أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الشريف - ذكريات مع أمير جماعة















المزيد.....

ذكريات مع أمير جماعة


أحمد الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 16:57
المحور: سيرة ذاتية
    


ولدت في مدينة الفيوم بمصر. وشأءت الأقدار والظروف السياسية والأجتماعية والأقتصادية أن تصبح هذة المدينة الصغيرة في فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتي الأن , مرتعا خصبا لجماعات الأسلأم السياسي. هذة الجماعات تعددت مسمياتها وتعدد قادتها. يمكنني أن أتوقف عند احدي تلك الجماعات, جماعة شوقي أو ,,الشوقيون,, لقد كانت من أكثر الجماعات تشددا وعنفا. استخدمت الجماعة في البداية العنف, لكن لم يكن ذلك العنف الذي انتشر في مصر في بداية التسعينيات , من تفجير والقاء قنابل وقتل الضحايا بالعشرات, بل كان في بدايتة عنفا أقل من ذلك, تجسد أم تمثل في السرقة والتحرش بالقول والفعل ضد سكان المناطق التي انتشروا فيها , تحديدا قريتي سنرو موطن الشيخ شوقي أمير أو قائد الجماعة , وقرية كحك الواقعة علي بحيرة قارون. شوقي انتقي رجالة واتباعة من فئات خاصة جدا , لصوص, قطاع طرق, عاطلون, شباب ورجال يتعاطون المخدرات, وبعضا من الذين يؤمنون بالعنف سبيلأ لنشر الدعوة. الملفت أيضا أن زوجتة وقد اعطيت لقب,, أم المؤمنين,, لعبت الدور نفسة في تجنيد الفتيات والنساء.
شوقي أمير الجماعة , درس في جامعة القاهرة أواخر السبعينييات من القرن الماضي, عاصر تلك الحقبة التي انتشر فيها فكر الجماعات المتشددة المشبعة بأفكار المذهب الوهابي. هذة الجماعات وبناء علي تعليمات من الرئيس السادات , ترك لهم الجامعات والمدارس والنقابات والمساجد والصحافة وباقي مؤسسات الدولة, كي يفعلوا ما يحلو لهم. كان هدف السادات وقف وتحجيم التيارات والحركات السياسية التي كانت ضدة وضد سياساتة وتوجهاتة. علي كل تشبع شوقي بتلك الأفكار ثم أصبح عضوا في جماعة الجهاد وتتلمذ علي يدي الشيخ يوسف البدري. البعض قال وذكر انة انضم للجماعة الأسلأمية بمعرفة طارق الزمر. علي اية حال لأفرق كبير بين الجهاد والجماعة الأسلأمية, كما أنني لأ أكتب بحثا توثيقيا هنا. اعتقل شوقي ثم خرج من المعتقل بعد اغتيال السادات, وشرع في بناء وتكوين جماعتة , البدء كان في قرية ,,سنرو,, كان شوقي يري في شوارع القرية وهو يسوق سيارتة بسرعة , غير مهتم بأحد صارخا بأعلي صوتة من نافذة السياراة, علي من يصادفة سوء حظة عابرا الطريق, , ابتعد عن الطريق يا كافر,, كل أو معظم سكان القرية من وجهة نظرة ,, كفرة,, وبالتالي يحق لة ولجماعتة أن يفعلوا بهم مايشأؤن. كما ذكرت كان أتباع شوقي في جلهم من اللصوص وقطاع الطرق والجهلأء, لذا كان من السهل أن يصب في عقولهم, أن الأسلأم وتعاليم القران, هي ما يقولة لهم. كان أيضا يمنعهم من مناقشة الناس, وفي احدي المرات أوقع علي أحد اتباعة عقوبة ,, التعزيز, بأن جعلة يجري بمحاذاة السياراة التي يقودها شوقي. السبب أن هذا التابع شوهد وسمع وهو يتناقش أو يتجادل مع أحد سكان القرية.
