباط و ما يناهز المئة بالدار البيضاء. علما أن المنظومة الصحية بالمغرب، و هذا بشهادة الجميع، ظلت و لازالت تشكو من خصاص في الأطر الطبية المتخصصة و أن مناطق شاسعة من المملكة المغربية لا زالت تفتقر إلى أطر و بنيات تحتية طبية. و مع اعتماد المغادرة الطبية فستتعمق الأزمة أكثر.

و حسب البعض فإن الأغلبية الساحقة من المغاربة ستتضرر من هذه الاجراءات باعتبار الاستمرار من حرمانهم من التغطية الصحية و عدم توفرهم على الامكانيات الكافية و اللازمة للتوجه إلى القطاع الخاص.

و يحمل الكثيرون مسؤولية هذا الوضع، الذي يرونه كارثيا في المسقبل القريب جدا، إلى وزير الصحة العمومية الذي اغتم الفرصة و صادق على طلبات المغادرة الطوعية دون التفكير في الانعكاسات الوخيمة التي ستحدثها و باعتباره أخذ فقط بالبعد المالي دون الاكثرات بالبعد الانساني و الاجتماعي. فما يهمه هو تخليص ميزانية وزارته من ثقل رواتب هؤلاءن و ما عدا هذا لم يدخله في الاعتبار.
و يرى العارفون بأمور المغادرة الطوعية أن ميدان التعليم سيعرق نفس المنحى، و بذلك يرى بعض المحللين أن الحكومة لم تصب الهدف حيث أنها في نهاية المطاف تخلصت من أطر ذات الكفاءة التي من الصعب تعويضها و احتفضت بالموظفين الأشباح الذين من أجلهم اقترح الاتحاد الاوروبي المغادرة الطوعية و إن صح هذا القول فستكون كارثة.

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ) Driss_Ould_El_Kabla#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات