|
الحرب على اليمن - ثم ماذا بعد
محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 23:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نبدأ بسؤال ماذا بعد الهجوم الجوى على اليمن ومحاصراتها براً وبرحاً وجواً ؟ ماذ بعد تدمير كافة البنية التحتية فى دولة عربية اصيلة وذات حضارة عريقة ؟ ماذا بعد تدمثر الجيش اليمنى ووتد-مير كافة بناه التحتية وهو الجيش الذى كان يحارب قاعدة اليمن بالإشتراك مع جماعة أنصار الله ؟ ماذا بعد مرور ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل يوميا على المدنيين والمدارس والمستشفيات ومحطات الوقود ومحطات الكهرباء ؛تى أصبحت اليمن حاليا مقطوعة الإتصال بالعالم الخارجى نتيجة إظلام اليمن وعدم تشغيل حالت التواصل الإجتماعى والإتصالات ؟ ماذا بعد فقدانك بصديق يمنى يطمانك عنه يوميا وكيف انه نجا من القصف أو أصيب أحد من جيرانه ؟ ماذا بعد تواصل الهجوم من طرف واحد وبعد مرور ثلاثة اسابيع ونحن الآن فى الأسبوع الرابع ولم يقذف الجيش اليمنى او جماعة أنصار الله المملكة اسعودية بحجر واحد ؟ ثم ماذا بعد لو قرر الجيش اليمنى والذى يقوم حالياً بفرض سيطرته تحت القصف على أتباع الرئيس المخلوع خاصة فى عدن وفرض سيطرته على معظم محافظات اليمن التوجه للحدود السعودية اليمنية مع حركة أنصار الله ؟ هذه أسئلة كثيرة ومازال هناك أشئلة اكثر تتمحور على هذه الحرب التى تشنها المملكة السعودية على بلد عربى شقيق هو الأصل فى المنطقة المعروفة بشبه جزيرة العرب وهو المكون الأساسى لمعظم السكان فالخليج بكامله تاريخيا لم يكن فيه إلا اليمن وعمان والباقى صحراء قاحلة وكان لابد لنا من ذكر ذلك حتى تتضح الحقيقة . هناك حقيقة أخرى لابد من التنويه عليها وذكرها وهى حقيقة صادمة وهذه الحقيقة فى آلية التكوين البنيانى للمملكة السعودية والتى قامت بتحالف بين آل سعود وأنصار محمد بن عبد الوهاب فى بداية القرن العشرين وسابقا ً فى منتصف القرن الثامن عشر حيث كان التحالف الأول بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب بواسطة الإنجليز والذى قضى عليه محمد على فى بداية القرن التاسع عشر . نكرر دوماً هذه الحقيقة لأنها هى الحقيقة الوحيدة التى تدمر فى بناياننا العربى ونحن نصفق لها ونحييها حيث اعيد إنشاء الدولة بواسطة عبد العزيز آل سعود بنفس التحالف الوهابى . وعندما نذكر الوهابية نذكر بالتالى كافة الجماعات المتطرفة سواء بداية من القاعدة وجماعات الإخوان الإرهابية المصرية والتى تربت تحت كنف الحركة الوهابية بعد طردها من مصر فى منتصف ستينيات القرن الماضى بواسطة الزعيم جمال عبد الناصر . عندما نذكر الوهابية نذكر بالتالى جماعات حركة الشباب فى الصومال وجماعة بوكو حرام فى نيجيريا زجماعات أنصار الشريعة وفجر الإسلام فى كل من ليبيا وتونس زإمتدادات الجماعات فى المغرب العربى وكيف كانت هذه الجماعات فى الجزائر وما ارتكبته من مذابح . عندما نذكر الوهابية نذكر جماعة انصار بيت المقدس فى مصر ونذكر كافة الجماعات الإرهابية فى مصر بداية من الجماعة الإرهابية وكل روافدها السلفية التكفيرية منذ تأسيسها فى عهد السادات والتى بدات بجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية وتوابعها كالتكفير والهجرة . عندما نذكر الوهابية لابد من ذكر داعش فى العراق والشام وجبهة النصرة فى الشام أو سوريا كما لايفوتنا بالذكر غرتباط هاتين الجماعتين فى الشام بالعدو الصهيونى . وأخيراً عندما نذكر الوهابية نذكر القاعدة فى اليمن والتى كانت ىخر ماقدمته فى حقلها الإجرامى إعترافها نعملية الهجوم على المجلة الفرنسية بباريس وما قامت به من قتل . وفى هذا الصدد نقول مبارك لكى قاعدة اليمن وإستيلائك على محافظة حضرموت وخاصة عاصمة المحافظة المكلا تحت وابل القصف السعودى بعدما كانت نهايتك وشيكة بفضل التحالف بين الجيش اليمنى وحركة انصار الله فى القضاء على قاعدة اليمن الإرهابية والتى أصبحت مصدرة لكافة العمليات الإرهابية . ربما لاتخوننا الذاكرة ونحن نشاهد كل هذا القصف على بلد عربى اصيل ربما يحرك بداخلنا شيئ ما نحو تعاظم قوة جاهلية تقوم بالقتل والتدمير دون ان يمسها الجار بسوء . ربما بعد كل هذه النداءات الإنسانية من العالم ومؤسساته والتى كانت آخرها النداءات التى وجهها الأمين العام للأمم المتحدة رغم الرشوة السعودية للمجتمع الدولى . فالرشوة بالمال لم تمنع المرتشى بالتحدث عنوقف الإعتداء او الحرب نتيجة سيل الدم المراق من الضحايا المدنيين . ويبقى السؤال لماذا هذه الحرب ؟ هل كما يقول السعودى ويشاركه البعض فى إنتصاراً للشرعية فى اليمن ؟ لقد سمعناالكثير عن هذه الشرعيةمن إعلام مأجور او قادة رهنوا أوطانهم للمال السعودى وفى ها الشان لابد من توضيح الحقيقة التى يحاول الكل إخفائها . هذه الحقيقة التى تصرخ بأعلى صوتها أن هذا الرئيس قد أنتخب فعلاً لمدة سنتين فقط عامين لاأكثر وخلالهم يتم تشكيل كيان جديد للدولة اليمنية من وضع دستور ووضع آلية إنتخابية جديدة ولكن هذا الرئيس بعد مرور السنتين تم التجديد له سنة ثالثة بمعنى الشرعية القانونية للرئيس كانت قد إنتهت فى سنة 2013 م ولما تم التجديد له سنة ثالثة تنتهى فى نهاية سنة 2014 م حتى يقوم بإستكمال كافة الإجراءات ولكن هذا الرئيس وبمساعدة خارجية قد تقاعس عن دوره الوطنى مما جعل القوى الوطنية تقوم ضده بثورة لإنتهاء شرعيته ومحاولته الإستبداد بالسلطة اليمنية حتى أنه قد قام بتقديم إستقالته والتى هى لاتفيد لإنتهاء شرعيته الفعلية فعن اغى شرعية تتحدثون ايها المرتشون . عن أى شرعية ضد الإرادة الشعبية تتغنون واذا كانت الشرعيةهى الحاكمة فلابدمن عودة مبارك الرئيس الشرعى لمصر حتى يناير 2011 م أو لابد من عودة مرسى للرئاسة المصرية وهو رئيس منتخب اليست هذه هى الشرعية التى تزيحهها الثورات الشعبية ؟ ويا العجب عندما نرى أناس يحملون العديد من اللقاب الرنانة وبمجرد ان يتم تأجيرهم ببعض من المال ينكرون ما قالوه بالأمس ويؤيدون الإعتداء على دولة عربية ذات سيادة . يبقى السؤال فى النهاية ماذا بعد أن تحطمت اليمن وإنتهاء بنك الأهداف وتكراره حتى يتم تدمير المدمر ثانية وكل يوم يسال الدم اليمنى من أطفال ونساء وشيوخ ورجال اليمن المدنيين والتى تتهدم بيوتهم عليهم وه نيام او فى يقظة . يبقى هذا السؤال بعدما خاضت القوات الملكية السعودية بواسطة قواها الجوية هذه الحرب هذه المرة بنفسها بعيداً عن الوكالة الداعشية او النصرية او انصاربيت المقدس فى مصر وأنصار الشريعة فى بلاد المغرب بدءاً من ليبيا وكذلك الجماعات الإرهابية الإخوانية والسلفية التكفيرية وكأن الزعيم يزيح رجاله ويدخل بنفسه حتى يحسم الأمر . نقول لك ايها الزعيم اليمن ليست البحرين التى دخلتها بجنودك حتى تبطل ثورتها وتبقى إجابة السؤال مفتوحة للغد أو الغد القريب حينما يتحرك المارد اليمنى ليصد عن نفسه الإعتداء .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب على اليمن
-
حول تداعيات إستشهاد مواطنون مصريون على يد داعش فى ليبيا - حق
...
-
حول تداعيات إستشهاد مواطنون مصريون على يد داعش فى ليبيا
-
العالم قرية صغيرة - فى التخيل هل تفرض معادلة الكيان الصهيونى
...
-
حول زيارة الرئيس الروسى بوتن لمصر -هل يتلقف الرئيس المصرى ال
...
-
حول تداعيات حكم محكمة الأمور المستعجلة المصرية بان كتائب الق
...
-
رؤية فى الغد بمناسبة الإنتخابات البرلمانية المصرية
-
حول تنمية مصر فى مجال الثروة السمكية
-
عصر تجار الفتوى
-
العنف ضد المرأة - ثقافة التخلف
-
الأقفاص السمكية فى مصر - متهم أم مجنى عليه
-
تطور الأضداد - فى التناقض
-
مصر والعالم والغذاء
-
مصر - سوريا وتركيا بين الخلافة العثمانية والعثمانيون الجدد أ
...
-
حول صراع الهيمنة على المنطقة العربية - رؤية من خلال نصر أكتو
...
-
رئيس مصر2014
-
مصر الدستورية - 6 - يوم الإنتخابات
-
مصر الدستورية - 5 - سباق الرئاسة المصرية
-
مصر الدستورية - 4 - الرئيس القادم
-
مصر الدستورية - 3 - أوراسيا ومصر
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|