أما عقاب شوقي لسكان القرية مختلف , مثلأ, في احدي المرات طلب من ثلأثة من اتباعة أن يذهبوا الي رجل غني ويطلبوا منة مالأ من اجل الدعوة. بالطبع الرجل لم يقبل. عندما عادوا واخبروا شوقي , لم ينفعل أو يصرخ أو يوبخهم كعادتة, بل قال لهم بهدوء وبالعربية الفصحي.. اذهبوا الي بيتة ليلأ واستولوا علي ما تجدونة من بقر وأغنام.
تلك كانت طريقة عقاب شوقي لمن لأيدفع أو ينفذ أوامرة. هناك بالطبع مجموعة رفضت دعوتة وأساليبة, لكنهم قلأئل. أذكر من هؤلأء أحد الشباب, الذي اعتاد فتح دكانة في الصباح للبيع والشراء وهو في ذات الوقت يسمع القران من الراديو, تحديدا اذاعة القران الكريم الشهيرة في مصر. هذا الدكان كان في مواجهة المسجد الصغير , مقر اجتماع شوقي وجماعتة. الشيخ ازعجة صوت القران من الراديو, هو لأيفضل القران بصوت المقرأيين المصريين. لقد اعتاد أن يسمع القران بصوت المقرأيين السعوديين, الذين يصرخون وينوحون ويبكون عند قرأءة القران. لذا طلب من أحد اتباعة الذهاب الي صاحب الدكان ويأمرة بغلق الراديو.
... أنت أيها الكافر اغلق هذا!
...لية؟
... هذا أمر من الشيخ شوقي!
... دا قران هو كمان بقي حرام في شرعكم!
... قلت لك اغلقة أو اضربك!
عند سماع صاحب الدكان الجملة ألأخيرة استشاط غضبا, وقفز خارجا من دكانة وبيدة قطعة حديد. ضرب بها تابع شوقي فأوقعة أرضا يتلوي من أ لألم . يبدو أن شوقي شعر بشي ما , فأرسل رجلين أخرين, فضربهم صاحب الدكان ضربا مبرحا واسقطهم أرضا بلأ حول ولأ قوة , غير قادرين علي الحركة. نسيت ذكر أن صاحب الدكان كان شابا قويا مفتول العضلأت ومن عائلة كبيرة في القرية. بعد مدة خرج الشيخ شوقي بنفسة يستجلي الأمر. وجد ثلأثة من رجالة يتلوون علي الأرض من الألم والدماء تخرج من اجزاء متفرقة من أجسادهم.
هذة المرة أيضا تصرف بهدوء. سحب مسدسة من جيبة واطلق طلقة واحدة علي الراديو فأسكتة للأبد.
في احدي المرات استشير الشيخ لحل لحل مشكلة عائلية تخص أم أحد اتباعة من الشباب. تقدم للمرأة رجلأ ليتزوجها, ولكن أفراد العائلة ومنهم تابع شوقي, كانوا ضد الزواج. في مساء أحد الأيام اصطحب الفتي الشيخ شوقي الي منزلهم,بعد أن اجتازوا عدة حقول وشوارع ضيقة. جلسوا وتناولوا طعاما لذيذا, بعد ذلك جاءت ألأم التي اشتكت ابنها وباقي أفراد أسرتها للشيخ, من منطلق أنها لأتزال صغيرة ويحق لها الزواج. لقد وقعت المرأة في نفس الشيخ , بعد أن رأي مفاتنها وشعر برغبتها الجامحة في الزواج ومعاشرة رجل.
... أنا عندي حل يريح الجميع! قال الشيخ بهدوء وبصوت عميق وواثق, فأنصت الكل لما سوف يقولة,.. لقد عزمت وتوكلت علي اللة أن أتزوجها , وبذلك نحل المشكلة , وأعتقد انكم لن تعترضوا.
تلك لم تكن أخر مرة يفتي فيها الشيخ في هكذا حالأت, بل لة فتوي شهيرة , بحق المرأة التي غاب عنها زوجها ستة أشهر ,أن تمارس الجنس, سواء ممارسة الجنس مع أخ الزوج أو أحد ألأقرباء أو مع أحد من جماعة شوقي.
