روكش محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 02:57
المحور:
سيرة ذاتية
هذه ليلتنا الأولى بعد غيابك حيث يفصل بيننا وبين السماء فاصل فيغيب عنا قمره وتخذلنا نجومه ...
الأولاد غفوا سريعاً ,فقد كان يومهم المدرسي متعباً .
أما أنا ...كم هي محرقة دمعتي ,ومؤلمة آهتي ,قافلة طويلة من الحزن تقتحم صدري وتبعث فيضاً من الكآبة في قسمات وجهي .
آه كم لي ذكريات لذيذة إلى حد الألم في هذه الحجرة الصغيرة ...
هنا جلست قبالتك اتصفح ملامح وجهك ,استلذ بسماع نبرات صوتك ...هناك وفي تلك الزاوية
طوقتني بيمناك ومسحت برفق وجنتي بيسراك وأنا أتشمم عبقك المندى مستلذة به ...
هنا اتخذت ذراعك وسادة زغب نمت عليها قريرة العين ,مسرورة الخاطر ,تحتوينا الكثير
من الأحلام الجميلة التي رسمنا خطوطها طولاً وعرضاً بنفحات من الحب لا تنتهي...
وهنا تلًفحنا أنا وصغيري حنانك وحسك اللطيف .و.. و.. .
هنا وهناك في كل شبر من هذه الحجرة لنا حكاية حب بعمر الزمن .
يا إلهي كم هي طويلة ليلتي هذه ,وكم هو عميق حزني .يخاصمني النوم ويمتص الزمن
حياتي ,فليلتي هذه تساوي آلاف الليالي والسنوات الضوئية...
يستمر نزيف الذكريات ,يحاصرني طيفك ,وتمتص دمي رائحة جسدك ,وأنا أتأوه وأتقلب
يسرة ويمنة ,و روحي تتآخى وتتآلف مع الوجع والحزن رويداً رويداً .
حبيبي : كم شئنا ,وكم تمنينا ,وبنينا أبراجاً من الأمنيات في هذه الحجرة الصغيرة,لكن الزمن
ضاق بنا,شاء وفعل بنا ما شاء .
تصفحت كتاباً علَ سطوره تسعفني ,ولكن عبثاً فعلت ..ناجيت ربي وتوسلت علَ حلماً
جميلاً يراودني ,يرافقني فيه طيفك يطوقني ,يمسح برفق دمعتي,وينتشل روحي من حزنها ومرارتها إلى أن حالفني الحظ فغفوت .
#روكش_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