أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسين محمود التلاوي - روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... ما قبل الثورة (1)















المزيد.....

روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... ما قبل الثورة (1)


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 21:39
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لروسيا مكانة دولية كبيرة ومؤثرة لم تنتقص منها مسألة انهيار الاتحاد السوفيتي السابق؛ فلا تزال في موقع التأثير كقطب ثانٍ رغم كل الأحاديث الدارجة حاليًا عن العالم أحادي القطبية باعتبار الولايات المتحدة هي القطب الأوحد في العالم. لا أتفق مع هذا الحديث، وأؤمن تمامًا أن روسيا لا تزال قطبًا مؤثرًا في الشأن العالمي. حقًا ليس كما كان الحال في أيام الحقبة الشيوعية، ولكنها لا تزال مؤثرة، ولا أدل على ذلك من وجودها كلاعب مؤثر في الملفات الساخنة في العالم مثل الملف الأوكراني والأزمة السورية والوضع في اليمن والبرنامح النووي الإيراني.
ربما يتفق المرء أو يختلف مع التوجه الروسي في هذه الأزمة أو تلك، ولكن النقطة التي لا خلاف عليها هي أن روسيا الآن قطبًا ثانيًا في العالم، وللدقة يمكننا أن نقول إنه يأتي في المرتبة الثانية بالطبع بعد الولايات المتحدة التي استغلت الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي في محاولة الاستياء على العالم، وهو ما كادت تنجح فيه لولا برز الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين لإعادة روسيا لوضعها الطبيعي في المنظومة الدولية.
وفي سلسلة المقالات هذه، سوف نحاول إلقاء الضوء على الثورة الشيوعية في روسيا على سبيل السرد المختصر لأبرز المحطات فيها، مع الانحناء أحيانًا نحو الواقع العربي في فترة ثورات الربيع الحالية، بهدف مقارنة الواقع الثوري الروسي بالواقع الثوري العربي إن جاز استخدام هذا التعبير. وسوف يكون السرد كما قلت مختصرًا بالإضافة إلى كونه انتقائيًا؛ بحيث ينتقي بعض المحطات الرئيسية في تاريخ الثورة الشيوعية منذ انطلاقها وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي.
ولكن قبل البدء، يبرز سؤال: لماذا روسيا الآن؟!
الإجابة تتمثل في القول إن وقائع الثورة البلشفية مثيرة، والواقع السابق على الثورة البلشفية مماثل تمامًا لما هو قائم في العالم العربي. وبالتالي، كان من الضروري دراسة ما جرى في روسيا قبل الثورة وبعد الثورة للتعلم وللقدرة على قراءة ما يجري في عالمنا العربي حاليًا، وكذلك توقع ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
إنها دراسة للعبرة إن جاز التعبير.

روسيا القيصرية... باختصار تفصيلي
من البديهي أننا يجب أن نتناول واقع الروس قبل الثورة البلشفية، وذلك قبل أن ننطلق في تناول الثورة نفسها ووقائعها، ومن البديهي أيضًا أن يكون هذا التناول مقسمًا إلى جوانب وأركان، وليس مجمعًا؛ لأن التقسيم قد يساعد في فهم تطور ما مستقبلي ربما حدث حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
كانت الامبراطورية الروسية تحت حكم الامبراطور نيكولاس رومانوف أو نيكولاس الثاني تحتل سدس مساحة اليابسة بما أدى إلى أمرين فيما يتعلق بالسكان؛ الأول كبر حجم السكان الذي كان يبلغ حوالي عشر سكان العالم أو أقل قليلًا، والأمر الثاني هو التنوع في عدد السكان؛ حيث كان هناك العديد من الأعراق والقوميات ومن أبرز هذه القوميات كان الروس الذين كانوا يمثلون ما يزيد على الـ55 مليونًا من عدد السكان، بينما يأتي الأوكران في المرتبة الثانية بما يقل قليلًا عن الـ23 مليونًا، بالإضافة إلى عشرات المجموعات العرقية التي يقدرها البعض بأنها تجاوزت الـ100 عرق وقومية، وهو ما كان يمكن أن يكون مصدر قوة للامبراطورية لولا السياسات الديكتاتورية التي اتبعها القياصرة بخاصة القيصر نيكولاس الثاني الذي كان الفلاحون يعرفونه باسم "بابا" في دلالة على محبتهم فيه، ولكن هذه التسمية سرعان ما تحولت إلى "نيكولاس الدموي" بعد أحداث الأحد الدامي عام 1905 التي قمعت أول مظاهرة حقيقية مطالبة بالإصلاح المعيشي في روسيا القيصرية، وهي الأحداث التي سوف نأتي على ذكرها قريبًا.

نظرة سريعة على واقع الزراعة والصناعة في روسيا القيصرية
هذا التجمع السكاني الكبير والمتنوع كان في غالبيته من الفلاحين؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الفلاحين إلى عدد السكان في فترة حكم نيكولاس الثاني كانت حوالي 87%، بينما كانت نسبة العمال حوالي 1.5% تقريبًا، وهو الأمر الذي يعتبر مثيرًا للدهشة، إذا أدركنا أن الواقع الزراعي في روسيا كان صعبًا للغاية في وقتها؛ حيث كانت المساحة القابلة للزراعة في الامبراطورية الروسية تقدر بما لا يزيد عن الـ10% في ظل وجود الصحراء الجليدية في الشمال، والصحراء القاحلة في الشرق والجنوب. هذه المساحة الضئيلة إلى جانب الظروف السيئة للغاية للمزراعين بسبب تحكم الإقطاعيين في الأراضي الزراعية كان من شأنها أن تجعل مواطني الامبراطورية يفرون إلى المجالات الأخرى، ولكن الأمر لم يسر على هذه الوتيرة للعديد من العوامل. فما أبرزها؟!
من أبرز هذه العوامل أن القطاع الصناعي لم يكن بأفضل حالًا من القطاع الزراعي، بل ربما كان أسوأ بكثير؛ فعدد ساعات العمل كان رسميًّا 10 ساعات طيلة أيام الأسبوع عدا يوم واحد إجازة، بينما كان الكثير من العمال يعملون لعدد أكبر من ذلك قد يصل إلى 12 ساعة. كذلك كانت المصانع غير مؤهلة إطلاقًا لحماية العمال من درجات الحرارة المنخفضة، مما كان يودي بحياة الكثير من العمال.
أيضًا لم تكن هناك شبكة طرق رئيسية بين أقاليم الامبراطورية؛ مما كان يجعل من الصعب التنقل بين الأقاليم المختلفة، وهو ما كان يدفع المواطنين إلى البقاء في أماكنهم، مما كان يعزز من فكرة العمل في الفلاحة بدلًا من العمل في الصناعة، حتى ولو كان ذلك في صيد الأسماك، نظرًا لأن الظروف لم تكن مواتية للعمل في البر، فما بالنا بالعمل في البحر؟!

الواقع السياسي
كانت السلطة مكرسة في يد القيصر، الذي كان يستطيع أن يحكم بما يشاء دون أن يعقب أحد على حكمه؛ فقد كانت سلطته مطلقة بالمعنى الحرفي للكلمة. وكان يحيط به طبقة من النبلاء والأصدقاء، إلى جانب البرجوازيين، الذين كانت ثروتهم تفوق في بعض الأحيان ثروة النبلاء وأصدقاء القيصر، ولكن هذه الفئة الأخيرة كانت أكثر نفوذًا من البرجوازيين؛ حيث كان يختار القيصر منها الوزراء وكبار رجال الدولة.
كذلك كانت القوانين تصب في مصلحة هذه النخبة الحاكمة التي يمكن أن يطلق عليها التعبير الدارج في الأوساط العربية وصفًا لزمن الإقطاع وهو "مجتمع النصف في المئة"، كما كانت الصحف تخضع للرقابة الشديدة بحيث كانت الصحيفة التي تتجاوز في انتقاداتها للسلطات حدًا معينًا تلقى مصيرًا معينًا، والحكايات كثيرة عن السجون القيصرية، وما كان يحدث فيها، وهي السجون التي لا تختلف بقدر كبير عما يحدث في سجون عالمنا العربي الكبير...!!

لم ينته استعراض ما كان قائمًا في فترة ما قبل الثورة البلشفية فهو كثير، ولم تنته محاولتنا الاستقصاء والاختصار دون إخلال. وعلى أية حال، التاريخ واسع وكبير، وعلى المرء أن يكون حذرًا في محاولاته قراءة أحداث التاريخ واستخلاص العبر منها؛ فهو في يوم من الأيام سوف يكون تاريخًا يدرسه آخرون ويحكمون عليه.



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوادر جحا... انتصار ل-العادي-؟! أم حيلة دفاعية؟!
- داعش باليرموك... لا أمل...
- عاصفة الحزم... الكثير من الأمور والغبار...
- آتشيبي وأشياؤه... طبول أفريقيا تقرع مجددًا...
- عن الأشياء الصغيرة التي تتوه في الزحام...
- في الإلحاد...
- انتحار
- المصري وحيرة الجن... أشر أريد بأهل مصر؟!
- أصداء
- كلمات
- من أورويل إلى أبو زيد... حرب تبوير العقول...
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (3)
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (2)
- إلى أين قادتني القطة؟؟!! (1)
- ليرحل الطاغية... حملة -تطهير- لإسقاط الفساد من حكم مصر...
- شيكاجو الأسواني... -أنا فقط-...
- تنظيم الدولة الإسلامية... ملاحظات فقط
- لصوص
- التعايش في المنطقة العربية... المستحيل بعينه...!
- من يوميات إنسان...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسين محمود التلاوي - روسيا والثورة الشيوعية... سرد تأملي مختصر... ما قبل الثورة (1)