أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - ماذا لو سقط النظام الإيراني















المزيد.....

ماذا لو سقط النظام الإيراني


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا بقاء ولا الدوام الا لله

أن هزيمة النظام الإيراني في اليمن أدت الى تعرية النظام الإيراني الطاغوتي وبداية النهاية لنظام عنصري طائفي توسعي في المنطقة، فلم تكن هزيمة النظام الإيراني في اليمن الأولى فقد هُزم النظام في سوريا حيث لم يتمكن النظام الإيراني بكل ثقله من الدعم المادي وبالأسلحة وبمليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية وأفغانية بقيادة الجنرال الكارتوني قاسم سليماني ودعم من قيصر روسيا من تحقيق نصر للنظام السفاح بشار الأسد خلال أربع السنوات الماضية ولم يستطع الأسطورة الكرتونية للنظام الإيراني قاسم سليماني من تحقيق نصر للمليشيات العراقية في تكريت، ولكنه لعب دور العصا الغليظة للنظام الإيراني على قيادات وأقزام السياسية في العراق بجدارة واقتدار.
أن يكون الرجل (قاسم سليماني) أداة قمع للمعارضين للنظام او مدربا للعصابات إرهابية وبلطجيا على أقزام السياسة في العراق وسوريا لا يجعل منه جنرالا عسكريا ناجحا في المعارك الحربية الحديثة التي تعتمد على تقنيات رقمية عالية وأسلحة ذكية وخبرات أكاديمية واستخباراتية وتطبيقية علمية بل يجعل منه صنما في أعين أشباه الرجال او من على شاكلته.

فقد بلغ الغرور للنظام الإيراني بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء أن يعلن عن نيته الخفية للسيطرة على المنطقة في غياب قوة ردع توقف النظام عند حده وتكشف عن القوة الكرتونية للنظام، فاصبح النظام الإيراني يلعب الدول الملك الأعور في مملكة العميان، ان عاصفة الحزم أعادت البصر الى العميان.

أن سقوط النظام الإيراني لن يكون مفاجئ فمصير كل حكم يحكم شعبه بقوة عسكرية لا يؤمن بحقوق الفرد ومحاصر اقتصاديا مصيره السقوط، فقد سقط النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وسقط حكم صدام حسين وسقط حكم معمر القذافي لنفس السبب ويمكن اعتبار نظام السفاح بشار الأسد ساقطا لولا دعم قيصر روسيا والنظام الإيراني للسفاح بشار الأسد، فنحن الآن في عصر الفضاء الإعلامي المفتوح ووسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دورا أقوى من قوة الأسلحة، فإذا استغرق سقوط نظام صدام حسين اكثر من ثلاثة عقود فان الوقت يسير الآن بسرعة اكبر ولا يمكن التعتيم على جرائم الأنظمة كالسابق ولا يمكن تجويع الشعب من اجل شعارات كاذبة وبدع والوعود بالجنة.
ان الله يمقت أفعال ولاية الفقيه. فأفعال وصلاحيات ولي الفقيه لا تستند الى شرائع الله في القران الكريم وإنما هي بدعة خمينية للسيطرة على الحكم، فقد خالفه مراجع الدين العظام في القم والنجف وفي لبنان ولم يعترفوا بولايته، فان صلاحيات ولي الفقيه تفوق ما منحه الله لأنبيائه ورسله، فلم يسلم من قمع الخميني والخامنئي حتى المراجع الدين في العقيدة والمذهب أعلى منهما مقاما وعلما، وأقال الخميني رئيس للجمهورية منتخب لمعارضته الاستمرار في حرب عبثية لا منتصر فيها، فهل كان لنبي او لرسول حرس ثوري او ديني خارج الجيش يحميه من معارضين من نفس ديانته أو التابعين لرسالته؟
قال الله عز وجل في رسالته الى النبي صلى الله عليه وسلم: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125) ولم يطلب منه فرض الرسالة او المذهب بالحرس الثوري وتمويل الإرهاب وقتل الناس على الاسم أو الهوية, فكم من يحمل اسم عمر مفقود في العراق وان يفرض على كل من يجادله في أمور الدنيا والدين الإقامة الجبرية في منزله.

