أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل بكاني - اقالة وزيرة الداخلية المغربي بسبب قمع وحشي لوقفة انسانية تضامنية مع أطفال اليمن














المزيد.....

اقالة وزيرة الداخلية المغربي بسبب قمع وحشي لوقفة انسانية تضامنية مع أطفال اليمن


نبيل بكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 09:41
المحور: حقوق الانسان
    


أقدمت قوات القمع المغربية، اليوم السبت، بالعاصمة الرباط، بكل وحشية على قمع وتفريق وقفة احتجاجية سلمية وحضارية، نظمتها فعاليات حقوقية وشارك فيها نشطاء ومواطنون، تنديدا بمشاركة الجيش المغربي في العدوان الذي تقوده السعودية مدعومة من التيار الوهابي المتشددة على شعب اليمن. وحسب المعطيات المستقاة من موقع التظاهرة فقد تم نقل كل من المناضل الحقوقي المعروف، عبد الحميد أمين (70 سنة)، ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان، أكبر منظمة حقوقية في المغرب، أحمد الهايج، والكاتب العام لنفس الجمعية، الطيب مضماض، ومحمد النوحي رئيس الهيئة المغربية لحقوق الانسان، والناشطان أمين لقبابي وربيعة الدريدي، الى قسم المستعجلات، ولم يسلم الصحفيون والمدونون وكل من كانوا يصورون مشاهد القمع بهواتفهم الذكية، من التنكيل والشتم والتحقير وتوقيف بعضهم ليتم الافراج عنهم في وقت لاحق.

وحول الوقفة السلمية، التي دعت اليها الشبكة الديموقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب وهيئات وطنية أخرى، جاء في بيان الجمعية المغربية لحقوق الانسان، أن عناصر الأمن قد انهالت على المتظاهرين السلميين بعنف شديد مستعملة مختلف أشكال السب والشتم والضرب بالهراوات والرفس والركل والمطاردات في الأزقة والشوارع المحادية للبرلمان، مما أسفر عن اصابة عشرات النشطاء الحقوقيين والمناضلين/ت والصحفيين بكدمات خطيرة استدعت نقل بعضهم الى المستشفى، واعتقال آخرين.

وتأتي واقعة هذا الانتهاك الخطير، لتكشف وتفضح زيف شعارات حقوق الانسان التي ترفعها الحكومة. وهو انتهاك مس أهم حق انساني بعد حق الحياة المضمون عالميا، وهو الحق في التعبير والرأي والاحتجاج السلمي. وذلك، في سياق مرتبط بسياسة قمعية ممنهجة، تتبعها وزارة الداخلية بقصد قمع وتشتيت الحركة الاحتجاجية والحقوقية. واذ كان المغرب قد قطع مع مسلسل التعذيب الذي طبع ماضي حقوق الانسان الأسود للمملكة، في حق المعارضين السياسيين والحقوقيين والصحافيين، مرغما تحت الضغط المحلي والدولي، وتغييرات العصر، فحسب الكثير من الشهادات، فالمغرب مافتئ يعلن تراجعه الى زمن تكميم الأفواه وقمع الحريات، بدليل ما يتعرض له عدد من الصحفيين من تضييق واعتقالات بسبب كتاباتهم. ويأتي كل ذلك، كنتيجة طبيعية لفشل الحكومة الذريع في تسوية الملفات العالقة المرتبطة بالمجال الاجتماعي والحقوقي. لم يبقى أمام المغرب سوى نهج سياسة القمع الوحشي غير المبرر واللاقانوني في حق الحركة الاحتجاجية والحقوقية المغربية، والتي تعتبر الأقوى والأنشط في المنطقة العربية، والتي تكفلها المواثيق الدولية التي سبق ووقع عليها المغرب. وفي ظل وضع رسمي يتسم بالتختط والارتجالية والعشوائية والتناقضات الصارخة بين مؤسسات الدولة وبين رجالاتها، بسبب الافتقار لثقافة الاختلاف واحترام حقوق الانسان، وأمام تصاعد الأصوات المطالبة بديموقراطية حقيقية تنهي مع عهد ديموقراطية الشعارات والواجهات المزيفة، واشراك الشعب في اتخاذ القرارات الكبرى التي مازالت تقرر وتحسم في الكواليس والدهاليز، واقرار حرية تامة في جميع المجالات، وبعد انكشاف وانفضاح جميع خطابات حقوق الانسان التي تصرف عليها الأموال الطائلة في سبيل تلميع الصورة البشعة للوضع الحقوقي المعاش، وبعد تراجع الدول الأوروبية فضلا عن الولايات المتحدة التي مثلت مساندا للخطاب الرسمي المغربي، نتيجة تراكم تقارير دولية تزكم الأنفاس حول وضع حرية التعبير وحقوق الانسان في المغرب، فان السلطات الحكومية لم تعد تجد أمامها من سبيل لتخفيف الضغط الحقوقي الذي تقوده الهيئات المدافعة عن حقوق الانسان ونشطاء الاعلام البديل، سوى الاجهاز على حرية الاحتجاج وترهيب المنتقدين للسياسة الرسمية الفاشلة وتكميم الأفواه. وكل ذلك يحدث بتواطيء مع رئيس الحكومة ووزير العدل اللذان يعتبران الجمعيات الحقوقية والصحافة، ألذ أعداء لهما، هذا الأخير الذي سبق وجمد شكاية رفعتها جمعيات حقوقية ضد وزارة الداخلية على اثر الهجوم الهمجي على محتجين سلميين فيما عرف قبل سنتين، بواقعة العفو الملكي على مغتصب الأطفال الاسباني، دانييل كالفان، الذي كان قد حكم عليه بثلاتين سنة سجنا.

