الجرح النرجسي_ للفرد أم للانسان...

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:29
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

مشكلة التعبير بالكلمات فقط, عن خبرة مشتركة, توجد دوما ضمن موجة من سوء الفهم والتفاهم...بين الجنسين, بين الأجيال, بين الأنا والآخر, بين الوعي واللاشعور, بين العقل والعاطفة, بيننا.
الشعور بحدود الأنا_ مشكلة الوعي الجوهرية من الداخل, لجهة العالم الداخلي.
بالتزامن مع الشعور الموضوعي بالكون, الحدود, القوانين, المطلق....وينتهي الكلام.
أرجو منك سيدتي- سيدي: محاولة التأمل قليلا بهويتك_ قبل تكملة القراءة.
* * *
لنتخيل أسلافنا في الكهوف.
قفزة هائلة(ما تزال مجهولة علميا) أوصلتنا إلى الأديان والفلسفة, ووحدة الكون والمصير.
لنتخيل قبل قرن بالضبط...عام 1915
العالم يفور بالغيظ والكراهية والخوف والجهل....وكل ما هو سيئ.
_ من كان المخطئ في الحرب العالمية الأولى, ونتيجتها الثانية!
_من كان على حق في تلك الفترة المظلمة من تاريخ العالم والكون!
_ اين نحن الآن:العراق. سوريا. ليبيا. اليمن....أنت وأنا!
* * *
كيف يمكن فهم_عداك عن تقبل أو تبرير:
شخص في وعي ومكانة وخبرة سيغموند فرويد, يبقى حتى سنة 1917 في دور: بوق إعلامي وينفخ,مثل غيره, في نار الحقد والانتقام ويهلل لاستمرار الحرب.
للتذكير فقط كان قد بلغ الستين.
_قبله (كانت) فيلسوف العقل ونقد العقل أيضا, يعتبر الخروج عن طاعة السلطة يستجق الاعدام, غير القابل للتخفيف.
* * *
بعدها يكتب فرويد ويكرر, ولا يخفي تباهية وافتخاره بأنه من تسبب بالجرح النرجسي الثالث للانسان.
يتجاوزه سكنر_ والاتجاه السلوكي العام: حرية الارادة وهم.
المسؤولية الشخصية وهم.
بين مد وجزر(بين بحر وبحر) تدور حركة العقل والوعي منذ البدء بين العدمية أو السلطوية.
* * *
للتذكير_ الجرح النرجسي الأصيل مع كوبرنيكوس وغاليله وزملاؤهم من جيل العلماء الأول.
الأرض ليست مركز الكون, بل هي مجرد تابع صغير للشمس. وما نعرفه نقطة في بحر ما نجهله عن الكون وحدوده وقوانينه.
الجرح النرجسي الثاني مع داروين, الانسان حلقة (عادية) في التطور البيولوجي. ليس غاية الحياة وربما ليس مصيرها ايضا.
الجرح النرجسي الثالث مع التحليل النفسي, الأخلاق الانسانية بمجملها, حالة تعبير جزئية ومؤقتة عن الكبت_ والصراع بين الغرائز والأنا والسلطات الاجتماعية ممثلة بالضمير. ونحن نجهل الطبيعة البشرية بقدر ما نجهل الكون.
مياه كثرة مرت تحت الجسر, خلال أقل من قرنين:
نيتشة وموت الله. هايدغر ونهاية الميتافيزيقا. فوكو وموت الانسان. دريدا وتعذر الفهم والوصول لمعنى أي نشاط أو تعبير...وصولا إلى بيكيت والعدمية القصوى بصيغتها العبثية...الانسان ملقى في العالم _فقط لينتظر موته..
* * *
الجرح النرجسي الشخصي... سأكمل مناقشته بتفصيل أكثر, عبر حوارات قادمة_ على قدر تجربتي الثقافية والمعيشية.
وأكتفي هنا بالتذكير المختزل بماهية النرجسية وتعبيرها الدائم:
رغبة كلية. معرفة كلية. قوة كلية.
يبدأ النضج بإدرك الجهل والنواقص..
أنا اعرف انني لا اعرف_ سقراط.
* * *
كيف تؤثر النرجسية_ الجرح والغيظ, في العلاقات العاطفية خصوصا...
بعدما تجتمع النرجسية مع التوقع المرتفع يتعذر_ يقارب الاستحالة, الشعور بالرضا.
يقوم كل منا, بشكل يومي ودائم, بعدد كبير من الأدوار المختلفة إلى درجة التناقض الصريح.
فقط لنتأمل قليلا تناقض الأدوار لرجل يعيش مع أمه وزوجته وابنته, وأخته!
أو العكس: امرأة تعيش مع زوجها وأهله وابنها. تجاور وتداخل أدوار الغزل والصراع والاحتشام!
لا يوجد وقت يكفي ولا مهارة (بسيطة ومفردة) مناسبة أيضا, للانتقال الناجح بين أدوار متنوعة بكثرة وغرابة.
كيف نحلها!نحن, هم, هي, هو....!
خبرتي الثقافية والمعيشية بأكثر التعابير تهذيبا ولطفا: جهل وطيش متبادل.
* * *
جوهر كل اختلاف بين طرفين, صراع ضمني, على الحصص: سلطة أو ملكية أو متعة.
_ من رأى في حياته كلها شخصا مغتاظا لأن الطرف الثاني يريد أن يعطيه فوق توقعه!
* * *
الخلافات بين الأزواج, وفي العلاقات العاطفية, وبنسبة تتجاوز التسعين بالمئة:
أحدهما(رجل أو امرأة) يريد أن يكون الشخص الأول ويحتل الموقع الرئيسي ايضا في حياة الشريك.ة.
بنفس الوقت_ مع الاصرار والجاهزية للمعركة, يطلب من الشريك(بصورة لا شعورية ربما)القبول بدور ثانوي وموقع ثانوي أيضا, كذلك ان يرضى بالقليل من الاحترام والاهتمام.
وحركة التزايد تستمر على النقيض من التناقص المقابل.
يستحق كل انسان فرصة ثانية.
أفضل متنبئ للمستقبل الماضي.
كيف توفق بينها!
الفرصة الثانية لعلاقة من الدرجة الثانية. نادرا أن يعود أحد لاحتلال موقع الدرجة الأولى بعدما خسره مع نفس الشخص.
والفرصة الخامسة لعلاقة من الدرجة الخامسة..., وبعدها, علاقات مع آخرين تسميتهم الشائعة أعداء.
* * *
القانون يتحول إلى قيم وأخلاق اجتماعية, في الجيل التالي.
والمعرفة تتحول إلى أخلاق فردية وقيم, بالممارسة والتكرار_ عادة جميلة.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات