أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيء عن غرام سارتر وبوفوار














المزيد.....

شيء عن غرام سارتر وبوفوار


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يعرف شغاتي ماذا يقرأ بعد أن تجاوز محنة ( راشد يزرع ..زينب تحصد ) وصار يعرف جيدا أن الورقة الأولى من حكايات رحلة السندباد لابد أن تنتهي برجوعه الى البصرة وقضاء بقية حياته فيها.
ولكنه مع السنين الخمسة عشر التي قضيتها معلما في المدرسة مع شغاتي عامل خدمة ويتناوب الحراسة مع زميله ( ريكان ) تطور ذهنه لينقل من متعة رحلات السندباد الى قراءة غوركي ومحفوظ وفرمان وسارتر ، وأظن أنه كان ينتبه جيدا الى نقاشاتنا حول ما كانت كتب سارتر تؤثر فينا عبر موجة الوجودية وثقافتها. لكنه كان يعلق : أن الوجود هو أن يكون الله راضٍ عنا ونحن نداري نساءنا في ليل الحنين وصمت الماء والطير والقصب. وجودي هو أني أتنفس وأرى جاموساتي بخير ، وأشعر بالراحة حين لا يأتي امر اداري من تربية الناصرية ينقل معلما من مدرستنا الى مدرسة أخرى.
قلت : أذن سارتر لن ينفعك لا تقرأه ، عد الى السندباد فهو رحل الى كل العالم بخياله من خلال شختورة ربما اشتراها من أحد اجدادك.
أبتسم وقال : سأقرأه حتى اتمتع بشهيته العلنية لفتاته سيمون دي بوفوار.
قلت : وتتخيل الأمر بين سارتر وبوفوار ، هذا ما لم يفعله اي رجل مثلك من أهل الأهوار.؟!
ــ يا أستاذ ، اجدادنا تخيلوا الجنة وجعلوا هذا المكان شبيها لها ، فلماذا لا أتخيل ما يحدث في الليل بين سارتر وزوجته.
قلت :يا رجل أنكَ تمتعنا ، خذ بخيالك اليهما وأجلبهما من شقتهما البارسية الى صريفة بيتكَ.
قال :كلا . سأدعهما هناك فربما جبيشة القصب ستؤلم ظهر بوفار فلا تحسن التأوه.
صحت : وتعرف التأوه أيضا .
قال ممازحا :وعلمت موسيقاه لأم مكسيم.
لا أعرف أن كان هذا الكلام يصدقه أحد حين أستعيده من خلال ذكريات أمام صديق ، ولكني تحدثت به الى اكثر من صديق في ازمنة المنفى ، فلم يصدقه أحد ، ويقولون : أنتَ آت من مكان يصنع الأساطير ، وشغاتي هذا أسطورة من أساطير خيالك وذلك المكان وليس له وجود.
أقسم لهم بكل الأئمة والقديسين ومتصوفة الطرائق والعلوية ( فواده ام هاشم ) التي يقدسها بحب وخشوع جميع المعدان في هذا العالم .أن شغاتي ليس أسطورة وقد عاش معي خمسة عشر عام في القرية التي كانت مدرستي فيها .
وحين يسألون عن صورته .أريهم صورة ملونة لشغاتي التقطتها له قرب حقل التوليب وشجرة الكرز امام بيته وهو يمسك كتاب الوجود والعدم ، فيرد أحدهم ضاحكا :
تلك الصورة ليست في الاهوار أنما هي أمام المتحف الطبيعي في امستردام أو طوكيو فأنا لن أصدق ابدا أن هذه الاشياء الأربع سارتر وشجرة ورد الكرز ورواية سارتر وزهرة التوليب يجتمعون أمام بيت في الأهوار . المتاحف فقط من تجمع تلك المعجزات .
ضحكت وانا أتذكر الآن شغاتي أمام الشقة التي أقامت فيها سيمون دي بوفوار والتي تطل على المقبرة التي دفن فيها سارتر لتكون وصيتها بأن تدفن في المقبرة نفسها التي دفن فيها.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيء عن غرام سارتر وبوفوار