وقد شوهدت بالفعل امرأة في شوارع القرية, تسير وهي حامل, رغم أن زوجها كان في السجن منذ سنة. وعندما سألها أهل القرية عن ذلك أجابت في ثقة وارتياح, أن الشيخ اللة يطول في عمرة سمحلي بكدة!
كل تلك الحوادث والتفاصيل لم تقنع رجال ألأمن في المنطقة , أن شوقي وجماعتة يشكلون خطرا كبيرا, ربما لأنة من عائلة كبيرة تحمية وربما أيضا لأسباب لأنعلمها, لكن السبب الأبرز كان انشغالهم بما كان يحدث في القاهرة وغيرها وتحديدا مدن الصعيد , من تفجيرات وقتل واقتحام أقسام الشرطة وموسسات الدولة. لكن هذا لم يستمر طويلأ فقد توغلت جماعة شوقي هي ألأخري وسطت علي محلأت الذهب التي يمتلكها المسيحيين, وزاد أفرادها وأصبحوا يحملون السلأح جهارا في شوارع القرية, ثم كانت تلك الحادثة والتي كانت ضمن أسباب القضاء علي الجماعة وقتل شوقي ومعة عددا من اتباعة, بواسطة قوات العمليات الخاصة.
الحادثة بدأت عندما اتهم شوقي وجماعتة أحد شباب القرية بسرقة مسدس من الجامع خاص بالشيخ شوقي.
أمر شوقي اثنين من جماعتة بالذهاب الي بيت الشاب وانتزاع المسدس منة. عندما ذهبوا لم يجدوة. توجهوا للغيط وكان المساء قد هبط. من عادة أهل القرية أن يقضوا ليالي الصيف في حقولهم , خاصة اذا كان هناك محصول فواكة أو خضراوات. فؤ جئت الأسرة بالرجلين ثم بحديثهم عن مسدس ألأمير الذي سرق من المسجد,نظر ألأب الي ابنة مستطلعا ألأمر, فقال ألأبن انة لأيعرف شيئا عن هذا ألأمر,كما لأيعرف أن الشيخ شوقي يخبي مسدسات أوقنابل في الجامع, قال الشاب هذا بسخرية, بعد شد وجذب تطورت ألأمور واستحالت المناقشة أو الشكوي الي صراخ وزعيق وشتائم متبادلة. استل أحد الرجلين المبعوثين من قبل شوقي , سكينا وطعن بة الشاب علي مرأي ومسمع من ابية واخية . أصيبوا بالذهول , أحد الرجلين فر هاربا , حاول ألأخر الفرار لكن الأب لحق بة وقبض علي رقبتة بكلتا يدية ولم يتركة سوي جثة هامدة. بعد ذلك ساد الهدوء الأسود علي المكان. زحف الأب الي جثة ابنة , عانقها وبكي , ثم بعد أن تمالك نفسة , أمر ابنة الثاني أن يذهب لأستدعاء أهل القرية والشرطة , ليشهدوا ما فعلة شوقي وجماعتة.
[email protected]



#أحمد_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب المحلي والكاتب العالمي
- رواية سويدية عن رجل تسلق واختفى _ عجوز في رحلة عجيبة -
- اللة لم يكلف احدا للدفاع عنة
- المصلحة و القران أو النص المقدس
- فصل من ليل لأطراف الدنيا
- فصل من رواية - وكأنه نهار- للكاتب أحمد الشريف
- شهادة عن , النوم والكتابة وغيطان العنب
- بطلان الكل في رواية - كأنة نهار-لأحمد الشريف
- خالد إسماعيل يحاور الكاتب أحمد الشريف
- النور ينقضي سريعا
- الوجود كمتاهة دائرية
- الحلم بالسفر فى رواية ليل لأطراف الدنيا
- جنة وعفريت مسروق
- عواطف مبتورة وشهوات ممتدة
- قصص عن واقع مفكك
- ياسر محمد إبراهيم يكتب عن - مسك الليل
- بيلانسى
- مسك الليل أم مسك البداية
- قصص مسك الليل , طيف رجل , ظل امرأة
- يا وجعك يا توفيق


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الشريف - ذكريات مع أمير جماعة