سيناريوهات سقوط النظام الإيراني ونتائجها:
1. السقوط بتدخل خارجي (وضع كارثي على المنطقة).
2. السقوط من خلال حرب مع دول الخليج.
3. السقوط من خلال حركة تحرير القوميات العرقية والمذهبية في ايران وتقسيم البلاد الى دويلات.
4. سقوط النظام من قبل القوى الإصلاحية (تغيير آمن).

1. السقوط بتدخل خارجي (وضع كارثي على المنطقة):

اذا فشل الاتفاق على تحجيم الطموحات النووية للنظام الإيراني، فان احتمال التدخل الخارجي يكون كبيرا وخاصة من قبل صقور الحكم في إسرائيل الذين يمسكون بكراسي الحكم بسبب استمرار التوترات والصراعات في المنطقة، وعودة الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الحزب الجمهوري يرفض الاتفاق النووي مع إيران ولم يستبعد الجنرال ديمبسي الخيار العسكري لتحييد طموحات إيران النووية.
أن هذا السيناريو من أسوء السيناريوهات على المنطقة حيث سيعم الفوضى في إيران و يصبح العراق الساحة الخلفية للنظام الإيراني المنهار لإعادة تجميع قواه وسنرى الحرس الثوري المهزوم وأركان النظام الإيراني في معظم المدن العراقية والسورية واللبنانية وتتحول حياة الشعوب في الهلال الخصيب الى العيش في جحيم هلال دموي وتغيير ديموغرافي كبير لا يمكن وقفه مهما يكن حجم المعارضة للنفوذ الإيراني وتصبح ارض الرافدين قاعدة لحركة مضادة للعودة الحكم ولي الفقيه الى طهران، فيفقد العراق سيادته وهويته وتصبح بغداد مقر حكم الجديد لولي الفقيه المهزوم.

2. السقوط من خلال حرب مع الدول الخليج.

اذا طال أمد عاصفة الحزم بدون نتائج ملموسة على الأرض فسيدخل النظام الإيراني في حرب غير معلنة مع دول الخليج من خلال عملائه في المنطقة وحلفائه من القاعدة والدواعش مما تؤدي الى حرب علنية للدول الخليج مدعوما من قبل معظم المسلمين في العالم مع النظام الإيراني مدعوما من قبل مليشياته في المنطقة وتتبعها اضطرابات في معظم الدول المنطقة لتصبح حرب مذهبية بكل معنى للكلمة تؤدي الى نهاية عصر الخميني.
فمن الطبيعي أن يقف قيصر روسيا مع النظام الإيراني كما وقف مع نظام السفاح بشار الأسد، لأن القيصر بوتن يحاول استعادة قوة الاتحاد السوفيتي وان فشله في فرض حق الفيتو على القرار 2216 ضد حلفاء إيران في اليمن يجعله أن يعد العدة لرد فعل يشعره باسترداد غطرسته ولن يهمه سيل الدماء في المنطقة، المهم أن يغذي طموحه للفوز كضابط سابق في المؤسسة السوفيتية الاستخباراتية كي جي بي السيئة السمعة التي حاولت اغتيال آخر رئيس للاتحاد السوفيتي، فالنسبة لضابط كي جي بي فهو كان مجازاً من قبل رؤسائه لتنفيذ كل الأعمال الدنيئة لتنفيذ مهمته وغايته، فان التدريب على القتل المعارضين السياسيين من جملة مهامه التدريبية الأساسية, فكان أول رد فعل لقيصر روسيا على فشله في الأمم المتحدة هو السماح بتجهيز إيران صواريخ S300 لان غطرسته لا تسمح له بشرب السم من غير أن يحاول يهدئ أعصابه بعمل دنيء.
فلو حللنا القوة الاقتصادية لروسيا فنجدها متخلفة تجاريا وتقنيا عن مستوى دول أمريكا وأوربا واليابان والصين، لذلك تعرف بأنها خاسرة في حالة المنافسة السلمية وان التوترات العالمية تخدم مصلحتها لاحتكار بعض الأسواق لصناعتها العسكرية، فهنا تلتقي مصالحها مع مصالح أمريكا في تجارة السلاح وتطوير الصناعات الحربية المربحة، فلا تستطيع روسيا المنافسة في صناعة السيارات مع كوريا او اليابان او اوربا او أمريكا ولا في صناعة الطائرات وليست لديها تقنية معلوماتية (كومبيوترية) او هواتف ذكية تنافس بها الشرق او الغرب وليست بدولة رفاه اجتماعي كما هو الحال الدول الأوربية المجاورة لها، فلولا وجود الغاز الطبيعي كثروة طبيعية لا علاقة لها بالقدرة التقنية او الإبداع الإداري لكانت روسيا من دول العالم الصف الثالث اقتصاديا وهي في الصف الأخير في أوربا ديمقراطيا واجتماعيا.

