أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .















المزيد.....

لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 15:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لدى جميع من يطرحون فكرة الإصلاح الديني الإسلامي، أو تجديد الخطاب الإسلامي، أو تحديث الإسلام الخ من هذه المسميات؛ تصور أن مشكلة الإسلام هي مشكلة اجتهادات جعلته يصدم مع العصر ومع العلم، وأنه إذا كانت هناك أطروحات حداثية لفهم الإسلام وتفسيره فإن مشكلة الإسلام مع التطرف و الإرهاب الخ ستحل ( ومن هنا يذهب هؤلاء إلى لطرح تصورات حديثة لفهم الإسلام تجعله بنظرهم يتصالح مع العصر ) لكن الحقيقة أن ما يغيب عن هؤلاء أن الإسلام لم يكن وفي أي لحظة من تاريخه محتاجا لاجتهادات حداثية تزيل عنه حالة الصدام بينه وبين العالم، فعلى الأقل ومنذ عصر المعتزلة و الإسلام لديه إجتهادات كان يمكن لها أن تؤسس لتصالحه مع العالم وتجنبه الوقوع في فخ الإرهاب و العنف لكن حال الإسلام لم ينصلح ، فماذا جرى إذن لكي لا تتبنى تلك الإجتهادات ؟ وما الذي جرى لكي يظل التصور الاصولي الإرهابي في تفسير الإسلام دائما هو السيد ؟

الجواب بإختصار على هذا السؤال هو أن الإسلام بدون إرهاب وتطرف هو بلا معنى لدى المؤمنين به ، فالإسلام كديانة يعتبر بقاءه حالة من الارتباط العضوي مع وضيفه في تدعيم الإرهاب و التطرف ، لهذا فدائما الإسلام سيبقى كحالة من الإرهاب و التطرف ، وهو إذا فقد تلك الصفة فهو سينتهي .

إن المسلمين سواء اليوم أو غدا دائما كانوا في حالة رغبة في هذا الإسلام الإرهابي و المتطرف، لهذا كلما جاء مفكر او داعية الخ وحاول أن يطرح لهم تصورا جديدا ، فهذا الشخص غالبا ما كان مصيره القتل على غرار الجهم ابن صفوان ، أو التشريد والسحل على غرار المعتزلة ، او التكفير و اللعن على غرار ما جرى ويجرى مع دعاة التجديد الديني أمس و اليوم اليوم؛ وعليه فحين نتحدث عن مشكلة الإجتهاد فليس القضية هي الاجتهاد ، بل هي من يتبنى هذا الاجتهاد ، و بهذا الخصوص ( ونقصد لماذا يؤيد المسلمون عموما الإسلام الإرهابي على الإسلام المتسامح ) فالسبب المباشر له هو أن الإسلام بشكله الإرهابي مفيد ، وهو يخدم و يلبي رغبة المجتمع المسلم ، فعلى سبيل المثال: تستفيد في غالب العصور النخب الإسلامية الحاكمة بالإسلام بشكله الإرهابي أكثر مما تستفيد منه بشكله المتسامح ، فقديما مثلا حاربت النخب الإسلامية أي اجتهاد فيه تسامح في الإسلام لان هذا يقوض أساسات عقيدة الجهاد التي تتبناها الدولة ، والتي بموجبها تمول بها الدولة نفسها (الغنائم و الغزو كرافعة إقتصاد ) لهذا في كل عصر كانت النخبة الإسلامية تنحاز للتفسير الإرهابي على حساب التفسير المتسامح لان التفسير الإرهابي يخدم الدولة، ويخدم المجتمع ، اما بما تعلق بالعصر الحديث فقد دعمت النخب الحاكمة الإسلام الإرهابي في فترات كبيرة من عمر حكمها على حساب الإسلام المتسامح لأنه كان يخلصها ببساطة من دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان الخ ، وهكذا كان أن كنا نرى إنتشار التطرف و الإرهاب برعاية حكومة، بدل إنتشار التسامح (لاحظ الدعم الحكومي فيما يعرف بالصحوة الإسلامية ) إما بخصوص المجتمع فالأمر هو نفسه ، فالمجتمع (او لنقل الإطراف المؤثرة فيه على غرار الرجال) فهي دائما تدعم الإسلام المتطرف لأنه يلبي مصالحها الذكورية ، فالرجل المسلم عموما يريد من الإسلام ان يكون وسيلته لقمع المرأة واستعبادها ، وان يكون وسيلته لقهرها واستغلالها ، وعليه الرجال المسلمون في غالب العصور وقفوا ضد أي اجتهاد في الإسلام لان الاجتهاد قد يهدد مصالحهم الذكورية ، ويجذر الذكر هنا كما لاحظت الكاتبة "نوال السعداوي "أن المجتمع المسلم تقبل التغيير في كل شيء إلا التغيير في الأحوال المتعلقة بالمرأة ، حيث لا تزال اغلب الدولة الإسلامية إن لم نقل كلها ، تعود وإذا تعلق الأمر بالمرأة للشريعة في أبشع صورها لتحكيمها، هذا مع أن نفس تلك الدولة قد تنتهك الإسلام في كثير من المواضع .

