أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - هشام البستاني وردة في بستان الحرية














المزيد.....

هشام البستاني وردة في بستان الحرية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 353 - 2002 / 12 / 30 - 15:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



29-12-2002


في بلادنا العربية لازال السجن أهم من المدرسة والسجان أكثر احتراما من المعلم, هذا الذي كاد أن يكون رسولا. هناك على الضفة الأخرى من نهر الأردن يقبع الدكتور هشام البستاني نزيل السجن لمجرد أنه كتب مقالة سرد فيها واقع أحد السجون في المملكة الأردنية. وكانت مقالته التي نشرت في مجلة الآداب سببا مباشرا لمنع توزيع العدد في المملكة.

أتدرون ما كتب المعتقل, سجين الرأي ونزيل سجن الحريات المقموعة في بلد كنا توقعنا أنه خطا خطوات هامة في الطريق الصحيح والسليم نحو حرية الرأي والكلمة. كتب عن السجن الذي يعامل نزلائه من المعتقلين معاملة غير إنسانية, كتب ما رآه خلال زيارته لسجن الجويدة, حيث لا إكرام للمرء بل إهانة وحط من قيمة المعتقل وتنكيل نفسي وقمع لا إنساني.

هناك كنا نعتقد أنه اصبح للصحافة حرية تستطيع الاعتماد عليها في بلد, لم يتوانى عن زج نائبة في البرلمان في السجن لمجرد تعبيرها عن رأيها بكل راحة ضمير.

أيها الرقيب , أيها المراقب, أيها السجان, يا سادة عصر الظلمات وأعداء النور والحريات! الرسالة الصحافية والإعلامية,الإنسانية النبيلة,لا تعترف بالشرطي الذي  يراقب حبات الأرز والذرة المتناثرة على أصابع أيدي الأطفال الجياع وفوق صدورهم العارية. ولا تقبل بوجود المخبر الذي يعد أرغفة الخبز في الأفران الخاوية. كما لا ترضى بالمقص الذي يقص ويحذف كل ما يراه يضر بالحكومة والحكم.

إذا كان الرقيب موجودا والمقص فعالا, ويقص حسب هواه, فلما إذن الصحف والمجلات والجرائد. فلتقفل كلها ليعرف الناس أن مجلة واحدة تكفي عن كل المجلات الباقية ما دامت صفراء وبلون واحد وحيد. وكذلك الحال مع الصحيفة الواحدة الوحيدة, مادامت تعبر عن رأي الرقيب والمقص الرهيب. أما أن نتباهى بالحريات الشكلية وبحرية الرأي والتعبير ثم نقوم بسجن الصحفي أو مراسل التلفزة لأنه نقل صورة حية ومباشرة عن القمع والعجب العجاب في سجن تابع للدولة أو عن جهاز أمن وشرطة انحرف عن مساره أو تجاوز صلاحياته في التعامل مع أبناء الشعب. حيث تهان إنسانية المرء وتهان كرامة المواطن وتلعن آرائه وتكفر وتصبح مسمومة بفعل عدم توافقها وسياسة النظام وانعدام رضا الحكام.

هل من المعقول أن نطالب الغير باحترامنا ما دمنا نحن لا نحترم الكتاب والصحافيين في بلادنا, لم يعد لنا سوى أن نقول وداعا أيتها الحرية المنتقصة, لن تشهدي موت ضمائرنا ولا سقوطنا في وحل التخلف ومستنقعات الغيب التي تسيطر على ساحاتنا في ظل اغراءات الذين يسيطرون على الحكم باسم الشعب رغما عن إرادة الشعب. لقد شرخت مرآة الحرية شرخا كبيرا عندما وضعت الأغلال في أيدي الزميل هشام البستاني. ولا تلتئم تلك الشروخ ألا بحرية البستاني و إطلاق الحريات لكي تنتعش الروح في بلادنا العربية, ولكي نبني مدرسة بدلا من السجن ونصنع ألعابا للأطفال بدلا من الأغلال.


 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاتل ينتحل شكل الضحية
- عن الانتخابات الاسرائيلية تجربة تعكس تقريبا حقيقة الواقع
- النرويج خطوة إلى الوراء
- إسرائيل تلعب بالنار
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب
- لقاء لم ينته مع الفنان العراقي الكبير رضا الشاطئ.
- عزمي بشارة شوكة في حلق إسرائيل
- بازار الانتخابات الصهيونية
- المستشار القانوني للحكومة ألاسرائيلية الياكيم روبنشطاين يوصي ...
- مؤتمر لندن ومزاد التفريط
- مندوب المافيا في مجلس الأمن
- إرهابيات
- انتخابات و أنتقامات


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - هشام البستاني وردة في بستان الحرية