أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الجهل المقدس متشعب














المزيد.....


بدون مؤاخذة- الجهل المقدس متشعب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مع أنّ تقديس القديم أصيل في ثقافتنا، إلا أنّنا متضادّون في التعامل معه، وموقفنا منه ينبع من وعي كلّ منّا كأفراد وجماعات، فمثلا "المتأسلمون الجدد" قاموا بتحطيم وحرق وتدمير تراثنا الحضاريّ كالمكتبات والمتاحف والآثار في العراق وسوريّا وليبيا، وهذا تراث موروث من آلاف السّنين، وهم يستمدّون وحشيّتهم من كتب تراثية مليئة بالخرافات والأساطير، ولم يستعملوا عقولهم عندما أخرجوا التاريخ من سياقه، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، حطّم أصنام قريش في فتح مكّة، لأنها كانت آلهة تعبد، فهل يوجد في عصرنا من يعبد تمثالا منحوتا، أو لوحة مرسومة حتى نقوم بتحطيمها أو حرقها من منطلقات إيمانية، وكي نستمرّ في تحريم النّحت والفنون التشكيليّة؟ وهل كان الخلفاء المسلمون كفرة – والعياذ بالله- عندما أبقوا التماثيل الفرعونية في مصر والأشورية في العراق والبوذيّة في دول جنوب شرق آسيا المسلمة، وبنيت الأضرحة الاسلاميّة في عصورهم حتى يقوم "دواعش" القرن الحادي والعشرين بتحطيمها؟ وهل غير المسلمين الموجودون في العالم العربي والاسلامي مواطنون أصليون في بلدانهم أم هم غزاة محتلون حتى يتمّ قتلهم واستباحة بيوتهم وأموالهم وأعراضهم مثلما حصل في العراق على أيدي الدّواعش؟ وألا توجد عقول تفكّر أم هو "الجهل المقدّس؟ وماذا يضرّ الشّيعة تولّي أبي بكر وعمر وعثمان الخلافة قبل عليّ؟ وماذا ينفع أهل السّنّة لو تولّى عليّ الخلافة قبل من سبقوه؟ وهل يستحق ذلك استمرار المناكفة والتّكفير والاحتراب لأربعة عشر قرنا؟ أوَ ليسوا كلّهم صحابة رسول الله؟ وما ذنب الأجيال الحاليّة بمن مضوا؟
واضح أنّ "للجهل المقدّس" رؤوس متعدّدة كتلك الأفعى السّامة ذات الرّؤوس السّبعة التي خلقها الخيال الشّعبيّ، وافرازاته خطيرة جدّا على الأفراد والشّعوب. وهو أساس تخلّفنا في مختلف المجالات، فعلى مستوى صحّة الأفراد أليست مصيبة أن نجد من يظهرون على الفضائيّات من أصحاب العمائم واللحى ينظّرون لفوائد شرب بول البعير، ولا يؤمنون بالطّب الحديث؟ ألا يشكّل هذا انتحارا يجب على الحكومات منعه، وتوعيّة النّاس من مخاطره؟ أو ليست مصيبة أن ينظّروا على الفضائيّات لمرضى الجهاز العصبيّ كالصّرع وغيره بأنّ المريض مسكون بالجنّ ولا يخرج إلا بضرب المريض ضربا موجعا وصل إلى درجة الموت في كثير من الحالات؟ علما أنّ الدّين يقول "أنّ الجنّ مخلوقات ضعيفة لها عالمها الخاص ولا علاقة لها بالانسان" أليست هذه جرائم مسؤولة عنها كتب تراثية مليئة بالجهل والخرافات؟ ولماذا التّمسّك بالجهل والخرافات ومعاداة العلم؟ علما أنّ في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة نصوص كثيرة تدعو إلى طلب العلم والتفكير، فلماذا نتركها ونتبع الخرافات؟ ولماذا نرتضي الانغلاق الفكريّ ولا نطّلع على الحضارات الأخرى؟ أليس من المحزن أن تنشر اليونسكو قبل حوالي عامين، أنّ ما ترجم إلى الاسبانية في عام واحد يعادل ما ترجم إلى العربية منذ عصر المأمون 786-833 وحتّى الأن؟ وماذا يعرف منظّرو "الجهل المقدّس" عن "الغرب الكافر"؟ ولماذا نستعمل ابتكارات واختراعات "هؤلاء الكفّار" في بيوتنا ونهاجم علومهم"الكافرة" أليست إنارة مساجدنا ومكيّفات الهواء فيها، ومكبّرات الصّوت التي نهاجمهم من خلالها هي من ابتكاراتهم ومن صناعتهم؟ وكي لا يبقى"أخو الجهالة في الجهل ينعم" فإنني أحلم بيوم تأتي فيه حكومة راشدة وترسل "منظّري "الجهل المقدس" إلى دول متقدّمة ليروا بعيونهم أين وصلوا؟ وكم قرنا نحن متخلفون عنهم؟ وتقوم في نفس الوقت بتطوير المناهج التعليمية في مختلف المراحل.
22-4-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الجهل المقدّس
- -الدّراية- في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف ودور المثقف
- بدون مؤاخذة- بين الضراط والعلم
- بدون مؤاخذة-الكذب والحقيقة المرّة
- بدون مؤاخذة- الكذب ومرحلة الهزائم
- أكلة الجوز الفارغ
- الدّراية ثورة في الفكر الدّيني
- يوميّات الحزن الدّامي-لقاء
- استشهاد جعفر عوض يدقّ ناقوس الخطر
- ديوان أجنحة الأنين في اليوم السابع
- مخيم اليرموك والجريمة المستمرّة
- بدون مؤاخذة- يعقوب زيادين والمرحلة
- ريتا عودة في ندوة اليوم السابع
- قصّة-فهمان وحسّان-والعنصريّة
- كتاب -أغرب زواج- في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- انظروا إلى أفعال نتنياهو
- جمعة السّمّان يكتب عن أغرب زواج
- ريتا عودة تختزل الرّواية بقصيدة
- رواية لفح الغربة في اليوم السابع


المزيد.....




- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الجهل المقدس متشعب