أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - العقول النظيفة














المزيد.....

العقول النظيفة


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعلام كفيل بتحقيق ما لم تحققه الرصاصة سواء كانت طائشة أم موجهة .. وتتجلى أهمية الإعلام وخطورته هذه الأيام أكثر من أي فترة أخرى لأن العراق يتعرض لاشرس هجمة في تاريخه اعلاميا وعسكريا .. هذه الهجمة تستهدف تاريخه الذي يمتد لالاف السنين. وقد رأى الجميع معاول الحقد الداعشية وهي تنهال على تاريخنا المضيء في المتاحف والمساجد وعلى قبور الأنبياء والأولياء التي تشكل ألوان قوس قزح تميز به العراق عن كل بلدان المنطقة. هذه الهجمة أثارت حفيظة العديد من الأصدقاء والاشقاء خارج العراق والذين تظاهروا احتجاجا، فيما المثقف العراقي، في الغالب الاعم،  اكتفي بتداول تلك الصورة المؤلمة على الفيس بوك! واليوم أصبحت تلك الجريمة الشنيعة في عداد الماضي المنسي.. وهنا لا نلوم الناس البسطاء على نسيانهم تاريخهم لانهم يجهلونه، ومرد ذلك يعود لتعنت الحاكم والمسؤول ليس اليوم فقط، بل منذ فتح العراق وضمه الى  العالم الاسلامي. لكننا نلوم من يمتلك أدوات المعرفة، ومن يخطط ويبرمج الكتب والدروس والمحاضرات المرئية والمقروءة والمسموعة.
 انزلوا الى الشارع واجروا استفتاء بسيطا حول تاريخنا السومري أو البابلي ..اسألوا الناس عن حمورابي، مشرع اول شريعة حكم في العالم وستتفاجؤون لا عن جهل العامة بل العديد من المتعلمين. تاريخنا، الذي يفترض ان نفتخر به، نمنع بقصد أو بدون قصد أن يتعلمه أبناؤنا. كيف تريدون لهم أن يدافعوا عن تاريخ يجهلونه ؟ عن وطن قضم من تأريخه الثلثين على أقل تقدير؟ عن بلاد توزعت آثارها بين عواصم مختلفة وأصبحت هناك قبلة للناس. لم يقولوا لنا بأن باب عشتار في بابل ليست الباب الأصلية! والأصل منها موجود في برلين، ليست على شكل بوابة بل مدينة كاملة ! ولم يقولوا لنا بأن مسلة حمورابي موجودة في متحف اللوفر، والتي بين ايدينا لم تكن سوى نسخة صنعناها قبل فترة قريبة! واذا قبلنا على مضض بوجود هذه الآثار خارج العراق لانها باياد أمينة ولكننا لا يمكن أن نقبل بتعميم الجهل بهذه الحضارة .. احصوا الافلام الوثائقية التثقيفية الاوربية عن هذه الحضارة وقارنوها بما انجزناه نحن فستجدون الفارق مذهلا. تصفحوا الكتب المدرسية في كل مراحل الدراسة وستجدون ربما اسطرا بائسة، وإن وجدت، فلا تنسجم بالمطلق مع تاريخنا المشرق. وربما أبالغ في طرح مثل هكذا تساؤلات فلأن معاول الحقد الأسود لداعش والتي انهالت على تاريخنا، وترى في تلك التماثيل اصناما، لا تختلف كثيرا، أو بالأحرى تتطابق مع تصورات مماثلة لعدد لا يستهان به ممن كان مسؤولا الى وقت قريب عن تربية أبنائنا! سأذكر هذه الحادثة : مر وزير ، متهم بالتلكؤ في  إنجاز مجموعة كبيرة من المدارس التي نلاحظها منتشرة في أكثر من مكان على شكل أعمدة فقط ومنذ سنوات! مر هذا الوزير وشاهد تماثيل في واجهة معهد الفنون الجميلة في المنصور، فأمر بتعلية الجدار كي لا يشاهد المارة هذه الأصنام على حد قوله. منو انت يا وزير؟ ومن أي نفق خرجت لنا وما فرقك عن ذلك الداعشي في موقفه من تراثنا؟ هل هذا قدرنا أن نتحول لحقل تجارب فاشلة على يد هذا المسؤول أو ذاك؟ هؤلاء الذين يحاولون جهد امكانهم تعميم الجهل لا العلم وتعميم التخندق لا الانفتاح! وتعميم الكراهية لا المحبة!  املنا بجديد اليوم في ان لا ينقطع شرط أن تكون هناك حركة موازية لهذا الجديد،منظمة أو عفوية، لصناع الثقافة الحقيقية، لمبدعي الجمال، ولخالقي الفن الراقي  .. الشعب الذي يجهل تاريخه المضيء لا يمكن أن يبني مستقبلا مضيئا. والفتن الطائفية التي تتصاعد بين فينة واخرى تتعكز على جهل العامة لهذا التاريخ المضيء.ولبناء مدينة نظيفة، ملزمون بالحفاظ على تأريخها، لا بد من وجود عقول نظيفة قبل كل شيء!
 



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيلفي مسرحية تعري الفساد والمفسدين
- الفنان خليل شوقي غادر ولم يرحل!
- العيد ال81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي حظي بحضور رسمي وجماه ...
- العروض المجانية.. وداعا !
- من ينصف هؤلاء الشباب الراقصين؟
- قصعة* الوطن الواحد
- نقطة مضيئة في تاريخ السينما العراقية
- الهجرة الى اسرائيل مجددا!
- -سر القوارير- نقطة مضيئة في تاريخ السينما العراقية
- سر قوارير السينما العراقية !
- الشيوعيون العراقيون يستذكرون مآثر شهدائهم
- بغداد منزوعة السلاح!
- حقبة البعث السوداء في العراق
- جمعية -الثقافة للجميع- البغدادية تستضيف وتكرم الفنان قاسم زي ...
- -عيد الجيران- العراقي
- - عيد الجيران - العراقي
- فعالية أيام السينما العراقية في بغداد
- تسريب الاتصالات التلفونية في العراق
- خطاب الوزير بين القول والفعل
- يوم المثقف العراقي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - العقول النظيفة