أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - حول هذيان التعويم الايديولوجي















المزيد.....

حول هذيان التعويم الايديولوجي


عقيل صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 11:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


انشرحت مداخل الحجرة، ألف كلمة وكلمة، مرت الظلال وانخفضت الأنوار!،، تُسمع ترانيم الكلمة، اقدمي وافصحي ! : كلمة زائفة، نور وظلام يجتمعان، الأول حق، الثاني متماثل. تتداخل الأضواء، تشع الحجرة بالظلام، وتشير الكلمة باصبعها : هذا هو ! وميض المشكاة، يعظم ويتمدد، يَحرق ويترمد، صيّر النار وتجمد، اعلى الكلمة وتبدد. هذه الارض، فاتها الوميض، والأخرق تأبد.

يقول القديس اوغسطين : (( أحبب الله، وافعل ما تشاء))، ويواصل، (( حيث الروح الغارقة في حب المحبوب لن تقدم على عصيانه.)). كذلك دعاة (( التعويم الأيديولوجي)). كن مؤلدجاً في حدودها، الايديولوجية، مثل المجنون الذي ينكر جنونه. نكران الايديولوجية في بطن الايديولوجيا، هل يدركها الوهم ؟، ظاهرة بحرينية، تدعي التنظير التقدمي، وهي هباء ليس فيها شيء.

أحبب الايديولوجيا، وافعل ما تشاء، هذا هو ملخص فكرة (( التعويم الايديولوجي)). اكثر من ١-;---;--٣-;---;--٠-;---;-- سنة مرت على وفاة ماركس، وفكره لا يزال مبتذلاً، يأخذه التوفيقيون، ويماثلونه بالسائد والقائم، في محاولة بائسة في التوفيق الطبقي، انه نقص في فهم دور الدولة، كمفهوم، وبالتالي نقص، في فهم الطبقات، وحركتها. يستحيل توفيق الطبقات، ولكن، يظهر احد الادعياء، ليقول، عملنا هو : العدالة الاجتماعية !، ببلاهة الأبله، الذي يستحق، حسب لينين، ان يقف بجوار الكنغر الاسترالي.

يقف هذا الفكر، ضد ما يطلق عليه، بالفلسفات الكبرى، انها مرحلة، اقتضى فيها شمولية الفكر، انها مرحلة الشمول، التي انتجتها فلسفة الحداثة. وبما ان مذهب ماركس، هو احد تداعيات هذه المرحلة، الشمولية الحداثية، فأن فكره، او اذا شئنا ان نقول، بحماقه لامتناهية، ايديولوجيته، لا بد ان يكون شمولياً، وعمومياً. ويستطرد هذا الفكر، لإنقاذ نظرية ماركس، يجب ان نتخلى عن الفلسفات الكبرى، شمولية الاستنباط، نحو تجزئة الاهتمامات، مثل حقوق الإنسان، والديموقراطية، والعدالة، والدولة المدنية.

المسألة، اذن، لا تتعلق بمحاولة جادة، في تعديل مسار الفكر التقدمي، وإزالة التحريف والتشويه، الذي سببه اصحاب هذا الفكر، ولكنها تفصح عن جهل عارم، حول النظرية ذاتها، في محاولة تفسير الجديد منها. والفهم من هذا الموقف، كذلك ليس جدياً، في نقضه لموضوعة الانتاج المعرفي الحقيقي، اي الطابع الطبقي. بنفي صعود الفكر الحداثي، بتواز وتماثل، مع صعود الطبقة البورجوازية، وان الأول هو نتاج الثاني. وان كان هذا الفكر، في صيرورته النقضية، للفكر الكهونتي، كان شاملاً، في انتاج افكار مثل، الحرية والمساواة والعدالة، فأنه ليس على خطأ، بوجوده المعرفي في حيز طبقي معين. وان كان هذا الفكر قد ثبت، بعد ثورات تقويضية ضد القديم، فأن الجديد يولد من احشائه، سلبياً، وينقطع عنه وعن ارثه، ويبرز الجديد فيه، تلبية لحركة التاريخ المستمرة. وفي هذا الانقطاع، عن الهيجلية والفيورباخية، تمكنت البشرية من رؤية علم، ذو منطق ديالكتيكي، وليس فلسفة كما يدعي التعويميون.