3. السقوط من خلال حركة تحرير القوميات العرقية والمذهبية في إيران وتقسيم البلاد الى دويلات (حرب أهلية طويلة الأمد).

أن هذا السيناريو سيؤدي الى تقسيم الدولة الإيرانية الى دويلات متناحرة وتمتد الحرب الأهلية الى أفغانستان وباكستان والعراق فتتسارع عملية التغيير في الخارطة السياسية للمنطقة وسنعيش عقد آخر من الاضطرابات تمتد الى البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وتنشأ دول جديدة في المنطقة بعدد قومياتها ومذاهبها.

4. سقوط النظام من قبل القوى الإصلاحية (تغيير آمن).

أن سيناريو عملية التغيير من داخل النظام بتولي الحركة الإصلاحية إدارة الحكم وتحجيم او إلغاء بدعة ولاية الفقيه وإلغاء الحرس الثوري يعتبر السيناريو الآمن يعيد السلام الى المنطقة وينهي عصر الخميني.
يمكن للقوى الحرة العالمية دعم الحركة الإصلاحية في إيران للتعيير الآمن، ولكن هل ستسمح القوى العظمى في استتباب السلام في المنطقة مقابل الركود في صناعة الأسلحة وتسويقها؟ اشك في ذلك*.

* سلام غير مرغوب فيه للكاتب J.K. Galbraith

كلمة أخيره:

o أيها العراقيون هل أعددتم أنفسكم لمواجهة تبعات سقوط النظام الإيراني؟
o أيها المليشيات التي تتأمر بأمر الجنرال الكرتوني قاسم سليماني هل تعون نتائج سقوط صنمكم قاسم سليماني؟




#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين إيران وإسرائيل وعدم الاستقرار في المنطقة
- الاستعمار الإيراني للمنطقة
- كيف تحل الأزمة اليمنية جذريا وسلميا
- أكاذيب والنفاق السياسي
- خوارج اليمن
- توقعات سياسية لعام 2015
- أن القضاء على التطهير المذهبي بيد المرجعية الدينية في النجف ...
- هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب
- فشل حكم الأغلبية للأحزاب الشيعية السياسية في العراق
- لعنة الله على نوري المالكي
- ثلاثة أقاليم او 18 إقليما
- الى عبدة الكراسي البرلمانية والحكم
- العنف لغة الجبناء والجهلة وضعاف النفوس
- هل المالكي قائد كرزماتي أم عميل ينفذ استراتيجية إيرانية في ا ...
- هل يدرك قادة الأحزاب العراقية نتائج تأخير إزاحة نوري المالكي
- الى قادة الأحزاب السياسية انقذوا العراق قبل فوات الأوان
- دولة العراق ماتت سريريا
- اسقطوا نيرون بغداد قبل أن يحرق العراق
- ادعوا الشعب العراقي للاحتفال بيوم الوطني لإزاحة المالكي عن ا ...
- لا تمنحوا المالكي يوما واحد آخر ولا ساعة واحدة اضافية في الح ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - ماذا لو سقط النظام الإيراني