أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عامر صالح - النزوح والهجرة الداخلية والمزاج الطائفي أهل الانبار أنموذجا !!!














المزيد.....

النزوح والهجرة الداخلية والمزاج الطائفي أهل الانبار أنموذجا !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 16:59
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



يشهد العراق في السنوات الأخيرة نزوحا وهجرة داخلية لا نظير لها في تاريخه المعاصر ناتجة من أسباب الاقتتال ذو الصبغة الطائفية ـ السياسية والذي غذته وخلقته عوامل الصراع الداخلي, ومنها بشكل خاص الخندقة الطائفية والمذهبية للنظام المحاصصاتي, وعوامل خارجية من حلفاء من ذات الصبغة الطائفية ـ السياسية للنظام القائم, وعوامل الإرهاب المدمر والذي وجد في ضالته داعش أخطر ما يخندق الصراع ويمده بمزيد من الوقود العصي على الإطفاء والسريع الاشتعال الذي ينتشر كالنار في الهشيم, بالإضافة إلى عوامل الصراع ألاثني الشوفيني الذي يمزق النسيج الاجتماعي العراقي ويهدده بمزيد من التشرذم والانقسام ويغذي ديمومة الإرهاب وبقائه من خلال انعدام وضعف الموقف الوطني في القضايا المصيرية !!!.

يتعرض أهل الانبار والمنطقة الغربية عموما إلى موجة جديدة من النزوح الاضطراري للبحث عن الأمن والآمان والحفاظ على الأرواح جراء عمليات التنكيل والإبادة التي يتعرض لها سكان المناطق من تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " وعصابات الإجرام والقتل والمجاميع المسلحة الإرهابية المنتشرة هناك وإخطبوط تنظيمات البعث الدموي التي وجدت في هذه المناطق بيئة صالحة لحضورها الإجرامي, والذي تولد من انكفاء هذه المناطق وعزلتها النسبية عن النظام السياسي القائم ومقاطعة العملية السياسية, بل ورفع السلاح ضدها, مما عجل في عزل هذه المناطق وسقوطها في أيادي القمع والإرهاب, وكان سيطرة داعش على هذه المناطق تحصيل حاصل لكل ما جرى ويجري, وجعل من داعش تسرح وتمرح وتحتل وتبيد وتقتل كيفما تشاء مستغلة من موالاة الخونة من قيادات البعث المنهار وبعض من رموز العملاء من العشائر كبيئة حاضنة لها !!!.

اليوم يمر أهالي الانبار بنكبة وكارثة إنسانية أسوة بما مر به قطاعات شعبنا سابقا جراء سيطرة داعش على مناطقهم واستباحتهم وقتلهم وتهجيرهم, حيث ينزح الألوف منهم صوب بغداد وكربلاء والنجف والديوانية وغيرها من المحافظات مستنجدين بأبناء شعبنا في محافظات الوسط والجنوب لحمايتهم من القتل والسبي والإبادة الجماعية, وهذا حقهم المشروع في الاحتماء بأجزاء العراق الأخرى ومحافظاته وناسه عندما تتعرض مناطقهم إلى الاحتلال والسبي من قوى البعث والإرهاب. كما أن ضرورات الموقف الإنساني والوطني العراقي يستدعي وضوح الرؤى والصبر وعدم محاسبة سكان هذه المناطق بجرائم البعث وداعش, وخاصة وان أجهزة الدولة من شرطة وأمن وجيش عراقي غابت عن هذه المناطق مما أوقعها في يد الإرهاب وانكفائها على نفسها كضحية تستجيب لمختلف ظروف استضعافها وامتهانها !!!.

لقد اتخذت بعض من محافظات الوسط الجنوب قرارا من سلطاتها المحلية بعدم السماح للنازحين من أهالي الانبار في الدخول إلى المحافظات, رافعين شعار " فليذهبوا أهل الانبار يقاتلوا داعش " وهو موقف ومزاج غذته الصراعات الطائفية ـ السياسية للأسف وينسف جوهر التعامل الإنساني مع شعبنا المشرد. فالشيوخ والأطفال والنساء هنا ضحايا الإرهاب, وان منحتهم هي محنة إنسانية بعيدة كل البعد عن اللون الطائفي والمذهبي وتداعياته السياسية, فالمشردين هم أبناء الوطن وأبناء العراق وجزء من نسيجه الاجتماعي والأخلاقي والقيمي, فلا نسمح أبدا بسياسات ردود الأفعال والاحتقانات المذهبية تعيد إنتاج نفسها بمزيد من الأحقاد وزرع البغضاء في النسيج الاجتماعي العراقي !!!.

أن تضحيات قوى أهل الوسط والجنوب وهم يقارعون الإرهاب في مختلف مسمياتها: حشد شعبي, جيش عراقي, قوات امن وشرطة واستخبارات, إلى جانب المقاتلين بمختلف صنوفهم وانتمائهم من أهالي المنطقة الغربية ضد الإرهاب سوف تكون محفورة في ذاكرة العراقيين وهي مواقف وطنية باعتزاز وتسجل ضمن مفاخر شعبنا للدفاع عن الوطن والأعراض والمال, بغض النظر عن الغطاء والعوامل التي تكمن وراء الاندفاع لمقاتلة الإرهاب, إن كانت دينية أو أثنية أو سياسية, مادامت خلاصة الجهد هو الحفاظ على العراق أرضا وشعبا بكل تنوعاته !!!.

أن التضحيات الجسام يجب إن تقترن بخصوصية الموقف الإنساني من المواطن العراقي أي كان انتمائه في ظروف محنته, وعلى السلطات المحلية في محافظات الوسط والجنوب أن تدرس محنته النازحين من أهالي الانبار إنسانيا وبدقة تستند القيم وحق المواطن في الاحتماء بأهله وناسه من مناطق العراق الأخرى, وهذا بالطبع لا يلغي عملية الفرز بين الطالح والصالح من النازحين إذا استندت عملية الفرز هي الأخرى إلى موقف أنساني بعيدا عن الانفعالات الطائفية والاثنية الضارة, التي لا تحمد عقباها لاحقا في ديمومة الصراع الطائفي والطائفي السياسي الذي ابتلى به العراق والناتج من نظام المحاصصة الطائفية ـ السياسية والذي غيب الأمن والآمان الشامل للمجتمع العراقي, ونموذج المناطق الغربية هو احد نتاجاته القاتلة, والتي تهدد العراق كله !!!.

كما أن البرلمان العراقي ملزم باعتباره أعلى سلطة تنفيذية في البلاد بدراسة عاجلة تفصيلية وإجراءات آنية سريعة تلزم بها سكان جميع محافظات العراق للعمل على احتواء هذه الكارثة الإنسانية أسوة ببقية كوارث النزوح السابقة التي سببها داعش والبعث والإرهاب عموما, ولا يمكن أن نترك أهلنا في الانبار والأبرياء منهم بشكل خاص ضحايا في العراء يلتهمهم الجوع والعطش والسبي والقتل والتشريد, فمواقفنا الإنسانية لا تتجزأ وغير قابلة للاجتهاد لحسابات ضيقة الافق مذهبية كانت أم سياسية أم أثنية أو انفعالية, وعلينا أن نري الاخر وجهنا الانساني المشرف غير المشروط !!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحرافات الجنسية بين - الأزهر الشريف - وعلم النفس !!!
- بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عودة لأرشيفي مما ك ...
- الإعلام العربي وعمى الانحياز للحلف الخليجي الإسلامي ضد الحو ...
- الثامن من آذار عيد المرأة العالمي بين دلالات الماضي ومنعطفات ...
- داعش والبيشمركة وفنون قتل الأسرى والدروس المستخلصة !!!
- الإسلام السياسي والشوفينية العرقية لا تبني مستقبلا كريما !!!
- العضة الداعشية في الميزان السيكولوجي !!!
- نحو إعادة التذكير بنكسة الثامن من شباط/1963 وأبعادها التربوي ...
- لماذا دول الشرق الأوسط هي الأكثر نسبة في رفد تنظيم داعش بالإ ...
- إعادة إنتاج العبودية الثقافية والسلوكية !!!
- نحو حشد شعبي عراقي عابر للطوائف لدحر داعش !!!
- جموع الحشد الشعبي الشيعي بين مقاتلة داعش ودعاوى الشكوى منه ! ...
- الإرهاب ضد الصحافة الفرنسية إنكار لأبسط القيم الإنسانية وقيم ...
- ملاحظات أولية حول السرقات الفكرية في ألنت منظومة التواصل ال ...
- - انهيارات - الشاعر سعدي يوسف في السيكولوجية المعاصرة !!!
- التجارب الميدانية للإسلام السياسي تستدعي مزيدا من التحييد ال ...
- السب والتهجم على الرموز الدينية بين - الجرأة - والثقافة الضح ...
- الفرق بين محاربة الدين ومحاربة الإسلام السياسي !!!
- في سيكولوجيي العشيرة وثوار العشائر بين مفهوم الثورة وتصدع ال ...
- داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية ...


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عامر صالح - النزوح والهجرة الداخلية والمزاج الطائفي أهل الانبار أنموذجا !!!