تكالب الزمن الردئ على غزة

أمير ضهير

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 10:54
المحور: القضية الفلسطينية
    

الجميع يحاصر تلك المدينة البائسة، الجميع يريد تعذيبها، قهرها، قمعها، بدءا من الاحتلال ومرورا بحكومة حماس الإخوانية وانتهاء بمصر السيسي.
في الماضي وقبل الانقلاب في غزة ورغم الانتفاضة التي كانت مشتعلى في غزة والضفة، كانت غزة تفعل ما تريد وتعيش كما تريد، لكن الآن، غزة ومن فيها يعيشون كما يريد الاخرون ويموتون حينما يريد الاخرون. أكبر خطأ وكارثة حلت بالشعب الفلسطيني كانت عدما استلمت حماس الحكم في غزة، أنا اتخيل كثيرا الوضع كيف كان ليكون لو كانت حماس كما كانت قبل ان تكون حاكما على غزة.
اليوم، أرى غزة وقد أصبحت سجنا محكم الإغلاق، لدرجة أني أعتقد أن الاسرى في السجون الاسرائلية يعيشون أفضل من مليونين من البشر في غزة، على الاقل لديهم كهرباء وماء وطعام كافي!
نعلم دوافع اسرائيل الاجرامية في حصار غزة، ونعلم كذلك دوافع مصر السيسي في حصار غزة لكن السؤال ما هي دوافع حماس في حصار غزة!
عندما سيطر السيسي على الحكم في مصر، قامت حماس وجناحها العسكري باستعراضات عسكرية مسلحة على الحدود مع غزة لاظهار قوة الإخوان المسلمين في وجه الجيش المصري وقائده السيسي! أعتقد أن الأمر يتعلق برغبة الاخوان في تخويف الجيش بالقوة العسكرية النووية التي تمتلكها حماس في غزة!!! لا أدري كيف كان يفكر هولاء القوم، وما علاقتنا كشعب محاصر تحت الاحتلال بما يحدث في مصر!.
الكارثة الكبرى أن حماس تقوم باستفزاز مصر لتشديد الحصار ثم تدين هذا الحصار، فعل غبي للغاية. رغم اني مقتنع تماما أن مصر تقوم بعمل اجرامي عندما تغلق معبر رفح البري مثلها مثل دولة الاحتلال الاسرائيلي، لكن حماس لماذا تحاصر الشعب في غزة هكذا بل لماذا تحاصر نفسها مع الشعب في غزة؟؟
أكثر ما أخشاه أن ما قامت وتقوم به حماس من استفزاز للجيش المصري عمل مقصود بتوجيهات دولية من تنظيم الاخوان المسلمين أو من دولة في المنطقة معنية بخلق بؤر وضغوط ومشاكل لحكام مصر الجدد، وذلك على حساب مئات الالاف من الاطفال والمسنين والنساء والشباب والحيوانات حتى في غزة. لكني أقول للحكومة الاخوانية في غزة، لا يمكن أن تبرروا أمام شعبنا وأمام التاريخ تعريضكم مليوني من البشر في غزة لهذا النوع من التعذيب والحصار والسجن والتضييق لأنكم ببساطة تستجيبون لتوجيهات دولية تخدم تنظيم ما أو دولة أخرى. يكفى ما نحن فيه، تكفي الحروب المتكررة التي نعاني ويلاتها كل يوم ونراها في عيون الاف المصابين والمهدمة بيوتهم.
أمس كانت الكهرباء مقطوعة بالكامل مثل كل يوم. البؤس رأيته اليوم في عيون الناس كما لم أره من قبل. أصبحنا نعيش على مساعدات وكالة الانروا والاتحاد الأوروبي، صدقا لولا مساعدات الانروا والجمعيات لما بقينا أحياء.
لديكم مشروع مقاوم وفكر مقاوم، هذا جيد. لكن من يحمل هذا الفكر يجب عليه أن يضمن على الاقل بقاء شعبه على قيد الحياة حتى يجد على الاقل شعب يعيش في الارض التي سيحررها. أنا لدي طلب بسيط للغاية ومنطقي جدا، طلب واحد فقط
عندما تقوموا بوضع الخطط العسكرية والاعلامية والأمنية ....ألخ، قوموا بجوار ذلك بوضع خطة بسيطة تضمن لشعبنا الحياة بالحد الأدني، الحد الأدنى فقط. أنا لا أطلب أن تجعلوهم يعيشون برفاهية كالصومال الشقيق مثلا!

#أمير_ضهير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات