أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية














المزيد.....

بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 22:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


زيارة رئيس الورزاء حيدر العبادي الى واشنطن ولقائه مع اوباما واجتماعه مع ممثلي الشركات الامريكية النفطية العملاقة، والتقائه مع رئيسة صندوق النقد الدولي وانتقاده للجمهورية الاسلامية في ايران ومطالبتها بأحترام سيادة العراق، والاعلان عن عدم ارتياحه لظهور قائد فيلق القدس قاسم سليماني تتزامن مع عدم قدرة القوات الامنية في القضاء على دولة الخلافة الاسلامية، والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن بدعم امريكي غير مشروط. وعليه ان الزيارة المشارة اليها لها دلالات سياسية اهمها بأن حكومة العبادي غير قادرة على قهر دولة الخلافة الاسلامية، بدعم الحرس الثوري الايراني ومليشيات الحشد الشعبي وحدهما، وانها اي حكومة العبادي لا يمكنها الاستمرار بالمماطلة والمراوغة حول تحويل الشروط الامريكية الى حيز التنفيذ الواقعي، والتي تتضمن تنازل التحالف الشيعي الذي يهيمن على السلطة السياسية في العراق منذ الغزو والاحتلال عام 2003 عن قسم من امتيازاته، الى ما فرض في القاموس السياسي الجديد وهو "عرب السنة"، سواء بتشكيل الحرس الوطني او ما يسمى بتسليح العشائر والتي بالنهاية سيفضي الى تشكيل او اقامة الاقليم السني. واثبتت الوقائع بأن عناصر الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني لم تتمكن في ايقاف تقدم المعارضة السورية "ثوار الكونترا الجدد"، بالسيطرة على اراضي شاسعة وانتزاعها من النظام السوري، واكثر ما استطاعت ان تفعله تلك العناصر هو الحفاظ على سلطة بشار الاسد والحيلولة دون سقوطها، كما ان تجربة تحرير مدينة تكريت من عناصر داعش هي الاخرى بينت دون تدخل القوة العسكرية الامريكية، لا يمكن لجيش العبادي وحشده الشعبي والمستشارين العسكريين الايرانيين في فرض التراجع على داعش وطرده من المناطق التي يسيطر عليها.
اما المسألة الاخرى التي كان العبادي يسعى لتحقيقها في زيارته الى واشنطن، هو الاعلان بأن حكومته مستعدة لتنفيذ البرامج الاقتصادية التي تطلبها المؤسسات الاقتصادية والمالية الامريكية من العراق، واهمها تحرير الاقتصاد الذي قال عنه العبادي بكلمة مختصرة في منتدى لغرفة التجارة الامريكية بأن البيروقراطية مثل الارهاب وعلى القطاع الخاص السيطرة على الاقتصاد، وقد سبقه قرار وزير الكهرباء قبل الزيارة المذكورة عندما اعلن رفع سعر الوحدة الكهربائية، وهي رسالة تأكيد واطمئنان الى المؤسسات المالية الامريكية بأن العبادي عازم على تحرير الاقتصاد العراقي، بما يقتضي سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤسسة التنمية الامريكية، التي ترسم السياسات الاقتصادية للبلدان التي تمنحها القروض والمساعدات على حساب افقار الطبقة العاملة والكادحين وعموم المجتمع. اي ان العراق جاهز للالتحاق بالسوق الرأسمالية العالمية وجاهز للاستثمار والاستغلال، حيث الايدي العاملة الرخيصة وشروط عمل مجحفة وقوانين تحد من المطالب العمالية في تحسين معيشتها....
اما المسألة والتي لا تقل اهمية عن الاخريات هي ان حكومة العبادي ترى في واشنطن الحليف الاستراتيجي الاقوى من بقية القوى الاقليمية في حمايتها وابقائها، وكانت "عاصفة الحزم" السعودية في اليمن رسالة واضحة لتقول بأن سلطة الاسلام السياسي الشيعي في العراق، لن تكون بمنأى عن الخطر عندما تكون تحت مظلة الجمهورية الاسلامية وبعيدا عن احضان واشنطن الاستراتيجية، لذلك انتقد العبادي ظهور الجنرال الايراني في ساحات القتال في العراق وطلب من ايران احترام سيادة العراق.
وتعليقنا على انتقاد العبادي لظهور سليماني، هي كلمة تملق من العبادي الى البيت الابيض اكثر مما هو تحدي لملالي طهران، فالعبادي نفسه لم يبدِ عن انزعاجه لظهور سليماني مع هادي العامري رئيس مليشيات بدر قبل اكثر من شهر عبر شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة في ساحات الوغى، ويكشف هذا الانتقاد عن ان العبادي كان متيقنا حينه بقدرة الجنرالات الايرانيين بسحق داعش ولم يرف له جفن عن ما اذا انتهك سيادة العراق بقدر مبالاته في حماية السلطة السياسية للتحالف الشيعي التي كان يهددها تمدد داعش. وليس هذا فحسب، بل اضاف على انتقادات العبادي مزيد من السخرية هو عندما وصف بعض الصحف عن طريق اقلام بعض كتابها الليبراليين زيارة العبادي الى واشنطن بالوطنية، ولذلك كانت ناجحة في حين خلت من مادة الوطنية عندما كان يحتمي بالمظلة الايرانية قبل الزيارة المشارة اليها، ناسين عن عمد غزو واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية هو الذي كان وراء الخراب والدمار الذي يعيشه العراق اليوم، بينما اعتاشت الجمهورية الاسلامية على ذلك الخراب الذي اسفر عن الاحتلال.
ان سحب العراق من احضان الجمهورية الاسلامية في ايران بعد سنوات من حكم نوري المالكي ودفعها تحت المظلة الامريكية والحاقها سياسيا واقتصاديا بواشنطن لن تنقل العراق الى بر الامان ولن يهزم داعش فيه، بل ان المرحلة الامريكية ستكون اقسى واشد حيث ستتوسع رقعة الفقر والعوز بشكل اكبر مما هو عليه الان، وستتكاثر على ارضه عشرات الدواعش ولكن بلباس طائفي جديد.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط
- -الربيع العربي- بين باريس وسوريا وليبيا ومصر...
- الجغرافية واللغة..ما بعد -شارلي إيبدو-
- الحرس الوطني والرصاصة الاخيرة
- في العام الجديد، الامنيات والتمنيات
- من صاحب المصلحة في سحق دولة الخلافة الإسلامية؟
- الاسلام السياسي والفساد
- لماذا يتحمل المواطن السياسة التقشفية ايها اللصوص!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية