|
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 7
علي طالب الملا
الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 22:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل الباحثين والمختصين وحتى عامة الناس يؤكدون بشكل قاطع بحقيقة لا خلاف عليها وهي عدم اجزاء تعداد سكان فعلي في تاريخ العراق منذ نشأته سنة 1920 ولهذا اليوم يصرح سؤالا مباشرا عن الانتماء المذهبي (السنة أوالشيعة)، وكل عمليات التعداد السكاني منذ سنة 1919 لحال التاريخ قائمة على تعداد السكان في كل محافظة أو تقدير ذلك وأول تعداد تم استخدام التقنية الحديثة في العراق هو تعداد عام 1977 . وهناك من يطالب أن تدقق نسبة السنة والشيعة في اتباع ما يلي: فرز المحافظات أو الألوية ذات الأغلبية السنية عن الأخرى ذات الأغلبية الشيعية. وبشكل أدق نقول إن: محافظات الموصل (نينوى ) وصلاح الدين والرمادي ( الأنبار ) واربيل، والسليمانية، والدهوك كلها محافظات ذات أغلبية سنية، تزيد نسبة السنة فيها عن 90%. أما محافظات: العمارة (ميسان)، والناصرية (ذي قار)، والسماوة (المثنى)، والديوانية (القادسية)، وكربلاء، والنجف فهي محافظات ذات أغلبية شيعية. ومحافظة ديالى مختلطة فيها أغلبية سنية، في حين تقدر نسبة الشيعة فيها بين 30-35 %، بينما محافظات الكوت، والحلة (بابل)، والبصرة ذات أغلبية شيعية وتقدر نسبة السنة فيها بين 20-35 %.وتبقى بغداد العاصمة ذات الأغلبية السنية، فقد كانت نسبة السنة فيها في بداية القرن الماضي تقدر بـ 80%، واليوم تقدر بـ 60%، وتنزلاً مع كل الحسابات فلتكن النسبة 50% لكل من السنة والشيعة في بغداد .إن دراسة بسيطة للتعدادت السكانية للسنين (1947 و1957 و1965 و1977 و1997) تبين لأي للباحث حقائق مهمة وأجوبة مقنعة اما نسبة الأقليات فثابتة تقريبا بعد خروج اليهود من العراق بعد عام 1948، وتبلغ 4%، بعد ان كانت تصل فيما سبق إلى 8%. يسنتد المتخصصين والباحثين من ابناء الطائفة الشيعية إحصائيات الجيش البريطاني الذي تعتبر مصدر شك وريبة من قبل نظرائهم من اهل السنة والذين يجهرون بالقول أن علاقات التيار الديني الشيعي مع البريطانيين علاقات قديمة ترجع لأكثر من 170 عاما، يتهمون جمعية خيرية "أودة " [1] بأنها أصبحت تحت السيطرة البريطانية منذ سنة 1852م وان الأوقاف الخيرية في النجف وكربلاء تخضع لقرارات ورغبات المندوب السياسي البريطاني!! لأن بريطانيا خلصت بعد دراسة مستفيضة أن زمام أمور الشيعة بيد مجتهديهم وأن التحكم بالأموال هو المدخل لترويض هؤلاء العلماء والمراجع وهو أنجح السبل لاستخدام التشيّع لخدمة بريطانيا ومصالحها من أجل السيطرة على إيران والعراق. بل روج بعض مثقفي السنة بان الغرب يحارب الإسلام السني؛ لأنه المكون الأكبر في الإسلام لذلك فإن استخدام الاقليات والطوائف سيكون سلاحا يستخدمه الغرب لمحاربة الإسلام نفسه. الكثير من الدلائل تؤشر مصلحة بريطانيا أن يكون للسنة والشيعة مشكلة في العراق؛ لذلك أوحوا إلى العراقيين منذ إحتلاله أن الشيعة أكثرية مظلومية وأن من يحكمهم هم أقلية سنية؛ ليبقوا البلاد في صراع مستمر، يؤيد هذا ما ذكره السياسي العراقي كامل الجادرجي حين قال: "بدأت المشكلة تظهر في الواقع بعدما تكونت الحكومة الأهلية تحت الانتداب الانكليزي، فقد ظهرت الحاجة آنذاك ماسة بصورة جلية إلى إيجاد إداريين وقضاة ووزراء من الشيعة. وقد أدخل الانكليز في روع الشيعة أن اعتبارهم أقلية أمر يخالف الحقيقة، وذلك فإن من حق أبنائها أن يشاركوا مشاركة فعلية في جميع نواحي الإدارة"وهناك من يقول: "إن تشجيع الانكليز للشيعة قد كان يجري بمختلف الأشكال ومن أمثلة ذلك تحريض الشيعة على جعل الطائفية مثلهم الأعلى"بل روج الكثير من السياسيين وقتها ان الإنكليز هم وراء إقناع ملك العراق، فيصل الأول في تبني تقريب ابناء المذهب الجعفري ، يقول السياسي العراق توفيق السويدي [2]في كتابه (وجوه عراقية) من أسباب ضعف فيصل اعتقاده بصحة بعض الأقوال أن الجعفريين مسلوبي الحقوق، وإذا فرض أنه موجود فإنه لم يوفق في معالجتة بالطريق الصحيح إذ كان يصر على تولي ووصول العناصر الجعفرية إلى الحكم بدون اشتراط كفاءة ، وبقي ديوان الملك فيصل مصدرا للقلق خاصة بوجود وزير بلاط لبناني شيعي أصله من بعلبك، يدعى رستم حيدر ويعتبره خصومه والناقمين من تواجده هو من صنع التأثير طائفي في عقلية وتفكير الملك فيصل كما يقول الجادرجي: "إن الأنكليز والبلاط بتأثير وزير البلاط الشيعي رستم حيدر صاروا يغزون جهاز الدولة، بموظفين غير أكفاء لأسباب طائفية " [3]
المصادر
[1] ولاية هندية ظهرت في القرن الثالث عشر هجري، تسمى (أودة ) لها أوقافاً دائمة تدار من قبل علماء ومجتهدي الشيعة في العراق. [2] توفيق السويدي ولد سنة 1891، وتولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في السنوات 1929، 1930، 1946، 1950، توفي سنة 1968. [3]من أوراق كامل الجادرجي، ص65، كامل الجادرجي، دار الطليعة، بيروت،1971م.
#علي_طالب_الملا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 6
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 5
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 3
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 2
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟؟
-
مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟
-
نفق مظلم أم وجهات فاشلة ؟ أشكالية أجهزة المخابرات الدولية في
...
-
أعترافات متأخرة
-
وهم النجم الجماهيري
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|