هذا التصور، البائس حقاً، يكمن في ان العالم، هو عالم فيه تبادل الافكار، او تكرارا لكلمتهم المحببة : الايديولوجيات، ويجب تجريدها، وبالتالي تجريبها، وهكذا حالما سقط جدار برلين سقطت الاشتراكية العلمية معه !. انها هيجلية بعيدة عن هيجل، بل سفسطة اولية بائسة، خالية من اي مضمون.

مرحلة الفلسفات الكبرى، اذن، مجرد تصور هرائي، لا يفهم ظروف انتاجها، في سيرورتها الطبقية، ويكتفي ان يعلن، بأن زمنها انتهى، من ضمنها الاشتراكية العلمية، والان نحن في زمن الفلسفات المجزأة، متعلقة في حقوق الاقليات، والانسان، والمرأة، الخ.. ناسياً، ان كل هذه الحقوق، لا يمكن ان تُفهم، تجزيئياً، دون العلم، الذي يفسر وجود اشكالها، في انماط انتاجية معينة.

ويواصل التعويميون في هذيانهم، في ان الحرب الباردة، قد شكلت معسكرين ايديولوجيين، وغلب على المعسكر الايديولوجي الاشتراكي، مفاهيم تروج لليوتوبيا، في فورة عاطفية وطفولية ساذجة. اليس هذا كلام بؤس البائس ؟. بنفي مطلق، لخصائص الحرب الباردة، التي احتدم فيها الصراع الطبقي، ما بين الامبريالية والإشتراكية، ونتج عن ذلك، معسكرين فكريين، الاول ينتمي الى ارث البورجوازية، والثاني ينتمي الى البروليتاريا. ان اعلان الاشتراكية العلمية، ايديولوجية، هو نقض لكل إدعاءات مؤسسيها بعلميتها، ويتبجح المعومون، بأيديولوجيتهم اللامؤدلجة.

وهكذا، يقترحون حلاً، للبشرية، في التعويم الايديولوجي. ان زمن الايديولوجيات قد ولى، وان الماركسية مطلقة، لا تنفع البشرية اليوم، ويجب تعويم الايدويولوجيا، والتقبل بالتعددية، والتوافق الطبقي، والقومية العربية، الخ.. وهكذا ينتشل الفكر، بصدق، قناع الفكر الماركسي، ويبرز شكله القومي، الضائع الثمل، وينحصر الهدف في الدفاع عن الفقراء، والاعمال الخيرية الاخرى. يتجسد تعويم الايديولوجيا، بتنظيم اعضاء هذا الحزب، دون تشخيص ايديولوجي محدد، وان وجودهم، يرتبط بالتعددية الايديولوجية، تحت الشعار الوطني والقومي.

الموضوع هنا، يرتبط في تحديد، ما هي الايديولوجيا ؟، في سياق التعويميين، تدرج الايديولوجيا على انها “ فكرة”، فكرة الماركسية لا تصلح، او فكرة البعث لا تصلح، الخ.. من دون فهم ماهية الفكر، وشروط ولادته، وظروف بقائه. وللإشتراكية العلمية، وجود خاص، في خضم انتاج معرفي مميز، اثناء مقارعة البورجوازية، وهنا نسأل، لماذا البلانكية، او الفوضوية، او الشعبوية، لم تحتل الموقع المفصلي في الصراع مع الفكر البورجوازي، وكان ذلك من نصيب الفكر الماركسي دائماً ؟، ولنا ان نضيف، ان جميع الايديولوجيات الفلسفية، الاشتراكيات الطوباوية، انتجت بشكل غير انقطاعي عن انظمة عقلنة ظروف الانتاج، انها لم تتجاوز الايديولوجيا الطبقية السائدة، وعملت ضمنها، الى ان برزت الاشتراكية العلمية، بعلم تاريخي ومنطق ديالكتيكي، بإنقطاعها المطلق عن الفكر الفيورباخي والهيجلي. وبما ان الفكر الاشتراكي العلمي، علماً، فإنه يدرس موضوعاً معيناً، وهو نمط الانتاج، وآليات تحولاته ( الصراع الطبقي)، وبذلك، الانتاج الفكري في خضمه.

انها ايديولوجية التعويم الايديولوجي، وليس تعويمها، حيث هذا المفهوم مؤدلج بحد ذاته. انه موقف بورجوازي وضيع، اقتصادياً، في ترويجه للإسلوب غير الانتاجي، الخدماتي، وسياسياً، في ترويجه لأفكار مثل التوافق الطبقي، في شعار فج مثل العدالة الاجتماعية، والتعددية، واللطف على الفقراء والأقليات، وفكرياً، بروز ايديولوجية تنفي الانحياز الايديولوجي، مقاومة شرسة لا هوادة فيها، على الفكر الماركسي، بوصفه شاملاً. يدعي فيها العودة إلى شعارات قومية فجة، مثل الوحدة العربية ( غير الممكنة)، والاغتراب العربي في هيمنة الغربي، وغيرها من الشعارات الفارغة.

أنه التفلسف المسفسط، يستبدل فيه الصراع الطبقي، بالاغتراب العربي، وبالصراع الايديولوجي، ونهايته، من دون فهم ما هي الايديولوجيا، في تنظيمها الشرس لقبول ظروف الانتاج الآنية، يسقط فيه التعويميون، ويقولون السويد هي الحل !، لتنظيم عدالة اجتماعية غير مؤدلجة. وتصبح كلمة الايديولوجيا غير مفهومة، خصوصاً ان الإرث الفرنسي، لا سيما الماركسي الآلتوسيري، قد حدد الايديولوجيا بمثل تحديد الانثربولوجيون لكلمة الثقافة، ويبدو ان الاستعمال الآلتوسيري ادق، في تفسير، ان الاجهزة الايديولوجية للدولة، تنتج اسلوباً ايديولوجياً كاملاً، اي قيماً اجتماعية وافكاراً خاصة بالطبقة السائدة، تُفرض على سائر الطبقات في حربها عليها. ان الدولة، حسب أنجلز، نتجت عن استحالة توفيق الطبقات، وبالتالي، تخلق قوة خاصة، لتقمع الطبقات الاخرى، وتنتج، كذلك، ايديولوجية، تحارب فيها الطبقات الأخرى، بشكل ثقافي.

التعويم الايديولوجي، فكر ايديولوجي فارغ، سارت على نهجه تنظيمات ادعت التقدمية، بتخل واضح عن النظرية الاشتراكية العلمية، وليس هناك ادل على ذلك، من مقولة جلال الدين الرومي :

(( العربة الفارغة اكثر ضجيجاً !)) ..



#عقيل_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقل في سروال
- اسئلة اقل، فلسفة اقل
- ماركس الآخر
- نقض فلسفة الإنسان
- غواية كيركي الفلسفية : حول نقد الظواهر الاجتماعية
- التنمية في الخليج في مواجهة الثقافة الاستهلاكية
- أول مايو : كرنفال العمال
- ممن يسخر ماركس ؟
- ممن يستشيط ماركس غضباً ؟
- هل يمكن للماركسية أن تتآكل ؟
- نقد التأويل الشريعتي للفكر الماركسي
- إضافات ستالين للماركسية
- هل يجب البحث عن تنظيم بديل ؟
- تناقضات العمل الجسدي والذهني.
- ما بعد ثورة اكتوبر؟
- حول الرأسمال المعولم
- رأسمالية متأخرة أم ما بعد الرأسمالية ؟
- النقد والنقد الذاتي
- المجتمع,والاقتصاد, والدولة في عصر الخدمات
- غواية المصطلحات


المزيد.....




- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...
- توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600
- العدد 601 من جريدة النهج الديمقراطي


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل صالح - حول هذيان التعويم الايديولوجي