يوسف عكروش
الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألاحظ خلطاً بين المفاهيم وبين آليات وأدوات تحقيق المفاهيم وهنا لا بد من القول بأن:
الإصلاح هو تحسين وضع أو تعديل ما، أو إزاحة ما قد أصبح غير صالح أو غير مرضي أو يستجلب التذمر والشكوى، وما إلى ذلك. وبالتالي فهو عملية ترقيع وصيانة وتجميل للنظام القائم لا أكثر.
تم استخدام المصطلح بالسياق السياسي في أواخر 1700 من قبل حركة كريستوفر ويفل التي سعت للإصلاح البرلماني. و يتميز الإصلاح عن الثورة كون هذه الأخيرة تسعى للتغيير الشامل و الجذري، في حين أن الإصلاح يهدف لمعالجة بعض المشاكل والأخطاء الجادة دون المساس بأساسيات النظام. و بهذا فإن الإصلاح يسعى لتحسيــــــــــن النظام القائم دون الإطاحة به بالمجمل. و يمكن أن يتضمن إصلاح السياسات الاقتصادية، والخدمات المدنية، والإدارة المالية العامةأما اللجوء إلى الإصلاح والعمل من أجله فتمليـــه ظروف تطور المجتمع من حيث عـــــدم توفر البديل الاجتماعي القادر أو ضعفه وعدم قدرته على قيادة الجماهير الشعبية وتحقيق أهداف التغيير الشامل.
وقد يؤدي إلى إطالة عمر النظام وتعزيزه على المدى القريب أو المتوسط.
أما التغيير فهو عملية نسف جذري لما هو قائم ويمكن إطلاق تسمية الثورة عليه - ثورة أو ثورة مضادة أحياناً-
فالتعريف أو الفهم المعاصر والأكثر حداثةً للثورة هو التغـييـــــــــر الكامل لجميع المؤسسات والسلطات الحكومية في النظام السابق لتحقيق طموحات التغيير لنظام سياسي نزيه وعادل ويوفر الحقوق الكاملة والحرية والنهضة للمجتمع. والمفهوم الدارج أو الشعبي للثورة فهو الانتفاض ضد الحكم الظالم والإطاحة به وبكل مؤسساته وبناء حكم جديد تحكمه نُظم وتشريعات وقوانين جديدة تتماشى مع مصالح الفئات/ الطبقات التي تقود التغيير.
أما الحديث عن وسائل التغيير فهذه يحكمها شروط وظروف تطور المجتمع المعني والظروف الجيوسياسية المحيطة والتدخلات وقوتها وقدرتها على قلب الموازين والتحكم بمسار حركة الشعب المعين. أما كون التغيير قد يكون سلمياً مثلما حصل في بعض دول أميركا اللاتينية فهذا له ظروفه وصيرورته التي بحاجة لمزيد من الدرس والتمحيص وبخاصة بعدما ظهرت بوادر التراجع أو قل الانقضاض على بعض المواقع. 23/4/2015
#يوسف_عكروش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