جاسم الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 00:20
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أثبتت الاحداث التاريخية التي حصلت في الماضي والحاضر ان المفكرين الذين
نجحوا في ابتكار مفاهيم وأنساق فكرية واجتماعية حرضت وحشدت على احداث
التغيير الايجابي في كثير من بقاع وأمم العالم ان نجاح جهودهم الفكرية
وتحقيق مبتغاها لإنطلاقهم من سمة ونزعة الكونية في التفكير
والأهدافومناداتهم باهداف تشمل جميع الانسانية وجعلوا من العالم قرية
كونية صغيرة حى قبل انبثاق هذا الأمر عولمياً فجان جاك روسو دعا الى
مبدأ المواطنة الذي يتساوى به جميع البشر بغض النظر عنم أي اعتبار آخر
ديني او قومي ومذهبي او غيره وكارل ماركس دعا الى مجتمع متساوي وبدون
طبقات وكثير من المفكرين انتهجوا ذات النهج باختلاف الاضافة الفكرية
ولم يبالوا انم منم جذور يهودية او ميسحية بل البعض ثار على هذا الامر
والفيلسوف ابن رشد الذي وظف المفكرون الغربيون توظيف معاصر سار على نفس
هذا النهج وكذلك ابن خلدون الذي لجأ اليه كثير من مفكري الغرب وعلماء
الاجتماع المعاصرون الذين نهلوا من مفاهيمه ولايفوتنا ذكر المتصوف إبن
عربي الذي دعا الى دين الحب وتكلم عن الكونية قبل انبثاقها تاريخيا
وغيرهم من مفكرين ينتمون للانسانية في رؤاهم وأنساقهم الفكرية الهامة في
التاريخ .. لذلك يجدر بمن يتناول سير واضافات هؤلاء المفكرين تمثل
توجهاتهم واهدافهم في واقعنا المعاصر والنظر الى اضافات المفكرين انها
كونية السمة وليس لأن قائلها مسلم او يهودي او مسيحي الديانة ولأن
الرؤية وتصنيف المفكرين حسب الإنتماء الديني للمفكر هو توجه أصولي
ماضيوي يسيئ للمفكر ونظرته للظواهر وهو أمر تجاوزه الفكر وليس من السليم
ان يعاد او يتم عودته او احياؤه من جديد فيجب ان يتم تثقيف الاجيال
الجديدة على ثقافة ايجابية انسانية كونية تحترم وتقدر جميع المنجزات
والاضافات الفكرية على انها ملك وموجهة للانسانية جمعاء بغض النظر عن
الخلفية الدينية او القومية او المناطقية للمفكر وهذه هي الرؤية المجدية
لتحقيق التحولات الانسانية التاريخية ففي تاريخ الفكر مناطق رخوة عديدة
يمكن استغلالها من بعض من له اجندات واهداف مريضة في تشويه صورة أو رؤية
مفكر او اتجاه فكري ما من خلال قراءته من زاوية ضيقة بالتركيز على انتماء
المفكر والإيحاء بانه يفكر من خلال هذا الانتماء ويكن توجهات عدوانية
تجاه الثقافات الأخرى وربما وجدت بعض الحالات الإستثنائية هنا او هناك
لكن لايصح التعميم ولان التعميم خصم للفكر والتوجهات الفكرية والفلسفية
لان التعميم يمارس التضليل وحرف الحقائق لذلك على المشتغل في فضاء الفكر
والفلسفة الانتباه دائما الى فخ الوقوع في هذا الاتجاه السلبي وتقييم
المفكرين الاخرين على اساس انتماءهم الديني او القومي الضيق بل النظر الى
محتوى النسق الفكري الذي ينادون به ويعملون لإنجازه كإلتزام فكري وإنساني
أملاه الحرص الذاتي منهم كمفكرين أصحاب رسالة سامية ونبيلة في الحياة في
نشرلا الوعي والارتقاء بالانسانية نحو آفاق جديدة لانبثاق قيم السلام
والعدالة لجميع الانسانية .
#جاسم_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