أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها














المزيد.....

مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها
جعفر المظفر
لقد ظل إسم الدوري مشروعا للإستفادة التعبوية الإعلامية للحكم في العراق جنبا إلى جنب مع إسم حزب البعث. بدون نظرية إستمرار التهديد البعثي فإن الدعامة الأمنوسياسية للحكم كانت ستبدو هشة بشكل أكيد, وكان تصعيد الإدعاء بحجم الأخطار التي يمثلها البعثيون وقائدهم الدوري يتناسب طرديا مع حجم الآثام التي يرتكبها سياسيو الحكم الحالي, فكلما إزدادت هذه الآثام فإن الزعم بوجود خطر حقيقي للبعثيين كان يتصاعد أيضا. وبالنسبة للآنظمة الفاشلة فإن وجود العدو يصبح مسألة ذات اهمية إستراتيجية كبرى, وتتضاعف الحاجة إلى وجود مفترض لهذا العدو كلما إزداد فشل النظام وتأكد عجزه عن تلبية الإحتياجات الأساسية لشعبه.
إن صناعة العدو تدخل في صلب الحاجات الأمنية والسياسية لكثير من الدول. الولايات المتحدة الأمريكية مثلا جابهت نتيجة الإنهيار الكبير والسريع للإتحاد السوفيتي وضعا على مستوى كبير من الخطورة والتعقيد. غياب العدو المركزي للإمبراطورية الأمريكية الذي إستمرت قيمته التعبوية تعمل أغلب سنوات القرن العشرين كان إستدعى من ناحيته حضورا سريعا لعدو مركزي بديل. صدام حسين وفي لحظة مفصلية تاريخية للغباء السياسي تقدم بنفسه من خلال غزو الكويت لكي يحتل مقام هذا العدو البديل, ورأينا كيف اسرعت أمريكا لتقديمه بهيئة هتلر لأن الشخصية الهتلرية ذاتها كانت وما زالت تمثل في الوعي الأمريكي والأوروبي العام صورة المجرم العالمي الأخطر على السلام العالمي. وراحت امريكا من جهة مرافقة تنفخ في قدرات الجيش العراق لتجعله خامس أو رابع جيش في العالم, وهو الذي كان قد خرج توا من حرب طويلة تسببت بإرهاقه كثيرا مثلما نفخت في نوعية الأسلحة التي يملكها حتى تصور الأمريكي نفسه وقد بات مهددا في عقر داره خوفا من كيمياوي صدام حسين وقتبلته الصوتية.
وهكذا وجد جزء اساسي من الشعب الأمريكي نفسه يبايع بوش الأب ويمنحه موافقة شن الحرب, مثلما وجدت أوروبا نفسها مضطرة إلى مواصلة الولاء للشقيق الكبير ومبايعته على ان تظل رهن إرادته وإشارته. أبو عدي من ناحيته صدق ان امريكا باتت تخاف حقا من شاربيه وقنبلته الصوتية فراح يعمل بقوة ذلك الخطر الوهمي, وربما صدق ما أرادوا له أن يصدقه ووقع في الفخ الذي عدة ما تنصبه نظرية الإيهام والإيحاء. وكان هناك أيضا على صعيد فريقه الأقرب من جعله يعيش اوهام القوة حينما جعله يصدق ان العراق بات على ابواب ان يغزو نيويورك بينما كان الجندي العراقي في خطوط القتال يعيش يوميا على ربع صمونة ويستجدي ثمن تذكرة العودة لأهله ساعة تحين إجازته الدورية.
عزت الدوري ليس كغيره من الشخصيات البعثية التي ظلت على قيد الحياة. يونس الأحمد لم يكن يملك جزءا صغيرا من تاريخ بعثي مماثل ولم يكن إحتل مناصب قيادية كتلك التي إحتلها الدوري لذلك فهو لم يكن يشكل مشروعا تعبويا مربحا لحكومة بغداد, اما المحيطين بالدوري من أعضاء قيادته البعثية فمعظمهم أن لم يكن جميعهم كانوا في زمن صدام من قيادات الصف الرابع او الخامس الذين من الصعب تسويق نجوميتهم ضمن ذلك المشروع التعبوي.
أحد المرشحين الأساسيين لإحتلال موقع القيادة الأول بعد غياب الدوري هو الدكتور خضير المرشدي, وهو شيعي من الجنوب, وكان شغل في عهد صدام موقع عضو في المجلس الوطني العراقي الذي كان ترأسه الدكتور سعدون حمادي, وبالمقارنة مع سجل عزت الدوري فإن تاريخ المرشدي لا يمكن تلويثه بسهولة. أما (شيعيته) فبإمكانها أن تشكل لوحدها تهديدا حقيقيا لنظام بغداد أكثر بكثير من ذلك الذي كان يمثله الدوري نفسه, هذا إذا ما إعتبرنا أن وجود الدوري كان أضر بالحكم في بغداد بدلا من العكس.
ويوم إعتاد الحكم في بغداد تقديم البعث كحزب سني فإنه نجح إلى حد ما بتحويله إلى حزب لطائفة وليس اكثر. وكما أعتقد فإن إختيار المرشدي كقائد جديد للحزب سيشكل بداية جديدة له وسيخلق تهديدا خطيرا, على أمد ليس ببعيد, للحكم, لأنه سيضعف كثيرا من القيمة التعبوية للضد الطائفي ضمن ساحة تأسست على وجود هذا التصنيف, كما أنهامستمرة بفضله. صحيح أن الدوري كان له تأثيرا على العديد من عسكري النظام السابق, لكن مبايعة المرشدي لو أنها حصلت فسوف يكون بإمكانها ان تعطل الكثير من قدرات التأثير التعبوي المضاد وتهيأ الحزب لجولات قادمة يكون قد تخلى فيها عن بعض خواصره الرخوة.
لا يهم, ففي الجعبة الكثير من التفاصيل, لكن الأهم هنا هو العودة للتأكيد على أن مقتل الدوري يشكل في إعتقادي خسارة حقيقية لحكومة بغداد, فهو أفقدها من ناحية عدوا مركزيا بمواصفات يمكن إستثمارها لأغراض التسويق التعبوي في حين سيصعب تماما تسويق شخصية بديلة كالمرشدي لنفس الغرض وبنفس الكفاءة, بل على العكس من ذلك فإن هوية المرشدي الشيعية ستكون إيذانا ببدء حملة تعبوية بعثية معاكسة.
ثمة أخبار باتت تنفي أن تكون الجثة عائدة بالفعل إلى عزت الدوري نفسه, وربما يكون النفي قد نتج عن تقدير لحقيقة أن الإعلان عن موت الدوري هو في الحقيقة خسارة للحكم أكثر منه خسارة للبعثيين انفسهم. والبعثيون أنفسهم قد يهتدون إلى حقيقة أنهم سياسيا قد ربحوا الجولة بغياب زعيمهم الدوري آخر القيادين التاريخين المحملين إلى حد التخمة بجرائم وآثام النظام الصدامي السابق.
في الحساب الآني ربما يشكل موت الدوري خسارة بالنسبة للبعثيين, لكنه على الأمد البعيد سيخلق فرص عمل سياسية أفضل بعد غياب صورة الذئب الذي يهدد بإلتهام ليلى بعد أن نام في فراش الجدة المريضة.
أما على صعيد حكومة بغداد فربما عرفت متأخرا أن إعلانها عن مقتل الدوري كان أشبه بقتلها للذئب الذي أرادت أن تهدد به ليلى, وهي ستحتاج بلا شك إلى وقت طويل حتى تستطيع ان تخلق من البديل ذئبا جديدا كذلك الذي كان عليه عزت



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون وإنحيازاتهم الطائفية
- الحاجة إلى ثقافة سياسية ودينية ضد الإرهاب والتطرف.
- في السياسة والعقيدة وما بينهما
- رسالة من شيعي عراقي إلى حوثي يمني
- المالكي حينما يعترف
- في المأزق اليمني : لا يكفي أن يكون خصمك على باطل لكي تكون ان ...
- إنسانية الشيعي هي في علمانيته
- علاقة الفساد بالدين والسياسة
- قصة الدشداشة والعقال وما جاء في الأخبار حولهما
- همسات بصوت مرتفع
- أهم من التحليق في الفضاء المشي على الأرض
- عن معركة تحرير تكريت أتحدث
- ضد الدولة .. مع الوطن
- جريمة المتحف .. من ذبح العراقيين إلى ذبح العراق
- داعش تطهر العراق من أصنامه
- يوم تنجح العملية ويموت المريض
- وهل سيحلها الزاملي .. عن قصية ضياع نينوى أتحدث
- علمانيون ولكن ضد العلمانية (2)
- مطلوب رأس الإعتدال
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مقتل عزت الدوري خسارة فادحة لنظام بغداد وليس مكسبا لها