رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر
(Rabah Fatimi)
الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 12:12
المحور:
الصحافة والاعلام
إذا أردنا توصيف لحاضرنا ،لا يسعنا القول وبمرارة أنه الركض الى الخلف. عكس الطبيعة ،وننسب كل مصائبنا وللأسف للخارج .وإن كان هذا يحمل جزء من الصحة .الا اننا لا بد أن نعرف من فتح الفرصة للخارج ليتدخل في مصائرنا. كل مصائبنا هي من أنفسنا ‘فالعلم كما يقول العلماء هو سيف ذو حدين ،إما تستعمله ضد نفسك فتزدهر وتتحضر وتقوى، وإما تستعمله ضد نفسك فتخيب. شرعنا ابوابنا على مصرعيها بدون تحفظ .ما دفعه لأن يصوب نظره الى البعيد بهذه ."الجرأة" في لاستعانة بالآخر .سمح له بالمقابل أن يتجرأ لتدخل. إذا أردنا أن نراجع حساباتنا ونعيد هيكلة سياستنا .أولها لاعتراف بأخطائنا ومنها بناء علاقة صحية ،تكون ندية أكثر منها تابعة . ماذا استطاعت أن تفعل القوة لاستعمارية أمام إرادة الشعوب في لانفكاك من التخلف والفقر ,وقفت مسلمة بالواقع وتآلفت مع الواقع الجديد .ماذا تستطيع أن تفعل القوة الخارجية أمام إرادة الأمم عندما تعزم على الحياة مبدية استعداد وقوة لبناء وطن قوي .كل القوة تعجز أمام ارادة الشعوب إن هي عزمت .شرعة الله غير نفسك تغير التاريخ. ولنا في التاريخ يوما تحركت الشعوب في منتصف القرن الماضي، رمت بالاحتلال خارج وهو من اتى من بعيد ليستوطن .لا يوجد هناك مؤامرة الا بالقدر الذي نسمح به وبقدر ما نترك من فراغ يأتي لآخر ليملأه وفقا لمصلحته. إذاً نظرية المؤامرة باطلة، فلنفتش عن سبب آخر تركنا نركض الى الخلف ،بدل أن ركض الى لأمام. ماذا كانت يستطيع أن تفعل أمريكا وأسطولها مع موقف عربي موحد ضد لاحتلال لأمريكي للعراق ؟وماذا كانت ستفعل إسرائيل لو وقفنا مع الحق الفلسطيني المشروع ؟وماذا كان يستطيع أن يفعل حزب الله الذراع لإيرانية في جمهورية لبنان،وهو يعطل لإقتصاد والسياسة وتشويه الثقافة وقتل روح لإبداع ،ومات لإبداع في لبنان منذ قدوم خطاب لا تعرف صاحبه ماذا يقول الاّ نبرة السب والشتم، كلنا يعرف كيف نركض الى لأمام لكننا لا نريد لهذا الشعب أن يزدهر .فضلنا اوطان مهدمة ،بلا اقتصاد بلا ثقافة بلا سياسية، فضلناه خيم يحكمها شيخ القبيلة ،يأمر فيطاع. بلا مسائلة حكم مطلق يصول ويجول فيه كمزرعة له ولأقاربه. إذاً لسنا في حاجة الى متآمرين
#رابح_عبد_القادر_فطيمي (هاشتاغ)
Rabah_Fatimi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