أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذه- الجهل المقدس والأفراد














المزيد.....

بدون مؤاخذه- الجهل المقدس والأفراد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذه- الجهل المقدس والأفراد
ومن عجائب ثقافتنا، وتقديسنا لثقافة الجهل دون أن نشغل عقولنا في تمحيصها، أنّ ذلك لا يقتصر على تقديس مؤلّفات الأقدمين فقط، بل يتعدّاها إلى تقديس الأفراد أيضا. فكلّنا "نقدّس" الآباء والأجداد ولا نرى في حيواتهم ومسيرتهم أيّ شائبة تشوبها. ومغالاتنا في ثقافة التّقديس هذه تمتدّ عبر تاريخنا إلى أيّامنا هذه، وسيرثها أبناؤنا من بعدنا، لأنّنا نربّيهم عليها! لذا فلا عجب أنّ تاريخنا المدوّن كلّه انتصارات ويخلو من الهزائم، مع أنّ الواقع عكس ذلك تماما. وتقديس الأفراد ليس حكرا على الحكّام والمتنفذين فقط، بل يتعدّاه إلى المتنفذين عائليا أيضا! وإلى المتنفذين الحزبيّين بغضّ النّظر عن انتماءاتهم الفكريّة والعقائديّة، وتصل الضدّيّة في ثقافتنا أنّ الأحزاب التي تدعو إلى الديموقراطيّة في مؤسّسات الدّولة تستثني نفسها من ذلك! فرؤساء الأحزاب والتنظيمات، والقيادات المحيطة بهم يبقون خالدين فيها إلى أن يغيّبهم الموت، وكأنّه لا يوجد بين أبناء شعوبهم من يقدر على مواصلة المسيرة! وإذا ما ماتوا فإنّ المخاوف تثار من امكانية انهيار الحزب أو التنظيم، وكأنّ هذه الأحزاب قائمة على أفراد بعينهم! وهذا بالتأكيد امتداد لثقافة العشيرة التي ترى عزّ القبيلة ومنعتها بشيخها فقط! وحتّى شيخ القبييلة إذا ما تذيّل لجهات أجنبيّة تبحث عن مصالحها في البلد، فإنّ أتباعه وورثته لا يخرجون على ذلك النّهج، بل ولا يفكرّون حتّى ببحثه! وتقديس الأفراد المتنفّذين هذا يكون على حساب البلاد والعباد، وهنا يبدو أنّ مفهوم الوطن والمواطنة لم يترسخ في عقولنا بعد...ومن هنا فإنّ ضياع الوطن مقبول أكثر من فقدان "الأخ القائد"! وإذا عدنا قليلا إلى الوراء سنجد على سبيل المثال أنّ الأحزاب التي تعتبر نفسها "طلائعيّة" اعتبرت حرب حزيران عام 1967 انتصارا؛ لأنّ اسرائيل لم تستطع اسقاط "النّظامين التقدّميّين" في مصر وسوريا! وكأنّ احتلال ما تبقي من فلسطين وجوهرتها القدس، وصحراء سيناء المصريّة ومرتفعات الجولان السورية، ووقوع ملايين المواطنين تحت احتلال أهلك البشر والشجر والحجر لا يعني شيئا!
تماما مثلما تمسّكت التّيّارات الدّينيّة بنظام عمر البشير "الاسلامي" مع أنّه مسؤول عن تقسيم السّودان!
من هنا فإنّ الدّعوة إلى تمحيص "المؤلّفات الدّينيّة القديمة" ومحاولات تنقيتها من الخرافة والأساطير والأكاذيب، كما يفعل الدّكتور اسلام بحيري، والمفكر الاسلامي عثمان صالحية في مؤلفه "الدّراية- الفريضة المصيريّة الغائبة في التّراث- الشّفاعة أنموذجا مفصّلا" تلقى معارضة شديدة تصل إلى درجة التّكفير من قبل مقدّسي القديم!
فهل سنبقى على حياد في الحياة المعاصرة متمسّكين بتراث يعجّ بالجهل والخرافة والأكاذيب "جعلنا أضحوكة بين الأمم"؟ وهذا يعني أنّنا لن نخرج من هزائمنا إلى ما شاء الله؟ وسنبقى في احتراب واقتتال داخليّ معتمدين على نصوص تتلفّع بعباءة الدّين والدّين منها براء. أم أنّنا سنعيد حساباتنا من جديد؟
23-4-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الجهل المقدس متشعب
- بدون مؤاخذة- الجهل المقدّس
- -الدّراية- في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف ودور المثقف
- بدون مؤاخذة- بين الضراط والعلم
- بدون مؤاخذة-الكذب والحقيقة المرّة
- بدون مؤاخذة- الكذب ومرحلة الهزائم
- أكلة الجوز الفارغ
- الدّراية ثورة في الفكر الدّيني
- يوميّات الحزن الدّامي-لقاء
- استشهاد جعفر عوض يدقّ ناقوس الخطر
- ديوان أجنحة الأنين في اليوم السابع
- مخيم اليرموك والجريمة المستمرّة
- بدون مؤاخذة- يعقوب زيادين والمرحلة
- ريتا عودة في ندوة اليوم السابع
- قصّة-فهمان وحسّان-والعنصريّة
- كتاب -أغرب زواج- في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- انظروا إلى أفعال نتنياهو
- جمعة السّمّان يكتب عن أغرب زواج
- ريتا عودة تختزل الرّواية بقصيدة


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذه- الجهل المقدس والأفراد