وكما نلاحظ هنا فالقضية إذن ليس اجتهادات، بل هي قضية مجتمع لا يزال يقوم على أساسات بدائية في بنيانه ، ففي ظل غياب الديمقراطية ، وغياب الثقافة التي تخلق الإنسان المؤيد للحداثة والحرية ، فالاجتهادات دائما مصيرها أن تبقى حبيسة الرفوف ، ولنؤكد على هذا الكلام فيمكن ملاحظة الفئة القليلة من المتنورين في المجتمع المسلم ، فأنت وإذا بحثت عن من يتبنون الاجتهادات الحديثة للإسلام لوجدت أن اغلبهم هم أساسا أن متسامحون ومنفتحون ، ما يعني أن تقبلهم للاجتهاد الحديث نابع أساس من شخصياتهم المتسامحة و المتحررة ، وليس أنهم تحرروا بسبب إجتهادات طرحت عليهم، في المقابل ستجد أن من يرفضون التجديد هم دائما أناس متعصبون ، وهكذا نجد انه لا فائدة حقيقة من طرح اجتهادات بزعم أصلاح المجتمع ، فبالأساس هذا المجتمع يرى أن التعصب فضيلة و أنه ما يريد ، فكيف إذن نطرح له إجتهادا متسامحا فيه تهديد لمصالحه ؟ .

وهكذا إذن وكما نرى فحين يصبح هناك حديث عن إصلاح الإسلام فإصلاح الإسلام لن يكون بتجديده ، بل إصلاحه يكون بإصلاح الفرد وجعله فردا متسامحا ومتنورا ، فحين تشيع ثقافة الحقوق و الحريات فالإسلام سيتأقلم وحده مع هذا التصور ، وحتى هو إن لم يتأقلم فهذا لا يهم لأن هؤلاء الأفراد لن يتبنوه لأنه ضد مبادئهم ، و بالنسبة لهذا الأمر (ونقصد كيف نصل إلى مرحلة إصلاح الفرد ؟ )فالجواب هو انه لا يوجد هناك إمكانية في أن يخضع المجتمع لسلطة خارجة عنه لتغيره ، فتغير الفرد سيكون من الداخل ، والتغير لن يكون إلا بتوافر الظروف ، فبالنسبة للنخب الحاكمة فهي إذا وصلت إلى مرحلة لا تحتاج فيها إلى توظيف الإسلام لبناء شرعيتها فالإسلام سيتطور ، أما إذا ظل الحكم مستند إلى الدين فالدين سيبقى حاله .

أما بالنسبة للمجتمع فالمجتمع نفسه وطبيعة بناه الاجتماعية هي من ستحدد طبيعة الدين ، فالمجتمع المسلم إذا ظل مجتمع يسيطر عليه الذكور ورجال الدين ، فهو سيظل يتبنى إسلاما إرهابيا ، اما إذا حصل تطور في المجتمع أو تغير في طبيعة بناءه فهو سوف يتغير ، وبهذا الخصوص يجب ذكر مثلا الحالة التونسية و المصرية ، ففي تونس ومصر ولان المجتمع تغير نحو اعتماد السياحة كمصدر رزق وصار محتاجا لها ، فحتى الإسلاميون الذي لطالما دعوا للحرب على الخمور و العري في الشواطئ لم يستطيعوا الاصطدام مع السياحة بشكل حاد ، فمثلا في مصر حافظ الإخوان على تجارة الخمور رغم معارضتهم لهذا ، أما في تونس فقد حافظوا على السياحة الشاطئية و السبب طبعا هنا واضح ، فالإخوان لو مسوا بتلك المسألة فسوف يقوضون أساس الدولة التي يريدون حكمها ، لهذا فالتطور في تعامل الإسلام مع الخمر في مصر أو العري في تونس لم يكن نتيجة اجتهاد من فقيه أو داعية ، بل كان حالة من التطور في المجتمع التي جعلت الإسلامي في النهاية يقبل التطور .

