أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - خضير وتريسي وبلحاج :














المزيد.....

خضير وتريسي وبلحاج :


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 11:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خضير شاب عراقي حين نزح للصحراء السعودية في اذار عام 1991 ، كان عمره 19 سنة ، فقد شارك في أحداث ما بعد حرب غزو وتحرير الكويت ،التي أنا وهو وغيرنا نسميها إنتفاضة آذار ، وجماعة الأمام الخميني والإسلام الشيعي يسموها الإنتفاضة الشعبانية والبعض من أتباع الديكتاتورية الصدامية يطلقون عليها (صفحة الغدر والخيانة ) أمثال فلان وعلاّن وفلانة وعلاّنة الذين ما زالوا في الواجهة وقد اخترعوا زعيما جديدا اسموه ( مختار العصر ) ،فهم لايعيشون بلا زعيم يدللوه ويزوقوه ،أعود لخضير الذي وصل لاجئا الى مدينة ملبورن الأسترالية اواسط 1996 قادما من مخيم رفحاء بعد اربع سنوات وبضعة شهور في صحراء أرابيا ..! ،خضير وحيداً وبريئاً ونصف متعلم وريفي من قرية جنوبية عراقية تابعة للناصرية ،الموظفة " تريسي " الفيدرالية الأسترالية ( (Case officer المكلفة في الإعتناء به خلال الأيام الأولى كانت تكبره بثلاث سنوات ،وبعد أن شاهدت حيرته وذهوله واستغرابه اخذت تعتني به خارج مضمار الوظيفة وبعيدا عن مهمتها الفيدرالية ، أقنعته ان تأخذه في جولات للأسواق والشوارع بلا حاجة لمترجم شفوي ، وهو (يصفّن) يسارا ويمينا ومثل كل جديد وطارىء في بلد غربي ومثل جميع اللاجئين المحرومين من كل شيء في بلدانهم الأصلية الذين يندهشون من الحياة الغربية بكل نواحيها ،شعر خضير بالفرح والإطمئنان وهو مع تريسي الحلوة وهي تسأله عن عدد افراد اسرته وامه وابيه وماذا درس وما هو عمله قبل أن يترك العراق وهل له حبيبة تركها بلا وداع ، وخضير مذهولا أما ينطق نعم أو لا ، اكتشغت تريسي براءة خضير البيضاء ، فهو ما زال "عذراء " وهي في الثامنة والعشرين قد فقدت بكارتها منذ ان كانت في الرابعة عشر ، هي جربت ودرست وتعلمت وتوظفت ولديها استقلاليتها التامة وهذا المسكين لا شيء ، فكرت به ثم قررت أن تطلب منه أن يسكن معها في شقتها ،وافق خضير مباشرة فهو يفكر بالجنس اكثر منها فحسّه وشعوره الرجولي الفطري يقول له اضرب بقوة هذه فرصتك ايها المعيدي وين تجدها ؟ لملم أغراضه وهي تنظر اليه في غرفة المهاجرين الجدد والتي أمضى فيها 67 يوما وفتح الثلاجة كي ياخذ محتوياتها ، قالت له اترك ذلك "كيث" لا حاجة لك ، في سيارتها اخبرته تريسي في استراليا نختصر الأسماء فمثلا نطلق على اسم محمد " مو " وعلى اسم علي " آل " وعلى سامي " سام" ..أما أنا سوف أسميك "كيث " اختصار لخوثير ...هل توافق ؟ خضير أجاب : نو ثم أردفها بـ يس ..قالت تريسي لاتقلق عزيزي..انها مجرد أسماء للسهولة ..!!.
عام 2000 بات خضير يعرف الكثير عن الحياة الأسترالية ، فقد درس في معهد تعليم اللغة الإنكليزية ، واخذ دورة في الأسعافات الأولية ، ومع تريسي تعلم الرقص وشرب الكوكتيل ، وارتداء الملابس ، اخذ ياكل اللحم الحرام والحلال فهو بروتين كما تقول له تريسي ، تراجع ايمانه العاطفي الديني الشيعي الى النصف على الرغم أنه لايصلي ولا يصوم منذ البداية ، تغيرت فكرته عن النساء والجنس ، تذكر امه واخواته وجيرانهم ، اخذ يقارن كثيرا بين القيم والتقاليد والأعراف ، دخل بمساعدة تريسي دورة تخرج فيها بناءاً بأجر اسبوعي عالي ،كانت تريسي كل حياته ،كانت تحثه على ارسال المساعدات المالية لأهله كل شهر بسبب الحصار العالمي عليهم ، واخذته عدة مرات الى منزل أهلها في ايام اعياد الكرسميس والفصح ،فكر خضير بتريسي : هسة هاي شنو لا هي مرتي أمام الله ...بس هي اكثر من مرتي وأبو مرتي ؟
2001 ، كان خضير ينتظر تريسي في حديقة عامة كي تنتهي من العمل ليذهبا الى عيد ميلاد صديقتها في مطعم ايطالي وسط ملبورن ، شاهد رجلا ملتحيا بجلباب قصيرا نائما تحت شجرة ، حين جاءت تريسي اشار بيده الى الرجل النائم ، ذهبت تريسي مباشرة الى الرجل تتفحص حالته ،حتى استيقظ قال لها بلغة فرنسية ماذا تريدين مني ؟ اجابته لا شيء هل انت على ما يرام ؟ ثم اردف بلغة انجليزية واضحة أنا لاجىء سياسي جزائري غير شرعي وهربت من مركز الإحتجاز قبل يومين مع الكثيرين والشرطة الأسترالية تبحث عني لتعيدني الى الجزائر كي يعدموني هناك ارجوكم ساعدوني أنا انسان ولي زوجة واطفال ، قال ذلك بصوت متهدج مرتبك ومهزوز ..،مباشرة قالت تريسي للرجل انهض معي ثم نادت على خضير الذي يقف امتارا تعال كيث ساعدني انه بحاجة للمساعدة ، ثم التفتت لخضير ،انظر سوف نذهب للمنزل انسى حفلة عيد ميلاد صديقتي لدينا ما هو أهم ، وافق بالطبع خضير على رأيها .
شقة تريسي تتكون من غرفة نوم واحدة وصالة ، بقي " بلحاج " الجزائري ينام في الصالة اسابيع في انتظار ما تقرره المحكمة بعد أن ذهبت تريسي للسلطات واخذت على نفسها تعهدا في حمايته واحضاره في اي وقت على أن ياخذوه الى مركز الإحتجاز في ترتيب مع محامي استرالي يساري شهير يدافع بشراسة عن حقوق الللاجئين مجاناً ،كان خضير يتحاشى بلحاج كثيرا وهو يقطن في شقته بسبب الفارق الثقافي وعدم فهم اللهجات وكذلك عدم موافقته الضمنية على قرار تريسي بمساعدة الجزائري ، في عصر أحد الأيام سأل بلحاج خضير ما هي ديانتك ؟ اجاب خضير : عراقي ..! أردف بلحاج عراقي ..عراقي لكن مسلم أم نصراني وهذه المرة قالها بلحاج بلغة عربية فصيحة ناطقة ، وقف خضير :أخي أنا مسلم ...هزّ بلحاج رأسه ضاحكاً قائلا وإمرأتك نصرانية بلا حجاب ولا نقاب ؟
الساعة العاشرة والنصف من ليل 11ايلول 2001 بتوقيت استراليا حيث تتفجر ابراج نيويورك في تلفزيون الصالة وبلحاج يتابع ذلك بنشوة وانتصار وفرح ، كانت تريسي عارية تحضن خضير في غرفتهما الوحيدة في الشقة حين دخل عليهما بلحاج وبيده اكبر سكاكين المطبخ وهو يصرخ ..الله واكبر ..الله واكبر ..الله واكبر ..!



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردي :مائة عام قبل داعش ..!!
- موقف المثقف الحيوي وضميره من داعش ...وغيرها..!!
- ثورة الجمال والمحبة ..
- عن التبن والطين والشعر
- الحرب العالمية المقدسة ..!
- يا بلاد الماع ميع ماع
- الأكراد يحبون أنفسهم ..لماذا الغيرة ؟
- وزارات للبيع وكباب من لحوم الحمير
- رومانسية الموت العراقي المزمن
- العراق المنكوب بأهله وجيرانه وطوائفه الشريرة
- الولادة وحزّ الأعناق والإبتكار.!
- سواد ٌ في سوادٍ
- عصر -شرّوف- قاطع الرؤوس :
- الجزيّة جزاء المسيحيين..أهل العراق
- رمضان كريم وخليفة جديد للمسلمين
- أرض الأشرار
- بغداد : لن يمروا....!
- أنا جبان أمام الحروب ..!!
- نائب وناخب وراتب وخائب
- إشكالية الجمال والهروب إلى الأدب الرقيع ..!!


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واصف شنون - خضير وتريسي وبلحاج :