يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 14:01
المحور:
القضية الفلسطينية
مرحلة إستثنائية
يوسف عودة
نعيش في الوقت الراهن مرحلة إستثنائية تطال جميع المجالات، وكأن هنالك بوادر أمل لحل الكثير من الإشكاليات التي عانينا منها على مدار الأشهر السابقة، حيث بدت حياة الناس منذ عدة شهور بل ومنذ سنوات وكأنها متشابكه حد الجنون، والسبب في ذلك لا يعود للناس أنفسهم، بل للظروف المحيطة فيهم والتي فرضت عليهم في أحياناً كثيرة، فمثلاً في الموضوع السياسي، وبعد إنقسام بين طرفي الوطن منذ العام 2007، وعلى الرغم من حكومة الوفاق الوطني التي شكلت في حزيران 2014، إلا أن الظروف الآن أصبحت مواتية وأكثر ملائمةً لحل جميع الإشكاليات الناتجة عن هذا الإنقسام، وأخرى ناتجة عن العدوان الاحتلالي الأخير على القطاع والذي دمر الحجر والشجر الأمر الذي يستلزم إعادة إعمار ما دمره، وهنا لا شك بأن الجميع مستبشر خيراً بهذه الخطوات الجرئية لتقليل الفجوات وسد الثغرات بين جميع الأطراف، بهدف الوصول لحالة الإنسجام التام في كافة القضايا، لكن السؤال المطروح، ما دام الجميع يعرف أنه لا خلاص له من الآخر، فلما المماطلات التي كانت تستنزف الناس وقدرتهم في مواجهة الحصار والبطالة والفقر؟
وأما فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية المريرة، فها هي بوادر الحل تقترب من الناس، خاصة موضوع الإفراج عن الضرائب المستحقة للسلطة على دولة الاحتلال، ولكن رغم كل هذا إلا أن الناس سطروا نوع جديد من المقاومة المشروعة بالدفاع عن حقوقهم، بأن ثبتوا وصبروا على أوضاع صعبة للغاية مست حياتهم بشكل مباشر، وهذا الوضع ليس بالغريب على الفلسطينيين، فهم من علم العالم المقاومة ودروب الإنتصار، على مدار سنوات إحتلاله، رغم أن الاحتلال جرب معه كل أشكال القمع والقهر والاعتقال وفشل، ولجأ للمساومة وفشل ولجأ لمحاربة بلقمة عيشه وفشل، وهذه هي المفارقة الأخرى التي قام بها الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً، وتجلى هذا الفشل حين رفضت السلطة إستلام الأموال منقوصة، وكأنها تقول كفى... كفى، فلم يعد الأمر كما كان، صورتان مبسطتان بشكل سلس تظهران قدرة هذا الشعب في إدارة الأزمات وتحدي الصعاب.
[email protected]
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