ومنه وعلى هذا الأساس نقول ختاما أن تطور الإسلام اليوم مرتبط بمدى تغير طبيعة المجتمع المسلم ، فالمجمع المسلم إذا اخرط في دورة الحياة الحديثة بما فيها من التزامات فهو مرشح لان ينتهي إلى تغيير تصوره للإسلام ، وبهذا الخصوص دعنا نقول أن هناك أمور حصلت فعلا ، فالعولمة وما أثرت به على المجتمع المسلم جعلته يتطور ، في المقابل المجتمع إذا لم ينخرط في أسلوب الحياة الحديثة فهو سيبقى حبيس النص الأصولي ، وهنا دعونا ننوه أن ما يجري حاليا في المجتمعات المسلمة هو حالة من الانقسام بين فئات تتطور ، وفئات تسعى للمحافظة على القديم ، ففيما هناك نخب بدأت تلج للعالم المعاصر وتطور تصوراتها الفكرية والمعرفية ، هناك فئات لا تزال تعيش على الواقع القديم ، و هو يجعلنا نقول أننا أمام توقعات بصراعات أهلية ستحدث بين الأصولية و الحداثة مستقبلا في هذه المجتمعات ، فوجود فئات تمانع التطور سيجعلنا أمام الصدام الحتمي و لربما تكون داعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية الأصولية مثالا حيا على هذا ، فداعش اليوم هي تجسيد للفئة التي لا تريد التفريط في الإسلام الإرهابي ، في المقابل هناك في الطرف المقابل الخصوم الذين هم أكثر منها انفتاحا ، وشخصيا أتوقع أن تزداد هوة الصراع بين الحداثة و الأصولية ليس في العراق و سوريا فقط ، بل وفي كل مجتمع مسلم سيواجه سؤال الحداثة ، فالمجتمع المسلم صار مطالبا بحسم الموقف.. اهو مع الحداثة ، أم مع الماضي ؟ وهذا سؤال طبعا لا مجال اليوم للمراوغة فيه، فسابقا نجحت إلى حد ما النخب الحاكمة في التحايل على هذا المطلب (النخب الحاكمة في الجزائر مثلا التي حلت مشكل صراع الحداثة و الأصولية بطريقة التلفيق بما عرف بالمصالحة ) لكن اليوم فضرورة الاختيار الصريح تزداد وهذا نراه جليا في الجزائر التي تشهد عودة الجدل حول قضية الحداثة و الأصولية (و هو ما شخصه الصحفي كمال داود بتناقض نظام المصالحة الذي سينفجر لا محالة ) وطبعا هنا وفي هذا حالة فسيكون السؤال الجوهري هو : هل ينتصر الحداثيون في المجتمع المسلم ويؤسسوا لمجتمع علماني حديث يتبنى تصورا إسلاميا حداثيا ، أم ينتصر الأصوليون ويعود بالمجتمع لتنبي الإسلام الإرهابي على غرار ما يجري في دولة الخلافة داعش ؟ .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكل الطلاق ليس قانوني يا سيادة الرئيس .
- الهمجية كقيمة إسلامية رفيعة ؟ .
- نحن المسلمون همج وسنبقى همج .
- الإسلام ضد العالم .
- الإسلام ساعيا لدمار الغرب بعد أن دمر الشرق .
- الأدلة على عدم إسلام الحسن باتيلي .
- إرهابكم يا مسلمين لن يجدي .
- وماذا عن الكفر-فوبيا و الشرك-فوبيا ؟.
- إذا شارلي ايبدو مؤامرة فماذا عن ولد مخيطر ؟ .
- براءة الإسلام المتطرف من مجزرة -شارلي إيبدو- .
- الخوف على فرنسا أولى من الخوف على المسلمين .
- المسلمون و الفهم السلبي لله .
- اللهم أحفظ الكفار و المشركين .
- اللهم أهلك العرب و المسلمين .
- حول العنصرية إتجاه المسلمين .
- تضامنا مع المناهضين للإسلام .
- في إنتظار المحاكمة الهزلية .
- التحقيق المضاد الذي فضحنا .
- كان يجب أن تموت معهم يا كمال .
- حتمية نهاية الإسلام الأصولي .


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - لا جدوى من الإسلام إلا كديانة إرهابية .