أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاتن نور - وهل تنتظر .. الطفولة؟.....














المزيد.....

وهل تنتظر .. الطفولة؟.....


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:56
المحور: حقوق الانسان
    



"أن الجنس البشري يدين للطفولة بمنحها أفضل ما يملك"...

هذا هو ما نص عليه ميثاق حقوق الأطفال في آواخر الربع الأول من القرن العشرين... سهولة وضع النصوص الأنسانية لا يناظرها غالبا سهولة تأمين الميزانيات والأرصدة والأمكانيات الأخرى لأخراج النص الى حيز التطبيق العملي...لا سيما أن الصراعات السياسية والأقتصادية والحروب والتوترات تقيد عمل المنظمات الأنسانية وتقنن فاعليتها...

قيل .. وراء كل رجل عظيم امرأة......
أقول... وراء كل عمل عظيم حب عظيم ..
( وكلمة "وراء" هنا لا تعني التدنّي في المرتبة،بل تعنى ربط النتيجة بالسبب والأسبقية للسبب منطقيا..)
الأعمال العظيمة لا تولد إلا بالحب، فرئيس الدولة إن لم يكن منتميا للأرض والوطن ومغمورا بحبهما سيُفسِد... وشيخ القبيلة إن لم يكن مؤمنا بقبيلته ومحبا لها سوف لا ينهض بها ولا يناصرها .. وراعي العتبات المقدسة إن لم يكن مفعما محبا للخير والصلاح، ومؤمنا محبا لقدسية ما يرعى، سيرعى اساءة توظيف الواردات ويهمل صيانة المقدسات.. والأم لا ترعى اطفالها فقط لأن الأمومة هي واجب انساني ولابد من تأديته مالم يكن قلبها طافحا بالحب والحنان والأهتمام والأيمان برسالتها كأم وبالطفل كبذرة للمستقبل لابد أن يُحرص عليها كي تورق وتثمر ... والأنسان أن لم يكن محبا لأنسانيته ومحبا مؤمنا بقيمة النوع الأنساني بتلونه وأينما وجد.. سينحدر الى عالم الغاب.. الحب وراء كل شيء عظيم ...( او لنقل الحب والأيمان بما نحب)...وبنظرة خاطفة لمجريات الأمور والواقع وما قدمته البشرية لرعاية الطفولة في العالم سندرك حجم الحب الموظف!!!
(( ولا ننسى بأن الحب هو ايضا وراء الكثير من الأعمال الرذيلة والكوارث والحروب والجمود، ولكن بمفهومه المقلوب او السلبي .. كحب الأستيلاء، حب التملك المفرط ،حب العنف والإيذاء.. حب السيطرة والنفوذ .. حب الإحتفاظ والإعتكاف بما قد لا يصلح لمتطلبات العصر.... حب التكرار والإلتصاق ولو بكرسي!...الخ..... ومن الأرجح إبدال مفردة "حب" بـمفردة " داء ".. كي نُبقي على قدسيّة الكلمة..))
أنثى الحيوان ترعى صغارها ولا تتردد في سرقة صغار غيرها من الحيوانات الأضعف ونتفهم لتقديمهم لقما سائغة لأطفالها كي يباشروا بدورهم بالنتف والتلذذ... فهي أم رؤوم لا تكترث لوسيلة اشباع صغارها مهما كانت بشعة، والأخلاق لا تتدخل في نواميس عالم الحيوان.... ورغم أن الأخلاق لها لوائحها وابجدياتها ومعاهداتها ومواثيقها في عالم الأنسان كما لها دياناتها، إلا ان واقع ما نراه لا يبتعد كثيرا عن عالم الحيوان..! فقد حقق الأنسان وعبر مسيرته الطويلة وازدهاره في شتى الميادين قد حقق انماطا من الأشتراكيات(إن جاز التعبير) بحق الطفولة تُخجِل ببشاعتها وتقشعر لها أبدان العقلاء الشرفاء.......
فهناك اشتراكية سوء التغذية والطفل الجائع المحروم... ويقابلها رأسمالية الأفراط بالتغذية..والطفل المُسمّن المتخوم
اشتراكية اطفال الشوارع وأمراض الفقر والعوز الصحي والتشرد.... يقابلها رأسمالية اطفال الذوات والقلاع والحصون وبأمراض الترف والدلال المفرط...
اشتراكية اطفال الجهل والأمية .. ورأسمالية اطفال التعليم المعاصر وبأحدث التقنيات
اشتراكية اطفال اللعب بالورق ودمى الخرق البالية وبالساحات الجرداء الغبراء مع لعق اللعاب فوق الشفاه المتقرحة من الجوع والظمأ.. وهناك رأسمالية اطفال الألعاب الألكترونية والأقراص المضغوطة والساحات الخضراء الغنّاء مع لعق البوظة والشكولاته والمياه المعدنية....
فما اروع!!! أن يكون الأنسان بهذه الشاكلة... أشتراكيا بإخماد وهج الطفولة.. ورأسماليا بأيقاد وهجها....
وكيف لا والأحصائيات تشير الى أن اربع مليارات من سكان العالم هم من الفقراء، بينما هناك ما لا يزيد عن نصف مليار فقط من ذوي الدخل المتوسط ، وأقل من مليار من الأثرياء!!

لنلتقط صورة موحدة بمخيلتنا لتضم شرائح من الأطفال ومن شتى اصقاع العالم ومن مختلف المستويات، صورة تجمع بين الطفل الفلسطيني ،الصومالي ،العراقي الأمريكي ، الروسي ، الفرنسي... وووو.. وبلمحة واحدة لتلك الصورة سنرى حجم التناشز الأخلاقي لمفهوم العدالة الأجتماعية لدى الأنسان... كما سندرك أن انثى الحيوان بفطرتها لم تفعل أبشع مما يفعله الأنسان من نتفٍ مستمر لنواة المستقبل ( الطفولة)...
ومن ناحية اخرى لو إلتقطنا صورة لتضم الطفل الأمريكي والطفل الأمريكي الآخر.. الطفل الهندي والطفل الهندي الآخر.. الطفل الفلسطيني والطفل الفلسطيني الآخر.. ..وووو... سنرى أن التناشز الأخلاقي سالف الذكر له حضوره الواضح ايضا.. وبهذا فهو خارج عن الحصر او لا يقبل الحصر بأيطار (دول فقيرة - دول غنية)..أو ايطار (دول متوترة - دول مستقرة) او (دول متخلفة - دول متحضرة) او (دول ديكتاتورية - دول ديمقراطية)...... مع أختلاف مستويات التناشز طبعا.....
والسؤال الذي لا بد منه هو... هل تنتظر الطفولة حتى يتنظف الأنسان من كل أدرانه وصراعاته وجشعه وأزدواجياته وشعاراته المكتوبة... كي يتنفس صعداء العدل ليقدم لها وعلى هذه الأرض الوافرة العطاء، بعض رعاية وحب؟
وهل مَن هو الرحيم الكريم والمقتدر العطوف ،البصير المتبصر،العادل الأمين والمحب العظيم .. هل يرضى بتلك الأنماط من الطفولة المعذبة والمُهمّشة لمجرد أن الأنسان (المخلوق) عصى وارتضى ايجادها!..
هل سعة الرحمة هي أختبار الأنسان ومواصلة الأختبار وإن مزّق الطفولة ونكّس علم براءتها........
ما السبيل لإنقاذ الطفولة البريئة من كل ما يجري ويدور ..ما السبيل لأنقاذ احباب الله إن لم ينقذهم الله برحمته الواسعة ولم ينقذهم الأنسان بأنسانيته وبتحضره وتطوره في شتى الفنون!...
ستكون لي وقفة وحوار مع صوت( مبحوح...ربما مبحوح جدا) ينادي من اجل الطفولة في العراق، من اجل الأيتام واطفال الشوارع .. من اجل مشاريع مفعمة بالطموح لثقافة الطفل وتأهيله.... ولكن هل من مجيب......
هذا ما سنلمسه في الجزء الثاني......
فاتن نور
05/09/26







#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار يتأرجح بين ظرفين.....
- صلوات للتفخيخ!
- رجلان..مشهد..مختصرات
- مسودة دستور ...ومعضلة شعب ..6
- توجعات.. بلا هوية
- مسودة دستور..ومعضلة شعب..5
- مسودة دستور .. ومعضلة شعب..4
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب ..3
- مسودة دستور... ومعضلة شعب...2
- مسودة دستور.. ومعضلة شعب 1
- أين... وطني؟
- تصدعات جنوبية.. بين السيكارة وعقبها
- أنثى..
- غريب.. بين الرصيف والرصيف
- !! صدام.. ثروة قومية لا يستهان بها
- البعث خطار قاصدنه
- ويح اسمي والوطن......فضفضة حول تطويع الدين لخدمة الأرهاب وال ...
- ولماذا لا اسخر؟
- نفحة ٌ.. من أور
- القدس.. التهويد.. ومواء القطط


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاتن نور - وهل تنتظر .. الطفولة؟.....