وتعيد واقعة اليوم، الى الأذهان الأسلوب الهيستيري الذي واجهت به وزارة الداخلية المتظاهرين ضد العفو، ولم تقل الحمولة الانسانية التي ميزت وقفة اليوم بالرباط، والتي جاءت كتضامن باسم المغاربة مع أطفال وأبرياء شعب اليمن، الذي يواجه عدوانا دوليا غاشما غير مسبوق، فاقد لكل المشروعيات.

لاقت واقعة اليوم تنديدا واسعا بسبب القمع الشرس الذي ووجه به محتجون مسالمون لا تزيد أدوات احتجاجهم عن لافتات وشعارات انسانية خلت من أي طابع سياسي، رفعوها تعبيرا عن قناعة انسانية وايمان بقداسة الحياة والنفس البشرية ومناداة للسلم وبحق الشعوب والأبرياء في الأمن والاطمئنان وضدا على انتهاك السيادة والتدخل في دول مستقلة تحت أي مسمى كان. فاليوم قد كشف المغرب، بما لا يدع حيزا للشك، عن حقيقة حرية التعبير وعن ارادة قوية في اضطهاد كل أصوات تغرد خارج سرب التوجه الرسمي. هذا التدخل الذي وصفه بيان حزب النهج الديموقراطي، الشيوعي، بالتدخل الهمجي الوحشي، كاف لاقالة وزير الداخلية ومحاكمته قضائيا واقرار الدولة ميثاقا وطنيا تتعهد من خلاله بحماية الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي وعدم التساهل مع أي من المسؤولين ممن يحنون الى زمن البوليس والقمع.

صحافي مستقل



#نبيل_بكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء حافلة الجنوب المغربي.. أطفال لا حكومة لهم
- مشروع القانون الجنائي المغربي والجدل الدائر حوله
- اغناء رجال المخزن على حساب معيشة المواطنين
- أدبيات مجلة -مساحات- للتدوين الجماعي
- العدالة و التنمية الحاكم، و الوضعية الاجتماعية و الحقوقية في ...
- القضاء المغربي في قفص الاتهام
- مصر الجريحة في حاجة إلى أصدقاءها
- الأحكام القضائية تعيد الحياة لحركة 20 فبراير
- الديكتاتور أردوعان
- الجزء الثالث- مقتطف من كتاب لدي حلم - 2008 ثلاث انتفاضات متت ...
- مقتل الطالب المغربي الإسلامي بين السياسي و الإنساني و قيم ال ...
- مقتطف من كتاب- لدي حلم- من تأليف نبيل بكاني
- -تشرميل- الدولة المغربية
- قضية فساد.. وزير المالية المغربي الأسبق صلاح الدين مزوار
- محاربة الفساد مع وقف التنفيذ، النموذج محاكمة مسرب وثيقة صلاح ...
- الدورة العشرون للمجلس الوطني للجامعة الوطنية للأندية السينما ...
- عودة باسم يوسف
- معانات الأفارقة غير الشرعيين بالمغرب
- وداعا مانديلا..
- بن كيران، كل شيء مباح في الحب و الحرب


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل بكاني - اقالة وزيرة الداخلية المغربي بسبب قمع وحشي لوقفة انسانية تضامنية مع أطفال اليمن